المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

من قولهم: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} وقد رواه بعضهم: - كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح - جـ ٥

[الصدر المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌[كتاب أحوال القيامة وبدء الخلق]

- ‌باب النفخ في الصور

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحشر

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحساب والقصاص والميزان

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الحوض والشفاعة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صفة الجنة وأهلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب رؤية الله تعالى

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب صفة النار وأهلها

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب خلق الجنة والنار

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب بدء الخلق وذكر الأنبياء عليهم السلام

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌[كتاب الفضائل والشمائل

- ‌باب فضائل سيد المرسلين صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب في أخلاقه وشمائله صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب المبعث وبدء الوحي

- ‌من الصحاح

- ‌باب علامات النبوة

- ‌من الصحاح

- ‌فصل في المعراج

- ‌من الصحاح

- ‌فصل في المعجزات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الكرامات

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب الهجرة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب

- ‌من الصحاح

- ‌كتاب المناقب

- ‌باب في مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب أبي بكر رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب هؤلاء الثلاثة رضي الله عنهم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب العشرة رضي الله عنهم أجمعين

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب جامع المناقب

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ذكر اليمن والشام وذكر أويس القرني رضي الله عنه

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌باب ثواب هذه الأمة

- ‌من الصحاح

- ‌من الحسان

- ‌أجوبة الحافظ ابن حجر العسقلاني عن أحاديث المصابيح

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: من قولهم: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} وقد رواه بعضهم:

من قولهم: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ} وقد رواه بعضهم: يصعد بالرفع على أن: من استفهامية، ورواه بعضهم بتحريك الدال بالكسر عند الوصل على أنها شرطية وهو أشبه وأبين (1).

‌من الحسان

4784 -

قال: خرج أبو طالب إلى الشام، وخرج معه النبي صلى الله عليه وسلم في أشياخ من قريش، فلما قدموا على الراهب، هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب -وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم-، قال: فهم يحلّون رحالهم، فجعل يتخللهم الراهب، حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، يبعثهُ الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة، لم يبق شجر ولا حجر، إلا خر ساجدًا، ولا يسجدان إلا لنبي، وإني لأعرفه بخاتم النبوة، أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة، ثم رجع فصنع لهم طعامًا، فلما أتاهم به -وكان هو في رعية الإبل- فقال: أرسلوا إليه، فأقبل وعليه غمامة تظله، فلما دنا من القوم، وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة، فلما جلس، مال فيء الشجرة عليه، فقال: انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه، فقال: أنشدكم الله، أيكم وليهُ؟ قالوا: أبو طالب، فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالًا، وزوده الراهب من الكعك والزيت.

قلت: رواه الترمذي في المناقب، وقال: حسن غريب انتهى، وليس في سنده إلا من روى عنه البخاري أو مسلم أو كل منهما، لكن ذكر أبي بكر وبلال فيه وهم. (2)

(1) انظر: إكمال المعلم (8/ 311)، والمنهاج للنووي (17/ 184).

(2)

أخرجه الترمذي (3620) ورجاله ثقات، لكن ذكر بلال فيه خطأ ظاهر فإنه لم يكن يومئذ قد خلق كما ذكر- أيضًا- القارىء في المرقاه (5/ 472).

ص: 222

قيل: اسم الراهب بحيرا، وكان أعلم أهل النصرانية، والموضع الذي كان فيه بصرى من بلاد الشام.

وغضروف الكتف: رأس وهو بضم الغين وسكون الضاد المعجمتين وضم الراء المهملة ثم بالواو والفاء.

4785 -

قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبلهُ جبل ولا شجر، إلا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله.

قلت: رواه الترمذي في باب المناقب من حديث علي بن أبي طالب (1) رضي الله عنه وفي سنده عباد بن أبي يزيد عن علي.

قال الذهبي: لا ندري من هو، تفرد عنه إسماعيل السدي بهذا الحديث عن علي رضي الله عنه.

4786 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بالبراق ليلة أسري به، ملجمًا مسرجًا، فاستصعب عليه، فقال له جبريل: أبمحمد تفعل هذا؟ فما ركبك أحد أكرم على الله منه، فارفض عرقًا.

