الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اتفق موته ببستان له يسمى: الناعمة في عاشر رمضان سنة ثلاثين وست مائة.
2899 - [ابن الأثير المؤرخ]
(1)
أبو الحسن علي بن محمد الجزري-نسبة إلى جزيرة ابن عمر من أعمال الموصل، وهو رجل من أهل برقعيد، يقال له: عبد العزيز بن عمر، عرفت الجزيرة به-الإمام الحافظ ابن الأثير، مصنف «التاريخ» و «أسد الغابة» ، واختصر كتاب «الأنساب» للسمعاني، واستدرك عليه في مواضع.
سمع من الشيوخ بالموصل وبغداد، والقدس والشام وغير ذلك من البلدان.
وتوفي سنة ثلاثين وست مائة. مذكور في الأصل.
2900 - [ابن عنين الشاعر]
(2)
أبو المحاسن محمد بن نصر [الله] شرف الدين الشاعر المعروف بابن عنين.
قال ابن خلكان: (كان خاتمة الشعراء، لم يأت بعده مثله، ولا كان في [أواخر] عصره من يقاس به، ومع جودة شعره غير مقصور على أسلوب واحد، بل تفنن فيه، وكان غزير المادة من الأدب، مطلعا على معظم أشعار العرب.
وكان مولعا بالهجاء، وله قصيدة طويلة جمع فيها خلقا من رؤساء دمشق، سماها:
«مقراض الأعراض» فنفاه السلطان صلاح الدين من دمشق بسبب وقوعه في الناس، فلما خرج منها .. قال:[من الكامل]
فعلام أبعدتم أخا ثقة
…
لم يجترم ذنبا ولا سرقا
أنفوا المؤذّن من بلادكم
…
إن كان ينفى كلّ من صدقا
وطاف البلاد من الشام والعراق، والجزيرة وأذربيجان، وخراسان وغزنة، وخوارزم
(1)«التكملة لوفيات النقلة» (3/ 347)، و «وفيات الأعيان» (3/ 348)، و «سير أعلام النبلاء» (22/ 353)، و «تاريخ الإسلام» (45/ 395)، و «العبر» (5/ 120)، و «الوافي بالوفيات» (22/ 136)، و «مرآة الجنان» (4/ 70)، و «البداية والنهاية» (13/ 163)، و «شذرات الذهب» (7/ 241).
(2)
«معجم الأدباء» (7/ 59)، و «وفيات الأعيان» (5/ 14)، و «تاريخ الإسلام» (45/ 411)، و «العبر» (5/ 122)، و «الوافي بالوفيات» (5/ 122)، و «مرآة الجنان» (4/ 70)، و «البداية والنهاية» (13/ 161)، و «شذرات الذهب» (7/ 246).
وما وراء النهر، ثم دخل الهند، وكتب إلى أخيه من الهند إلى دمشق بهذين البيتين، والثاني منهما لأبي العلاء المعري، استعمله مضمنا:[من الكامل]
سامحت كتبك في القطيعة عالما
…
أن الصحيفة لم تجد من حامل
وعذرت طيفك في الجفاء لأنه
…
يسري ويصبح دوننا بمراحل) (1)
ودخل اليمن في أيام توران شاه بعد أن نهب في طريق الحجاز، فوجده متجهزا إلى الشام، فحرضه على حرب الأشراف الذين نهبوه بقصيدة طويلة ذمهم فيها، فيقال: إنه رأى فاطمة رضي الله عنها وهي غضبانة عليه لهجوه أولادها فندم، ونظم قصيدة معظمة في مدح أهل البيت.
