الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"عن أبي سعيد الخدري أنَّه قال: جاء رجل وقد صلَّى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال: ألا رجل": الهمزة للاستفهام، و (لا) بمعنى: ليس؛ أي: هل كان رجل "يتصدَّق على هذا" الرجل، "فيصلي معه"؟ ليحصل له ثواب الجماعة، فيكون كأنه قد أعطاه صدقة؛ لأنه جعل ثواب صلاته من واحد إلى سبعة وعشرين.
"فقام رجل، فصلى معه": فيه دليل على أنَّ دلالةَ أحدٍ على الخير وتحريضه عليه صدقة، وعلى أنَّ من صلى بالجماعة يجوز له أنَّ يصلي مرة أخرى بالجماعة، فيكون إمامً أو مأمومًا.
* * *
28 - باب مَنْ صلَّى صلاةً مرَّتَين
(باب من صلى صلاة مرتين)
مِنَ الصِّحَاحِ:
824 -
قال جابرٌ رضي الله عنه: كان مُعاذُ بن جَبَلٍ رضي الله عنه يُصلِّي مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي قَومَه، فيُصلي بهم.
وقال جابرٌ: كانَ معاذُ بن جَبَل يُصلِّي معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم العِشاءَ، ثم يَرجِعُ إلى قومِهِ، فيُصلي بهم العشاءَ، وهي له نافلةٌ.
"من الصحاح":
" قال جابر: كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي عليه الصلاة والسلام، ثم يأتي قومه، فيصلي بهم" بالإمامة، وهذا يدل على أنَّ من صلى بجماعة، ثم أدرك جماعة أخرى، فله أنَّ يصليها ثانيًا معهم، وأن يؤمَّ فيها قومًا.
"وقال جابر رضي الله عنه: كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، ثم يرجع إلى قومه، فيصلي بهم العشاء، وهي له"؛ أي: الصلاة الثانية لمعاذ "نافلة"؛ أي: زائدة؛ لأن معنى النافلة الزيادة، وتلك زائدة؛ لأنه لو لم يصلِّها لا إثمَ عليه.
قيل: جعله من (الصحاح) غير صحيح، فالصواب حمله على أنَّ المؤلف أورد ذلك على وجه البيان لما كان يصليه معاذ ثانيًا.
* * *
مِنَ الحِسَان:
825 -
عن يَزيد بن الأَسْوَد أنَّه قال: شَهِدْتُ معَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم حجَّتَهُ، فصلَّيْتُ معَهُ صلاةَ الصُّبح في مَسجدِ الخَيْفِ، فلمَّا قضى صلاتَهُ وانحرفَ، فإذا هو برجُلَيْنِ في آخرِ القومِ لم يُصَلِّيا مَعَهُ، قال:"عليَّ بهما"، فَجيءَ بهما تُرْعَدُ فرائصُهما قال:"ما مَنَعَكما أنَّ تُصَلِّيا معَنا؟ "، فقالا: يا رسولَ الله! إنَّا كنا صلَّينا في رِحالِنا، قال:"فلا تَفْعلا، إذا صلَّيتُما في رِحالِكما، ثم أتيْتُما مَسجِدَ جماعةٍ، فصلِّيا معهم، فإنها لكُما نافلةٌ".
"من الحسان":
" عن يزيد بن الأسود أنَّه قال: شهدت"؛ أي: حضرت "مع النبي عليه الصلاة والسلام حجته": أراد به: حجة الوداع.
"فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف": وهو مسجد منى.
"فلما قضى صلاته وانحرف"؛ أي: انصرف ورجع.
"فإذا هو برجلين"؛ أي: النبي عليه الصلاة والسلام حاضرٌ مع رجلين في آخر القوم.
"لم يصليا معه قال: عليَّ": اسم فعل؛ أي: ائتوني "بهما"، وأحضروهما عندي.