المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ذُكر لنا أن الحجر يُلقى من شفير جهنم فيهوي بها - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٥

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌[كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق]

- ‌باب النفخ في الصور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحشر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحوض والشفاعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صفة الجنة وأهلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب رؤية الله تعالى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صفة النار وأهلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب خلق الجنة والنار

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم السلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌[كتاب الفضائل والشمائل

- ‌باب فضائل سيد المرسلين صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب في أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المبعث وبدء الوحي

- ‌من الصحاح

- ‌باب علامات النبوة

- ‌من الصحاح

- ‌فصل في المعراج

- ‌من الصحاح

- ‌فصل في المعجزات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكرامات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الهجرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب

- ‌من الصحاح

- ‌كتاب المناقب

- ‌باب في مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب العشرة رضي الله عنهم أجمعين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب جامع المناقب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ذكر اليمن والشام وذكر أويس القرني رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ثواب هذه الأمة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ذُكر لنا أن الحجر يُلقى من شفير جهنم فيهوي بها

ذُكر لنا أن الحجر يُلقى من شفير جهنم فيهوي بها سبعين عامًا لا يدرك لها قعرًا، والله لتملأن أفعجبتم؟ وقد ذكر لنا أن ما بين من مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عامًا، وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام، ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيمًا وعند الله صغيرًا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكًا، وستخبرون وتجرّبون بالأمراء بعدنا.

ولم يخرج مسلم لعتبة بن غزوان في صحيحه غير حديث واحد وهو هذا، ولم يخرج البخاري في صحيحه لعتبة شيئًا ولذلك عده الحميدي في الصحابة الذين انفرد بهم مسلم (1). وكظيظ: أي ممتليء.

‌من الحسان

4513 -

قال: قلت: يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قال: "من الماء"، قلنا: الجنة ما بناؤها؟ قال: "لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الأذفر، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران، من يدخلها ينعم ولا يبوس، ويخلد ولا يموت، ولا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة (2) من حديث أبي هريرة وهو بعض حديث، حذف المصنف أوله وآخره، وذكر وسطه المتعلق بالجنة.

(1) انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (3/ 549) رقم (3125) مسند رقم (199) وانظر ترجمة عتبة بن غزوان في الإصابة (4/ 438).

(2)

أخرجه الترمذي (2526).

ص: 63

قال أبو عيسى الترمذي: وهذا حديث ليس إسناده بذلك القوي وليس هو عندي بمتصل، وقد روي هذا الحديث بإسناد آخر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، انتهى كلام الترمذي.

قلت: وفي سنده زياد الطائي عن أبي هريرة. قال الذهبي: لا يعرف، وقال في موضع آخر: واه (1).

قال في النهاية (2): والملاط: الطين، وهو بكسر الميم. والإذفر: بالذال المعجمة والتحريك طيب الريح (3).

4514 -

قال صلى الله عليه وسلم: "ما في الجنة من شجرة، إلا وساقها من ذهب".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث أبي هريرة، وقال: حسن غريب انتهى. (4)

وفي سنده: زياد بن الحسن بن الفرات القزار عن أبيه عن جده عن أبي حازم عن أبي هريرة وزياد هذا روى له الترمذي خاصة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث.

4515 -

قال صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين مائة عام". (غريب).

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث محمد بن جحادة عن عطاء ابن أبي رباح عن أبي هريرة وقال: حسن صحيح. (5)

(1) زياد الطائي: قال الحافظ: مجهول، أرسل عن أبي هريرة، انظر: التقريب (2119). قال الذهبي في الكاشف (1/ 413): واه، وقال في الميزان (2/ ت 2978): لا يعرف، وعنه حمزة الزيات، ليّن الترمذي حديثه.

(2)

انظر: النهاية (4/ 357).

(3)

انظر: المصدر السابق (2/ 161).

(4)

أخرجه الترمذي (2529) وإسناده ضعيف، زياد بن الحسن بن الفرات قال الحافظ: صدوق يخطيء، انظر: التقريب (2078). وانظر: الضعيفة (1979).

(5)

أخرجه الترمذي (2529)، وإسناده صحيح. انظر: هداية الرواة (5/ 206).

ص: 64

4516 -

قال صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة، لو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم". (غريب).