ودخل اليمن أيضا في أيام العزيز الأيوبي ومدحه، فأعطاه وأجزل صلته، فعزم إلى مصر، فطالبه الديوان بزكاة ما معه على رسم أهل مصر، وواليها يومئذ العزيز بن صلاح الدين الأيوبي، فكتب إلى العزيز بهذين البيتين:[من البسيط]
ما كلّ من يتسمّى بالعزيز لها
…
أهل ولا كلّ برق سحبه غدقه
بين العزيزين بون في فعالهما
…
هذاك يعطي وهذا يأخذ الصدقه
فأعفاه العزيز عن ذلك.
ولما ملك العادل دمشق بعد موت أخيه صلاح الدين .. سار ابن عنين متوجها إليها، وكتب إلى العادل قصيدة يصف فيها دمشق، ويستأذنه في الدخول، ويذكر ما قاساه من الغربة، ولقد أحسن فيها كل الإحسان، واستعطفه أبلغ استعطاف، أولها:[من الكامل]
ماذا على طيف الأحبة لو سرى
…
وعليهم لو ساعدوني بالكرى (2)
وقال مشيرا إلى نفيه:
فارقتها لا عن رضا وهجرتها
…
لا عن قلى ورحلت لا متخيّرا
أسعى لرزق في البلاد مشتّت
…
ومن العجائب أن يكون مقتّرا
وأصون وجه مدائحي متقنّعا
…
وأكفّ ذيل مطامعي متستّرا
(1)«وفيات الأعيان» (5/ 14)، وانظر بيت أبي العلاء في «سقط الزند» (ص 127).
(2)
في «معجم الأدباء» (7/ 61): (سامحوني).
ثم قال يشكو الغربة وما قاساه فيها:
أشكو إليك نوى تمادى عمرها
…
حتى حسبت اليوم منها أشهرا
لا عيشتي تصفو ولا رسم الهوى
…
يعفو ولا جفني يصافحه الكرى
أضحي عن الأحوى المريع محوّلا
…
وأبيت عن ورد النّمير منفّرا
النمير-بفتح النون، وكسر الميم، وسكون المثناة من تحت، ثم راء-: هو الماء الجاري.
ومن العجائب أن يقيل بظلكم
…
كلّ الورى ونبذت وحدي بالعرا
فلما وقف عليها العادل .. أذن له في الدخول إلى دمشق، فلما دخلها .. قال:[من المتقارب]
هجوت الأكابر في جلّق
…
ورعت الوضيع بسب الرفيع
وأخرجت منها ولكنني
…
رجعت على رغم أنف الجميع
وجلّق بضم الجيم-وفي «اليافعي» بكسر الجيم (1) -وتشديد اللام، ثم قاف: اسم مكان في الشام، وقيل: لقب دمشق.
وله من قصيدة يذكر فيها أسفاره وتوجهه إلى جهة الشرق: [من الطويل]
أشقّق قلب الشرق حتى كأنني
…
أفتّش في سودائه عن سنا الفجر
قال ابن خلكان: (وله في عمل الألغاز اليد الطولى، ولم يكن له اعتناء بجمع شعره وتدوينه، وقد جمع له بعض أهل دمشق ديوانا صغيرا لا يبلغ عشر نظمه، وفيه أشياء ليست له، قال: ورأيته في المنام ينشد أبياتا، فأعجبني منها بيت واحد وهو:[من السريع]
والبيت لا يحسن إنشاده
…
إلا إذا أحسن من شاده
فرددته في النوم، واستيقظت وأنا أحفظه، وليس هذا البيت موجودا في شعره.
وكان وافر الحرمة عند الملوك، وولي الوزارة بدمشق آخر دولة المعظم، فلما وليها الأشرف .. أقام في بيته ولم يباشر بعدها خدمة إلى أن توفي في سنة ثلاثين وست مائة عن نحو ثمانين سنة) (2).
(1) انظر «مرآة الجنان» (4/ 72)، ولم نجد من ضبطها بضم الجيم، وإنما هي بكسر الجيم، ثم اللام المشددة المكسورة أو المفتوحة.
(2)
«وفيات الأعيان» (17/ 5 - 18).