الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سئل عنه سعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار فقالا:"كيف تسألون عنه، وقد كان أهل الصفة ينامون فيه، وهم قوم كان مسكنهم المسجد"، ونقل الطبري عن الحسن قال: رأيت عثمان بن عفان نائمًا في المسجد ليس حوله أحد، وهو أمير المؤمنين. اهـ.
قلت: لا شك أن النوم فيه ثابت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كحديث علي رضي الله عنه، ونومه فيه حتى تترب جنبه، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:"قم أبا ترابٍ"، وقصة سعد، وبناء الخيمة له فيه، وفي رواية في الصحيح: وكان في المسجد خيمة من بني غفار، وقصة الذي أو التي كانت تقُّم المسجد وثبت عن عمر كذلك، وقد روى غير واحد في قصة الهرمزان أنهم قدموا به المدينة فطلبوا عمر فدلوهم عليه وهو نائم في المسجد على كوم التراب، والدرة في يده وحديث صاحبة الوشاح، وهو في صحيح البخاري وغيره من رواية عائشة وكانت لها خيمة في المسجد.
الْبُصَاقِ فِي الْمَسْجِدِ
721 -
أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْبُصَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا".
• [رواته: 4]
1 -
قتيبة بن سعيد: تقدم 1.
2 -
أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري: تقدم 46.
3 -
قتادة بن دعامة السدوسي: تقدم 34.
4 -
أنس بن مالك رضي الله عنه: تقدم 6.
• التخريج
أخرجه البخاري في المساجد وفيه: التصريح بسماع قتادة له من أنس، وفيه: البزاق، وهو من طريق شعبة، وأخرجه مسلم وأبو داود وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه من حديث أنس ومن حديث أبي أمامة، وزاد ودفنه حسنة، وأخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق مسدد عن أبي عوانة كرواية
المصنف، وأخرجه الدارمي قال حدثنا هشيم حدثنا شعبة قال: قلت لقتادة أسمعت أنسًا يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: البزاق في المسجد خطيئة قال: نعم، وكفارتها دفنها، وأخرجه أحمد من طريق سعيد عن قتادة كرواية المصنف وأخرجه الطبراني.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله: (البصاق في المسجد) بالصاد، وفي رواية لمسلم "التفل" وكذا لأحمد من حديث أبي أمامة التفل في المسجد سيئة، وهو بالتاء المثناة فوق، وهو البزاق، والصاد والزاي يتعاقبان في مثل هذا، لأنه من المواضع التي يجوز فيها إبدال أحد الحرفين بالآخر ولهذا جاء في بعض الروايات البزاق كما في البخاري والمصنف وغيرهما، وهو مرفوع بالابتداء، وفي المسجد ظرف منصوب بمقدر محذوف تقديره طرح أو جعل فهو ظرف للفعل لا بقيد أن الفاعل في المسجد بحيث لو بصق في المسجد، وهو خارج المسجد يتناوله الحكم بل هو من باب أولى.
والبصاق كغراب، والبساق، والبزاق الثلاثة اسم الريق، وهو ماء الفم إذا خرج منه فإذا كان في الفم فهو الريق، وأفصح الثلاثة الألفاظ البصاق بالصاد على ما ذكره صاحب التاج، وقوله:"خطيئة" هو خبر لمبتدأ وتقدم تفسيرها في الوضوء أي إثم، وقوله:"وكفارتها دفنها" جملة إسمية، أي طرح البصاق في المسجد إثم، وهذا الإثم يكفره دفن البصاق والجمهور على أن المراد به الدفن في التراب حتى يغيب عن الناس، فلا يتأذى به أحد منهم وإنما يتأتى هذا في المسجد إذا كان فيه تراب، أو حصباء، وإلا فيخرجه، أو يزيله بمسح ونحوه لحديث أبي هريرة عند أبي داود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دخل هذا المسجد فبزق فيه، أو تنخم فليحفر، فليدفنه، فإن لم يفعل فليبزق في ثوبه ثم ليخرج" وهنا شامل لعدم إمكان الحفر على أي وجه كان، وقال النووي -رحمة الله-:(هذا في غير المسجد، وأما المصلي في المسجد فلا يبزق إلا في ثوبه لقوله صلى الله عليه وسلم: "البزاق في المسجد خطيئة فكيف يأذن فيه صلى الله عليه وسلم"). اهـ.
قال العيني رحمه الله: (ورد عليه بأحاديث كثيرة أن ذلك كان في المسجد،