قلت: رواه الترمذي في التفسير من حديث أنس، وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق، انتهى. (2)

وسنده سند الصحيح، ورواه ابن حبان أيضًا من طريق أحمد بن عبد الرزاق قال بعضهم: والرواية في "أكرم" بالنصب فعلى هذا يكون تقديره "كان أكرم على الله" بحذف كان.

وارفض عرقًا: قال النهاية (3): أي جرى عرقه وسال.

(1) أخرجه الترمذي (3626)(3705) وقال: حديث غريب، وفي بعض النسخ:"حسن غريب". وإسناده ضعيف لأن عباد بن أبي يزيد الكوفي، مجهول، انظر: التقريب (3169)، وفيه كذلك الوليد بن أبي ثور الهمداني وهو ضعيف، انظر: التقريب (7481). وقول الذهبي في ميزانه (2/ ت 4148) وذكر له هذا الحديث.

(2)

أخرجه الترمذي (3131) وصححه ابن حبان (46)، وأخرجه البيهقي في الدلائل (2/ 362 - 363).

(3)

انظر: النهاية (2/ 243).

ص: 223

4787 -

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما انتهينا إلى البيت المقدس، قال جبريل بأصبعه فخرق بها الحجر، فشد به البراق".

قلت: رواه الترمذي في التفسير وابن حبان في صحيحه كلاهما من حديث بريدة بن الحصيب، ورجاله موثقون. (1)

4788 -

قال: ثلاثةُ أشياء رأيتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينا نحن نسير معه، إذ مررنا ببعير يُسْنى عليه، فلما رآه البعير جرجر، فوضع جرانه، فوقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"أين صاحب هذا البعير؟ " فجاءه، فقال:"بعنيه" فقال: بل نهبه لك يا رسول الله، وإنهُ لأهل بيت ما لهم معيشةٌ غيرهُ، قال:"أما إذ ذكرت هذا من أمره، فإنه يشكي كثرة العمل، وقلة العلف، فأحسنوا إليه".

ثم سرنا حتى نزلنا منزلًا، نام النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت شجرةً تشق الأرض حتى غشيته،

ثم رجعت إلى مكانها، فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت لهُ، فقال: "هي شجرة

استأْذنت ربها في أن تسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن لها". قال: ثم سرنا فمررنا بماء، فأتته امرأة بابن لها به جنةُ، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بمنخره، ثم قال: اخرج إني محمد رسول الله، ثم سرنا، فلما رجعنا مررنا بذلك الماء، فسألها عن الصبي، فقالت: والذي بعثك بالحق، ما رأينا منهُ ريبًا بعدك.

قلت: رواه المصنف في شرح السنة بسنده إلى يعلى بن مرة الثقفي. (2)

قوله: "يسنى عليه" قال في النهاية (3): أي يستقى عليه، والسانية: الناقة التي يستقى عليها، وفي الحديث "ما يسقى بالسواني ففيه نصف العشر".

(1) أخرجه الترمذي (3132)، وابن حبان في صحيحه (47)، وصححه الحاكم (2/ 360) انظر: الصحيحة (3487).

(2)

أخرجه البغوي (13/ 295 - 297)(3718) حسّن ابن عبد البر هذا الحديث في التمهيد (1/ 221)، والحديث جيد كما حققه الشيخ الألباني في الصحيحة (485).

(3)

انظر: النهاية (2/ 415).

ص: 224

وجرجر: بجيمين وراءين مهملتين أي صوّت.

والجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته.

والجران: بجيم مكسورة وراء مهملة هو مقدم عنق البعير من مذبحه إلى منحره، والجمع: جرن.

قوله: "والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبًا"، قال في النهاية (1): يقال: رابني هذا الأمر وأرابني إذا رأيت منه ما تكرهه، وفي حديث فاطمة "يريبني ما يريبها" أي يسوؤني ما يسوؤها.

4789 -

قال: إن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابني به جنون، وإنه ليأخذه عند غدائنا وعشائنا [فيخبث علينا]، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا، فثعّ ثعّة، وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود يسعى.

قلت: رواه الدارمي في أوائل مسنده عن الحجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به. (2)

وفي سنده: فرقد السبخي وقد ضعفوه، وهو بسين مهملة وباء موحدة مفتوحة وخاء معجمة وقد تقدم.

فثع ثعة: هو بالثاء المنقوطة بالثلاث بعدها العين المهملة. قال ابن الأثير (3): الثَّعّ: القيء، والثعة: المرة الواحدة.

