الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن إسحاق بن منصور وعبد بن حميد، قالا: أنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ثابت عن أنس وذكره.
5001 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة عام الفتح، فناجاها فبكت، ثم حدّثها فضحكت، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن بكائها وضحكها؟ قالت: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يموت، فبكيت، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة -إلا مريم بنت عمران- فضحكت.
قلت: رواه الترمذي في مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقال: حسن غريب انتهى. (1) وفي سنده: موسى بن يعقوب، قال الذهبي: صويلح فيه لين.
باب جامع المناقب
من الصحاح
5002 -
قال: رأيت في المنام كأن في يدي سرقة من الحرير، لا أهوي إلى مكان في الجنة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إن أخاك رجل صالح، أو إن عبد الله رجل صالح".
قلت: رواه البخاري في صلاة الليل ومسلم في المناقب ولفظه: أرى عبد الله رجلًا صالحًا، والترمذي والنسائي كلاهما فيه من حديث عبد الله بن عمر. (2)
والسرقة من الحرير تقدم تفسيرها في الباب قبله.
(1) أخرجه الترمذي (3873) وإسناده حسن، وقال في المرقاة (5/ 615): الظاهر أن هذا وهم "عام الفتح" إذ لم يثبت عند أرباب السير وقوع هذه القضية عام الفتح بل كان هذا في عام حجة الوداع أو حال مرض موته عليه السلام. وموسى بن يعقوب قال عنه الحافظ في التقريب (7075): صدوق سيء الحفظ. وقول الذهبي في الكاشف (2/ 309)، وليس فيه صويلح، بل فيه فقط:"فيه لين".
(2)
أخرجه البخاري (7015)(1156)، ومسلم (2478)، والترمذي (3825)، والنسائي في الكبرى (8289).
5003 -
قال: إن أشبه الناس دلًا، وسمتًا، وهديًا برسول الله صلى الله عليه وسلم: لابن أم عبد، من حين يخرج من بيته إلى أن يرجع إليه، لا ندري ما يصنع في أهله إذا خلا.
قلت: رواه البخاري في الأدب في باب الهدي الصالح (1) من حديث حذيفة وروى في المناقب (2) من حديث عبد الرحمن بن يزيد قال: سئل حذيفة عن رجل قريب السمت والهدي من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأخذ عنه فقال: ما أعلم أحدًا أقرب سمتًا ولا هديًا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد.
والدل والسمت والهدي قال في النهاية (3): عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإنسان من السكينة والوقار، وحسن السيرة والطريقة واستقامة المنظر والهيئة.
قوله: من حين يخرج من بيته إلى آخره معناه: أنه ملازم لهذه الطريقة إذا خرج من بيته ولا تعرف حاله إذا خلا في بيته، وابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود.
5004 -
قال: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينًا ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: رواه البخاري في الفضائل وفي المغازي ومسلم في الفضائل والترمذي والنسائي كلاهما في المناقب من حديث الأسود بن يزيد عن أبي موسى. (4)
ونرى: هو بضم النون أي نظن.
5005 -
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "استقرؤوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل".
(1) أخرجه البخاري (6097).
(2)
أخرجه البخاري (3762).
(3)
انظر: النهاية (2/ 131).
(4)
أخرجه البخاري (3763)، ومسلم (2460)، والترمذي (3806)، والنسائي في الكبرى (8263).
قلت: رواه البخاري في أربعة مواضع في مناقب كل واحد منهم وفي فضائل القرآن ومسلم في الفضائل والترمذي في المناقب ثلاثتهم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص (1).
5006 -
قال: قدمت الشام، فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليسًا صالحًا، فأتيت قومًا فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، قلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا فيسرك لي، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أوليس عندكم ابن أم عبد: صاحب النعلين والوسادة والمِطْهَرة؟، وفيكم من أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه، يعني: عمارًا؟، أوليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره، -يعني: حذيفة-".