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد يرفعه، وابن لهيعة قد تقدم الكلام فيه ودراج قال أبو داود وغيره: حديثه مستقيم، إلا ما كان عن أبي الهيثم وهو هنا عن أبي الهيثم. (1)

4517 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وفرش مرفوعة} ، قال:"ارتفاعها: لكما بين السماء والأرض، مسيرة خمسمائة سنة". (غريب).

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة وفي التفسير من حديث أبي سعيد وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد (2).

وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث إن معناه: الفرش في الدرجات وبين الدرجات بين السماء والأرض انتهى كلام الترمذي.

ورواه ابن حبان في صحيحه من حديث ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن في دراج عن كثير بن وهب بدل رشدين وهو ثقة إمام، ورشدين: قال أبو زرعة: ضعيف، وكان رجلًا صالحًا عابدًا سيء الحفظ، وفيه دراج عن أبي الهيثم وقد تقدم ذكره (3).

قال بعضهم: وأراد بالفرش نساء أهل الجنة، ذوات الفرش، يقال لأمرأة الرجل فراشه وإزاره ولحافه. مرفوعة: أي رفعن بالجمال على نساء أهل الدنيا، وكل فاضل رفيع.

(1) أخرجه الترمذي (2532) وقال: "غريب"، وإسناده ضعيف، انظر: الضعيفة (1886)، أما دراج فهو ابن سمعان، أبو السمح، وقال ابن حجر: صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف، انظر: التقريب (1833)، إضافة إلى أن فيه ابن لهيعة.

(2)

أخرجه الترمذي (2540) وإسناده ضعيف، وابن حبان (7405)، وفيه دراج عن أبي الهيثم.

(3)

ورشدين بن سعد ضعيف، وقد سبق ذكره، انظر: التقريب (1953).

ص: 65

4518 -

قال صلى الله عليه وسلم: "إن أول زمرة يدخلون الجنة يوم القيامة: ضوء وجوههم على مثل ضوء القمر ليلة البدر، والزمرة الثانية: على مثل أحسن كوكب دُرّي في السماء، لكل رجل منهم زوجتان، على كل زوجة سبعون حُلّة، يرى مخ ساقها من ورائها".

قلت: رواه الترمذي في صفة أهل الجنة من حديث أبي سعيد وقال: حسن (1)، وفي سنده: سفيان بن وكيع قال الذهبي: ضعيف.

قلت: وإنما ضعفوه من جهة أنه ابتلي بوراق سوء كان يدخل عليه، فيرفع الموقوف، ويصل المرسل، ويبدل رجلًا برجل.

وفي سنده أيضًا عطية عن أبي سعيد الخدري. قال الإمام أحمد: بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير قال: يكنيه بأبي سعيد فيقول قال أبو سعيد. قال الذهبي: يعني يوهم أنه الخدري، وقد تقدم ذكر ذلك (2).

4519 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يُعطى المؤمن في الجنة [قوة كذا وكذا من الجماع، قيل: يا رسول الله أو يطيق ذلك؟ قال: "يُعطى] قوة مائة".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث أنس وقال: حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث قتادة عن أنس إلا من حديث عمران القطان عن قتادة، ورواه ابن حبان. (3)

(1) أخرجه الترمذي (2535)(2522). =

= وإسناده حسن وإن كان فيه عطية العوفي لكنه لم يتفرد به وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري (3246)، ومسلم (2834).

(2)

سفيان بن وكيع بن الجراح، أبو محمد الكوفي، قال الحافظ: كان صدوقًا إلا أنه ابتلي بورّاقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنُصح فلم يقبل، فسقط حديثه، انظر: التقريب (2469).

أما عطية العوفي فهو صدوق يخطيء كثيرًا، وكان شيعيًّا مدلسًا. التقريب (4649). وقال الذهبي في المغني (2/ ت 4139): مجمع على ضعفه. وفي الكاشف (2/ 27): ضعفوه.

(3)

أخرجه الترمذي (2536) وإسناده حسن، وأخرجه ابن حبان (7400). وله شاهد من رواية زيد بن أرقم أخرجه الدارمي (2/ 334) بإسناد صحيح. انظر: هداية الرواة (5/ 208).