4790 -

قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين، قد تخضّب بالدم من فعل أهل مكة، قال: يا رسول الله هل تحب أن نريك آية؟ قال: "نعم"، فنظر إلى شجرة

(1) انظر: النهاية (2/ 286 - 287).

(2)

أخرجه الدارمي (1/ 11) وإسناده ضعيف. وفرقد بن يعقوب السبخي، قال الحافظ: صدوق عابد لكنه لين الحديث كثير الخطأ، انظر: التقريب (5419).

(3)

انظر: النهاية (1/ 212).

ص: 225

من ورائه، فقال: ادع بها، فدعا بها، فجاءت فقامت بين يديه، فقال: مرها فلترجع، فأمرها فرجعت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حسبي حسبي".

قلت: رواه الدارمي فيه عن إسحاق بن إبراهيم قال أبو معاوية: عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس، والبيهقي في دلائل النبوة في أبواب المبعث من حديث أبي معاوية. (1)

4791 -

قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأقبل أعرابي، فلما دنا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله"، قال: ومن يشهد على ما تقول؟ قال: "هذه السَّلمة"، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بشاطىء الوادي، فأقبلت تخدّ الأرض حتى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثًا، فشهدت ثلاثًا، أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها.

قلت: رواه أبو حاتم بن حبان، وفيه زيادة من حديث أبي حبان عن عطاء عن عبد الله بن عمر، ورواه الدارمي في أوائل مسنده عن محمد بن طريف ثنا محمد بن فضيل ثنا أبو حبان به، وذكره عياض في الشفاء. (2)

والسلمة: واحدة السلم بفتح اللام وهو شجر من العضاه، وورقها القَرَظ الذي يدبغ به (3).

وتخد الأرض: أي تشقها وهو بالخاء المعجمة.

4792 -

قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بم أعرف أنك نبي؟ قال: "إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة، يشهد أني رسول الله"، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"ارجع" فعاد، فأسلم الأعرابي. (صح).

(1) أخرجه الدارمي (1/ 12) وإسناده صحيح، والبيهقي في الدلائل (2/ 154).

(2)

أخرجه الدارمي (1/ 9 - 10)، وابن حبان (6505)، والطبراني في الكبير (13582)، وإسناده صحيح. انظر: الصحيحة (11، 106).

(3)

انظر: النهاية (2/ 395).

ص: 226

قلت: رواه الترمذي في المناقب من حديث ابن عباس وقال: حسن غريب صحيح. (1)

والعذق: بكسر العين المهملة وسكون الذال المعجمة وبالقاف هو العرجون بما فيه من الشماريخ.

4793 -

قال: جاء ذئب إلى راعي غنم، فأخذ منها شاة فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، قال: فصعد الذئب على تلّ فأقعى واستقر وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله أخذته، ثم انتزعته مني؟ فقال الرجل: تالله إن رأيت كاليوم! ذئب يتكلم، فقال الذئب: أعجب من هذا: رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم، قال: وكان الرجل يهوديًّا فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم، فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنها أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج، فلا يرجع تحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده".

قلت: رواه المصنف في شرح السنة مسندًا من حديث أبي هريرة ورواه أبو حاتم في صحيحه مع تغيير بعض الألفاظ من حديث أبي سعيد الخدري ومن حديث أبي هريرة. (2)

قال القاضي عياض: وقد روى ابن وهب أنه جرى لأبي سفيان بن حرب وصفوان بن أمية مع ذئب نحو هذا وجداه أخذ ظبيًا فدخل الظبي الحرم، فانصرف الذئب فتعجبا من ذلك، فقال الذئب: أعجب من ذلك محمد بن عبد الله بالمدينة يدعوكم إلى الجنة وتدعونه إلى النار.

(1) أخرجه الترمذي (3628) والحديث صحيح بمجيئه من طرق أخرى، انظر: الصحيح (3315).

(2)

أخرجه البغوي في شرح السنة (15/ 87)(4282)، وابن حبان (6494)، وأحمد في المسند (2/ 306)، والحاكم (4/ 467)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 41 - 42)، انظر: الصحيحة (122).

ص: 227

قوله: "فأقعى واستقر" أما أقعى فمعناه جلس على استه واضعًا يديه على الأرض، وأما استقر فروي بالقاف من الاستقرار، وهو ضد الحركة، ويروى استتفر بتاءين وفاء أي أدخل ذنبه بين رجليه.

وإن رأيت كاليوم أي ما رأيت أعجوبة كأعجوبة اليوم: قال الزمخشري: فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه وحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه.

قال بعضهم: وهذا الراعي هو هبار بن أوس الخزاعي ويقال له: مكلم الذئب (1).

4794 -

قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نتداول في قصعة من غدوة حتى الليل، تقوم عشرة وتقعد عشرة، قلنا: فما كانت تمد؟ قال: من أي شيء تعجب، ما كانت تمد إلا من ههنا -وأشار بيده إلى السماء-.

قلت: رواه الترمذي في المناقب والدارمي في أوائل مسنده كلاهما من حديث أبي العلاء عن سمرة، وقال الترمذي: حسن صحيح. (2) وأبو العلاء اسمه: يزيد بن عبد الله بن الشخير.

قوله نتداول في قصعة: أي نتناوب بأكل الطعام منها.

4795 -

أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم بدر في ثلاثمائة وخمسة عشر، فقال:"اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم". ففتح الله له، فانقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين، واكتسوا وشبعوا.

(1) وأخرجه أحمد (3/ 83 - 84)، والترمذي (2181) دون ذكر قصة الذئب، وأحمد الفيافي (2/ 306)، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وقال البيهقي: هذا إسناد صحيح، وفي الإسناد: شهر بن حوشب وهو صدوق كثير الإرسال والأوهام إلا أن رواية أبي سعيد التي عند أحمد (3/ 83) إسناده صحيح. وورد في المخطوط: "هتار بن أوس الخزاعي" والصحيح: أهبان بن أوس الأسلمي، وقيل: أهبان بن عياذ الخزاعي، انظر للتفصيل: معرفة الصحابة لأبي نعيم (1/ 289)، والإصابة (1/ 141)، والخصائص للسيوطي (2/ 61 - 62)، وكلهم قالوا: إنه مكلم الذئب.

(2)

أخرجه الترمذي (3625)، والدارمي (1/ 30)، وصححه الحاكم (2/ 618) ووافقه الذهبي.

ص: 228

قلت: رواه أبو داود في الجهاد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وفي سنده حيي بن عبد الله، قال ابن معين: ليس به بأس، قال البخاري: فيه نظر. (1)

4796 -

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم منصورون، ومصيبون، ومفتوح لكم، فمن أدرك ذلك منكم، فليتق الله، وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر".

قلت: رواه الترمذي في الفتن والنسائي في الزينة والإمام أحمد في مسنده ثلاثتهم من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه يرفعه وقال الترمذي: حسن صحيح. (2)

4797 -

قال: إن يهودية من أهل خيبر سَمّت شاة مصلية، ثم أهدتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع، فأكل منها، وأكل رهط من أصحابه معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ارفعوا أيديكم"، وأرسل إلى اليهودية فدعاها، فقال:"سممت هذه الشاة؟ " فقالت: من أخبرك؟ قال: "أخبرتني هذه في يدي الذراع"، قالت: نعم، قلت: إن كان نبيًّا، فلن يضره، كان لم يكن نبيًّا، استرحنا منه، فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعاقبها.

قلت: رواه أبو داود في الديات، والدارمي في باب ما أكرم الله نبيه من كلام الموتى كلاهما من حديث محمد بن شهاب الزهري عن جابر بن عبد الله. (3)

وفي الحديث زيادة اختصرها المصنف وهي: وتوفي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة حَجَمه أبو هند بالقرن والشفرة، وهو مولى لبني بياضة من الأنصار.

(1) أخرجه أبو داود (2747) وإسناده حسن. وحيي بن عبد الله المعافري، قال الحافظ: صدوق يهم، انظر: التقريب (1615)، وللتفصيل: تهذيب الكمال (7/ 488).

(2)

أخرجه أحمد (1/ 389، 436)، والترمذي (2257)، والنسائي في الكبرى (9828) وإسناده صحيح.

(3)

أخرجه أبو داود (4510)، والدارمي (1/ 208)، وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة (4/ 262)، وهو حديث صحيح بشواهده، انظر: هداية الرواة (5/ 351).

ص: 229

وهذا الحديث منقطع لأن الزهري لم يسمع من جابر بن عبد الله، والذي توفي من أصحابه صلى الله عليه وسلم بسبب الأكلة هو بشربن البراء كما جاء مصرحًا به من حديث أبي هريرة، وقد جاء أنه أمر بقتلها والجمع بين الروايتين أنه لم يقتلها في الابتداء ثم لما مات بشر بن البراء أمر بقتلها.