قلت: رواه البخاري في صفة إبليس وفي فضل حذيفة وعمار وفي الاستئذان وفي مناقب ابن مسعود، والنسائي في المناقب وفي التفسير (2) كلاهما من حديث علقمة عن أبي الدرداء، قال بعضهم: أن ابن مسعود خص من النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ النعلين إذا جلس وبوضعهما إذا نهض، وبتسوية المضجع ووضع الوسادة، إذا أحب النوم، ويحمل الوضوء إذا أراد الوضوء، وعمار: صاحب السر لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسر إليه أسماء المنافقين وأنسابهم.
5007 -
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أريت الجنة، فرأيت امرأة أبي طلحة، وسمعت خشخشة أمامي، فإذا بلال".
قلت: رواه الشيخان والنسائي كلهم في المناقب من حديث جابر (3) وقال البخاري "رأيتني دخلت الجنة".
(1) أخرجه البخاري (3760) و (3758)، ومسلم (2464)، والترمذي (3810).
(2)
أخرجه البخاري في المناقب (3742)، (3743)، (3761)، وفي الاستئذان (6278)، والنسائي في الكبرى (8299، 11676).
(3)
أخرجه البخاري (3679)، ومسلم (2457)، والنسائي في الكبرى (8385).
والخشخشة: بخاءين وشينين معجمتين قيل: هي صوت يحدث من تحرك الأشياء اليابسة، واصطكاكها، إن الخضخضة صوت يحدث من تحرك الأشياء الرطبة وتموجها.
5008 -
قال: كنا مع رسول صلى الله عليه وسلم ستة نفر، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد هؤلاء، لا يجترؤون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود، ورجل من هذيل، وبلال، ورجلان لست أسميهما، فأنزل الله {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} .
قلت: رواه مسلم في المناقب من حديث سعد بن أبي وقاص ولم يخرجه البخاري. (1)
5009 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: "يا أبا موسى! لقد أعطيت مزمارًا من مزامير آل داود".
قلت: رواه البخاري في فضائل القرآن ومسلم في الصلاة والترمذي في المناقب كلهم من حديث أبي بردة بن أبي موسى عن أبي موسى، واسم أبي بردة (2): عامر، وقيل: الحارث، والمزمار: هو الآلة التي يزمر بها والمراد هنا الصوت الحسن.
5010 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: "إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن"، قال: الله سماني لك؟ قال: "نعم"، فبكى.
قلت: رواه البخاري في التفسير ومسلم في الصلاة وفي الفضائل (3)، والمراد هنا: قراءة للتعليم، لأن المتعلم إذا رأى الشيخ القارىء يتلفظ علم كيف التلفظ بالحرف، والله أعلم.
ويروى: أنه قرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا} .
قلت: هذه الرواية قال البخاري فيها: قال قتادة: فأنبئت أنه قرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب} (4).
(1) أخرجه مسلم (2413).
(2)
أخرجه البخاري (5048)، ومسلم (793)، والترمذي (3855).
(3)
أخرجه البخاري (4959)، ومسلم (799).
(4)
ذكرها البخاري بعد حديث (4960) في كتاب التفسير.
5011 -
قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قيل لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
قلت: رواه البخاري في فضائل زيد ومسلم والترمذي والنسائي في الفضائل (1) واختلفوا في اسم أبي زيد هذا: قيل اسمه: سعد بن عبيد بن النعمان، ويقال: بن سهيد بن النعمان الخزرجي البدري، وقيل: من الأوس استشهد بالقادسية سنة خمس عشرة في أول خلافة عمر بن الخطاب وقيل هو: قيس بن السكن الخزرجي (2).
5012 -
قال: هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأكل من أجره شيئًا، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد، فلم يوجد له ما يكفّن فيه إلا نمرة، فكنا إذا غطينا رأسه، خرجت رجلاه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"غطوا بها رأسه، واجعلوا على رجليه شيئًا من الإذخر"، ومنا من أينعت له ثمرته، فهو يهدُبها.
