الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولما حصر التتار لعنهم الله خوارزم في سنة سبع عشرة وست مائة (1) .. جمع الشيخ أصحابه وهم أكثر من ستين وقد هرب السلطان محمد وهم يظنون أنه بها، فدخلوا البلد، وكان من أصحاب الشيخ المذكور الشيخ سعد الدين الحموي، والشيخ علي لالا، وابن أخيه علي بن محمد مع جماعة من العارفين، فقال لهم الشيخ: قوموا وارتحلوا إلى بلادكم؛ فإنه قد خرجت نار من المشرق تحرق إلى قريب المغرب، وهي فتنة عظيمة ما وقع في هذه الأمة مثلها، فقال له بعضهم: لو دعوت الله أن يرفع هذه الفتنة عن بلاد المسلمين، فقال: هذا قضاء من الله محكم لا يرده، ولا ينفع فيه الدعاء، فقالوا له: معنا دواب تركب معنا، ونخرج الساعة، فقال: إني أقتل ههنا، ولم يأذن الله لي أن أخرج منها، فاستعدوا لخروجكم إلى خراسان، فخرجوا، ولما دخل الكفار البلد .. نادى الشيخ في أصحابه الذين لم يأمرهم بالخروج:
الصلاة جامعة، ثم قال: قوموا على اسم الله تعالى نقاتل في سبيل الله، ودخل البيت، ولبس خرقة شيخه، وشد وسطه، وكانت عليه فرجية، وجعل الحجارة في جانبيها، وأخذ العنزة وخرج، ولما واجه العدو .. أخذ يرميهم بالحجارة حتى فرغ جميع ما معه، ورموه بالنبل حتى قتلوه في سنة ثمان عشرة وست مائة رحمه الله، ودفن في رباطه، ورثاه المؤيد بن يوسف الصلاحي بقصيدة يقول في أثنائها:[من البسيط]
ما زال يجهد في مرضاة خالقه
…
وما أعدّ له الرحمن ما كسبا
من ذا رأى بحر علم في بحار دم
…
يجري إذا ما طفت أنواره شببا (2)
يهوى النجوم الدّراري من يكون لها
…
يوما نسيبا تدانيه إذا انتسبا
يا يوم وقعة خورزم التي اتصفت
…
فجعتنا وفقدنا الدّين والحسبا
أتح له يا إله الخلق نيل رضى
…
لا يدرك الكنه منه حاسب حسبا
2835 - [موسى بن عبد القادر الجيلاني]
(3)
أبو نصر موسى بن الشيخ الكبير القطب محيي الدين عبد القادر الجيلاني.
(1) كذا في «مرآة الجنان» (4/ 41)، وفي «سير أعلام النبلاء» (22/ 113)، و «العبر» (5/ 74): سنة (618 هـ).
(2)
كذا في الأصول، وفي «مرآة الجنان» (4/ 42)، و «غربال الزمان» (ص 502):(سببا).
(3)
«التكملة لوفيات النقلة» (3/ 46)، و «سير أعلام النبلاء» (22/ 150)، و «تاريخ الإسلام» (44/ 431)، و «العبر» (5/ 75)، و «دول الإسلام» (2/ 127)، و «المختصر المحتاج إليه» (15/ 346)، و «مرآة الجنان» (4/ 42)، و «غربال الزمان» (ص 502)، و «شذرات الذهب» (7/ 146).