ص: 66

4520 -

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن ما يُقل ظفر -مما في الجنة- بدا، لتزخرفت له ما بين خوافق السموات والأرض، ولو أن رجلًا من أهل الجنة اطلع، فبدا أساوره، لطمس ضوؤه ضوء الشمس، كما تطمس الشمس ضوء النجوم". (غريب).

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث سعد بن أبي وقاص وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة، وابن لهيعة تقدم الكلام فيه (1) وما يقل: أي ما يحمل من الإقلال، وظفر: مرفوع فاعل فعل، والعائد إلى الموصول محذوف أي ما يحمله ظفر قال الله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا} أي حملت الرياح سحابًا ثقالًا، قوله صلى الله عليه وسلم: لزخرفت أي لتزينت، والزخرف كمال حسن الشيء، قال الله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ} أي تزينت بألوان الثياب، ويقال للذهب: زخرف، قال الله تعالى:{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ} قيل أي من ذهب، وأنث الفعل في قوله صلى الله عليه وسلم لتزخرفت مع أن ما فعله ما بين خوافق إرادة للمعنى فإن ما بين السماء والأرض أماكن كثيرة ومواضع متعددة.

وخوافق السموات والأرض: بالخاء المعجمة قال ابن الأثير (2): الخافقان طرفا السماء والأرض، وقيل المغرب والمشرق، وخوافق السماء الجهات التى تخرج منها الرياح الأربع.

4521 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة جرد مرد كحل، لا يفنى شبابهم، ولا تبلى ثيابهم".

(1) أخرجه الترمذي (2538) وفي إسناده ابن لهيعة يرويها عنه عبد الله بن المبارك وروايته عنه كانت قبل احتراق كتبه فإسناده حسن. انظر: الصحيحة (3396)، وهداية الرواة (5/ 208).

(2)

انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 56)، وجامع الأصول (10/ 506).

ص: 67

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث أبي هريرة وقال: حسن غريب (1) وسنده محمد بن يسار وأبو هاشم الرفاعي قالا: ثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن عامر الأحول عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة يرفعه.

والجرد: جمع الأجرد وهو الذي لا شعر على جسده.

ومرد: جمع أمرد وهو الذي لا شعر على ذقنه.

وكحلى: جمع كحيل مثل قتلى وقتيل، والكحل: بفتحتين سواد في أجفان العين خلقة، والرجل أكحل وكحيل.

4522 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل أهل الجنة الجنة جردًا مردًا مكحّلين، أبناء ثلاثين -أو ثلاث وثلاثين- سنة".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث معاذ يرفعه وقال: حسن غريب (2) وبعض أصحاب قتادة يروي هذا عن قتادة مرسلًا لم يسندوه انتهى، وفي سنده: عمران القطان أبو العوام ضعّفه النسائي ومشّاه أحمد.

4523 -

قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذكر له سِدرة المنتهى، قال:"يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة سنة، ويستظل لظلها مائة راكب، شك الرواي، فيها فَراش الذهب كأن ثمرها القلال". (غريب).

(1) أخرجه الترمذي (2539) وإسناده ضعيف، فيه شهر بن حوشب وهو صدوق، كثير الإرسال والأوهام، انظر: التقريب (2846). وله شاهد من حديث معاذ التالي وفيه شهر أيضًا. وآخر من حديث أنس أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 219)، والطبراني في الصغير (1164). وفيه هارون بن رئاب وقد اختلف في سماعه من أنس. وانظر: الصحيحة (2987).

(2)

أخرجه الترمذي (2545) وإسناده حسن بما قبله. وعمران القطان أبو العوام: صدوق يهم ورمي برأي الخوارج، انظر: التقريب (5189).

ص: 68

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث أسماء بنت أبي بكر وقال: حسن غريب انتهى. (1)

وفي سنده: يونس بن بكير (2) وقد روى له مسلم متابعة، وصدّقه ابن معين، وقال أبو داود: يوصل كلام محمد بن إسحاق بالأحاديث.

قلت: وهذا الحديث رواه عن محمد بن إسحاق.

والفنن: بفتح الفاء والنون الأولى غصن الشجرة، وجمعه أفنان وجمع أفنان أفانين (3).

