الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ [الملك: 19] أى قابضات. ثم قال: (وعكسا استعمل تجده سهلا) العكس هو أن تعطف الاسم المشابه الفعل على الفعل كقوله تعالى: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ [الأنعام: 95] فمخرج شبيه بالفعل لكونه اسم فاعل.
البدل
التّابع المقصود بالحكم بلا
…
واسطة هو المسمّى بدلا
التابع جنس يشمل التوابع كلها، والمقصود بالحكم مخرج للنعت وعطف البيان والتوكيد فإنها مكملات للمقصود بالحكم وقوله بلا واسطة قال الشارح أخرج به المعطوف ببل فحمل المقصود بالحكم على المستقل بالقصد فإن المعطوف بغير بل غير مستقل بالقصد وحمله المرادى على أنه المقصود بالحكم مطلقا فأخرج به المعطوف عطف النسق ببل وغيرها وهو أظهر والتابع مبتدأ والمقصود بالحكم نعت له وبلا متعلق بالمقصود وهو مبتدأ والمسمى خبره والجملة خبر التابع وبدلا مفعول ثان بالمسمى. ثم شرع فى ذكر أقسامه فقال:
مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل
…
عليه يلفى أو كمعطوف ببل
ذكر له أربعة أقسام الأول المطابق وهو بدل الشئ من الشئ ويسمى أيضا بدل كل من كل نحو قام زيد أخوك
الثانى بدل البعض من الكل نحو أكلت الرغيف ثلثه الثالث بدل الاشتمال وهو ما صح الاستغناء عنه بالأول وليس مطابقا ولا بعضا وأكثر ما يكون بالمصدر نحو أعجبتنى الجارية حسنها وقد يكون بالاسم نحو سرق زيد ثوبه الرابع بدل الإضراب وهو نوعان وسيأتى. ومطابقا وما عطف عليه مفعول ثان ليلفى وفى يلفى ضمير مرفوع مستتر وهو المفعول الأول ليلفى وهو عائد على البدل، ثم قسم الرابع إلى قسمين وإليها أشار بقوله:
وذا للإضراب اعز إن قصدا صحب
…
ودون قصد غلط به سلب
يعنى أن القسم الرابع على قسمين أحدهما يسمى بدل الإضراب وهو ما يذكر متبوعه بقصد كقولك أكلت خبزا لحما ومعناه أن قولك أكلت خبزا قصدت به الإخبار بأكل الخبز وهو حقيقة ثم أضربت عن ذلك فى اللفظ وأخبرت أنك أكلت لحما دون أن تسلب الحكم عن الأول والثانى يسمى بدل الغلط وهو ما لا يقصد متبوعه بل يجرى لسان المتكلم عليه
دون قصد كقولك رأيت زيدا حمارا أردت أن تقول رأيت حمارا فغلطت فقلت رأيت زيدا ثم سلبت الغلط عن زيد بذكر حمار وهذا معنى قوله غلط به سلب أى سلب الغلط عن الأول بالثانى وذا مفعول مقدم باعز ومعنى اعز انسب وللإضراب متعلق باعز وقصدا منصوب بصحب وفاعل صحب هو البدل المشار إليه بذا وقصدا بمعنى مقصودا وهو واقع على الأول ويحتمل أن يكون على حذف مضاف أى إن صحب البدل ذا قصد وقوله دون قصد فى موضع نصب على الحال والعامل فيه محذوف لدلالة الأول عليه أى وإن صحب البدل المتبوع حالة كونه دون قصد وغلط خبر مبتدأ مضمر على حذف مضاف أى هو بدل غلط وبه سلب صفة ومفعول سلب ضمير عائد على الحكم المفهوم من الكلام وتقدير كلامه وإن صحب البدل المتبوع دون قصد فهو بدل غلط سلب به الحكم عن الأول وهو المتبوع. ثم مثل للأقسام الأربعة فقال:
كزره خالدا وقبّله اليدا
…
واعرفه حقّه وخذ نبلا مدى
فزره خالدا مثال البدل المطابق لأن خالدا والضمير المتصل بزره كشئ واحد وقبله اليدا مثال لبدل البعض من الكل واعرفه حقه لبدل الاشتمال، وفى هذه المثل تنبيه على جواز بدل الظاهر من المضمر وسيأتى وخذ نبلا مدى مثال للبدل المباين وقد تقدم أنه على قسمين والمثال محتمل لهما لأنه يجوز أن يكون قصد الأول فيكون كقولك أكلت خبزا لحما وأن لا يقصده فيكون كقولك رأيت زيدا حمارا والمدى جمع المدية وهو السكين. ثم قال:
ومن ضمير الحاضر الظّاهر لا
…
تبدله إلّا ما إحاطة جلا
أو اقتضى بعضا أو اشتمالا
يعنى أن ضمير الحاضر لا يبدل منه الظاهر مطلقا بل إن كان بدل بعض جاز مطلقا وكذلك بدل الاشتمال. ومثال بدل البعض قول الشاعر:
- أو عدنى بالسجن والأداهم
…
رجلى فرجلى شثنة المناسم (154)
(154) الرجز للعديل بن الفرخ فى خزانة الأدب 5/ 188، 189، 190، والدرر 6/ 62، والمقاصد النحوية 4/ 190، وبلا نسبة فى إصلاح المنطق ص 226، 294، وشرح أبيات سيبويه 1/ 124، وشرح الأشمونى 2/ 439، وشرح التصريح 2/ 160، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص 21، وشرح شذور الذهب ص 572، وشرح ابن عقيل ص 510، وشرح المفصل 3/ 70، ولسان العرب 3/ 463 (وعد)، 12/ 210 (دهم)، ومجالس ثعلب ص 274، وهمع الهوامع 2/ 127.
