الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3421 - [مبارز الزبيدي]
(1)
مبارز بن غانم الزّبيدي، نسبة إلى زبيد، وهو منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن زبيد الأكبر، وهو بطن من مذحج.
كان المذكور شيخا مشهورا من مشايخ الصوفية، وكان يصحب الشيخ محمد بن ظفر المذكور في ترجمة أبيه ظفر، وكان الشيخ محمد بن ظفر إذا وصل على قدم السياحة إلى بلد مبارز .. يجتمع بمبارز، فيلازم مبارز محمد بن ظفر أن يدخل بيته، فلا يفعل، فسأله عن السبب، فقال: أنت رجل لا تصلي، ولا تعرف الحلال من الحرام، فقال له مبارز:
علمني، وأنا أقبل منك، فعلمه الفقيه ما لا بد له منه من تعليمه، فصار يرتاض برياضة الفقيه محمد بن ظفر حتى ظهر فيه أمر عظيم، وصار صاحب كرامات ومجاهدات، وهو مع ذلك على عادته من ركوب الخيل، والتحلي بالمشيخة العربية والصوفية.
وارتحل إلى أبين، فأدرك الشيخ أحمد بن الجعد، فصحبه، وأقام بنظره أياما، فأعجبه حاله، فنصبه شيخا، وأحسن إليه، واستأذنه في بناء رباط بمرخزة، قرية يقال: إنها في ضحضاح حجر، فأذن له، فابتنى بها رباطا واسعا حسنا.
ولم أتحقق تاريخ وفاته، وإنما ذكرته هنا؛ تبعا لشيخه أحمد بن الجعد نفع الله بهم، آمين.
وحجر يتصل بجبل جحاف-بضم الجيم، وفتح الحاء المهملة، ثم ألف، ثم فاء-من جبال اليمن المشهورة.
3422 - [محمد بن ظفر الشميري]
(2)
محمد بن ظفر، الشميري نسبا، والفراوي بلدا.
قال الجندي: (كان أبوه ظفر حواطا (3) لبعض ولاة البلد، وأصله من قرية يقال لها:
(1)«السلوك» (2/ 264)، و «طراز أعلام الزمن» (3/ 55)، و «تحفة الزمن» (1/ 543).
(2)
«السلوك» (2/ 261)، و «طراز أعلام الزمن» (2/ 31)، و «تحفة الزمن» (1/ 542)، و «طبقات الخواص» (ص 301)، و «هجر العلم» (3/ 1614).
(3)
في «السلوك» (2/ 261): (خراصا).
المردع-بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الدال المهملة، وآخره عين مهملة-من ناحية حجر على مرحلة من شرقي الجند، فلما شب ولده محمد صاحب الترجمة .. علمه القرآن، وفتح الله عليه، فخرج مهاجرا لأبويه؛ إذ كانت سيرتهما غير محمودة.
وكان محمد من العارفين، أهل الكرامات والرياضات والسياحات، والتفرد في الخلوات، يقال: إنه حج، فأدرك الشيخ أبا العباس المغربي بالطائف، فحصل له منه نفس وتحكيم، وانتفع به الفقيه محمد، وتهذب وارتاض، وأخذ عنه الطريق.
ومن غريب ما يحكى عن الشيخ محمد بن ظفر أن امرأته فاطمة لم يكن له زوجة غيرها وكانا متصادقين في الصحبة حجا وجاورا في الحرمين سبع سنين، ويقال: إنهما تعاهدا أن من مات منهما .. لم يتزوج الآخر بعده، فتوفي الشيخ محمد بن ظفر قبل امرأته، فلما انقضى إحدادها .. خطبها جماعة من أعيان البلد لكونها من قبيل كبير، فامتنعت؛ وفاء للعهد، فخطبها الشيخ مبارز بن غانم تلميذ الشيخ محمد بن ظفر من أهلها، فأجابوه إلى ذلك، وألحوا عليها في التزويج منه، وكانت معتكفة على قبر زوجها الشيخ محمد بن ظفر؛ إذ هو من المقاصد المشهورة للتبرك، وقالوا لها: إما أن تتزوجي بالشيخ مبارز، أو تروحي معنا إلى بلادنا، فاختارت الزواج بالشيخ مبارز بشرط ألا ينقلها من الموضع الذي هي فيه، فانتظم العقد، وتواعدوا للزفاف في يوم معلوم، فلما كان ذلك اليوم .. وصل الشيخ مبارز إلى الموضع الذي هي فيه، وظلت تتهيأ للدخول، فبينا هي كذلك؛ إذ غفت إغفاءة، ثم استيقظت تبكي، وكان كرّ (1) كان الفقيه محمد يلبسه، وأوصى أن يدفن ذلك الكر معه، فدفن معه، وجعلت تبكي وتقبّل الكر وتقول: المعذرة إليك يا بن ظفر؛ فإنني مقهورة، فسألها أهلها عن سبب بكائها، فقالت: أما تعلمون أن هذا الكر كر الفقيه، وأنه دفن معه؟ ! قالوا: بلى، قالت: فإني رأيت الفقيه هذه الساعة، وقال لي: امتنعي، وقولي بيني وبين الفقيه عهد أن من سبق صاحبه بالموت .. لم يتزوج الآخر بعده، وأني كنت استحييت أن أذكر لكم ذلك، فلما كان هذه الساعة .. أتاني الفقيه وعاتبني وقال:
يا فلانة؛ ما هذا فعل من يعاهد! فلما اعتذرت بأنكم أكرهتموني .. قال: لا عليك، امتنعي وقولي: هذا الكر أمارة من الفقيه إليكم، لا تكرهوني، وعرفوا مبارزا يطلقني، ويذهب إلى رباطه، فأخرج الكر إلى مبارز، فلما رآه عظم ذلك عليه، فلما أخبروه بذلك .. عاد مسرعا إلى رباطه، ولم تكن تطل مدته.
(1) الكرّ: الكساء.