الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا فى النكرات إعمالا كإعمال ليس ولات فاعل بتلى وإن معطوف عليه وذا العمل مفعول وذا إشارة إلى عمل ليس والعمل نعت لذا. ثم قال:
وما للات فى سوى حين عمل
…
وحذف ذى الرّفع فشا والعكس قل
يعنى أن لات لا تعمل إلا فى الحين وهو اسم الزمان فلا يقال لات زيد قائما بل يقال لات حين خروج ولات وقت قتال، ومنه قوله تعالى: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ [ص: 3] وقوله:
وحذف ذى الرفع فشا والعكس قلّ، يعنى أن حذف المرفوع وهو اسمها فاش أى كثير وعكسه وهو حذف المنصوب وهو خبرها قليل وفهم منه أنه لا يجوز إثباتهما معا فمن حذف اسمها ولات حين مناص ومن حذف
خبرها قوله ولات حين مناص برفع حين، وهى قراءة شاذة وتقدير الخبر لهم وعمل مبتدأ وخبره للات وفى سوى فى موضع الحال على أنه نعت لعمل قدم عليه أو متعلق بعمل.
أفعال المقاربة
ككان كاد وعسى لكن ندر
…
غير مضارع لهذين خبر
وكونه بدون أن بعد عسى
…
نزر وكاد الأمر فيه عكسا
وكعسى حرى ولكن جعلا
…
خبرها حتما بأن متّصلا
وألزموا اخلولق أن مثل حرى
…
وبعد أوشك انتفا أن نزرا
ومثل كاد فى الأصحّ كربا
…
وترك أن مع ذى الشّروع وجبا
أفعال هذا الباب على ثلاثة أقسام: قسم لمقاربة الفعل وقسم لرجائه وقسم للشروع فيه.
وسميت كلها أفعال المقاربة تغليبا فالذى لمقاربة الفعل كاد وكرب وأوشك والذى للرجاء عسى واخلولق وحرى والذى للشروع جعل وأخذ وطفق وعلق وأنشأ وقد أشار إلى القسم الأول والثانى بقوله: (ككان كاد وعسى) يعنى أن كاد وعسى مثل كان فى كونها ترفع الاسم وتنصب الخبر إلا أن خبر كاد وعسى لا يكون فى الغالب إلا فعلا مضارعا وقد نبّه على ذلك بقوله: (لكن ندر * غير مضارع لهذين خبر) ومما جاء فيه الخبر غير مضارع على وجه الندور قوله:
- فأبت إلى فهم وما كدت آيبا (36)
وقولهم فى المثل عسى الغوير أبؤسا. وكاد مبتدأ وخبره ككان، وعسى معطوف على كاد وغير مضارع فاعل بندر ومعنى ندر قلّ ولهذين متعلق بندر وخبر حال ووقف عليه بالسكون على لغة ربيعة ويجوز ضبط غير بالفتح على أن يكون حالا وخبر هو الفاعل بندر إلا أن فى هذا الوجه صاحب الحال نكرة محضة وهو قليل وسوغ ذلك تأخير صاحب الحال وهو خبر وهو قليل. ثم قال:(وكونه بدون أن بعد عسى * نزر) يعنى أن اقتران المضارع الواقع خبرا لعسى بأن كثير كقوله تعالى: عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ [التوبة: 102] وخلوّه منها نزر قليل كقول الشاعر:
- عسى الكرب الذى أمسيت فيه
…
يكون وراءه فرج قريب (37)
ثم قال: (وكاد الأمر فيه عكسا) يعنى أن القليل فى عسى وهو خلوّه من أن هو الكثير فى كاد نحو قوله عز وجل: وَما كادُوا يَفْعَلُونَ [البقرة: 71] والكثير فى عسى وهو اقترانه بأن هو القليل فى كاد نحو قوله:
- قد كاد من طول البلى أن يمصحا (38)
(36) عجزه:
وكم مثلها فارقتها وهى تصفر
والبيت من الطويل، وهو لتأبط شرا فى ديوانه ص 91، والأغانى 21/ 159، وتخليص الشواهد ص 309، وخزانة الأدب 8/ 374، 375، 376، والخصائص 1/ 391، والدرر 2/ 150، وشرح التصريح 1/ 203، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص 83، وشرح شواهد الإيضاح ص 629، ولسان العرب 3/ 383 (كيد)، والمقاصد النحوية 2/ 165، وبلا نسبة فى الإنصاف 2/ 544، وأوضح المسالك 1/ 302، وخزانة الأدب 9/ 347، ورصف المبانى ص 190، وشرح ابن عقيل ص 164، وشرح عمدة الحافظ ص 822، وشرح المفصل 7/ 13، وهمع الهوامع 1/ 130.
