الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2738 - [ابن نزيل]
(1)
محمد بن عبد الله بن جعفر بن نزيل-بضم النون، وفتح الزاي، وسكون المثناة تحت، آخره لام-يعرف هو وقومه ببني نزيل، نسبة إلى هذا الجد.
قال الجندي: (وهم يرجعون إلى حكم بن سعد العشيرة من مذحج.
تفقه المذكور بالإمام يحيى بن أبي الخير العمراني، وكان فقيها كبيرا، وهو أحد شيوخ الفقيه علي بن مسعود الشاوري) (2).
ولم أقف على تاريخ وفاته، وغالب ظني أنه كان في أوائل هذه المائة، أو أواخر التي قبلها.
2739 - [محمد الأكحل]
(3)
محمد بن أحمد الأكحل؛ لكحل كان بعينه، صاحب مرباط.
قال الجندي: (من قوم يقال لهم: المنجويون، من بيت يقال لهم: آل بلخ-بضم الموحدة واللام، وآخره خاء معجمة-ونسبهم في مذحج.
وكان أوحد زمانه كرما وحلما وتواضعا.
قدم إليه الشاعر التكريتي، ومدحه بالقصيدة اللامية المشهورة التي قال فيها الأدباء: كل شعر يدرس إلا قصيدة التكريتي، فأجازه بمركب جاء له من البلاد، فلما وصل به التكريتي إلى عدن .. قبض عليه واليها، وأرسل به إلى سيف الإسلام طغتكين، فوبّخه على قوله في القصيدة:[من المديد] هو تاج والملوك حذا (4)
(1)«طبقات فقهاء اليمن» (ص 198)، و «السلوك» (1/ 345)، و «طراز أعلام الزمن» (3/ 210)، و «تحفة الزمن» (1/ 273)، و «هجر العلم» (3/ 1774).
(2)
«السلوك» (1/ 345).
(3)
«السلوك» (1/ 456)، و «طراز أعلام الزمن» (3/ 71)، و «تحفة الزمن» (1/ 369)، و «تاريخ ثغر عدن» (2/ 194)، و «تاريخ حضرموت» للكندي (1/ 92)، و «تاريخ حضرموت» للحامد (2/ 593).
(4)
انظر القصيدة بتمامها في «السلوك» (1/ 456)، و «تاريخ حضرموت» للكندي (1/ 94).
فلما علم الأكحل بما اتفق على التكريتي من القبض عليه وعلى ما معه .. أرسل إليه بمركب آخر وقال: يترك له عند بعض عدول البلد ينفقه منه، ويكسوه حتى يأتيه الفرج، فلما بلغ الخبر سيف الإسلام .. تعجب، فقال: يحق لمادح هذا أن يقول ما شاء، وأطلق التكريتي، وأطلق عليه ما أخذ منه.
ومما يحكى من كرم هذا السلطان وجميل فعله أن جماعة من أعيان حضرموت قصدوه بهدايا تليق بأحوالهم، وصحبهم فقير، فسمعهم الفقير يذكرون السلطان بالجود والكرم، ويذكر كل منهم ما معه من الهدايا، فاجتنى الفقير ضغثا من الأراك الذي يستاك به عددهم سبعة، وجعلهم حزمة، فلما وصلوا مرباط، ودخلوا على السلطان بهداياهم .. دخل معهم الفقير وسلم، ووضع ما معه من الأراك بين يدي السلطان وأنشد: -[من الوافر] جعلت هديتي لكم سواكا
…
ولم أقصد به أحدا سواكا
بعث إليك ضغثا من أراك
…
رجا أني أعود وأن أراكا (1)
فأمر بأن تخلى لهم بيوت، وللفقير مثلهم، وأرسل للفقير بجاريتين ووصيف يخدمونه مدة إقامته، وكذا كان يفعل لكل ضيف يصله، فلما عزم الفقير على الرجوع إلى بلاده ..
أمرهم أن يعطوه من كل شيء في خزائنه سبعة أجزاء؛ أي: مما كان يوزن بالبهار كالحديد والقار يعطى منه سبعة أبهرة، وما يوزن بالمن كالزعفران ونحوه يعطى منه سبعة أمنان، وكذلك ما يباع بالمكيال كيلا والموزون وزنا سبعا سبعا.
وبالجملة: فمكارم هذا السلطان المذكور كثيرة.
وتوفي على أحسن حال من العفاف والعدل بعد استكمال ست مائة من الهجرة، وقبر بين مرباط وظفار.
قال الجندي: وذكر الثقات أن كثيرا ما يسمع من قبره قراءة القرآن، ولم يكن له عقب، ولا في أهله من يتأهل للملك، وكان محمد بن أحمد الحبوضي يتجر له، فقام بالملك بعده) (2).
(1).البيتان نسبهما أبو منصور الثعالبي في «يتيمة الدهر» (4/ 492) إلى أبي سعيد عبد الرحمن بن محمد بن دوست.
(2)
«السلوك» (1/ 456).