الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصلاة والسلام" بالرفع عطفُ بيانِ لـ (فلانة)، أو خبر مبتدأ محذوف، قيل: هي صفية، وقيل: حفصة رضي الله عنها.
"فخر ساجداً، فقيل له: تسجد في هذه الساعة؟ ": بحذف الاستفهام
"فقال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: إذا رأيتم آية"؛ أي: علامة مخوفة "فاسجدوا"؛ أي: فصلوا ما قدَّر الله، وقيل: أراد به السجود فحسب.
"وأي آية أعظم من ذهاب أزواج النبي عليه الصلاة والسلام" فالسجود عند ذلك لدفع العذاب المتوقعِ الحصولِ بذهابهن.
قال صلى الله عليه وسلم: "أنا أَمَنةٌ لأصحابي فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأهل الأرض" الحديث، فكأنه رأى بقاء الأمنة على الأصحاب ببقاء الأزواج، لأن أهل الرجل يعدُّ من جملته لشدة الاتصال بينهما.
* * *
فصل في سجود الشكر
(فصل في سجود الشكر)
مِنَ الحِسَان:
1058 -
عن أبي بَكرَةَ رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ إذا جاءَهُ أمر يُسَرُّ به خر ساجداً شكراً للهِ. غريب.
"من الحسان":
" عن أبي بكرة رضي الله عنه: أن النبي عليه الصلاة والسلام كان إذا جاءه أمر يسرُّ به" من السرور.
"خر ساجداً"؛ أي: سقط للسجود "شكراً لَلّه" فسجود الشكر سنَة عند الشافعي.
"غريب".
* * *
1059 -
ورُوي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم رأَى نُغاشياً، فسجدَ شكراً للهِ تعالى.
"وروي أن النبي عليه الصلاة والسلام رأى نغاشيًّا" بتشديد الياء؛ أي: ناقص الخلق وضعيف الحركة.
"فسجد شكراً لله" فالسنَّة لمن رأي مبتلًى ببلاء أن يسجد شكراً لله على أن عافاه الله تعالى من ذلك، ولكنْ ليكتم السجود عنه لئلا يتأذى.
* * *
1060 -
عن عامر بن سَعْد، عن أبيه قال: خرجْنا معَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم مِن مكةَ نريدُ المدينةَ، فلمَّا كنا قَريباً من عَزْوَزاء نزلَ، ثم رفعَ يديهِ فدَعا الله ساعةً، ثم خَرَّ ساجداً، فمكثَ طويلاً، ثم قامَ فرفعَ يديه ساعة، ثم خرَّ ساجداً، ثم قام فقال:"إني سألتُ ربي، وشفعتُ لأِمَّتِي، فأعطاني ثُلُثَ أُمَّتي، فخرَرْتُ ساجداً لِربي شكراً، ثم رفعتُ رأسي فسألتُ ربي لأِمَّتي، فأعطاني ثُلث أمتي فخررتُ ساجداً لربي شكراً، ثم رفعتُ رأسِي فسألتُ ربي لأِمَّتي، فأعطاني الثلث الآخِرَ، فخررتُ ساجداً لربي شكراً".
وروي أن النَّبي صلى الله عليه وسلم رأى نُغاشِياً، فسجد شكراً لله، والنُّغاش: القصير.
"عن عامر بن سعد، عن أبيه أنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريباً من عَزْوزَاء" بفتح العين
المهملة وسكون الزاي المعجمة وفتح الواو وبالمد - وقيل: بالقصر -: ثنيةُ الجحفة عليها طريق المدينة إلى مكة، سمي به لصلابة أرضه، مأخوذٌ من العزاز: الأرض الصلبة.
"نزل ثم رفع يديه فدعى الله ساعة" نزوله عليه الصلاة والسلام في هذا الموضع للدعاء لأمته بوحي الله تعالى لا لخاصية هذه البقعة.
"ثم خرَّ ساجداً فمكث طويلاً، ثم قام فرفع يديه ساعةً، ثم خرَّ ساجداً فمكث طويلاً، ثم قام فرفع يديه ساعةً، ثم خر ساجداً، قال: إني سألت ربي وشفعت لأمتي فأعطاني ثلث أمتي، فخررت ساجداً لربي شكراً، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني ثلث أمتي، فخررت ساجداً لربي شكراً، ثم رفعت رأسي فسألت ربي لأمتي فأعطاني الثلث الآخر" بكسر الخاء
"فخررت ساجداً لربي شكراً" قال الإمام مظهر الدين: ليس معناه أن يكون جميع أمته مغفورين بحيث لا يصيبهم عذاب؛ لأن هذا نقيض الآيات والأحاديث الواردة في تهديد الفاسقين، بل المعنى: أنه سأل أن يخص أمته من بين الأمم بأن لا يمسخ صورهم بسبب الذنوب، وأن لا يخلدهم في النار بسبب الكبائر، وغير ذلك من الخواص التي خصَّ الله أمته عليه الصلاة والسلام بها من بين سائر الأمم.
وفيه نظر: لأن السنة كما دلت على ذلك دلت أيضاً على هذا، وكذا الكتاب، كقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر: 53] وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: 48]، إلى غير ذلك، والعفوُ من الكريم ينبغي أن يكون أرجى من العذاب، والله أكرم الأكرمين، وأما دخولُ النار فليس بحتم إلا تَحِلَّةَ القسم خلافاً للمعتزلة.
* * *