والشاهد فيه مجئ خبر «كاد» مفردا وهذا نادر.
(37)
البيت من الوافر، وهو لهدبة بن خشرم فى خزانة الأدب 9/ 328، 330، وشرح أبيات سيبويه 1/ 142، والدرر 2/ 145، وشرح التصريح 1/ 206، وشرح شواهد الإيضاح ص 97، وشرح شواهد المغنى ص 443، والكتاب 3/ 159، واللمع ص 225، والمقاصد النحوية 2/ 184، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص 128، وأوضح المسالك 1/ 312، وتخليص الشواهد ص 326، وخزانة الأدب 9/ 316، والجنى الدانى ص 462، وشرح ابن عقيل ص 165، وشرح عمدة الحافظ ص 816، والمقرب 1/ 98، وشرح المفصل 7/ 117، 121، ومغنى اللبيب ص 152، والمقتضب 3/ 70، وهمع الهوامع 1/ 130.
والشاهد فيه قوله: «يكون وراءه» حيث وقع خبر «عسى» فعلا مضارعا مجردا من «أن» المصدرية، وهذا قليل.
(38)
الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص 172، والدرر 2/ 142، وشرح شواهد الإيضاح ص 99، وشرح المفصل 7/ 121، والكتاب 3/ 160، ولسان العرب 3/ 383، والمقاصد النحوية 2/ 215، وبلا نسبة فى أدب الكاتب ص 419، وأسرار العربية ص 5، وتخليص الشواهد ص 329، ولسان العرب 2/ 598 (مصح)، والمقتضب 3/ 75، وهمع الهوامع 1/ 130.
والشاهد فيه دخول «أن» بعد «كاد» ضرورة، والمشهور إسقاطها.
وكونه مبتدأ وبدون متعلق به وكذلك بعد ونزر خبر المبتدأ وكاد مبتدأ والأمر مبتدأ ثان وخبره عكس والجملة خبر المبتدأ الأول. ثم قال: (وكعسى حرى) يعنى أن حرى مثل عسى فى المعنى الذى هو الرجاء قيل ولم يذكر حرى فى هذا الباب غيره. ثم قال: (ولكن جعلا * خبرها حتما بأن متصلا) يعنى أن حرى وإن كانت بمعنى عسى فهى مخالفة لها فى الاستعمال بلزوم خبرها أن فحرى مبتدأ خبره كعسى وخبرها مرفوع بجعلا ومتصلا مفعول ثان بجعلا وحتما حال من الضمير المستتر فى متصلا أو نعت لمصدر محذوف والتقدير اتصالا حتما أى واجبا. ثم قال رحمه الله تعالى: (وألزموا اخلولق أن مثل حرى) يعنى أن اخلولق لا يستعمل خبرها إلا مقرونا بأن فهى إذا
مثل حرى إلا أنه لم ينبه على أنها شبيهة فى المعنى بعسى كما نبه على حرى وقد تقدم أنها من باب عسى فتقول اخلولق زيد أن يفعل ولا يجوز يفعل.
وقوله وألزموا يعنى العرب واخلولق مفعول أول بألزموا وأن مفعول ثان ويجوز العكس ومثل منصوب على الحال من اخلولق. ثم قال: (وبعد أوشك انتفا أن نزرا) يعنى أن خلوّ خبر أوشك من أن قليل فهى فى ذلك كعسى فى الاستعمال لا فى المعنى فإن عسى للرجاء وأوشك للمقاربة كما تقدم، وانتفا أن مبتدأ خبره نزرا وبعد متعلق بنزرا أو بانتفا. ثم قال:(ومثل كاد فى الأصح كربا) يعنى أن الأكثر فى خبر كرب تجرده من أن وقد يقترن بها قليلا كقوله:
- وقد كربت أعناقها أن تقطعا (39)
وأشار بقوله فى الأصح إلى مخالفة سيبويه فإنه لم يذكر فيها غير التجرد من أن، ويقال كرب بفتح الراء وكسرها والأول أفصح ومثل كاد مبتدأ وكرب خبره ويجوز العكس وفى الأصح متعلق بمثل. ثم قال (وترك أن مع ذى الشروع وجبا) يعنى أن الأفعال الدالة على الشروع لا يقترن خبرها بأن لأنها دالة على الحال وأن للاستقبال فتنافيا، وترك أن مبتدأ وهو مصدر مضاف إلى المفعول ووجب خبره ومع ذى متعلق بترك. ثم مثل بخمسة من أفعال الشروع وجميعها بمعنى واحد فقال:
كأنشأ السّائق يحدو وطفق
…
كذا جعلت وأخذت وعلق
(39) صدره:
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظّما
والبيت من الطويل، وهو لأبى زيد السلمى فى تخليص الشواهد ص 330، والدرر 2/ 143، وشرح التصريح 1/ 207، وشرح عمدة الحافظ ص 185، والمقاصد النحوية 2/ 193، وبلا نسبة فى أوضح المسالك 1/ 316، وشرح الأشمونى 1/ 123، وشرح شذور الذهب ص 355، وشرح ابن عقيل ص 196، والمقرب 1/ 99 وهمع الهوامع 1/ 130.
