الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله صلى الأولى قال النووي: يعني الظهر.
"الجونة" بضم الجيم وبهمزة بعدها ويجوز ترك الهمز بقلبها واوًا كما في نظائرها.
وقال الجوهري (1): هي بالواو وقد تهمز وهي السقط التي فيه متاع العطار، وقال: صاحب العين (2): هي سليلة مستديرة مغشاة بالأدم.
من الحسان
4663 -
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل، ولا بالقصير، ضخم الرأس واللحية، ششن الكفين والقدمين، مشرب حمرة، ضخم الكراديس، طويل المسربة، إذا مشى تكفأ تكفؤًا، كأنما ينحط من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم (صح).
قلت: رواه الترمذي في المناقب وقال: حسن صحيح. (3)
وضخم الكراديس: هي رؤوس العظام واحدها كردوس، وقيل: هي ملتقى كل عظمين، والمسربة: سيأتي في الحديث بعده.
4664 -
كان إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغّط ولا القصير المتردد، كان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد القطط، ولا بالسبط، كان جعدًا رجلًا، ولم يكن بالمطهم، ولا بالمكلثم، وكان في الوجه تدوير، أبيض مشرب، أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكَتَد، أجرد ذو مسربة، ششن الكفين والقدمين، إذا مشى يتقلع كأنما يمشي في صبب، وإذا التفت التفت معًا، بين كتفيه خاتم النبوة وهو
(1) انظر: الصحاح للجوهري (5/ 2096).
(2)
انظر: كتاب العين (6/ 186).
(3)
أخرجه الترمذي (3637)، وفي إسناده المسعودي وهو: عبد الرحمن بن عبد الله الكوفي، قال الحافظ: صدوق، اختلط قبل موته، وضابطه: أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط. انظر: التقريب (3944) لكنه قوى لغيره انظر: السلسلة الصحيحة (2053). وقد صوّب الدارقطني رواية الترمذي في العلل (3/ 120) فراجعه.
خاتم النبيين، أجود الناس كفًّا، وأرحبهم صدرًا، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.
قلت: رواه الترمذي في المناقب، وقال: هذا حديث ليس إسناده بمتصل (1)، قال أبو جعفر محمد بن الحسين بن أبي حليمة (2): سمعت الأصمعي يقول في تفسير صفة النبي صلى الله عليه وسلم: الممغّط: المذاهب طولًا، وسمعت أعرابيًّا يقول: تمغّط في نُشّابته أي مدها مدًّا شديدًا، والمتردد: الداخل بعضه في بعض قصرًا، وأما القطط: فالشديد الجُعُودة، والرجل الذي في شعره جحونة يعني [ينحني] قليلًا، وأما المطهّم: فالبادن الكثير اللحم، وأما المكلثم: فالمدور الوجه، وأما المشرب: فهو الذي في بياضه حمرة، والأدعج: الشديد سواد العين، والأهدب: الطويل الأشفار، والكتد: مجتمع الكتفين، وهو الكاهل، والمسربة: هو الشعر الدقيق الذي هو كأنه قضيب من الصدر إلى السرة، والشثن: الغليظ الأصابع من الكفين والقدمين، والتقلع: أن يمشي بقوة، والصبب: الحُدُور، نقول: انحدرنا من صبوب وصبب، وقوله: جليل المشاش: يريد رؤوس المناكب والعشرة: الصحبة، والعشير: الصاحب، والبديهة: المفاجأة، يقال: بدهْتُه بأمر: أي فجأته. انتهى كلام الترمذي.
والممغط: بتشديد الميم الثانية بعدهما غين معجمة ثم طاء مهملة.
والكته: بفتح التاء المثناة فوق وكسرها.
والأجْرَد الذي ليس على بَدَنه شَعَر، ولم يكن صلى الله عليه وسلم كذلك، وإنَّما أراد به أنّ الشَّعَر كان في أماكن من بدنه، كالمسْرُبة، والساعِدَين، والسَّاَقين، فإنّ ضِدّ الأجْرَد الأشْعرُ، وهو الذي على جميع بدَنه شَعَرٌ. ومنه حديث: أهل الجنة جُرْد مُرْد. كذا قاله ابن الأثير (3).
واللهجة: اللسان. والعريكة: الطبيعة.
