الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"وعزائم مغفرتك"، جمع عزيمة: وهي الخصلة التي يعزِمها الرجل، يعني: الخصال التي تحصل مغفرتك لي بسببها.
"والغنيمة"؛ أي: أسألك أن تعطيَني نصيبًا وافرًا.
"من كلِّ بِر، والسلامة من كل إثم، لا تدع"؛ أي: لا تتركْ لي ذنبًا إلا غفرته.
"ولا همًا"؛ أي: غمًا "إلا فرَّجته"؛ أي: أزلْتَه.
"ولا حاجة هي لك رضًا"؛ أي: مرضيًا "إلا قضيتها يا أرحمَ الراحمين".
"غربب".
* * *
39 - باب صلاة التَّسْبيح
(باب صلاة التسبيح)
938 -
عن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قالَ للعباسِ بن عبدِ المطلبِ: "يا عَمَّاهُ، ألا أُعلِّمُكَ، ألا أَمنَحُكَ، ألا أَفعلُ بكَ عشرَ خصالٍ إذا أنتَ فعلتَ ذلكَ غُفِرَ لكَ ذنبُك أولُه وآخرُه، خَطَؤه وعَمْدُه، صغيرُه وكبيرُه، سِرُّه وعلانيتُه: أن تُصلِّي أربعَ ركعاتٍ تقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ وسورةً، فإذا فرغتَ من القراءةِ قلتَ وأنتَ قائمٌ: سُبحانَ الله، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا الله، والله أكبرُ خمسَ عشرةَ مرةً، ثم تركعُ فتقولُها عشرًا، ثم ترفعُ رأْسَك من الركوعِ فتقولُها عشرًا، ثم تَهوي ساجدًا فتقولُها عشرًا، ثم ترفعُ رأسَك من السجودِ فتقولُها عشرًا، ثم تَسْجُدُ فتقولُها عَشرًا، ثم ترفَعُ رأسك مِنَ السجودِ فتقولُها عشرًا قبل أن تقومَ، فذلك خمسٌ وسبعونَ في كلِّ ركعةٍ، إنِ استطعتَ أن
تُصلِّيَها في كل يومٍ مرةً فافعلْ، فإن لم تفعلْ ففي كل جمعةٍ، فإن لم تفعلْ ففي كل شهرٍ، فإن لم تفعلْ ففي كل سَنةٍ، فإن لم تفعل ففي عمُرِكَ مرةً".
"من الصحاح"
" عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال للعباس بن عبد المطلب: يا عمَّاه"، منادى أضيف إلى ياء المتكلم، قُلبت الياء ألفًا وألحقت به هاءالسكت كياءِ غلاماه.
"ألا أعلِّمك ألا أمنحُك"؛ أي: أعطيك.
"لا أفعلُ بك"؛ أي: أعلِّمك، كذا وقع في بعض نسخ "المصابيح"، والرواية الصحيحة والصواب:(لك) بدل (بك)، وهذه الألفاظ متقارِبةُ المعاني، وإنما أعادها تقريرًا للتأكيد وتخصيصًا على الاستماع إلى ما يقول عليه الصلاة والسلام، وأضاف فِعل الخصال إلى نفسه لأنه هو الباعثُ عليها والهادي إلى الاستماع إلى ما يقوله.
"عشرَ خصال"، بنصب (عشرَ) على تقدير عَدَّ عليه الصلاة والسلام عشر خصال، وبالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، قيل: هذا على حذف مضاف؛ أي: مكفِّرٌ عشرَ خِصَال.
"إذا أنت فعلتَ ذلك غفرَ لك ذنبك أولَه وآخرَه، قديمَه وحديثَه، خطأه وعمدَه، صغيرَه وكبيرَه، سرَّه وعلانيتَه"، والخصال العشر هي الأقسام العشرة من الذنوب، والضمائر في هذه كلِّها عائدةٌ إلى قوله: ذنبك.
وقيل: المراد بالعشر الخصال التسبيحاتُ والتحميداتُ والتهليلاتُ والتكبيراتُ؛ لأنها فيما سوى القيام عشر خصال.