والقلال: جمع قلة وهي الحب العظيم سميت بذلك لأنها تُقَلّ أي ترفع وتحمل (4).

4524 -

قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الكوثر؟ قال: "نهر أعطانيه الله -يعني: في الجنة-، أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر"، قال عمر: إن هذه لنا عِمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "آكلها أنعم منها".

قلت: رواه الترمذي من حديث أنس وقال: حديث حسن انتهى. ورجاله رجال مسلم. (5)

(1) أخرجه الترمذي (2541) وفي إسناده: ابن إسحاق، وقد عنعن، لكنه صرح بالتحديث كما في "زهد هناد". انظر: هداية الرواة (5/ 209).

(2)

يونس بن بكير الكوفي، صدوق يخطيء، انظر: التقريب (7957)، قال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: ليس هو عندي حجة، يأخذ كلام ابن إسحاق فيوصله بالأحاديث، انظر: تهذيب الكمال (32/ 494 - 497).

(3)

انظر: النهاية (3/ 476).

(4)

انظر: النهاية لابن الأثير (4/ 104).

(5)

أخرجه الترمذي (2542) وإسناده حسن.

وأخرجه الحاكم (2/ 537) من طريق أخرى عن أنس وصححه ورواه الدارمي أيضًا (2/ 337) انظر: الصحيحة (2514)، وهداية الرواة (5/ 210).

ص: 69

4525 -

أن رجلًا قال: يا رسول الله هل في الجنة من خيل؟ قال: "إنْ الله أدخلك الجنة، فلا تشاء أن تحمل فيها على فرس من ياقوتة حمراء تطير بك في الجنة حيث شئت، إلا فعلت"، وسأله رجل فقال: يا رسول الله! هل في الجنة من إبل؟ فقال: "إن يدخلك الله الجنة يكن لك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث سليمان بن بريدة عن أبيه ثم رواه من حديث عبد الرحمن بن سابط نحوه بمعناه قال: وهذا أصح انتهى. (1)

يعني أن المرسل أصح من المسند، وعبد الرحمن بن سابط تابعي.

ولفظ الجلالة مرفوع بفعل محذوف يفسره ما بعده تقديره: إن أدخلك الله الجنة، ولا يجوز أن يكون مبتدأ لوقوعه بعد حرف الشرط.

4526 -

وفي رواية: "إن أدخلت الجنة: أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان، فحُملت عليه، ثم طار بك حيث شئت".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث أبي أيوب (2) قال: أتى النبي أعرابي فقال: يا رسول الله إني أحب الخيل، أفي الجنة خيل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أدخلت الجنة

" فذكره، قال أبو عيسى: هذا الحديث ليس إسناده بالقوي، ولا نعرفه من حديث أبي أيوب إلا من هذا الوجه، وفي سنده أبو سورة وهو ابن أخي أبي أيوب، يضعّف في الحديث، ضعفه يحيى بن معين جدًّا قال: وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: أبو سورة هذا منكر الحديث، يروي مناكير عن أبي أيوب لا يتابع عليها، انتهى كلامه.

(1) أخرجه الترمذي (2543) عن بريدة عن أبيه، انظر: الضعيفة (1980)، وصحح الترمذي إرساله و (2544)، عن أبي أيوب، وضعّفه، وانظر: الصحيحة (3001).

وانظر الدارقطني في العلل (4/ 300) وأبو حاتم في العلل (2/ 215).

(2)

أخرجه الترمذي (2544) وإسناده ضعيف.

وفي إسناده واصل بن السائب الرقاشي وهو متفق على ضعفه، انظر: التقريب (7433)، ثم إن أبا سورة كذلك ضعيف، انظر: التقريب (8215)، ولا يعرف له سماع من أبي أيوب فيما قاله البخاري.

ص: 70

4527 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهل الجنة عشرون، ومائة صف، ثمانون منها من هذه الأمة، وأربعون من سائر الأمم".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة عن ابن بريدة عن أبيه وقال: حديث حسن، قال: وقد روي عن سليمان بن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ومنهم من قال: عن أبيه انتهى. (1)

ورجاله رجال مسلم إلا حسين بن يزيد الطحان: فإنه لينه أبو حاتم (2).

