الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4711 -
قوله: (كُنَّا نقُولُ للحَيِّ إذا كَثُرُوا في الجاهليةِ: أُمِر بَنُو فُلان) ولكن هذا المعنى لا يناسب ههنا، لأن قوله:{أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}
…
إلخ [الإِسراء: 16]، ليس منه.
4712 -
قوله: (ثَلاثَ كَذَبات) وهي كلُّها كانت تَوْرية، ولكنه عَظُم أَمْرُها.
قوله: (إنيِّ قد قَتَلْتُ نَفْسًا لم أُومَر بِقَتْلها)
…
إلخ. وقد مَرَّ معنا أن حَرْبيًا لو اعتمد على مُسْلم أَنَّه لا يقتُله، لا يجوزُ للمسلم قَتْلُه، ما لم يَنْبِذ إليه على سواء، وقد فَهِمته من حديثٍ في «الجامع الصغير» وفيه لفظ:«أمن من سمع» ، وضَبَطه الناسُ من الأفعال، فَغَلِطوا في شَرْحه.
قوله: (ولَم يَذْكُر ذَنْبًا) وعند الترمذي أنه قال: إني عَبَدت مِن دونِ الله.
قوله: (يا محمَّدُ، أَدْخِل مِن أُمَّتِك)
…
إلخ. هذه القِطْعةُ في الشفاعة الصُّغْرى، وكانت الأُولى في الكُبْرى، لِفَتْح باب الحساب؛ وحاصِله أنَّ العالم بمجموعِه إذا احتاج إلى شَافِعٍ، لم يُسْر عنهم ما رابهم غيرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وإذا وصل الأَمْرُ إلى كلَ من الأمم، تكفَّلَ كُلُّ نبيَ لأُمَّتِه، يعني:"جب مجموع دنيا كاكام آياتواس كى لئى آب منتخب هوئى - اورجب ابنى ابنى امم كاكام آياتو بهران كى نبى".
6 - باب قَوْلِهِ {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء: 55]
4713 -
حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ «خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ الْقِرَاءَةُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ لِتُسْرَجَ، فَكَانَ يَقْرَأُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ» . يَعْنِى الْقُرْآنَ. طرفاه 2073، 3417 - تحفة 14725
4713 -
قوله: (فكانَ يَقْرَأ قَبْل أن يَفْرُغَ) أي مُعْجِزة، وفي روايةٍ: أنه كانَ يَفْرُغ من قراءته فيما بين أن يَضَع قَدَمَيه في الركابين، وذكر السُّيوطي عن بعض الأولياء أنه كان يَخْتِم القرآنَ تِسْعِ مراتٍ في يوم وليلةٍ. وكان الشيخُ السهروردي يَفْعَلُه ستينَ مرةً في يوم، ويُحْكى عَنْ ثقة أنَّ الشاه إسماعيل خَتَمه بعد العَصْر إلى الغروب مع ترتيلٍ، وهو بين أيدي الناس. وعند الترمذي في كتاب الدعوات: أن عمرَ بن هَانِي كان يُصلِّي أَلفَ سجدةٍ كُلَّ يوم، ويسبِّح مئة ألف تسبيحة. وصنَّفَ ابنُ كثير رسالة في متعلقات القرآن، ووضع فيها فَصْلًا جَمَع فيه أسماءَ الذين ختموا القرآن في يومٍ وليلة، أو دُونه. فالحكايةُ في مِثْله قد تواترت، بحيث لا يُسَوَّغ الإِنكار الإِنكار، ولكن مَنْ يُحْرَم عن الخيرِ يجعل رزقه أنه يكذب بالكراماتِ، والبركات، ويزعمه مُستحيلًا.
ثُم هذه المسألة تُسمَّى عند الصوفية بِطَيِّ الزَّمان. أما طَيّ المكان، فهو مُسَلَّم بلا نكير، ففي «الفتوحات»: أنَّ الجَوْهريّ أجنب مرةً، فذهب إلى نَهْرٍ لِيَغْتَسِل، فَنَعَس فيه، فإِذا هو يرى في المنام أنه دخل بغداد، وتزوَّج فيها امرأةً، وولدت منه أولادًا، فإِذا هَبَّ
من نَوْمه، رجع إلى بيتِه، ولم يَمْض بعد ذلك مُدَّةٌ، إذ جاءته امرأةٌ من بغداد، تَدَّعِي أنه نكحها، وهؤلاء صبيانٌ منه. ومَرَّ عليه العارف الجامي في «النفخات» ، وأغمض عنه، وأنكره الشيخ المجدد. قلتُ: لا استحالةَ فيه، فهو مِن باب طيِّ الزمان عندي
(1)
.
