الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2938 - [ابن الدبيثي]
(1)
أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي سعيد الدّبيثي، الفقيه الشافعي (2).
توفي سنة سبع وثلاثين وست مائة. مذكور في الأصل.
ومن شعره: [من الطويل]
خبرت بني الأيام طرّا فلم أجد
…
صديقا صدوقا مسعدا في النوائب
وأصفيتهم مني الوداد فقابلوا
…
صفاء ودادي بالقذى والشوائب
وما اخترت منهم صاحبا ارتضيته
…
فأحمدته في فعله والعواقب
قال الإمام اليافعي: (وهذه الأبيات تأخذ من أبيات الإمام الشافعي)(3).
2939 - [ابن المستوفي]
(4)
أبو البركات المبارك بن أبي الفتح أحمد بن المبارك اللخمي الإربلي، المعروف بابن المستوفي.
كان رئيسا جليل القدر، كثير التواضع، واسع الكرم، لم يصل أحد من الفضلاء إلى إربل-خصوصا أهل الأدب-إلا وبادر إلى زيارته، وحمل إليه ما يليق بحاله.
وكان عارفا بالحديث وعلومه، وأسماء رجاله، وما يتعلق به، ماهرا في النحو واللغة، والعروض والقوافي، وأشعار العرب وأخبارها، وأيامها وأمثالها، بارعا في علم الديوان وضبط حسابه وقوانينه.
وكان مستوفي الديوان، وهو بمنزلة الوزير، ثم ولي الوزارة، وشكرت سيرته فيها إلى أن مات السلطان مظفر الدين، فقعد في بيته والناس يلازمون خدمته.
(1)«التكملة لوفيات النقلة» (3/ 528)، و «وفيات الأعيان» (4/ 394)، و «سير أعلام النبلاء» (23/ 68)، و «تاريخ الإسلام» (46/ 342)، و «العبر» (5/ 154)، و «تذكرة الحفاظ» (4/ 1414)، و «الوافي بالوفيات» (3/ 102)، و «مرآة الجنان» (4/ 95)، و «طبقات الشافعية الكبرى» (8/ 61)، و «شذرات الذهب» (7/ 324).
(2)
المعروف: بابن الدبيثي، نسبة إلى دبيثى، قرية بنواحي واسط العراق.
(3)
«مرآة الجنان» (4/ 95).
(4)
«التكملة لوفيات النقلة» (3/ 522)، و «وفيات الأعيان» (4/ 147)، و «سير أعلام النبلاء» (23/ 49)، و «تاريخ الإسلام» (46/ 351)، و «العبر» (5/ 155)، و «مرآة الجنان» (4/ 95)، و «شذرات الذهب» (7/ 326).
وكان عنده من الكتب النفيسة شيء كثير.
جمع تاريخا لإربل، وله كتاب «النظام في شرح شعر المتنبي وأبي تمام» وشرح أبيات «المفصل» للزمخشري (1)، وله ديوان شعر أجاد فيه، ومن شعره في تفضيل البياض على السمرة:[من الكامل]
لا تخدعنّك سمرة غرّارة
…
ما الحسن إلا للبياض وجنسه
فالرمح يقتل بعضه من غيره
…
والسيف يقتل كلّه من نفسه
وصل إلى إربل شاعر، فأرسل إليه أبو البركات المذكور دينارا مثلوما على يد شخص يقال له الكمال (2)، فتوهم الشاعر أن الكمال قطع قراضة من الدينار (3)، فقصد استعلام الحال من أبي البركات، فكتب إليه:[من الكامل]
يا أيها المولى الوزير ومن به
…
في الجود حقّا تضرب الأمثال
أرسلت بدر التّمّ عند كماله
…
حسنا فوافى العبد وهو هلال
ما عابه النقصان إلا أنه
…
بلغ الكمال كذلك الآجال (4)
توفي المذكور بالموصل سنة سبع وثلاثين وست مائة، ورثاه يوسف بن النفيس الإربلي بقوله:[من الوافر]
أبا البركات لو درت المنايا
…
بأنّك فرد عصرك لم تصبكا
كفى الإسلام رزءا فقد شخص
…
عليه بأعين الثقلين يبكى
قال ابن خلكان: (وهو من بيت كبير، أبوه تولى الاستيفاء بإربل، وعمه أبو الحسن كان فاضلا، وهو [الذي] نقل «نصيحة الملوك» للإمام الغزالي من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية؛ فإن الغزالي رحمه الله لم يضعها إلا بالفارسية كما هو مشهور بين الناس)(5).
(1) في كتاب سماه: «إثبات المحصل في نسبة أبيات المفصل» .
(2)
الشاعر هو: عبد الرحمن بن أبي الحسن البوازيجي، والكمال هو: ابن الشعار المعروف، صاحب:«عقود الجمان» .
(3)
قال ابن خلكان في «وفيات الأعيان» (4/ 150): (والمثلوم: عبارة عن دينار تقطع منه قطعة صغيرة، وقد جرت عادتهم في العراق وتلك البلاد أن يفعلوا مثل هذا؛ لأنهم يتعاملون بالقطع الصغار، ويسمونها القراضة).
(4)
كذا في «شذرات الذهب» (7/ 327)، وفي «وفيات الأعيان» (4/ 150) و «مرآة الجنان» (4/ 97):(ما غاله).
(5)
«وفيات الأعيان» (4/ 151).