الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وبه تفقه جماعة، منهم أحمد الثابتي وغيره، وكان يسكن القحّار-بفتح القاف والحاء المشددة، وبعدها ألف، وراء-جبل قرب بلده.
ولم أقف على تاريخ وفاته، فذكرته هنا؛ تبعا لأبيه عثمان المذكور قبله (1).
3243 - [عمر ابن عقبة]
(2)
عمر بن الفقيه عبد الله المعروف بابن عقبة، منسوبا إلى بني عقبة، القضاة الذين ذكرهم ابن سمرة في قضاء جبلة.
تفقه بعبد الرحمن بن سعيد العقيبي وغيره من فقهاء جبلة، ودرس بمدرسة الجبابي، إنشاء الأمير أسد الدين محمد بن الحسن.
وكان فقيها فاضلا.
توفي في أثناء صفر سنة سبع وسبعين وست مائة (3).
3244 - [ابن البانة العنسي]
(4)
محمد بن سالم بن علي العنسي-بنون ساكنة بين مهملتين-المعروف بابن البانة.
تفقه بالفقيه عمر بن مسعود الأبيني، وبالوزيري، وأخذ عن المقدسي، وكان فقيها عارفا، مجودا حافظا.
يحكى أنه دخل يوما على الأشرف وعنده شيء من التحف فقال له: يا فقيه؛ ليس مع الفقهاء شيء من هذا؟ فقال: عندهم ما قال الشاعر: [من الكامل]
شيئان أحسن من عناق الخرّد
…
وألذّ من شرب القراح الأسود
(1) كذا في «طراز أعلام الزمن» (2/ 185)، حيث جعل (عمر) هذا ابنا لصاحب الترجمة السابقة، وفي «السلوك» (2/ 297) و «تحفة الزمن» (1/ 565): أن الكلام المذكور هنا هو عن (عمر بن أحمد بن محمد)، ولعله الصواب؛ لأن الخزرجي نفسه قد ترجم ل (عمر بن أحمد بن محمد) في مكان آخر من «طراز أعلام الزمن» (2/ 398)، وذكر في ترجمته ما ذكره المصنف هنا في هذه الترجمة. نعم؛ ل (عثمان بن حسين) حفيد اسمه:(عمر بن علي بن عثمان)، وسيترجم له المصنف (6/ 88)، والله أعلم.
(2)
«السلوك» (2/ 179)، و «العقود اللؤلؤية» (1/ 314)، و «طراز أعلام الزمن» (2/ 418)، و «تحفة الزمن» (1/ 492)، و «المدارس الإسلامية» (ص 126).
(3)
كذا في «طراز أعلام الزمن» (2/ 418)، وفي باقي المصادر: توفي سنة (697 هـ).
(4)
«السلوك» (2/ 118)، و «طراز أعلام الزمن» (3/ 186)، و «تحفة الزمن» (1/ 448).
وأجل من رتب الملوك عليهم
…
ثوب الحرير مطرز بالعسجد
سود الدفاتر أن أكون نديمها
…
طول النهار وبرد ظل المسجد
فقال له الأشرف: نعم ما حفظت.
كان يجتمع بالمقدسي كثيرا، ويتذاكران في علم الكلام بما لا تحتمله أفهام العوام، حتى نسبا إلى الزندقة والكفر، وشهد عليهما الفقيه أحمد بن الصفي أنهما ينكران صدق القرآن ويقولان: ليس هو كلام الله، فاجتمع الفقهاء إلى رأس المفتين يومئذ بتعز وهو أبو بكر بن آدم الزيلعي، وتشاوروا في أمرهما، فاتفق رأي الفقهاء على أن تصلى الجمعة بجامع المغربة، فإذا خرج ابن البانة والمقدسي .. قتلناهما، وأرحنا منهما الإسلام والمسلمين، فسمع ابن البانة بما تمالأ عليه الفقهاء، فتقدم إلى المقدسي، وعرفه الأمر وحذره، وأمره بالتقدم إلى الواثق والالتزام به، وهو إذ ذاك نائب عن أبيه المظفر بتعز، ثم سار ابن البانة مبادرا من تعز إلى زبيد، فلما كان يوم الجمعة .. طلع الفقيه أبو بكر بن آدم من ذي عدينة إلى جامع المغربة، واجتمع إليه الفقهاء للأمر الذي قد بيتوه، فلما حان وقت الصلاة .. دخل المقدسي ومعه جماعة من خدم الواثق يحرسونه بالسلاح، فلم يتم للفقهاء ما أرادوه منه.
ولما وصل ابن البانة إلى زبيد .. قصد الأشرف بن المظفر لمعرفة كانت بينهما وجوار، وكتب قصة يشكو فيها من فعل الفقهاء معه، فلما وقف المظفر على القصة .. شق عليه الأمر، وخشي مسارعة الفقهاء إلى شقاق يصعب علاجه، فكتب إليهم: أظلمتم الضياء، وخبطتم في عشواء، فاقتصروا عن هذه الأهواء، واشتغلوا بالنصوص؛ فإنك يا بن آدم- أعني المتفقهة وأمثالك ممن هو في تلك الجهة-لم تحط علما بما هو في كتابه تعالى، ولو بهت أحدكم وسئل عن مسألة على قولين .. لم يكن في قدرته الجواب عنها حتى يكشف ويطالع، فإذا كان بغيتكم ما أفنيتم فيه أعماركم .. فكيف تخرجون إلى أهوية تقيمون لها أمثالا بظاهر ألفاظكم مما يستدل بها على أهويتكم، فاعتمدوا على الكتاب والسنة والصحيح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتركوا التمسك بالموضوعات عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلهذا علماء يوردون ويصدرون، ولستم من ذلك النمط في شيء، فالحذر الحذر كل الحذر، ومن حذّر فقد أنذر، فإن اقتصرتم، وإلا .. قصركم السيف عن طول اللسان؛ فإنما قصدكم التلبيس على العوام بقيل وقال.