الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4566 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن رضراضة مثل هذه، وأشار إلى مثل الجمجمة، أرسلت من السماء إلى الأرض في مسيرة خمسمائة سنة، لبلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس السلسلة، لسارت أربعين خريفًا الليل والنهار قبل أن تبلغ أصلَها أو قعرها".
قلت: رواه الترمذي في صفة جهنم من حديث عيسى بن هلال الصدفي عن عبد الله بن عمر يرفعه (1) والرضراضة: برائين مهملتين مفتوحتين وضادين معجمين الأولى ساكنة والثانية مفتوحة قال في النهاية (2): الرضراضة الحصى الصغار وكذا قاله الجوهري (3).
باب خلق الجنة والنار
من الصحاح
4567 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات".
قلت: رواه مسلم قبل صفة الجنة من حديث أنس ومن طريق أبي هريرة وقال فيه نحوه، ولم يذكر لفظ أبي هريرة، ورواه البخاري في الرقائق من حديث أبي هريرة خاصة وقال:"احتجبت" في الموضعين بدل "حفت" والنسائي في النعوت كالبخاري والترمذي في صفة الجنة من حديث أنس بلفظ مسلم. (4)
4568 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتجبرين والمتكبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟
(1) أخرجه الترمذي (2588) وإسناده ضعيف فيه دراج أبو السمح وهو ضعيف. وقد سبق.
(2)
انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 229).
(3)
انظر: الصحاح للجوهري (3/ 1077).
(4)
أخرجه مسلم (2822)، والترمذي (2559) من أنس، واتفق عليه البخاري (6487)، ومسلم (2823) من حديث أبي هريرة.
قال: الله للجنة: إنما أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما النار، فلا تمتليءُ حتى يضع الله رجله فيها، تقول: قط قط قط، فهنالك تمتليءُ ويُزوى بعضها إلى بعض، فلا يظلم الله من خلقه أحدًا، وأما الجنة، فإن الله ينشىء لها خلقًا".
قلت: رواه الشيخان: البخاري في التفسير ومسلم في صفة جهنم كلاهما من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة (1) وهذا الحديث آخر حديث في شرح السنة (2)، وبالكلام عليه ختم الكتاب رحمه الله، وقد أعاده البخاري في التوحيد مع بعض تغيير من حديث الأعرج عن أبي هريرة وكذلك رواه النسائي في النعوت.
"وسقطهم": بفتح السين والقاف أي المحتقرون.
وأما غرتهم: فروي على ثلاثة أوجه، إحداها: بغين معجمة مفتوحة وراء مفتوحة وثاء مثلثة وهي رواية الأكثرين، ومعناها أهل الحاجة والفاقة والجوع، والغرث: الجوع، وعجزتهم: بعين مهملة مفتوحة وجيم وزاي وتاء، جمع عاجز.
وغرتهم: بغين معجمة مكسورة وراء مشددة وتاء مثناة فوق، وهي مشهورة في كثير من نسخ مسلم أي البله الغافلون الذين ليس بهم حذق في الدنيا.
ووجه رابع أيضًا: وهو فتح العين المهملة والجيم من غير تاء جمع عاجز وهو قريب من الوجه الثاني.
ومعنى: يضع الله رجله، رجل بعض مخلوقاته على حذف مضاف أو خلقًا لهم هذا الاسم أو الجماعة من الناس كما يقال: رجل من جراد أي قطعة منه (3).
(1) أخرجه البخاري (4850)، ومسلم (2846)، والنسائي في الكبرى (7693).
(2)
انظر: شرح السنة للبغوي (15/ 256 - 257).
(3)
وفي الحديث الآتي: "حتى يضع رب العزة فيها قدمه" قال البغوي: القدم والرجلان المذكوران في هذا الحديث من صفات الله سبحانه وتعالى المنزه عن التكييف والتشبيه، وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل =