الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من الحسان
4453 -
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، لا حساب عليهم ولا عذاب، مع كل ألف سبعون ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي".
قلت: رواه الترمذي وابن ماجه كلاهما في الزهد من حديث أبي أمامة وقال الترمذي: حسن غريب، وفي سنده: إسماعيل بن عياش (1).
قوله صلى الله عليه وسلم: وثلاث حثيات من حثيات ربي، الحثوة والحثية: ما يحثيه الإنسان بيديه من ماء أو تراب أو غيرهما، وهو بالثاء المثلثة، والحثيات: هنا كناية عن المبالغة في الكثرة، ولا كفَّ ثَمَّ ولا حَثْيَ جلّ الله عن ذلك وعزّ (2)، ويجوز في ثلاث حثيات الرفع عطفًا على المبتدأ الذي هو قوله سبعون ألفًا، وهو الأقرب، ويجوز النصب عطفًا على مفعول يدخل أي يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفًا، وثلاث حثيات من حثيات ربي، والكثرة في الرفع أكثر من النصب بسبعين مرة والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم.
4454 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأما عرضتان، فجدال ومعاذير، وأما العرضة الثالثة، فعند ذلك تطاير الصحف في الأيدي: فآخذ بيمينه، وآخذ بشماله". (ضعيف).
قلت: رواه أحمد والترمذي في الزهد من حديث أبي هريرة (3) وقالا: لا يصح هذا الحديث، من قبل أنه روي من طريق الحسن عن أبي هريرة، والحسن لم يسمع من أبي هريرة وقد رواه بعضهم عن الحسن عن أبي موسى انتهى.
(1) أخرجه الترمذي (2437)، وابن ماجه (4286) وإسناده صحيح. انظر: هداية الرواة (5/ 172).
(2)
انظر: النهاية (1/ 339 - 340)، وقد سبق أن تكلمنا أن الله سبحانه خاطبنا بلسان عربي مبين وبما نفهمه ونعقل معناه، والأصل في الكلام أن يجري على ظاهره، ولا نعلم كيفيتها ونقطع بأنها لا تماثل صفات المخلوقين، وأن تأويلها بالمبالغة وغيرها باطل.
(3)
أخرجه الترمذي (2425) وهو ضعيف لعنعنة الحسن البصري. =
وقد أخرج البخاري في صحيحه ثلاثة أحاديث من حديث الحسن عن أبي هريرة لكن لم يحتج به إنما يأتي به متابعة مع غيره، أحدها: أن موسى كان رجلًا حييًّا ما يرى من جسده شيء
…
الحديث، أخرجه في التفسير من حديث عوف عن الحسن ومحمد وخلاس ثلاثتهم عن أبي هريرة (1).
الثاني: غفر لامرأة مومسة مرت بكلب على ركيّ يلهث
…
الحديث أخرجه في بدء الخلق عن الحسن وابن سيرين عنه (2).
والثالث: من اتبع جنازة مسلم إيمانًا واحتسابًا وكان معها حتى يصلي عليها
…
الحديث، في الإيمان من حديث الحسن وابن سيرين عنه (3).
وأخرج في بدء الخلق تعليقًا، وقال همام عن قتادة عن الحسن عنه أنه: رأي البيت يدخله كل يوم سبعون ألفًا، وليس في البخاري من حديث الحسن عن أبي هريرة غير ما ذكرناه ولم يخرج مسلم في صحيحه للحسن عن أبي هريرة شيئًا.
4455 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يستخلص رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلًا، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا، يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ أو حسنة؟ قال: لا، يا رب، فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: إنك لا تظلم؟ قال: فتوضع السجلات في كِفّة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء".
= وأما أحمد فإنه قد رواه (4/ 414) عن أبي موسى وهو عنده ضعيف للعلة السابقة.
(1)
أخرجه البخاري (3404).
(2)
أخرجه البخاري (3321)، والبغوي في شرح السنة (1666).
(3)
أخرجه البخاري (47)، والبغوي في شرح السنة (1501).
قلت: رواه الترمذي في الإيمان وابن ماجه في الزهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. (1) ورجاله موثقون.
وقد وقع لنا هذا الحديث عاليًا فأخبرنا به الخطيب المسند الإمام أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الصوفي قراءة عليه وأنا أسمع في السابع من شهر رمضان سنة سبع وأربعين بمنزله بشاطيء النيل بمصر المحروسة، أنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن علاق المصري قراءة عليه وأنا أسمع، أبا القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت الأنصاري الخزرجي سماعًا سنة خمس وتسعين وخمس مائة، أنا أبو صادق مرشد ابن يحيى القاسم المديني بقراءة الحافظ أبي ظاهر السلفي في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة، أنا أبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن حمزة الحراني، ثنا أبو القاسم حمزة بن محمد الكتابي الحافظ، إملاء ثنا عمران بن موسى ابن حميد الطبيب ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن عامر بن يحيى المعافري عن أبي عبد الرحمن الجيلي سمعت عبد الله بن عمرو.
ورواه الترمذي: عن سويد بن نصر عن عبد الله بن المبارك عن الليث فوقع لنا هذا عاليًا بدرجتين فكأني سمعته من أبي حفص عمر بن طبرزد، فساويت فيه الحافظين أبي عمرو بن الصلاح وأبي محمد عبد العظيم المنذري.
قوله صلى الله عليه وسلم: فتوضع السجلات في كفة، هو جمع سجل: بالكسر والتشديد وهو الكتاب الكبير، والبطاقة: رقعة صغيرة يكتب فيها مقدار ما يجعل فيها إن كان عينًا فوزنه وعدده، وإن كان متاعًا فقيمته، قيل: سميت بذلك لأنها تسد بطاقة من الثوب فتكون التاء حينئذ زائدة، وطاشت السجلات: أي خفت، والطيش: الخفة (2).
(1) أخرجه الترمذي (2639)، وقال:"حديث حسن غريب" وابن ماجه (4300)، وصححه الحاكم (1/ 529)، ووافقه الذهبي وانظر: الصحيحة (135).
(2)
انظر: شرح السنة للبغوي (15/ 134 - 135).