الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعرف بأداة التعريف
هذا هو النوع الخامس من المعارف والمراد بأداة التعريف الألف واللام. واعلم أن الألف واللام على أربعة أقسام: للتعريف وزائدة وللمح الصفة وللغلبة، وقد أشار إلى الأول بقوله:
أل حرف تعريف أو اللّام فقط
…
فنمط عرّفت قل فيه النّمط
اختلف فى أل فقيل هى بجملتها للتعريف وهمزتها همزة قطع وحذفت فى الوصل لكثرة الاستعمال وهو مذهب الخليل وكان يسميها أل فهى عنده مثل هل وقد وهى عبارة الناظم فى هذا النظم وقيل هى أيضا بجملتها للتعريف إلا أن همزتها همزة وصل وقيل اللام وحدها للتعريف وضعت ساكنة واجتلبت همزة الوصل للابتداء بالساكن وهذان القولان عن سيبويه فقوله أل حرف تعريف يفهم الأول والثانى أى هى حرف تعريف بجملتها مع كون الهمزة أصلية أو زائدة وقوله أو اللام فقط هذا هو القول الثالث وقوله فنمط عرفت قل فيه النمط أى إذا أردت تعريف نمط أدخلت عليه أل فقلت النمط. والنمط ظهارة الفراش والنمط جماعة من الناس أمرهم واحد والنمط الطريق ولم يذكر المعرف بالأداة إلا فى قوله فنمط عرفت وإنما تكلم فى سائر الباب على الأداة فقط ولكن يفهم من معانيها حكم ما دخلت عليه. وأل مبتدأ وحرف تعريف خبره وأو اللام معطوف على المبتدأ وأو للتخيير وفقط اسم فعل بمعنى حسب ونمط مبتدأ وعرفت فى موضع الصفة للنمط وحذف الضمير العائد من الصفة إلى الموصوف والتقدير عرفته وقل فيه النمط خبر المبتدأ وتصحيح المعنى فيه أنه على حذف الأداة والتقدير فنمط إن أردت تعريفه فقل فيه النمط والنمط مفعول بقل على تضمينه معنى اذكر. ثم أشار إلى القسم الثانى، وهى الزائدة بقوله:
وقد تزاد لازما كاللّات
…
والآن والّذين ثمّ اللّات
ولاضطرار كبنات الأوبر
…
كذا وطبت النّفس يا قيس السّرى
فذكر أن زيادة أل على قسمين: الأول زيادة لازمة وذكر من ذلك أربعة مواضع اللات وهو اسم صنم كان بالطائف وأل فيه زائدة لازمة لأنه علم، والآن وهو اسم للزمان الحاضر وأل فيه زائدة لازمة لم يستعمل فى كلام العرب مجردا منها وهو مبنى لتضمنه معنى أل التى تعرف بها وهذا من الغرائب لكونهم جعلوه متضمنا معنى أل وجعلوا أل الموجودة فيه زائدة لازمة.
والذين من الموصولات وأل فيه أيضا زائدة لازمة لأنه تعرف بالصلة وقيل أل فيه للتعريف وهو مذهب الفراء
واللاتى جمع التى وهى مثل الذين فى أن أل فيه زائدة لازمة. الثانى زائدة لضرورة الشعر وذكر من ذلك لفظين الأول بنات الأوبر، وأشار بذلك إلى قول الشاعر:
- ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا
…
ولقد نهيتك عن بنات الأوبر (20)
أراد بنات أوبر وهو علم على نوع من الكمأة. والثانى طبت النفس وأشار بذلك إلى قول الشاعر:
- رأيتك لما أن عرفت وجوهنا
…
صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو (21)
أراد وطبت نفسا فأدخل أل على التمييز ضرورة لأن التمييز لا يكون إلا نكرة وقوله وقد تزاد يقتضى التقليل أشار بذلك إلى عدم اطراد زيادتها ولازما اسم فاعل من لزم وهو نعت لمصدر محذوف أى زيدا لازما وظاهر كلامه أن الضمير المستتر فى تزاد عائد على أل التى للتعريف كأنه قال أل حرف تعريف ثم قال وقد تزاد وليس الأمر كذلك لأن التى للتعريف لا تزاد وإنما يعنى لفظ أل دون تقييد بالتعريف وقوله ولاضطرار مفعول له وجره باللام مع توفير شروط النصب وهو جائز وطبت النفس إلى آخر البيت مبتدأ خبره كذا والجملة محكية بقول محذوف تقديره كذا قول الشاعر وإنما أتى بالواو فى وطبت لقصد الحكاية إذ هو كذلك فى البيت وتممه بالسرى وهو الشريف. ثم أشار إلى القسم الثالث من أقسام أل وهى التى للمح الصفة بقوله:
(20) البيت من الكامل، وهو بلا نسبة فى الاشتقاق ص 402، والإنصاف 1/ 319، وأوضح المسالك 1/ 180، وتخليص الشواهد ص 167، وجمهرة اللغة ص 331، والخصائص 3/ 58، ورصف المبانى ص 78، وسر صناعة الإعراب ص 366، وشرح الأشمونى 1/ 85، وشرح التصريح 1/ 151، وشرح شواهد المغنى 1/ 166، وشرح ابن عقيل ص 96، ولسان العرب 2/ 21 (جوت)، 4/ 170 (حجر) 4/ 385 (سور)، 4/ 622 (عير)، 5/ 271 (وبر)، 6/ 271، (جحش)، 11/ 7 (أبل)، 11/ 159 (حفل)، 11/ 448 (عقل)، 12/ 18 (اسم)، 14/ 155 (جنى)، 15/ 309 (نجا)، والمحتسب 2/ 224، ومغنى اللبيب 1/ 52، 220، والمقاصد النحوية 1/ 498، والمقتضب 4/ 48، والمنصف 3/ 134.
