الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: رواه مسلم في المغازي (1) وبقية الحديث وهو "يدعوهم، فأنزل الله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء} " والترمذي والنسائي في التفسير وابن ماجه في الفتن ولم يخرجه البخاري وكلهم رووه من حديث أنس.
ورباعيته: بتخفيف الياء وهي السن التي تلي الثنية من كل جانب وللإنسان أربع رباعيات.
ويسلت: بفتح الياء المثناة من تحت وسكون السين المهملة وضم اللام وبالتاء المثناة من فوق أي يلقي.
4714 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه -يشير إلى رباعيته- اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل الله".
قلت: رواه الشيخان كلاهما في المغازي (2) من حديث أبي هريرة، قيل: إن ذلك الرجل الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في سبيل الله هو: أبي بن خلف.
باب علامات النبوة
من الصحاح
4715 -
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأَمهُ وأعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أُمّه -يعني:
(1) أخرجه مسلم (1791)، والترمذي (3002)، والنسائي في الكبرى (11077)، وابن ماجه (4027).
(2)
أخرجه البخاري (4073)، ومسلم (1793).
ظئره- فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس رضي الله عنه: فكنت أرى أثر المِخْيط في صدره.
قلت: رواه مسلم في الإيمان من حديث أنس (1)، واختصره النسائي، ولم يخرجه البخاري، والطست: بفتح الطاء وإسكان السين، هي إناء معروف وهو مؤنثة وحكي كسر الطاء، ويقال فيها: طس بتشديد السين وحذف التاء، وطسة، وجمعها طساس وطسوس وطسات، ولأمه: بفتح اللام وبعدها همزة على وزن ضربه، ومعناه: جمعه وضم بعضه إلى بعض، وظئره: بكسر الظاء المعجمة وبعدها همزة ساكنة وهي المرضعة، ويقال أيضًا: لزوج المرضعة ظِئر.
ومتنقع اللون: متغيره وهو بفتح القاف، قال أهل اللغة: امتقع لونه فهو ممتقع وانتقع فهو منتقع، وابتقع فهو مبتقع فيه ثلاث لغات، والقاف مفتوحة فيهن، قال الجوهري (2): والميم أفصح والمخيط: بكسر الميم وإسكان الخاء وفتح الياء وهو الإبرة (3).
4716 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن".
قلت: رواه مسلم والترمذي كلاهما في المناقب من حديث جابر ولم يخرجه البخاري. (4)
(1) أخرجه مسلم (162)، والنسائي (1/ 224).
(2)
انظر: الصحاح للجوهري (3/ 1293 - 1294).
(3)
انظر: المنهاج للنووي (2/ 282 - 283).
(4)
أخرجه مسلم (2277)، والترمذي (3624).
4717 -
قال: إن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شِقّتين، حتى رأوا حراء بينهما.
قلت: رواه البخاري في علامات النبوة ومسلم في التوبة كلاهما من حديث أنس (1) وانشقاق القمر: من أمهات معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد رواه جماعة من الصحابة مع ظاهر الآية الكريمة وسياقها.
4718 -
قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين: فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اشهدوا".
قلت: رواه الشيخان: البخاري في علامات النبوة، ومسلم في التوبة من حديث ابن مسعود. (2)
4719 -
قال أبو جهل: هل يعفّر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى، لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي- زعم ليطأ على رقبته، فما فجئهم منه، إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقًا من نار، وهولًا، وأجنحة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو دنا لاختطفته الملائكة عضوًا عضوًا".
قلت: رواه مسلم في التوبة من حديث أبي هريرة (3) ولم يخرجه البخاري.
قوله: زعم ليطأ: "هو بفتح اللام وهي لام تأكيد، قوله: فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه": أي: فما أتاهم فجأة إلا وهو يرجع القهقرى، والهول: الخوف والأمر الشديد، والخطف: استلاب الشيء وأخذه بسرعة (4).
(1) أخرجه البخاري (3637)، ومسلم (2802).
(2)
أخرجه البخاري (3636)، ومسلم (2800).
(3)
أخرجه مسلم (2797).
(4)
انظر: المنهاج للنووي (17/ 204).
4720 -
قال: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتى إليه آخر فشكا إليه قطع السبيل، فقال:"يا عدي هل رأيت الحيرة؟ [قال: نعم، قال:] فإن طالت بك حياة، فلترينّ الظعينة ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحدًا إلا الله، ولئن طالت بك حياة، لتفتحن كنوز كسرى، ولئن طالت بك حياة، لترى الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه، فلا يجد أحدًا يقبله منه، وليلقين الله أحدكم [يوم القيامة] يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فليقولن: ألم أبعث إليك رسولًا فيبلغك؟ فيقول: بلى، فيقول: ألم أعطك مالًا وأُفضِل عليك؟ فيقول: بلى، فينظر عن يمينه، فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره، فلا يرى إلا جهنم، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد، فبكلمة طيبة".
قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة، لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:"يخرج ملء كفه"(1).
قلت: رواه البخاري في علامات النبوة من حديث عدي بن حاتم وليس في مسلم.
والحيرة: بكسر الحاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحت وفتح الراء المهملة البلد القديم بظهر الكوفة.
والظعينة: المرأة قيل لها ذلك لأنها تظعن مع الزوج حيثما ظعن.
4721 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يهلك كسرى، ثم لا كسرى بعده، وقيصر ليهلكن، ثم لا يكون قيصر بعده، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله".
