الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولدا صالحا، فدعا له بذلك، فرزقه الله ولده أحمد، فكان الشيخ أحمد بن علوان دعوة من دعوات صاحب «البيان» .
وكان علوان المذكور كاتب إنشاء الملك المسعود بن الكامل الأيوبي، فيقال: إنه سافر إلى جبال حجّة لبعض مخارجه، فحصل حرب شديد بين عسكر المسعود والعرب هنالك، فوقف علوان بجنب جبل هنالك وهو على بغلته، فانقطع من الجبل كسف وقع عليه وعلى بغلته، فكان آخر العهد به.
والظاهر أن وفاته كانت في هذه العشرين، أو في التي قبلها؛ لأن دخول المسعود اليمن كان سنة ست عشرة وست مائة (1)، وكانت وفاته سنة خمس وعشرين وست مائة (2)، والله أعلم.
2881 - [أبو القاسم ابن صصرى]
(3)
أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ التغلبي الدمشقي، مسند الشام.
توفي سنة ست وعشرين وست مائة.
2882 - [ياقوت الحموي]
(4)
ياقوت الرومي الحموي، ثم البغدادي التاجر، شهاب الدين الأخباري، صاحب التصانيف الأدبية في التاريخ والأنساب والبلدان وغير ذلك.
أسر من بلاده صغيرا، فابتاعه رجل تاجر ببغداد، فلما كبر ياقوت .. قرأ شيئا من النحو واللغة، وشغله مولاه بالأسفار في متاجره، ثم جرت بينه وبين مولاه نبوة أوجبت عتقه، فأبعده عنه، فاشتغل بالنسخ، وحصلت له بالمطالعة فوائد.
(1) والصواب: أن دخوله كان سنة (612 هـ)، انظر «سير أعلام النبلاء» (22/ 331)، و «السلوك» (2/ 538).
(2)
في تاريخ وفاته خلاف، انظر ترجمته (5/ 121).
(3)
«التكملة لوفيات النقلة» (3/ 240)، و «سير أعلام النبلاء» (22/ 282)، و «تاريخ الإسلام» (45/ 248)، و «العبر» (5/ 105)، و «الوافي بالوفيات» (13/ 80)، و «مرآة الجنان» (4/ 59)، و «شذرات الذهب» (7/ 208).
(4)
«التكملة لوفيات النقلة» (3/ 249)، و «وفيات الأعيان» (6/ 127)، و «سير أعلام النبلاء» (22/ 312)، و «تاريخ الإسلام» (45/ 266)، و «العبر» (5/ 106)، و «مرآة الجنان» (4/ 59)، و «شذرات الذهب» (7/ 212).
صنف «إرشاد الألبّاء إلى معرفة الأدباء» في أربعة مجلدات، و [كتابا في] أخبار الشعراء المتأخرين والقدماء، وكتبا أخرى عديدة.
وكانت له همة عالية في تحصيل المعارف، وله رسالة كتبها من الموصل إلى وزير [صاحب حلب] أبي الحسن علي بن يوسف الشيباني يصف فيها حاله، تشهد بفضله ومعرفته وبلاغته، يقول فيها-بعد كلام طويل مشتمل على ألفاظ جميلة، ومعان فضيلة-: وقد كان المملوك لما فارق ذلك الجناب الشريف، وانفصل عن مقر العز [اللباب] والفضل المنيف، أراد استعتاب الدهر الكالح، واستدرارا خلف الزمن الغشوم الجامح؛ اغترارا بأن في الحركة بركة، والاغتراب داعية الاكتساب، والمقام على الإقتار ذل وأسقام، وجليس البيت في المحافل سكيت:[من الطويل]
فودعت من أهلي وفي القلب ما به
…
وسرت عن الأوطان في طلب اليسر
سأكسب مالا أو أموت ببلدة
…
يقل بها فيض الدموع على قبري
فامتطى غارب الأمل إلى الغربة، وركب [ركب] التطواف مع كل صحبة، قاطع الأغوار والأنجاد، حتى بلغ السد أو كاد، فلم يرفق به زمان حرون، ولا مكان حزون (1)، فلكأنه في جفن الدهر قذى، وفي حلقه شجى، تدافعه آمال الأمنيّة، حتى أسلمته إلى ربقة المنيّة:[من البسيط]
لا يستقر بأرض أو يسير إلى
…
أخرى لشخص قريب عزمه نائي
يوما بحزوا ويوما بالعقيق ويو
…
ما بالعذيب ويوما بالخليصاء
وتارة ينتحي نجدا وآونة
…
شعب الحرون وحينا قصر تيماء (2)
والمملوك مع ذلك يدافع الأيام ويزجيها، ويعلل المعيشة ويرجيها، متلفعا بالقناعة والعفاف، مشتملا بالنزاهة والكفاف، غير راض بذلك الشمل، ولكن مكره أخوك لا بطل، قد ألزم نفسه أن يستعمل طرفا طمّاحا، وأن يركب طرفا جمّاحا، وأن يلحف بيض
(1) كذا في «مرآة الجنان» (4/ 62)، والعبارة في «وفيات الأعيان» (6/ 133) و «تاريخ الإسلام» (45/ 267):(فلم يصحب له دهره المرون، ولا رق له زمانه المفتون).
(2)
نسب صاحب الترجمة هذه الأبيات في «معجم البلدان» (2/ 386) إلى عبد الله بن أحمد بن الحارث، وفي (ق)، و «وفيات الأعيان» (6/ 133):(الحزون)، وفي «معجم البلدان» (2/ 386):(شعب العقيق).