قلت: رواه البخاري في الجنائز وفي الهجرة وفي غيرهما ومسلم والنسائي كلاهما في الجنائز وأبو داود في الوصايا والترمذي في المناقب وقال: صحيح. (3)
والنمرة قال في النهاية (4): هي كل شملة مخططة من مآزر الأعراب.
وأينع الثمرة إذا نضج، ويهدبها: بالباء الموحدة بعد الدال المهملة المكسورة على وزن يضربها أي يجتنيها.
5013 -
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اهتز العرش لموت سعد بن معاذ"
(1) أخرجه البخاري (3810)، ومسلم (2465)، والترمذي (3794)، والنسائي (8000).
(2)
سعد بن عبيد النعمان، انظر لترجمته: الاستيعاب (2/ 600)، والإصابة (3/ 68)، وذكر كذلك بكنيته (أبو زيد) انظر: الاستيعاب (4/ 1664)، والإصابة (7/ 158) وجزم الحافظ بأن قيس بن السكن انظر: الإصابة (5/ 476).
(3)
أخرجه البخاري (1276)(3898)، ومسلم (940)، والنسائي (4/ 38)، وأبو داود (3155)، والترمذي (3853).
(4)
انظر: النهاية (5/ 118).
قلت: رواه الشيخان في الفضائل وابن ماجه في السنة والترمذي في المناقب (1) بمعناه.
- وفي رواية: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ".
قلت: رواها الشيخان (2) والمختار أنه محمول على ظاهره، ولا مانع من ذلك، لأن العرش جسم من الأجسام يقبل الحركة والسكون، وقيل: المراد اهتز حملة العرش فحذف المضاف، والمراد بالاهتزاز الاستبشار والقبول، وقيل: المراد تعظيم شأن وفاته، والعرب تنسب الشيء المعظم إلى أعظم الأشياء، فيقولون "أظلمت لموت فلان الأرض" وهذه تأويلات لا يحتاج إليها، والله أعلم (3).
5014 -
قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة حرير، فجعل أصحابه يمسُّونها ويعجبون من لينها، فقال:"أتعجبون من لين هذه؟، لمناديل سعد بن معاذ خير منها وألين في الجنة".
قلت: رواه الشيخان والترمذي ثلاثتهم في الفضائل (4) من حديث البراء، زاد البخاري:"والذي نفسي بيده أن مناديل" الحديث.
والحلة عند الأكثرين لا تكون إلا ثوبين يحل أحدهما على الآخر.
والمناديل: جمع منديل بكسر الميم في المفرد وهو هذا الذي يحمل في اليد، وخصه بالذكر لأنه محل الوسخ والامتهان ومع ذلك هو خير من هذه فغيره أفضل منه فكيف يكون؟، والله أعلم.
5015 -
أنها قالت: يا رسول الله أنس خادمك، ادع الله له، قال:"اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته" قال أنس: فوالله إن مالي لكثير، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادّون على نحو المائة اليوم.
(1) أخرجه البخاري (3803)، ومسلم (2466)، والترمذي (3848)، وابن ماجه (158).
(2)
أخرجها البخاري (3803)، ومسلم (2466).
(3)
انظر: المنهاج للنووي (16/ 32).
(4)
أخرجه البخاري (3802)، ومسلم (2468)، والترمذي (3847).
قلت: رواه الشيخان: البخاري في الدعوات، ومسلم في الفضائل، والترمذي في المناقب. (1)
قوله: وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة اليوم: معناه يبلغ عددهم نحو المائة.
وثبت في البخاري عن أنس رضي الله عنه: أنه دفن من أولاده قبل مقدم الحجاج بن يوسف مائة وعشرين، والله أعلم (2).
5016 -
قال: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنه من أهل الجنة، إلا لعبد الله بن سلام.
قلت: رواه الشيخان والنسائي كلهم في الفضائل من حديث أبي النضر عن عامر بن سعيد عن أبيه. (3)
5017 -
وقال عبد الله بن سلام: رأيت كأني في روضة، ذكر من سعتها وخضرتها، وسطها عمود من حديد، أسفله في الأرض، وأعلاه في السماء، في أعلاه عروة، فقيل له: ارْقَه، فقلت: لا أستطيع، فأتاني مِنْصف فرفع ثيابي من خلفي، فرقيت حتى كنت في أعلاه، وأخذت بالعروة، فاستيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"تلك الروضة: الإسلام، وذلك العمود: عمود الإسلام، وتلك العروة: العروة الوثقى، فأنت على الإسلام حتى تموت".
قلت: رواه الشيخان في الفضائل وأعاده البخاري في التعبير كلاهما عن قيس بن عباد البصري عن عبد الله بن سلام (4).
(1) أخرجه البخاري (1982)(6344)، ومسلم (2480)(2481)، والترمذي (3829).
(2)
أخرجه البخاري (1982) في كتاب الصوم، باب من زار قومًا فلم يفطر عندهم، وفيه قصة.
(3)
أخرجه البخاري (3812)، ومسلم (2483)، والنسائي في الكبرى (8252).
(4)
أخرجه البخاري (3813)، ومسلم (2484).
والمنصف: بكسر الميم وفتح الصاد ويقال: بفتح الميم أيضًا وقد فسر في بعض روايات الحديث بالخادم وهو صحيح.
و"فرقيت" قال النووي (1): هو بكسر القاف على اللغة المشهورة الفصيحة، وحكى فتحها.
5018 -
قال: كان ثابت بن قيس بن شَمّاس خطيب الأنصار، فلما نزلت:{يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم} إلى آخر الآية، جلس ثابت في بيته واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ، فقال:"ما شأن ثابت أيشتكي؟ " فأتاه سعد، فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أني من أرفعكم صوتًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنا من أهل النار، فذكر ذلك سعد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله:"بل هو من أهل الجنة".
قلت: رواه مسلم في الإيمان والنسائي في التفسير وفي المناقب كلاهما من حديث ثابت البناني عن أنس. (2)
5019 -
قال: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ نزلت سورة الجمعة، فلما نزلت:{وآخرين منهم لما يلحقوا بهم} قالوا: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: وفينا سلمان الفارسي، ثم قال: فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان، ثم قال:"لو كان الإيمان عند الثرّيا، لناله رجال من هؤلاء".
قلت: رواه البخاري في التفسير ومسلم في الفضائل والترمذى في الموضعين كلهم من حديث عبد الله بن مطيع عن أبي هريرة. (3)
5020 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم حَبّب عبيدك هذا، -يعني: أبا هريرة-، وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين".
(1) انظر: المنهاج (16/ 64).
(2)
أخرجه مسلم (119)، والنسائي في الكبرى (8170)، (11449).
(3)
أخرجه البخاري (3813)، ومسلم (2484)، والترمذي (3310)(3933).
قلت: رواه مسلم في الفضائل في حديث طويل فيه إسلام أم أبي هريرة، ورواه من حديث أبي هريرة ولم يخرجه البخاري. (1)
5021 -
أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال، في نفر، فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مآخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال:"يا أبا بكر لعلك أغضبتهم؟، لئن كنت أغضبتهم؟ لقد أغضبت ربك"، فأتاهم فقال: يا إخوتاه! أغضبتكم؟ قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخيّ.
قلت: رواه مسلم في الفضائل من حديث عائذ بن عمرو ولم يخرجه البخاري. (2)
5022 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "آية الإيمان: حب الأنصار، وآية النفاق: بغض
الأنصار".
قلت: رواه الشيخان، والنسائي كلهم في الإيمان كلهم من حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن جبر عن أنس. (3)
5023 -
قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم، أبغضه الله".
قلت: رواه البخاري في فضل الأنصار ومسلم في الإيمان والترمذي والنسائي كلاهما في المناقب وابن ماجه في السنة من حديث البراء بن عازب. (4)
5024 -
إن ناسًا من الأنصار قالوا حين أفاء الله على رسول من أموال هوازن ما أفاء، فطفق يعطي رجالًا من قريش المائة من الإبل، فقالوا: يغفر الله لرسول الله،
(1) أخرجه مسلم (2491).
(2)
أخرجه مسلم (2504).
(3)
أخرجه البخاري (3784)، ومسلم (74)، والنسائي (8/ 116).
(4)
أخرجه البخاري (3783)، ومسلم (75)، والترمذي (3900)، وابن ماجه (163)، والنسائي في الكبرى (8334).
يعطي قريشًا ويدعنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم؟، فحُدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار، فجمعهم في قبة من أدم، ولم يَدْع معهم أحدًا غيرهم، [فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم]، فقال:"ما حديث بلغني عنكم؟ "، فقال له فقهاؤهم: أمّا ذَوُو رأينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئًا، وأما أناس منا حديثة أسنانهم، قالوا: يغفر الله لرسول الله، يعطي قريشًا ويدع الأنصار، وسيوفنا تقطر من دمائهم؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني أعطي رجالًا حديثي عهد بكفر، أتألفهم، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال، وترجعون إلى رحالكم برسول الله؟ " قالوا: بلى يا رسول الله قد رضينا.
وقال: "لولا الهجرة، لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديًا أو شعبًا، وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا، لسلكت واديَ الأنصار وشعبها، الأنصار شعار، والناس دثار، إنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض".
قلت: رواه البخاري في الخمس واللباس من حديث شعيب عن الزهري عن أنس، ومسلم في الزكاة (1) فيما جاء في إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام ويصبر من قوي إيمانه، من حديث يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس.
والشعار: الثوب الذي يلي الجسد، والدثار: فوقه، ومعنى الحديث: الأنصار هم البطانة والأصفياء.
والأثرة: بفتح الهمزة والثاء المثلثة الاسم من آثر يؤثر إيثارًا إذا أعطى أراد صلى الله عليه وسلم أنه يستأثر عليكم فيفضل غيركم في نصيبه من الفيء.
5025 -
قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: "من دخل دار أبي سفيان، فهو آمن، ومن ألقى السلاح، فهو آمن"، فقالت الأنصار: أما الرجل، فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قلتم: أما الرجل فقد أخذته رأفة بعشيرته، ورغبة في قريته، كلا إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله
(1) أخرجه البخاري في فرض الخمس (3147)، وفي المغازي (4330)، ومسلم (1059).
وإليكم، المحيا محياكم، والممات مماتكم"، قالوا: والله ما قلنا إلا ضنًّا بالله ورسوله، قال: فإن الله ورسوله يُصدّقانكم ويعذرانكم".
قلت: رواه مسلم في المغازي من حديث أبي هريرة في حديث طويل ولم يخرجه البخاري. (1)
واستدل الشافعي بقوله صلى الله عليه وسلم: "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" على أن دور مكة مملوكة يصح بيعها وإجارتها لأن الإضافة إلى الآدميين تقتضي الملك وما سوى ذلك مجاز.
قوله صلى الله عليه وسلم: "كلا إني عبد الله". قال النووي (2): "كلا" هنا بمعنى حقًّا ولها معنيان، أحدهما: حقًّا والأخرى: النفي انتهى.
قوله صلى الله عليه وسلم: "هاجرت إلى الله وإليكم" إلى آخره فمعناه: هاجرت إلى الله، وإلى دياركم واستيطانها فلا أتركها ولا أرجع عن هجرتي الواقعة لله تعالى، بل أنا ملازم لكم، المحيا محياكم والممات مماتكم، أي لا أحيا إلا عندكم ولا أموت إلا عندكم.
قوله: "ما قلنا إلا ضنًّا بالله ورسوله" هو بكسر الضاد أي: شحًّا بك أن تفارقنا ويختص بك غيرنا، والله أعلم (3).
5026 -
أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيانًا ونساء مقبلين من عرس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"اللهم أنتم من أحب الناس إليّ، ثم اللهم أنتم من أحب الناس إلي"، يعني الأنصار.
قلت: رواه الشيخان في فضائل الأنصار من حديث أنس وذكر البخاري: اللهم أنتم أحب الناس إلي، ثلاث مرات. (4)
(1) أخرجه مسلم (1780).
(2)
انظر: المنهاج للنووي (12/ 180).
(3)
انظر: المنهاج للنووي (12/ 180).
(4)
أخرجه البخاري (3785)، ومسلم (2508).
5027 -
مر أبو بكر والعباس بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يبكيكم؟ فقالوا: ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصّب على رأسه حاشية بُرد، فصعد المنبر، ولم يصعد بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي، وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم".
قلت: رواه البخاري في فضل الأنصار، والنسائي في المناقب كلاهما من حديث أنس (1)، وكرشي وعيبتي: قال ابن الأثير (2): أراد صلى الله عليه وسلم: أنهم بطانته وموضع سره وأمانته، والذين يعتمد عليهم في أمورهم، واستعار صلى الله عليه وسلم الكرش والعيبة لذلك، لأن المجْترَّ يجمع علفه في كرشه، والرجل يضع ثيابه في عيبته، وقيل أراد بالكرش: الجماعة أي جماعتي وصحابتي.
5028 -
قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه، حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"أما بعد، فإن الناس يكثُرون ويقل الأنصار، حتى يكونوا في الناس بمنزلة الملح في الطعام، فمن ولي منكم شيئًا يضر فيه قومًا وينفع فيه آخرين، فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم".
قلت: رواه البخاري في الجمعة وفي علامات النبوة وفي فضائل الأنصار من حديث عبد الرحمن بن الغسيل عن عكرمة عن ابن عباس، ولم يخرجه مسلم. (3)
5029 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار".
(1) أخرجه البخاري (3799)، والنسائي (8346).
(2)
انظر: النهاية لابن الأثير (4/ 163 - 164)، والمنهاج للنووي (16/ 100).
(3)
أخرجه البخاري في المناقب (3628)، وفي الجمعة (927).
قلت: رواه الشيخان: البخاري في التفسير، ومسلم والترمذي في الفضائل ثلاثتهم من حديث زيد بن أرقم، والشك عند البخاري في أبناء أبناء الأنصار. (1)
5030 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير دور الأنصار: بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير".
قلت: رواه الشيخان والترمذي والنسائي كلهم في الفضائل (2) عن أبي أسيد الساعدي بضم الهمزة وفتح السين المهملة واسمه مالك بن ربيعة، والدور: جمع دار وهي المنازل المسكونة، والمحال: وأراد صلى الله عليه وسلم بها ههنا القبائل، وكل قبيلة اجتمعت في محلة سميت تلك المحلة دارًا وسمي ساكنوها بها مجازًا.
5031 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر في حاطب بن أبي بلتعة: "إنه شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة؟ ".
قلت: رواه الشيخان في قصة طويلة ذكر فيها الظعينة التي معها الكتاب من حاطب، البخاري واللفظ له في الاستئذان في باب من نظر في كتاب من يحذر، وفي فضل من شهد بدرًا، وخرجه أيضًا في كتاب استتابة المرتدين وفي المغازي وفي الجهاد، ومسلم في الفضائل وأبو داود في الجهاد والترمذي والنسائي كلاهما في التفسير كلهم من حديث علي بن أبي طالب (3).
- وفي رواية: فقد غفرت لكم.
قلت: رواها الشيخان بهذا اللفظ. (4)
(1) أخرجه البخاري (4906)، ومسلم (2506)، والترمذي (3902).
(2)
أخرجه البخاري (3789)، ومسلم (2511)، والترمذي (3911)، والنسائي في الكبرى (8341).