والشاهد فيه «بنات الأوبر» حيث زاد «أل» فى العلم مضطرا لأن «بنات أوبر» علم على نوع من الكمأة ردئ، والعلم لا تدخله «أل» فرارا من اجتماع معرّفين: العلمية و «أل» فزادها هنا ضرورة.
(21)
البيت من الطويل، وهو لرشيد بن شهاب فى الدرر 1/ 249، وشرح اختيارات المفضل ص 1325، وشرح التصريح 1/ 151، 394، والمقاصد النحوية 1/ 502، 3/ 225، وبلا نسبة فى أوضح المسالك 1/ 181، وتخليص الشواهد ص 168، والجنى الدانى ص 198، وجواهر الأدب ص 319، وشرح الأشمونى 1/ 85، وشرح ابن عقيل ص 96، وشرح عمدة الحافظ ص 153، 479، وهمع الهوامع 1/ 80، 252.
والشاهد فيه قوله: «وطبت النفس» حيث ذكر التمييز معرّفا بالألف واللام، وكان حقّه أن يكون نكرة، وإنّما زاد الألف واللام فيه للضرورة.
وبعض الأعلام عليه دخلا
…
للمح ما قد كان عنه نقلا
كالفضل والحارث والنّعمان
…
فذكر ذا وحذفه سيّان
يعنى أن أل دخلت على بعض الأعلام للمح الأصل الذى كانت عليه قبل نقلها للعلمية وذكر ثلاثة مثل الفضل وهو منقول من المصدر والحرث وهو منقول من اسم الفاعل والنعمان وهو منقول من اسم عين وهو من أسماء الدم. وقوله فذكر ذا وحذفه سيان يعنى أنه يجوز أن يؤتى بهذه الأسماء التى ذكرت مقترنة بأل ومجردة منها وفهم من قوله وبعض الأعلام أن ذلك لا يكون فى جميع الأعلام وفهم من قوله نقلا أن ذلك لا يكون فى الأعلام المرتجلة. وقوله وبعض الأعلام مبتدأ ودخل خبره وعليه متعلق به والضمير المجرور عائد على بعض وهو الرابط بين المبتدأ والخبر وفى دخل ضمير مستتر يعود على أل واللام فى قوله للمح لام التعليل وهو متعلق بدخل وما اسم موصول وهو واقع على الحال الذى كانت هذه الأسماء عليه قبل النقل وقد كان إلى آخر البيت صلة لما والعائد من الصلة إلى الموصول الضمير فى عنه وفى كان ضمير هو اسمها وهو عائد على بعض وعنه متعلق بنقل والتقدير وبعض أسماء الأعلام دخل عليه أل للمح الشئ الذى كان عليه قبل النقل من قبول أل وقوله فذكر ذا مبتدأ وحذفه معطوف عليه وسيان خبرهما ومعناه مثلان ومفرده سىّ ثم انتقل إلى القسم الرابع من أقسام أل وهى التى للغلبة فقال:
وقد يصير علما بالغلبه
…
مضاف أو مصحوب أل كالعقبه
ذو الغلبة كل اسم اشتهر به بعض أفراد معناه وهو على ضربين مضاف كابن عمر وابن الزبير وذو أداة كالنابغة والأعشى والعقبة وهذا النوع تعرف قبل الغلبة بالإضافة أو بأل ثم غلبت عليه الشهرة فصار علما وألغى التعريف السابق والمراد بابن عمر عبد الله بن عمر بن الخطاب وابن الزبير عبد الله بن الزبير رضى الله تعالى عنهم وإنما ذكر الناظم المضاف فى هذا الفصل وليس من الباب لاشتراكه فى الغلبة مع ذى الأداة وفهم من قوله وقد يصير أن العلمية طرأت عليه وأن التعريف بالإضافة والأداة سابق للعلمية وعلما خبر يصير وهو مقدم على اسمها واسمها مضاف أو مصحوب أل. ثم قال:
وحذف أل ذى إن تناد أو تضف
…
أوجب وفى غيرهما قد تنحذف