(1)
يقول العبد الضعيف: وعليه حَمَل الشيخُ سَفَره صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج، فيقول في قصيدته في الإِسراء:
وأبدى له طيّ الزمان، فعاقه
…
رويدًا عن الأحوال حتاه ما أجرى
ولا بأس لو أتحفناك بِرُمتها، فإِنها احتوت على علومٍ في الإِسراء، وفَصل في أَمْر الرؤية، وكشف عن اختلافهم فيها، وجَمع بين الرواياتِ، وشَرح للآيات، ورَفْع للتشتُّت في نَظمها، وأحكام لكونه في اليقظة، وذَبّ عمن أنكره فيها، وكل ذلك على رغم أنف لعين القاديان وأمثاله من الملعونين.
تَبارك مَنْ أسرى، وأَعْلى بِعَبْده
…
إلى المسجد الأقصى، إلى الأُفق الأَعلى
إلى سَبْع أطباقٍ، إلى سِدْرة، كذا
…
إلى رفرف أبهى، إلى نَزْلةٍ أُخرى
وسَوّى له من حَفْلة مَلَكيّة
…
ليشهد مِن آياتِ نعمته الكُبْرى
بُراقٌ يساوي خطوه مَدَّ طَرفه
…
أُتيح له، واختِير في ذلك المَسْرى
وأبدى له طَيَّ الزمانِ، فعاقه
…
رويدًا عن الأحوال، حتاه ما أجرى
هنا موطن فوق الزمان ثباته
…
على حالة ليست به غير تترى،
وكان لجبريلَ الأمينِ سفارةٌ
…
وصادف ما أولى لرتبته المولى،
نعم طائر القدس المنيع بشأوه
…
خوافيه تطوى وطن السر، أو أخفى
وكان عِيانا يقظةً، لا يشوبُه
…
منام، ولا قد كان من عالم الرؤيا
قد التمس الصديق ثُم، فلم يجد
…
وصحّح (*) عن شدادٍ البيهقي كذا
رأى رَبَّه لما دنَى بِفُؤادِه
…
ومنه سرى للعين ما زاغ لا يطغى
رأى نورَه أنَّى يراه مؤمل
…
وأوحى إليه عند ذاك بما أَوْحَى
بحثنا، فآل البَحْثُ إثباتَ رؤيةٍ
…
لحضرته صلَّى عليه، كما يرضى
وسلم تسليما كثيرًا مباركًا
…
كما بالتحيات العُلَى ربه حتى،
كما اختاره الحَبْرُ ابنُ عمِّ نبيِّنا
…
وأحمد من بين الأئمةِ قد قوى،
فقال إذا ما المروزي استبانه:
…
رآه رأي المولى، فسبحان مَنْ أَسْرَى
رواه أبو ذَرّ بسان قد رأيته
…
وأني أراه ليس للنفي، بل ثنيا،
نعم رؤية ربّ الجليل حقيقة
…
يقال له (**): الرؤيا بالسنة الدنيا،
وإلا، فمرأى جبرائيل عوادة
…
وليس بديعًا شكله، كان، أو أوفى،
وذلك في التنزيل من نظم نجمه
…
إذا ما رعى الراعي، ومغزاه قد وفى،
وكان ببعض ذكر جبريل فانسرى
…
إلى كله، والطول في البحث قد عنى،
وكان إلى الأَقْصى سرى، ثُم بعده
…
عُروجًا بجسم، إن من حضرة أخرى،
عروجًا إلى أن ظللته ضبابةٌ
…
ويغشى من الأنوار إياه ما يغشى،
(*) قال الشيخ: وهي في "الزوائد" وقد صححها منه في "الدلائل"، كما في "شَرح المواهب".
(**) كما في "فتح الباري" في أول التعبير. =