الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طمع جناحا، وأن يستقدح زندا واريا أو شماحا:[من الوافر]
وأدبني الزمان فلا أبالي
…
هجرت فلا أزار ولا أزور
ولست بسائل ما عشت يوما
…
أسار الجند أم ركب الأمير
ولقد ندب المملوك أيام الشباب بهذه الأبيات-وما أقل غناء الباكي على من عد في الرفات-: [من الطويل]
تنكر لي مذ شبت دهري وأصبحت
…
معارفه عندي من النكرات
إذا ذكرتها النفس حنت صبابة
…
وجادت شؤون الدمع بالعبرات
إلى أن أتى دهر يحسّن ما مضى
…
ويوسعني تذكاره حسراتي
والبيت الأخير مأخوذ من قول الآخر: [من الخفيف]
رب دهر بكيت منه فلما
…
صرت في غيره بكيت عليه
هذا ما اقتصرت عليه من بعض ما اقتصر عليه الشيخ اليافعي من رسالته الطويلة، الجليلة الفائقة الجميلة.
قال الشيخ اليافعي: (وهو لعمري فيما يستحقه من النعوت من نفيس الجواهر كاسمه ياقوت)(1).
توفي في شهر رمضان من سنة ست وعشرين وست مائة بحلب، وقد وقف كتبه، وكان لمّا تميز سمى نفسه: يعقوب.
2883 - [جوهر العدني]
(2)
الشيخ الكبير، الصالح الشهير، أبو البهاء جوهر بن عبد الله العدني.
قال الشيخ عبد الله اليافعي: (كان عبدا عتيقا أميا، متسببا في السوق بعدن) اه (3)
وأظنه كان بزازا؛ فإن في خان عدن دكانا مشهورا على ألسنة الناس أنه دكان الشيخ جوهر، وقل أن يتسبب فيه متسبب إلا ويفتح الله عليه في دنياه.
(1)«مرآة الجنان» (4/ 63).
(2)
«مرآة الجنان» (4/ 347)، و «طراز أعلام الزمن» (1/ 285)، و «تاريخ ثغر عدن» (2/ 39)، و «طبقات الصوفية» للمناوي (2/ 396)، و «جامع كرامات الأولياء» (2/ 14).
(3)
«مرآة الجنان» (4/ 347).
وكان يحب الفقراء، ويجالسهم كثيرا ويعتقدهم، فعادت عليه بركتهم، فألحقه الله بهم؛ فإن المرء مع من أحب.
قال اليافعي: (فلما احتضر الشيخ أبو حمران .. سئل: من يكون الشيخ بعدك؟ فقال:
الذي يقع على رأسه الطائر الأخضر في اليوم الثالث من موتي هو الشيخ، فلما كان اليوم الثالث من موته .. حضر الفقهاء والفقراء والعوام في مسجده، وقعدوا ينتظرون ما يكون من وعد الشيخ، وفيهم المصدق والمكذب والمتشكك، وإذا بالطائر الموصوف قد أقبل وحط في طاقة المسجد، فعند ذلك تشوف للمشيخة كبار أصحاب الشيخ، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، فارتفع ذلك الطائر من موضعه الذي حط فيه أولا، ثم وقع على رأس الشيخ جوهر، فقام إليه الفقراء ليزفوه ويقعدوه في منصب الشيخ، فبكى وقال: أين أنا من هذا! وأنا رجل جاهل لا أصلح لهذا، ولا أعرف الطريق! فقالوا له: ما أقامك الحق في هذا المقام إلا وأنت أهل له، وسيعلمك ما تجهل، ويوليك التوفيق، فقال: إن كان ولا بد، فأمهلوني ثلاثة أيام، أسعى في براءة ذمتي برد الحقوق التي علي للناس والتخلص منهم، فأمهلوه، فلما مضت الثلاث .. قعد في منصب المشيخة، فكان كاسمه جوهرا، كتب إليه بعض المشايخ كتابا يسبه فيه، فكان جوابه إليه:[من الطويل]
إذا سعدوا أحبابنا وشقينا
…
صبرنا على حكم القضا ورضينا
وإن جيّش الأحباب جيشا من الجفا
…
بنينا من الصبر الجميل حصونا
وإن بعثوا خيل الصدود مغيرة
…
بعثنا لهم خيل الوصال كمينا
وإن شهروا أسيافهم لقتالنا
…
أتيناهم بالذل مدرّعينا
أحبّاءنا جوروا وإن شئتم اعدلوا
…
صبرنا على حكم القضا ورضينا
فلما وقف الشيخ على جوابه .. استغفر الله تعالى وتهيأ للاجتماع بالشيخ جوهر، ورحل من بلاده إليه، فلما اجتمع به .. كشف رأسه، واستغفر الله تعالى) (1).
قال الخزرجي: (ولم أقف على تاريخ وفاة الشيخ جوهر) اه (2)
توفي الشيخ جوهر المذكور سنة ست وعشرين وست مائة.
(1)«مرآة الجنان» (4/ 347)، وفيها البيت الأول فقط، وانظر الأبيات الأخرى في «تاريخ ثغر عدن» (2/ 40).
(2)
«طراز أعلام الزمن» (1/ 287).