الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر من ملك مدينة تيهرت
من حين ابتدائها من بني رستم وغيرهم
أولهم عبد الرحمن بن رستم: كانت مدته بها سبعة أعوام. ثم وليها ابنه عبد الوارث فكانت مدته بها عشرين سنة وتوفي في سنة 188. ثم وليها ابنه أبو سعيد أفلح بن عبد الوارث، ومات سنة 305، ثم وليها أيضا ابنه أبو بكر بن أفلح بن عبد الوارث بن عبد الرحمن بن رستم، فاختلف عليه الأمر وأخرجه أهلها من تبهرت، ثم أعادوه إلى أن مات فيها. ووليها بعده أخوه أبو اليقظان محمد ابن أفلح، فكانت مدته بها سبة وعشرين سنة، ووفاته في سنة 381، ووليها بعده أبو حاتم يوسف بن أبي اليقظان، فأقام فيها عاما واختلف عليه الناس واضطرب أمره، فخرج إلى حصن لواتة، وقامت بينه وبين أهل تبهرت حروب عظيمة. ووليها بتقديم أهلها يعقوب بن أفلح بن عبد الوارث بن عبد الرحمن بن رستم، فأقام واليا أربعة أعوام ثم خلعوه وقدموا أبا حاتم بن أبي اليقظان، فأقام ستة أعوام إلى أن قتله بنو أخيه سنة 294، ثم وليها يقظان ابن أبي اليقظان، فقتله أبو عبد الله الشيعي، في خبر طويل، مع جماعة من أهل بيته، وذلك في شوال سنة 296، وانقطع ملك بني ستم من تبهرت في هذا التاريخ.
ووليها في أيام الشيعة أبو حميد دواس اللهبصي ولاه أبو عبد الله الداعي حين خروجه منها إلى سلجمانة، فأقام فيها ستة أشهر حتى أتته العساكر من أفريقية، فافتتحها في سنة 299، ووليها مصالة بن حبوس المكناسي، إلى أن قتله محمد بن خزر الزناتي في شعبان سنة 312 فكانت ولايته بها ثلاث عشرة سنة ووليها بعده أخوه يصل بن حبوس إلى أن توفي سنة 319، ثم وليها
أبو مالك بن يغمراس بن أبي شحمة اللهبصي، فقام عليه أهل البلد، وأخرجوه سنة 313، ووليها أبو القاسم الأحدب ابن مصالة بن حبوس، فقدموه على أنفسهم، فأقام عليهم سنة واحدة، فلما انصرف ميسور من أرض المغرب إلى أفريقية، حاربهم حتى ظفر بالبلد، وقتل أبا القاسم بن مصالة المذكور، وولي على تبهرت داود بن إبراهيم العحيسي، فأقام واليا عليها إلى أن أخرجه حميد ابن يصل في جمادى الأخرة من سنة 323، في أيام أبي يزيد مخلد بن كيداد البفرني، وخرج حميد بن يصل من تبهرت في سنة 333 في خبر يطول ذكره وجاز إلى الأندلس، واحتل إسماعيل الشيعي مدينة تبهرت، وولي عليها ميسورا الفتى فاضطرب عليه أهل البلاد لأنه سار فيهم بسيرة غير مرضية، فاستدعوا محمد بن خزر الزناتي، وابنه الخير، ومن معهم من زناتة، فقدموا إلى تبهرت في جمع عظيم، وأظهروا أنهم ناصرون لميسور، فخرج إليهم فغدروه وأسروه. ودخل ينو خزر وزناتة مدينة تبهرت، ونزلوا دار الإمارة ثم اضطرب أمر أهل تبهرت وتغلب عليها يعلي بن محمد اليفرني الزناتي، إلى أن قدم جوهر قائد الشيعة، سنة 349، وكانت حوا تبهرت بساتين من أنواع الثمار، كثيرة الأشجار وهي شديدة البرد كثيرة الأمطار، قيا لبعض الظرفاء من أهلها (كم الشتاء عندكم من شهر في السنة!) قال:(ثلاثة عشر شهرا) وقال بعض الشعراء تبهرت من قصيدة أولها (طويل)
فراغ الهوى شغل ومحيا ومحيا الهوى قتل
…
ويوم الهوي حول وبعض الهوى كل
وجود الهوى بخل ورسل الهوى عدى
…
وقرب الهوى بعد وسبق الهوى مطل
سقى الله تبهرت المنى وسويقة
…
بسياحتها غيثا يطرب بها المحل
كأن لم يكن والدار جامعة لنا
…
ولم يجتمع وصل لنا ولا شمل
فلما تمادى العيش وانشقت العصي
…
تداعت أهاضيب النوى وهي تنهل
سلام على من لم نطق يوما بيننا
…
سلاما ولكن فارقت وبها ثكل
وما هي آماق يفيض دموعها
…
ولكنها الأرواح تجري وتنسل
ومما قيل حين قضى الله بخرابها وانتقال أهلها عنها وأربابها (طويل)
خليل عوجا بالرسوم وسلما
…
على طلل أقوى وأصبح أغبرا
ألما على رسم تبهرت دائر
…
عفته الغوادي الرائحات فأقفرا
كأن لم تكن تبهرت دارا لمعشر
…
فدمرها المقدار فبمن تدمرا
وتبهرت القديمة هذه هي التي خربها الخَيّرُ بن محمد بن خزر الزناتي، وفيها مات بالقيروان من قريش أبو الحسن المطلبي أحمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن علي بن زيد بن ركانة بن عبدود بن هاشم بن عبد المطلب يوم الأربعاء لأربع عشر ليلة خلت من جمادى الأول وكان قد صحب عبيد الله بسجلماسة قبل أن يملك القيروان، فنال بها جاها كبيرا في آخر عمره وفيها، مات محمد بن عثمان الخرساني الفقيه، صاحب الوثائق بالقيروان، وكان يذهب مذهب أهل الكوفة، ولم يكن ممن يقول بخلق القرآن وله سماع بمصر من يونس بن عبد الأعلى وفي سنة 329، اكتب موسى بن أبي العافية (صاحب الأندلس)(أمير المؤمنين)(عبد الرحمن) الناصر من العدوة (الغريبة) ورغب في موالاته والدخول في طاعته، وأن يستميل له أهواء أهل العدوة المجاورين له فتقبله (أمير المؤمنين) أحسن قبول وأمده بالخلع والأموال وقوى أوده على ما كان يحاوله من حرب ابن أبي العيش وغيره فظهر أمر موسى من ذلك الوقت في العدوة وتجمع إليه كثير من قبائل البربر وتغلب على مدينة جراوة وأخرج عنها الحسن ين أبي العيش بن إدريس العلوي ودارت