والمصلية: المشوية، قال ابن الأثير (1): يقال: صلَيْت اللحم بالتخفيف: إذا شويته فهو مصليّ، فأما إذا أحرقته وألقيته في النار قلت: صلّيته بالتشديد، وأصليته، وذراع اليد يذكر ويؤنث.

وأبو هند الحجام: قيل اسمه عبد الله وهو مولى فروة البياضي وكان يحجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقرن: قرن الثور يجعل كالمحجمة.

والشفرة: السكين العريضة، والسكين: يذكر ويؤنث والغالب عليه التذكير.

4798 -

أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فأطنبوا السير حتى كان عشية، فجاء فارس، فقال: يا رسول الله إني طلعت على جبل كذا فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم، بظُعنهم ونعمهم، اجتمعوا إلى حنين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"تلك غنيمة المسلمين غدًا -إن شاء الله تعالى-"، ثم قال:"من يحرسنا الليلة؟ " قال أنس بن أبي مرثد الغنوي: أنا، يا رسول الله، قال:"اركب"، فركب فرسًا له، فقال:"استقبل هذا الشعب، حتى تكون في أعلاه"، فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مصلاه، فركع ركعتين، ثم قال:"هل أحسستم فارسكم؟ " فقال رجل: يا رسول الله ما أحسسنا، فثوب بالصلاة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي يلتفت إلى الشعب، حتى إذا قضى الصلاة قال:"أبشروا فقد جاء فارسكم"، فجعلنا نظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء، حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب، حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبحت طلعت الشعبين

(1) انظر: النهاية (3/ 50).

ص: 230

كليهما، فلم أر أحدًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هل نزلت الليلة؟ "، قال: لا، إلا مصليًّا أو قاضي حاجة، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلا عليك أن لا تعمل بعدها".

قلت: رواه أبو داود في الجهاد والنسائي في السنة وسكت عليه أبو داود والشيخ زكي الدين المنذري. (1)

وأطنبوا السير: أي بالغوا فيه وأكثروا منه، ويوم حنين: كان في السنة الثامنة من الهجرة بعد فتح مكة، وحنين يصرف ولا يصرف، وهوازن: هذه قبيلة مشهورة من قيس غيلان.

قوله: على بكرة أبيها: بفتح الباء الموحدة وسكون الكاف وهي كلمة للعرب يريدون بها الكثرة في العدد، يريدون إذا جاؤوا ولم يتخلف منهم أحد، وليس هناك بكرة في الحقيقة، وهي التي يستقى عليها الماء.

ويقال: إن أصل ذلك أن قومًا من العرب عرض لهم انزعاج فلم يتخلف منهم واحد لا صغير ولا كبير حتى بكرة كانت لأبيهم فصار مثلًا فيمن جاؤوا بأجمعهم كان لم يكن معهم بكرة وإلا هنا بمعنى مع، والظعن: النساء، والنعم: قيل للإبل خاصة، والأنعام: لها وللبقر والغنم، وقيل: هما لفظان بمعنى واحد، والشعب: الطريق في الجبل.

وأحسستم: أي أدركتم فارسكم بالحس، والتثويب: يقع على الأذان والإقامة والمراد هنا الإقامة.

قوله صلى الله عليه وسلم: فما عليك أن لا تعمل بعدها: أي لا ضرر ولا حرج عليك في ترك العمل الصالح سوى الفرائض بعد هذه الليلة وهذه بشارة بأنه غفر له.

4799 -

قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتمرات، فقلت: يا رسول الله ادع الله فيهن بالبركة، فضمّهن، ثم دعا لي فيهن بالبركة، قال:"خذهن فاجعلهن في مزودك، كلما أردت أن تأخذ منه شيئًا، فأدخل فيه يدك فخذه، ولا تنثره نثرًا"، فقد حملت من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله، فكنا نأكل منه ونطعم، وكان لا يفارق حقوي، حتى كان يوم قتل عثمان، فإنه انقطع.

(1) أخرجه أبو داود (2501)، والنسائي في الكبرى (8870)، وصححه الحاكم (2/ 83 - 84).

وانظر: مختصر المنذري (3/ 365 - 366).

ص: 231