والشاهد فيه قوله: «أن تقطعا» حيث جاء خبر «كرب» فعلا مضارعا مقترنا ب «أن» والأكثر عدم الاقتران.
فأنشأ فعل ماض دال على الإنشاء والسائق اسمها وهو الذى يسوق الإبل أى يقدمها ويحدو فى موضع خبرها وطفق معطوف على أنشأ، ويقال طفق بفتح الفاء وطفق بالفاء المكسورة وطبق بالباء وهى مكسورة، وفهم من
إتيانه بكاف التشبيه مع أنشأ عدم الحصر فإنه زاد فى التسهيل عليها هب وقام. ثم قال:
واستعملوا مضارعا لأوشكا
…
وكاد لا غير وزادوا موشكا
أفعال هذا الباب كلها لا تتصرف بل تلزم لفظ الماضى كما نطق بها الناظم إلا كاد وأوشك، أما كاد فيستعمل منها المضارع نحو قوله تعالى: يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ [النور: 43] وأما أوشك فيستعمل منها المضارع كقوله:
- يوشك من فرّ من منيّته
…
فى بعض غرّاته يوافقها (40)
ويستعمل أيضا منه اسم الفاعل، وإليه أشار بقوله: وزادوا موشكا، ومنه قوله:
- فموشكة أرضنا أن تعود
…
خلاف الأنيس وحوشا يبابا (41)
وقوله واستعملوا يعنى العرب وكاد معطوف على أوشك ولا عاطفة عطفت غير على أوشك وكاد ولكنها بنيت على الضم لقطعها عن الإضافة والتقدير لأوشك وكاد لا غيرهما.
ثم قال:
بعد عسى اخلولق أوشك قد يرد
…
غنى بأن يفعل عن ثان فقد
يعنى أن هذه الأفعال الثلاثة وهى عسى واخلولق وأوشك تسند لأن يفعل ويستغنى به عن ثان من الجزأين وتكون حينئذ أفعالا لازمة تكتفى بالفاعل فتقول عسى أن يقوم زيد واخلولق أن يقوم زيد وأوشك أن تقوم هند، ومنه قوله عز وجل: وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ
(40) البيت من المنسرح، وهو لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص 42، وشرح أبيات سيبويه 2/ 167، وشرح التصريح 1/ 207، وشرح المفصل 7/ 126، والعقد الفريد 3/ 187، والكتاب 3/ 161، ولسان العرب 6/ 32 (بيس)، 188 (كأس)، والمقاصد النحوية 2/ 187، ولعمران بن حطان فى ديوانه ص 123، ولأمية أو لرجل من الخوارج فى تخليص الشواهد ص 323، والدرر 2/ 136، وبلا نسبة فى أوضح المسالك 1/ 313، وشرح الأشمونى 1/ 129، وشرح شذور الذهب ص 352، وشرح ابن عقيل ص 168، وشرح عمدة الحافظ ص 818، والمقرب 1/ 98، وهمع الهوامع 1/ 129، 130.
(41)
البيت من المتقارب، وهو لأبى سهم الهذلى فى تخليص الشواهد ص 336، والدرر 2/ 137، والمقاصد النحوية 2/ 211، ولأسامة بن الحارث فى شرح أشعار الهذليين ص 1293، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى 1/ 131، وشرح ابن عقيل ص 171، وشرح عمدة الحافظ ص 823، وهمع الهوامع 1/ 129.