الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومثله قوله يا سعد سعد الأوس، وفهم من قوله نحو أن ذلك جائز فى العلم وفى النكرة المقصودة نحو يا غلام غلام زيد وهو مذهب البصريين، وفهم من تقديمه الضم أنه أحسن الوجهين وأرجحهما وفى نحو متعلق بينتصب وتصب مضارع مجزوم على جواب الأمر.
المنادى المضاف إلى ياء المتكلم
قوله:
واجعل منادى صحّ إن يضف ليا
…
كعبد عبدى عبد عبدا عبديا
شمل قوله منادى الصحيح والمعتل فأخرج المعتل بقوله صح فإنه فى النداء كحاله فى غير النداء وعلم أنّ يا فى قوله ليا ياء المتكلم إذ لا يضاف لياء المخاطبة وليس فى الضمائر ياء غيرهما وقد ذكر فى الاسم المضاف إلى ياء المتكلم خمس لغات الأولى يا عبد بحذف الياء والاستغناء بالكسر عنها وهى أفصحها الثانية يا عبدى بإثبات الياء الساكنة. الثالثة يا عبد بقلب الياء ألفا وحذفها والاستغناء عنها بالفتحة. الرابعة يا عبدا بقلب الياء ألفا وإثباتها. الخامسة يا عبدى بفتح الياء وهى الأصل ولم يذكرها فى النظم على الترتيب فى القوة والضعف بل على ما سمح به الوزن، وأفصحها حذف الياء وإبقاء الكثرة ثم إثبات الياء ساكنة ومتحركة ثم قلبها ألفا ثم حذف الألف وإبقاء الفتحة وفيه لغة سادسة لم يذكرها الناظم لضعفها وهى بناؤه على الضم كقوله تعالى: وقل رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ فى قراءة. وفى قوله كعبد إلخ البيت فائدتان:
إحداهما التنبيه على اللغات المذكورة والأخرى التنبيه على أن جواز اللغات المذكورة مشروط بأن تكون الإضافة للتخفيف وذلك مفهوم من المثال احترازا مما فيه الإضافة للتخفيف كاسم الفاعل وسائر ما إضافته للتخفيف فإنه لا يجوز فيه إلا وجهان إثبات الياء متحركة أو ساكنة ومنادى مفعول أول باجعل وصح فى موضع الصفة له والمفعول الثانى كعبد إلى آخر البيت وإن يضف شرط محذوف الجواب لدلالة ما تقدم عليه. ثم إن المنادى
= وخزانة الأدب 8/ 317، 10/ 191، ورصف المبانى ص 245، وشرح الأشمونى 2/ 454، وشرح ابن عقيل ص 522، وشرح المفصل 2/ 105، 3/ 21، ومغنى اللبيب 2/ 457، وهمع الهوامع 2/ 122.
والشاهد فيه قوله: «يا تيم تيم عدى» حيث أقحم «تيم» الأول وما أضيف إليه، فعامل الثانى فى منع التنوين معاملة الأول. ويجوز أن يضم «تيم» الأول على أنه منادى علم والثانى بدل منه
إذا كان مضافا إلى مضاف إلى ياء المتكلم فإن حكم الياء فيه كحكمها فى غير النداء نحو يا ابن أخى ويا ابن صاحبى إلا إذا كان ابن أم وابن عم وإلى ذلك أشار بقوله:
وفتح او كسر وحذف اليا استمرّ
…
فى يا ابن أمّ يا ابن عمّ لا مفرّ
يعنى أن يا ابن أم ويا ابن عم يجوز فى كل واحد منهما الفتح والكسر فتقول يا ابن أمّ ويا ابن أمّ وقرئ بهما وكذلك ابن عم وذلك لكثرة استعمالهما وفهم من قوله استمر اطراد ذلك وعدم اطراد غيره وهو إثبات الياء نحو يا ابن أمى ومنه قوله:
- يا ابن أمى ويا شقيّق نفسى (165)
وقلبها ألفا، ومنه قوله:
- كن لى لا على يا ابن عمّا (166)
وفهم من تمثيله يا بن أم وابن عم أن ذلك أيضا مطرد فى يا ابنة أم ويا ابنة عم إذ لا فرق ثم إن من المضاف إلى ياء المتكلم يا أبى ويا أمى وفيه لغتان زائدتان على اللغات المتقدمة، وقد أشار إليهما بقوله:
وفى النّدا أبت أمّت عرض
…
واكسر أو افتح ومن اليا التّا عوض
فهم من قوله وفى الندا أن ذلك خاص بالنداء فلا يجوز قام أبت ولا جاءت أمت وفهم من تعيين اللفظين أن ذلك خاص بهما وفهم من قوله عرض أن ذلك غير لازم لهما فإنه عرض بعد اللغات المذكورة فى المضاف إلى ياء المتكلم. وفهم من تقديمه الكسر على الفتح أن الكسر أكثر وفهم من قوله: ومن اليا التا عوض أنه لا يجمع بينهما لما علم من أنه لا يجمع بين العوض والمعوض منه فلا تقول يا أبتى ولا يا أمتى، وقد جاء الجميع فى ضرورة الشعر، قال:
(165) عجزه:
أنت خلّفتنى لدهر شديد
والبيت من الخفيف، وهو لأبى زبيد فى ديوانه ص 48، والدرر 5/ 57، وشرح التصريح 2/ 179، والكتاب 2/ 213، ولسان العرب 10/ 182 (شقق)، والمقاصد النحوية 4/ 222، وبلا نسبة فى أوضح المسالك 4/ 40، وشرح الأشمونى 2/ 457، وشرح قطر الندى ص 207، وشرح المفصل 2/ 12، والمقتضب 4/ 250، وهمع الهوامع 2/ 54.
والشاهد فيه قوله: «يا ابن أمّى» حيث أثبت ياء المتكلم وهذا قليل، فالعرب لا تكاد تثبتها إلا لضرورة.
(166)
الرجز بلا نسبة فى المقاصد النحوية 4/ 250.
والشاهد فيه قوله: «يا ابن عمّا» حيث قلب الشاعر ياء الإضافة ألفا، وهذا جائز.