والشاهد فيه قوله: «أو عدنى
…
رجلى» حيث أبدل الاسم الظاهر «رجلى» من ضمير الحاضر، وهو الياء فى «أوعدنى» بدل بعض من كلّ.
ومثال بدل الاشتمال قوله:
- وما ألفيتنى حلمى مضاعا * (155)
وإن كان مطابقا فيشترط فيه أن يدل على إحاطة نحو جئتم كبيركم وصغيركم. وشمل ضمير الحاضر المتكلم والمخاطب وفهم منه أن ضمير الغائب يجوز البدل منه مطلقا وقد تقدم فى المثل ومن ضمير متعلق بتبدله والظاهر مفعول بفعل مقدر يفسره تبدله ولا استثناء وما منصوب على الاستثناء وهى موصولة وصلتها جلا وإحاطة مفعول بجلا وأو اقتضى معطوف على جلا ثم مثل بدل الاشتمال فقال: (كأنّك ابتهاجك استمالا) فابتهاجك بدل من الضمير فى أنك واستمالا خبر أنّ، ثم قال:(وبدل المضمّن الهمز يلى * همزا) يعنى أن المبدل منه إذا كان اسم استفهام لا بد أن يكون البدل مقترنا بهمزة الاستفهام وقد مثل ذلك بقوله: (كمن ذا أسعيد أم على) وبدل مبتدأ والهمز مفعول ثان بالمضمن ويلى فى موضع خبر المبتدأ وهمزا مفعول بيلى ومن اسم استفهام وهو مبتدأ وذا خبره وأسعيد أم على بدل من «من» . ثم قال:
ويبدل الفعل من الفعل كمن
…
يصل إلينا يستعن بنا يعن
يعنى أنه يجوز أن يبدل الفعل من الفعل وظاهره أن ذلك جائز فى جميع أقسام البدل والمسموع من ذلك بدل الكل كقوله:
- متى تأتنا تلمم بنا فى ديارنا (156)
(155) صدره:
ذرينى إنّ أمرك لن يطاعا
والبيت من الوافر، وهو لعدى بن زيد فى ديوانه ص 35، وخزانة الأدب 5/ 191، 192، 193، 204، والدرر 6/ 65، وشرح أبيات سيبويه 1/ 123، وشرح عمدة الحافظ ص 587، ولرجل من بجيلة أو خثعم فى الكتاب 1/ 156، ولعدى أو لرجل من بجيلة أو خثعم فى المقاصد النحوية 4/ 192، وبلا نسبة فى شرح شذور الذهب ص 573، وشرح ابن عقيل ص 509، وشرح المفصل 3/ 65، 70، وهمع الهوامع 2/ 127.
والشاهد فيه قوله: «ما ألفيتنى حلمى مضاعا» حيث أبدل الاسم الظاهر «حلمى» من الضمير وهو الياء فى «ألفيتنى» بدل اشتمال.
(156)
عجزه:
تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا
والبيت من الطويل، وهو لعبد الله بن الحر فى خزانة الأدب 9/ 90، 99، والدرر 6/ 69، وشرح أبيات سيبويه 2/ 66، وسر صناعة الإعراب ص 678، وشرح المفصل 7/ 53، وبلا نسبة فى الإنصاف ص 583، ورصف المبانى ص 32، 335، وشرح الأشمونى ص 440، وشرح قطر الندى ص 90، وشرح المفصل 10/ 20، والكتاب 3/ 86، ولسان العرب 5/ 242 (نور)، والمقتضب 2/ 63، وهمع الهوامع 2/ 128.
والشاهد فيه قوله: «تأتنا تلمم» وقد أبدل الفعل «تلمم» من الفعل «تأتنا» .