الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المَوت، فقال:"كيف تَجدُكَ؟ "، قال: أرجو الله يا رسولَ الله، وإني أخافُ ذُنوبي، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:"لا يجتمعانِ في قلْبِ عبدٍ في مثْل هذا المَوطنِ إلا أعطاهُ الله ما يَرجو، وآمنَه مما يَخافُ"، غريب.
"وعن أنس أنه قال: دخل النبي عليه الصلاة والسلام على شاب وهو في الموت، فقال: كيف تجدك؟ "؛ أي: تجد قلبك أو نفسك في الانتقال من الدنيا إلى الآخرة: راجياً رحمة الله أو خائباً منها؟ "قال: أرجو الله يا رسول الله! وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: لا يجتمعان"؛ أي: الرجاء والخوف "في قلب عبد في مثل هذا الموطن"؛ يعني: الموت.
"إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف".
"غريب".
* * *
3 - باب ما يقال لمَنْ حَضَرَهُ الموتُ
(باب: ما يقال عند من حضره الموت)
مِنَ الصِّحَاحِ:
1147 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقَنوا موتَاكم لا إلهَ إلا الله".
"من الصحاح":
" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وأبي هريرة رضي الله عنه أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لقنوا موتاكم"؛ أي: مَن قَرُبَ منكم من الموت،
سماهم موتى باعتبار المآل.
"لا إله إلا الله"؛ أي: قولوا له كلمتي الشهادة.
* * *
1148 -
وقال: "إذا حَضَرْتم المَريضَ أو الميتَ فقولوا خَيراً، فإنَّ الملائكةَ يُؤَمِّنون على ما تقولون".
"وعن أم سلمة أنها قالت: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: إذا حضرتم المريض أو الميت فقولوا خيراً"؛ أي: ادعوا للمريض بالشفاء بقولكم: اللهم اشفه، وللميت بالرحمة والمغفرة بقولكم: اللهم اغفر له وارحمه.
"فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون" فيكون دعاؤكم مستجاباً بحضور الملائكة وتأمينهم.
* * *
1149 -
وقالت أُم سلَمة رضي الله عنها: قالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن مُسلمٍ تُصيبُه مصيبةٌ فيقولُ ما أَمَرَهُ الله به: إنا لله وإنا إليهِ راجعون، اللهم أَجِرْني في مصيبتي، وأَخْلِفْ لي خيراً منها إلا أخلَفَ الله له خيراً منها، فلمَّا ماتَ أبو سلَمة قلتُ: أيُّ المُسلمينَ خيرٌ من أبي سلَمة؟، أولُ بيتٍ هاجر إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ثم إنِّي قلتُها، فَأَخْلَفَ الله لي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم.
"وقالت أم سلمة رضي الله عنها: قال: رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله به: إنا لله وإنا إليه راجعون" هذا تفسير لقوله: (ما أمره الله).
"اللهم أجرني" بهمزة الوصل؛ أي: اجعلني مأجوراً في مصيبتي.
"وأخلف لي" - بقطع الهمزة - "خيراً منها"؛ أي: عوِّضني خيراً مما فاتني في هذه المصيبة.
"إلا أخلف الله له خيراً منها" في الدنيا والآخرة.
"فلما مات أبو سلمة قلت: أيُّ المسلمين خير من أبي سلمة؟! " فإنه "أول بيت هاجر" مع عياله من مكة "إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم إني قلتها"؛ أي: الكلمة المذكورة "فأخلف الله لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم"؛ أي: جعلني زوجته عليه الصلاة والسلام.
* * *
1150 -
وقالت: دخَل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلَمة وقد شقَّ بَصَرُهُ، فأَغْمَضَهُ، ثم قال:"إنَّ الروح إذا قُبضَ تَبعَه البصرُ"، فَضَجَّ ناسٌ من أهلِهِ فقال:"لا تدعوا على أنفُسِكم إلا بخيرٍ، فإنَّ الملائكة يُؤَمِّنون على ما تقولون"، ثم قال:"اللهم اغفِرْ لأبي سلمةَ، وارفع درجتَه في المهدِيين، واخلفْه في عَقِبه في الغابرين، واغفرْ لنا وله يا ربَّ العالمَين، وافسَحْ له في قبرِه نوِّرْ له فيه".
"وقالت: دخل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم على أبي سلمة وقد شق بصره"؛ أي: بقي مفتوحاً.
"فأغمضه ثم قال: إن الروح إذا قبض تبعه البصر"؛ يعني: ينظر إلى قابض روحه ولا يرتدُّ إليه طَرْفُه فيبقى على تلك الهيئة، فينبغي أن يُغمض لزوال فائدة الانفتاح بزوال البصر.
"فضج ناس من أهله"؛ أي: رفع أقارب الميت أصواتهم بالبكاء ودعوا على أنفسهم.
"فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون"؛ أي: في دعائكم خيراً كان أو شراً.
"ثم قال: اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين"؛ أي: اجعله في زمرة الذين هديتهم إلى الإسلام، وارفع درجته من بينهم.
"واخلُفه" بهمزة الرصل وضم اللام؛ أي: كن خليفة له "في عقِبه" بكسر القاف؛ أي: في أولاده.
"في الغابرين" بدل من قوله: (في عقبه)؛ أي: في الباقين برعاية أمورهم وحفظ مصالحهم.
"واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح"؛ أي: وشع "له في قبره ونوِّر له فيه".
* * *
1151 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حينَ تُوفي سُجِّيَ ببُرْدِ حِبَرَةٍ.
"وقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين توفي سجي" بصيغة المجهول؛ أي: غطِّي وسُتر.
"ببرد حِبَرة": بكسر الحاء وفتح الباء: هو الثوب اليمني، من التحبير وهو التزيين؛ أي: بُرْدٌ من برود اليمن فيه وشيٌ، فيه بيانُ أن السنة سترُ الميت من حين الموت إلى وقت الغسل بثوب خفيف.
* * *
مِنَ الحِسَان:
1152 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كانَ آخرُ كلامِهِ لا إلَهَ إلا الله دخلَ الجنَّةَ".
"من الحسان":
" عن معاذ بن جبل أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: من كان آخر كلامه لا إله إلا الله" والمراد كلمتي الشهادة.
"دخل الجنة" إما قبل العذاب، أو بعدُ إن عذِّب بقَدْر ذنوبه.
* * *
1153 -
قال: "اقرؤوا على موتاكُم يس".
"وعن معقل بن يسار أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: اقرؤوا على موتاكم"؛ أي: مَن حضره الموت.
"يس"؛ أي: هذه السورة، والحكمة في قراءتها على المحتضَر هو أن أحوال القيامة والبعث مذكور فيها ، فقراءتها تذكِّر ذلك.
* * *
1154 -
وقالت عائشة رضي الله عنها: إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قبَّل عُثمانَ بن مَظْعون وهو ميِّتٌ وهو يبكي حتى سالَ دُموعُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم على وجه عثمان.
"وقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت وهو يبكي حتى سال دموع النبي عليه الصلاة والسلام على وجه عثمان"، يعلم من هذا أن تقبيل المسلم بعد الموت والبكاءَ عليه جائز.
* * *
1155 -
وقالت: إن أبا بكر رضي الله عنه قبَّل النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بعدَ موته.