الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يعنى أن ضمير الرفع المنفصل يجوز أن يؤكد به كل ضمير متصل فشمل المرفوع نحو قمت أنت وقمت أنا والمنصوب نحو ضربتك أنت والمجرور نحو مررت بك أنت وهذا النحو من قبيل التوكيد اللفظى المرادف.
عطف البيان
إنما سمى عطف البيان لأنه يبين متبوعه كالنعت. قوله:
العطف إمّا ذو بيان أو نسق
قسم العطف إلى ذى بيان وذى نسق فالعطف مبتدأ وذو بيان خبره ونسق معطوف عليه وهو على حذف مضاف أى أو ذو نسق. ثم بين أن مراده فى هذا الباب عطف البيان بقوله:
والغرض الآن بيان ما سبق
أى الغرض فى هذا الباب عطف البيان ثم عرّفه فقال:
فذو البيان تابع شبه الصّفه
…
حقيقة القصد به منكشفه
فتابع جنس يشمل جميع التوابع وشبه الصفة مخرج للتوكيد والبدل وعطف النسق وحقيقة القصد به منكشفة مخرج للنعت فإن النعت يوضح متبوعه بوسمه أو وسم ما به اعتلق كما تقدم وعطف البيان يوضحه بنفسه فلذلك قال: (حقيقة القصد به منكشفة)، وقال فى النعت بوسمه إلى آخره. وذو البيان مبتدأ وتابع خبره وشبه الصفة نعت لتابع لا خبر بعد خبر لأنه قيد فى التابع وحقيقة القصد إلخ جملة اسمية فى موضع الصفة لتابع، ثم قال:
فأولينه من وفاق الأوّل
…
ما من وفاق الأوّل النّعت ولى
يعنى أن عطف البيان يوافق متبوعه فى أربعة من عشرة كالنعت، واحد من الرفع والنصب والجر وواحد من التعريف والتنكير وواحد من التذكير والتأنيث وواحد من الإفراد والتثنية والجمع. ولما كان فى ورود عطف البيان نكرة تابعة لنكرة خلاف نبه عليه بقوله:
فقد يكونان منكّرين
…
كما يكونان معرّفين
مذهب الكوفيين وبعض البصريين جواز تنكير عطف البيان مع متبوعه وهو اختيار الناظم ولذلك قال: فقد يكونان منكرين، وفهم من قوله قد أن ذلك قليل بالنسبة إلى تعريفهما، ومما استشهد به على ذلك قوله عز وجل: إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (31) حَدائِقَ وَأَعْناباً [النبأ: 31 - 32] وما فى قوله ما من وفاق مفعول ثان لأولينه وهى موصولة والنعت مبتدأ خبره ولى والجملة صلة ما ومن وفاق متعلق بولى والضمير العائد من الصلة إلى الموصول محذوف تقديره وليه والضمير المستتر فى ولى عائد على النعت ومن وفاق الأول متعلق بأولينه والتقدير فأولينه من وفاق الأول الذى النعت وليه من وفاق الأول، ثم قال:
(وصالحا لبدليّة يرى) يعنى أن عطف البيان يصلح أن يجعل بدلا وذلك مطرد إلا فى موضعين نبه على الأول
منهما بقوله: (فى غير نحو يا غلام يعمرا) يعنى أن هذا المثال وأشباهه يتعين أن يكون التابع فيها عطف بيان فيا غلام منادى مبنى على الضم ويعمرا عطف بيان ولا يجوز أن يكون بدلا لأن البدل على نية تكرار العامل فيلزم ضمه إذا جعل بدلا، ونبه على الثانى بقوله:(ونحو بشر تابع البكرىّ) يشير بذلك إلى قول الشاعر:
- أنا ابن التارك البكرىّ بشر
…
عليه الطير ترقبه وقوعا (146)
فبشر عطف بيان ولا يجوز أن يكون بدلا لأن البدل على نية تكرار العامل والعامل التارك وهو مضاف إلى البكرى فلو كرر العامل مع بشر لما كان بشر نعتا للبكرى ولأدّى إلى إضافة ما فيه أل إلى المجرد منها وهو ممتنع وعلى ذلك نبه بقوله: (وليس أن يبدل بالمرضىّ) وصالحا مفعول ثان ليرى وفى يرى ضمير مستتر يعود على عطف البيان وهو المفعول الأول ولبدلية متعلق بصالح وفى غير متعلق بيرى ونحو بشر معطوف على نحو الأول وتابع منصوب على الحال من بشر ويجوز جره نعتا لبشر ويقصد حينئذ بالإضافة المحضة وهو أظهر وأن يبدل اسم ليس والباء زائدة فى خبرها.
(146) البيت من الوافر، وهو للمرار الأسدى فى ديوانه ص 465، وخزانة الأدب 4/ 284، 5/ 183، 225، والدرر 6/ 27، وشرح أبيات سيبويه 1/ 6، وشرح التصريح 2/ 133، وشرح المفصل 3/ 72، 73، والكتاب 1/ 182، والمقاصد النحوية 4/ 121، وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر 2/ 441، وأوضح المسالك 3/ 351، وشرح الأشمونى 2/ 414، وشرح شذور الذهب ص 320، وشرح ابن عقيل ص 491، وشرح عمدة الحافظ ص 554، 597، وشرح قطر الندى ص 299، والمقرب 1/ 248، وهمع الهوامع 2/ 122.
والشاهد فيه قوله: «التارك البكرى بشر» فإن قوله: «بشر» عطف بيان على قوله: «البكرىّ» ، ولا يجوز أن يكون بدلا، لأن البدل على نية تكرار العامل، فكان ينبغى لكىّ يصح أن يكون بدلا أن يحذف المبدل منه ويوضع البدل مكانه، فنقول:«التارك بشر» ويلزم على هذا إضافة اسم مقترن ب «أل» إلى اسم خال منها، وذلك غير جائز.