"أن تصلي": (أنْ) مفسرة لأن التعليم في معنى القول، أو هي خبر مبتدأ محذوف والمقدَّر عائد إلى قوله ذلك؛ أي: هو أن تصلي "أربعَ ركعات، تقرأ
في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة، فإذا فرغت من القراءة قلت وأنت قائم: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمس عشر مرة، ثم تركع فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرًا، ثم تَهْوِي سَاجدًا فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرًا، ثم تسجد فتقولها عشرًا، ثم ترفع رأسك فتقولها عشرًا قبل أن تقوم، فذلك خمسٌ وسبعون في كل ركعة إن استطعتَ أن تصلِّيها في كل يوم مرة فافعل، وإن لم تفعلْ ففي كل جمعة، فإن لم تفعل ففي كل شَهْر، فإن لم تفعل ففي كل سَنة، فإن لم تفعل ففي عمرِك مرة".
* * *
939 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإنْ صَلَحَت فقد أَفْلَحَ وأَنْجَحَ، وإن فَسَدَت فقد خابَ وخَسِرَ، فإن انتقَصَ من فَريضَتِه شيءٌ قال الرب تبارك وتعالى: انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ؟، فيُكَمَّلُ بها ما انتقصَ من الفَريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عَمَلِهِ على ذلك".
وفي روايةٍ: "ثم الزكاةُ مثل ذلك، ثم تُؤْخذُ الأَعمالُ على حسبِ ذلك".
"عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يقول: إنَّ أولَ ما يحاسَب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صَلَحَتْ"، صلاحُها بأدائها صحيحة.
"فقد أفلح وأنجح"؛ أي: صار ذا فَلَاح وذا نَجَاح.
وإن فسدت" بأن لم يؤد جميع فرائضها أو أدَّاها غير صحيحة.
"فقد خاب"؛ أي: صار محرومًا عن الفوز والخلاص قبَل العذاب.
"وخسرَ، فإنْ انتقصَ من فريضته شيءٌ قال الرب تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي مِن تطوُّعِ فيكمل بها"؛ أي: بالتطوُّع، وتأنيث الضمير باعتبار النافلة.
"ما انتقصَ من الفريضة، ثم يكون سائرُ عمله" من الصوم والزكاة "على ذلك"، إن ترك شيئًا من المفروض يكملٌ من التطوع.
"وفي رواية: ثم الزكاة مثل ذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك"، فمَن كان عليه حقٌّ لأحدٍ تؤخَذ من أعماله الصالحة بقدْرِ ذلك ويدفَعُ إلى صاحبه.
* * *
940 -
وعن أبي أُمامة رضي الله عنه أنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما أذِنَ الله لعبدٍ في شيءٍ أفضلَ من ركعتينِ يُصليهِما، وإنَّ البرَّ ليُذَرُّ على رأسِ العبدِ ما دامَ في صلاتِهِ، وما تَقَرَّبَ العبادُ إلى الله تعالى بمثْلِ ما خرجَ منهُ"، يعني: القرآن.
"وعن أبي أمامة أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ما أَذِنَ الله لعبدِ"؛ أي: ما سمع له سماعَ قَبول.
"في شيء أفضلَ من ركعتين يصلِّيهما"؛ يعني: أفضل العبادات الصلاة.
وإن البرَّ ليُذَرُّ"؛ أي: ينتشِرُ ويُفرَّق"على رأس العبد"؛ يعني الرحمة والثواب لَينزل على المصلي "ما دام في صلاته، وما تَقَرَّبَ العبادُ إلى الله بمثلِ ما خرجَ منه"؛ يعني: بمثل ما ظهر من الله من شرائعه وأحكامه.
والمراد: ما خرج من كتابه المبين، وهو اللوح المحفوظ.
"يعني القرآن"، تفسير بعض الرواة وهو أبو النصر، وقيل الضمير في (منه) عائد إلى العبد، وخروجه منه كونه متلوًا على لسانه محفوظًا في صدره