(3)
أخرجه البخاري في الاستئذان (6259)، وفي الجهاد (3081)، وفي المغازي (3983) و (4274)، وفي التفسير (4890)، وفي كتاب الإكراه (6939)، ومسلم (2494)، وأبو داود (2650)، والترمذي (3305)، والنسائي في الكبرى (8341).
(4)
أخرجه البخاري (3007)، ومسلم (2494).
5032 -
قال: جاء جبربل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال: "من أفضل المسلمين"، أو كلمة نحوها، قال: وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة.
قلت: رواه البخاري في المغازي من حديث رفاعة بن رافع ولم يخرجه مسلم ولا أخرج في كتابه لرفاعه بن رافع شيئًا. (1)
5033 -
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأرجو أن لا يدخل النار -إن شاء الله- أحد شهد بدرًا والحديبية"، قلت: يا رسول الله أليس قد قال الله: {وإن منكم إلا واردها} قال: "أفلم تسمعيه يقول: {ثم ننجي الذين اتقوا} ".
قلت: هذا الحديث رواه المصنف من حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر عن حفصة وذكره ثم قال: حديث صحيح أخرجه مسلم في الفضائل عن أبي الزبير عن جابر عن أم مبشر أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة .. هذا آخر كلامه في شرح السنة (2).
والذي رواه مسلم (3) إنما هو عن أم مبشر أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة "لا يدخل النار إن شاء الله أحد من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها، قالت: بلى يا رسول الله فانتهرها، فقالت حفصة:{وإن منكم إلا واردها} : فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد قال الله عز وجل: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} ولم أر حديث حفصة الذي ذكره المصنف هنا في شيء من الصحيحين ولا عزاه صاحب الأطراف (4) في مسند حفصة إليها، ولا إلى أحدهما إنما ذكر في مسند أم مبشر ما ذكرناه عن مسلم، ولم يخرج البخاري عن أم مبشر شيئًا لكن في ابن ماجه (5) عن أم مبشر عن حفصة
…
(1) أخرجه البخاري (3992).
(2)
انظر: شرح السنة للبغوي (14/ 193 - 194) رقم (3994).
(3)
أخرجه مسلم (2496).
(4)
انظر: تحفة الأشراف (11/ 292 - 293).
(5)
أخرجه ابن ماجه (4281).
الحديث بلفظه في المصابيح، فكان من حق الشيخ أن يذكره في الحسان أو يقتصر على حديث أم مبشر الذي في مسلم.
- وفي رواية: "لا يدخل النار -إن شاء الله- من أصحاب الشجرة أحد، الذين بايعوا تحتها".
قلت: رواها مسلم وأبو داود والترمذي من حديث جابر، وبدر غزاها النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان على رأس ثمانية عشر شهرًا من الهجرة. والحديبية كانت في ذي القعدة سنة ست من الهجرة. (1)
5034 -
قال: كنا يوم الحديبية ألفًا وأربعمائة، قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم:"أنتم اليوم خير أهل الأرض".
قلت: رواه البخاري في التفسير هو ومسلم أيضًا في المغازي، والنسائي في التفسير كلهم من حديث عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله. (2)
5035 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يصعد الثنية، -ثنية المرار-، فإنه يُحَط عنه ما حُطّ عن بني إسرائيل"، فكان أول من صعدها خيلنا، -خيل بني الخزرج-، ثم تتامّ الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر"، فأتيناه فقلنا: تعال يستغفر لك رسول الله، قال: لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم.
قلت: رواه مسلم في أواخر الصحيح في باب حديث الإفك من حديث جابر (3) ولم يخرجه البخاري.
والثنية: الطريق بين الجبلين والمرار: بضم الميم وتخفيف الراء، كذا رواها مسلم من طريق أخرى، وقال فيه: المرار، والمرار بضم الميم أو فتحها على الشك، وفي
(1) أخرجه مسلم (2496)، وأبو داود (4653)، والترمذي (3860).
(2)
أخرجه البخاري (4154)، ومسلم (1856)، والنسائي في الكبرى (1507).
(3)
أخرجه مسلم (2780).