4528 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "باب أمتي الذي يدخلون منه الجنة: عرضه مسيرة الراكب المجود ثلاثًا، ثم إنهم ليضغطون عليه، حتى تكاد مناكبهم تزول". (ضعيف منكر).

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث خالد بن أبي بكر عن سالم عن أبيه وقال: حديث غريب، سألت محمدًا عن هذا الحديث، فلم يعرفه، وقال: لخالد بن أبي بكر مناكير عن سالم بن عبد الله. (3)

4529 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لسوقًا، ما فيها شراء ولا بيع، إلا الصور من الرجال والنساء، فإذا اشتهى الرجل صورة، دخل فيها". (غريب).

(1) أخرجه الترمذي (2546) وإسناده صحيح.

وأخرجه كذلك الحاكم (1/ 82) وصححه على شرط مسلم، وكذا ابن حبان (7459). وانظر: هداية الرواة (5/ 211).

(2)

قال الحافظ: لين الحديث، من العاشرة، انظر: التقريب (1370).

(3)

أخرجه الترمذي (2548) وهو حديث منكر، وقد ذكره الذهبي في "الميزان" في ترجمة خالد بن أبي بكر وذكره من مناكيره. انظر: ميزان الاعتدال (1/ 628)، وقال الحافظ: فيه لين، انظر: التقريب (1628).

ص: 71

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة وقال: غريب انتهى. (1)

وفي سنده: عبد الرحمن بن إسحاق، قال الذهبي: وقد ضعفوه ونقل تضعيفه عن جماعة.

وفي معنى الحديث تأويلان: أحدهما: أنه أراد بالصورة التي يختار الإنسان ما يكون عليها من التزين واللبس، ويشهد لهذا التأويل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي بعده فروعه ما عليه من اللباس أي يعجبه حسنه فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل عليه ما هو أحسن منه.

وثانيهما: أنه أراد بالصورة التي تميل الشخص من الصور المستحسنة، فإذا اشتهى المرء صورة منها غيره تعالى بها وبدله بصورته فتتغير الهيئة والذات ما فيه كما كان.

4530 -

أنه لقي أبا هريرة، فقال أبو هريرة:. أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة، فقال سعيد: أفيها سوق؟ قال: نعم، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أن أهل الجنة إذا دخلوها، نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون ربهم، ويُبرز له عرشه، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فيوضع لهم منابر من نور، ومنابر من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت، ومنابر من زبرجد، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم -وما فيهم من دنيء- على كثبان المسك والكافور، وما يرون أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسًا"، قال أبو هريرة: قلت: يا رسول الله وهل نرى ربنا؟ قال: "نعم، وهل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟ "، قلنا: لا، قال: "كذلك لا تمارون في رؤية ربكم، ولا يبقى في

(1) أخرجه الترمذي (2550) وإسناده ضعيف وعبد الرحمن بن إسحاق ضعيف، انظر: التقريب (3823)، وقول الذهبي في الكاشف (1/ 620 رقم 3137). وله علة أخرى جهالة النعمان بن سعد انظر: الضعيفة (1982).

وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 932).

ص: 72

ذلك المجلس رجل، إلا حاضره الله محاضرة، حتى يقول للرجل منهم: يا فلان بن فلان! أتذكر يوم قلت كذا وكذا؟ فيذكره ببعض غدراته في الدنيا، فيقول: يا رب أفلم تغفر لي؟ فيقول: بلى، فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه، فبينما هم على ذلك، غشيتهم سحابة من فوقهم، فأمطرت عليهم طيبًا لم يجدوا مثل ريحه شيئًا قط، ويقول ربنا: قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم، فنأتي سوقًا قد حفت به الملائكة، ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب، فيُحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيها ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضًا، قال: فيقبل الرجل ذو المنزلة المرتفعة، فيَلقى من هو دونه -وما فيهم دني- فيروعه ما يرى ما عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتخيل عليه ما هو أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، ثم ننصرف إلى منازلنا، فيتلقانا أزواجنا، فيقلن: مرحبًا وأهلًا لقد جئت وإن بك من الجمال، أفضل مما فارقتنا عليه، فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار، ويحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا". (غريب).

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه انتهى. (1)

وفي سنده: عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي، وثقه أحمد، وأبو حاتم، وقال النسائي: ليس بالقوي.