(1) أخرجه الترمذي (3638)، وإسناده ضعيف. انظر: شرح السنة للبغوي (3650).
(2)
وهذا شيخ الإمام الترمذي -رحمهما الله-.
(3)
انظر: النهاية لابن الأثير (1/ 256).
4665 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يسلك طريقًا فيتبعه أحد، إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه.
قلت: رواه الدارمي في أوائل مسنده في باب حسن النبي صلى الله عليه وسلم عن مالك بن إسمعيل ثنا إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن الهاشمي أنبأنا المغيرة بن عطية عن أبي الزبير عن جابر وساقه. (1)
4666 -
قيل للربّيع بنت معوذ بن عفراء: صفي لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: يا بُنّي لو رأيته، رأيت الشمس طالعة.
قلت: رواه الدارمي في أوائل مسنده والبيهقي في شعب الإيمان (2) في الباب الرابع من شعب الإيمان في حسنه صلى الله عليه وسلم كلاهما من حديث إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا عبد الله بن موسى ثنا أسامة بن زيد عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: قلت: للربيع بنت معوذ وساقه.
والربيع: بضم الراء المهملة وفتح الباء الوحدة وتشديد الياء آخر الحروف وبالعين المهملة ومعوذ: بضم الميم وفتح العين المهملة وتشديد الواو وبالذال المعجمة.
4667 -
قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة إضحيان، فجعلت أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى القمر، وعليه حلة حمراء، فإذا هو أحسن عندي من القمر.
(1) أخرجه الدارمي (1/ 208)، وإسناده فيه إسحاق بن الفضل لم يذكر فيه ابن أبي حاتم (7/ 227) جرحًا ولا تعديلًا. ولا البخاري في تاريخه (1/ 399) وقد ذكر هذا الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 108).
(2)
أخرجه الدارمي (1/ 204)، والبيهقي في الشعب (1420)، والطبراني في الكبير (24/ 472) برقم (696)، وانظر: مجمع البحرين (3563). وفي إسناده عبد الله بن موسى التيمي قال الحافظ: "صدوق كثير الخطأ" انظر: التقريب (3670). وفيه: أسامة بن زيد الليثي قال الحافظ: صدوق يهم، انظر: التقريب (319). ولكن للحديث شواهد كثيرة من حديث جابر بن سمرة.
قلت: رواه الترمذي في الاستئذان في الرخصة في لبس الحمرة وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأشعث عن أبي إسحاق عن جابر وروى شعبة والثوري عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب. (1)
قال: وسألت البخاري قلت له: حديث أبي إسحاق عن البراء أصح أو حديث جابر بن سمرة؟ فرأى كلا الحديثين صحيحًا انتهى كلام الترمذي.
ورواه النسائي في الزينة من طريق الأشعث عن أبي إسحاق عن جابر ابن سمرة وقال: هذا خطأ، وأشعث بن سوار ضعيف، والصواب عن البراء انتهى. (2)
وأشعث بن سوار أخرج له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه. (3)
قوله: في ليلة إضحيان، بكسر الهمزة وسكون الضاد المعجمة وكسر الحاء المهملة وبالياء آخر الحروف ثم بالألف والنون قال في المحكم: ليلة ضحياء وضحناء وضحيانة وإضحيان وإضحيانة: مضيئة لا غيم فيها، وخص بعضهم بها الليلة التي يكون القصر فيها من أولها إلى آخرها (4).
4668 -
قال: ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن الشمس تجري في وجهه، وما رأيت أحدًا أسرع في مشيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الأرض تطوى له، إنا لنجهد أنفسنا، وإنّه لغير مكترث.
(1) أخرجه الترمذي (2811)، والطبراني في الكبير (2/ 206)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ص (107)، والحاكم (4/ 186). وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
(2)
أخرجه النسائي في الكبرى (9562)، وأشعث بن سوار أكثر علماء الحديث على تضعيفه وقال الحافظ: ضعيف، انظر: التقريب (528)، لذلك وأخرج له مسلم في المتابعات.
(3)
قلت: يريد حديث أبي إسحاق عن البراء وقد صححها البخاري كما تقدم.
(4)
انظر: النهاية لابن الأثير (3/ 78)، وجامع الأصول (10/ 669).