الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال المنذري (1): في إسناد أبي داود علي بن زيد وهو ابن جدعان القرشي التيمي قال المنذري: ولا يحتج به، وليس ما قاله المنذري بمسلّم له، فإن علي بن زيد المذكور روى له مسلم وأصحاب السنن فالعمل على توثيقه وليس في إسناد الترمذي علي بن جدعان (2).
واسْتاَء: بوزن اسْتاك افْتَعل من السّوء وهو مطاوع ساءه يقال: اسْتَاء فلان بمكاني أي ساءَه ذلك.
باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه
من الصحاح
4896 -
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعًا في بيته، كاشفًا عن فخذيه -أو ساقيه-، فاستأذن أبو بكر، فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوى ثيابه، فلما خرج قالت عائشة رضي الله عنها: دخل أبو بكر فلم تهتشّ له ولم تباله، ثم دخل عمر، فلم تهتشّ له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسوّيت ثيابك؟ فقال:"ألا أستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة".
= وإسناده حسن، وفي الإسناد علي بن زيد بن جدعان، فيه ضعف، لكن له في المسند (5/ 44، 50) طرق أخرى يقوى بها.
(1)
انظر: تهذيب السنن للمنذري (7/ 23).
(2)
قال عنه الذهبي: أحد الحفاظ، وليس بالثبت، وقال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين، وقال الحافظ ابن حجر: ضعيف. انظر: التقريب (4768)، والكاشف (2/ 40). وروى له مسلم متابعة، ونقل الذهبي في الميزان (3/ 127 - 129)، قول الترمذي "صدوق" وهو في سننه تحت رقم (2680)، وقال: علي بن زيد صدوق، إلا أنه ربما يرفع الشيء الذي يوقفه غيره. انظر: تهذيب الكمال (20/ 435 - 445).
قلت: رواه مسلم خاصة في المناقب من حديث عائشة ولم يخرج البخاري هذا الحديث. (1)
قوله: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، قال النووي (2): هكذا هو في جميع نسخ بلادنا، تهتش: بالتاء بعد الهاء وفي بعض النسخ الطارئة بحذفها، وكذا ذكره القاضي (3) وعلى هذا فالهاء مفتوحة يقال: هش يهش كشم يشم، وأما الهش الذي هو خبط الورق من الشجر، فيقال: منه هش يهش بضمها قال الله تعالى: {وأهش بها على غنمي} قال أهل اللغة الهشاشة والبشاشة بمعنى طلاقة الوجه، وحسن اللقاء ومعنى: لم تباله: لم تكترث به وتحتفل به.
وألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة: قال النووي: هكذا هو في الرواية بياء واحدة في كل واحدة منهما، قال أهل اللغة: يقال استحيى يستحيي بياءين واستحى يستحي بياء واحدة لغتان الأولى أفصح وأشهر، وبها جاء القرآن (4).
4897 -
وفي رواية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت -إن أذنت له على تلك الحالة- أن لا يبلغ إلي في حاجته".
قلت: رواه مسلم أيضا في الفضائل دون البخاري (5) وكلام المصنف يقتضي أن هذه الرواية والتي قبلها حديث واحد، وأنها من جملة الحديث الأول وكذا فعل الحميدي (6) ثم قال: ومنهم من أخرج هذه الرواية في مسند عثمان.
(1) أخرجه مسلم (2401).
(2)
انظر: المنهاج للنووي (15/ 241).
(3)
انظر: إكمال المعلم (7/ 405).
(4)
انظر: المنهاج للنووي (15/ 241).
(5)
أخرجه مسلم (2402).
(6)
انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (1/ 156) ولم أجد فيه ما نقل عنه المؤلف. وانظر: قول الحميدي في جامع الأصول (8/ 634).