(1) أخرجه الترمذي (2549) وإسناده ضعيف. انظر: الضعيفة (1722).

وفي إسناده عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين فقد وثقه أحمد وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الرازي وقال: ثقة، حديثه مستقيم، وهو من المعدودين في أصحاب الأوزاعي، ووثقه أيضًا هشام بن عمار والدارقطني، وقال ابن معين والعجلي: لا بأس به، وقال البخاري: ربما يخالف في بعض حديثه، وقال الحافظ: صدوق، ربما أخطأ، قال أبو حاتم: كان كاتب ديوان، ولم يكن صاحب حديثه. انظر: التقريب (3781)، وللتفصيل: تهذيب الكمال (16/ 420 - 425)، وأخرج المزي هذا الحديث.

ص: 73

وحاضره: هو بالحاء المهملة والضاد العجمة أي كلمة بحيث لا يسمع الكلام من هو حاضر.

4531 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أدنى أهل الجنة: الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وينصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت، كما بين الجابية إلى صنعاء".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث أبي سعيد الخدري قال الترمذي: حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين انتهى كلامه. (1)

وقد تقدم عن أبي زرعة تضعيف رشدين، وقد تقدم أنه سيء الحفظ، وفي سنده أيضًا دراج بن أبي الهيثم وقدّمنا لك أن دراج مستقيم إلا ما رواه عن أبي الهيثم.

- وبه قال: "من مات من أهل الجنة -من صغير أو كبير- يُردون بني ثلاثين في الجنة، لا يزيدون عليها أبدًا، وكذلك أهل النار".

قلت: رواه الترمذي تلو الحديث الذي قبله بإسناده. (2)

- وبه قال: "إن عليهم التيجان، أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب". (غريب).

قلت: رواه الترمذي تلو الحديث الذي قبله بإسناده. (3)

4532 -

وبه قال: "المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهى". (غريب).

(1) أخرجه الترمذي (2562) وإسناده ضعيف. لأن فيه: رشدين بن سعد وهو ضعيف، كما فيه دراج أبو السمح وهو ضعيف أيضًا.

(2)

أخرجه الترمذي (2562).

(3)

أخرجه الترمذي (2562).

ص: 74

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث أبي سعيد الخدري، وقال: حديث حسن غريب، ورجاله رجال الصحيحين إلا عامر بن عبد الواحد الأحول فإنه لم يخرج له البخاري وخرج له مسلم. (1)

قال الترمذي: وقد اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون ولد، وهكذا روي عن طاوس ومجاهد وإبراهيم النخعي، وقال محمد: قال إسحاق بن إبراهيم في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان في ساعة كما يشتهي، لكن لا يشتهي، قال محمد: وقد روي عن أبي زرين العقيلي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أهل الجنة لا يكون لهم ولد"، انتهى كلام الترمذي.

قوله في المصابيح: قال إسحاق بن إبراهيم في هذا الحديث: إذا اشتهى المؤمن في الجنة الولد، كان في ساعة، ولكن لا يشتهي (2)، كذا قال الترمذي وقد قدمنا نقل ذلك عنه.

4533 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة لمجتمعًا للحور العين، يرفعن بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها يقلن: نحن الخالدات فلا نبيد، ونحن الناعمات فلا نبأس، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن كان لنا وكنّا له".

قلت: رواه الترمذي في صفة الجنة من حديث علي، وقال: غريب انتهى. (3)

وفي سنده: عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة الواسطي، قال الذهبي: ضعفوه، ونقل كلام الأئمة في تضعيفه (4).

(1) أخرجه الترمذي (2563). وإسناده حسن، فإن في إسناده عامر بن عبد الواحد الأحول فهو صدوق يخطيء، انظر: التقريب (3120)، وقال الترمذي: حسن غريب. وصححه ابن حبان كذلك (2636)، وأخرجه الدارمي (2/ 337)، وابن ماجه (4338).

(2)

لا دليل عليه من السنة الصحيحة، بل ظاهر الحديث السابق يرده.

(3)

أخرجه الترمذي (2564) وإسناده ضعيف. انظر: الضعيفة (1982).

(4)

سبق الكلام عنه قبل قليل.

ص: 75