قلت: رواه البخاري في الجهاد ومسلم في الفتن والترمذي كلهم (2) من حديث أبي هريرة، قال البغوي (3): وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام،
(1) أخرجه البخاري (3595).
(2)
أخرجه البخاري في الجهاد (3027)، وفي الزكاة (1413)، ومسلم (2918).
(3)
انظر: شرح السنة للبغوي (13/ 310).
فمزق كتابه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"تمزق ملكه، وكتب إلى قيصر، فأكرم كتابه، ووضعه في مسك"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ثبت ملكه"(1)، ووجه الجمع بين الحديثين أن كسرى تمزّق ملكه فلم يبق له ملك، وأنفقت كنوزه في سبيل الله، وأورث الله المسلمين أرضه، وقيصر ثبت ملكه بالروم، وانقطع عن الشام، واستحلت خزائنه التي كانت بهما وأنفقت في سبيل الله، فمعنى قوله صلى الله عليه وسلم "لا قيصر بعده" يعني بالشام.
4722 -
وقال صلى الله عليه وسلم: "ليفتتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض".
قلت: رواه مسلم في الفتن (2) من حديث جابر بن سمرة.
والأبيض: قصر كان لكسرى.
4723 -
قال: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسّد بردة في ظل الكعبة، وقد لقينا من المشركين شدة، فقلنا: ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه، قال:"كان الرجل فيمن كان قبلكم يحفر له في الأرض، فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع فوق رأسه، فيشق باثنين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد، ما دون لحمه من عظم وعصب، وما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمّن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".
قلت: رواه البخاري في الإكراه وفي علامات النبوة وفي مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وأبو داود في الجهاد، والنسائي في العلم ثلاثتهم من حديث خباب بن الأرت ولم يخرجه مسلم. (3)
4724 -
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يومًا، فأطعمته، ثم جلست تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: "
(1) أخرجه أحمد (1/ 243)، والبخاري في صحيحه (2939) و (4424). انظر: فتح الباري (8/ 128).
(2)
أخرجه مسلم (2919).
(3)
أخرجه البخاري في علامات النبوة (3612)، وفي مناقب الأنصار (3852)، وفي الإكراه (3612)، وأبو داود (2649)، والنسائي في الكبرى (5893)، وفي المجتبي (8/ 204).
ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوك على الأسرّة أو مثل الملوك على الأسرة"، فقلت: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: يا رسول الله وما يضحكك؟ قال: "ناس من أمتي، عرضوا عليّ غزاة في سبيل الله"، كما قال في الأولى، فقلت: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: "أنت من الأولين"، فركبت أم حرام البحر في زمن معاوية، فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت.
قلت: رواه الشيخان والترمذي والنسائي وأبو داود كلهم في الجهاد، ورواه البخاري (1) أيضًا في غير الجهاد كلهم من حديث إسحاق بن عبد الله عن أنس قال أبو داود: وماتت بنت ملحان بقبرص، وأم حرام: بحاء مهملة مفتوحة وراء بعدها ألف ثم ميم، بنت ملحان: بحاء مهملة وهو من بني عدي بن النجار، وهي أخت أم سليم، وخالة أنس بن مالك، قال العلماء: وكانت محرمًا لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واختلفوا في كيفية ذلك، فقال ابن عبد البر (2): كانت إحدى خالاته صلى الله عليه وسلم من الرضاع، وقال آخرون: بل كانت خالة لأبيه أو لجده، لأن عبد المطلب كانت أمه من بني النجار.
وثبج البحر: بثاء مثلثة ثم باء موحدة مفتوحتين ثم جيم وهو ظهره ووسطه، قوله صلى الله عليه وسلم:"على الأسرة" قيل معناه في الآخرة، والصحيح في الدنيا أي يركبون مراكب الملوك لسعة حالهم.
4725 -
قال: إن ضِمادًا قدم مكة -وكان من أزد شنوءة وكان يرقي من هذه الريح- فسمع سفهاء أهل مكة يقولون: إن محمدًا مجنون، فقال: لو أني رأيت هذا الرجل، لعل الله يشفيه على يديّ، قال: فلقيه، فقال: يا محمد إني أرقي من هذه الريح فهل
(1) أخرجه البخاري (2788)، ومسلم (1912)، وأبو داود (2491)، والترمذي (1645)، والنسائي (6/ 40).
(2)
انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (4/ 1931).
لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد
…
" فقال: أعد علي كلماتك هؤلاء، فأعادهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، فقال: "لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء! ولقد بلغن قاموس البحر، هات يدك أبايعك على الإسلام، قال: فبايعه".
قلت: رواه مسلم في الصلاة، وتمام الحديث: فلأبايعك على الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وعلى قومك"، قال: وعلى قومي، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا بعد مقدمه المدينة، فمروا بتلك البلاد، فقال أميرهم: هل أصبتم شيئًا؟ قال رجل منهم: إداوة، قال: ردوها، هؤلاء قوم ضماد.
ورواه ابن ماجه والنسائي في النكاح عن عمرو بن سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال الحميدي (1): وليس لعمرو بن سعيد عن ابن جبير عن ابن عباس في الصحيح غير هذا الحديث انتهى. (2)
وضماد: هو ابن ثعلبة الأزدي من أزد شنوءة وكان صديقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، وكان يتطبّب، ويطلب العلم، وأسلم أول الإسلام قاله أبو عمرو (3)، ضبطه الحفاظ: ضِماد بالدال في آخره، وقيل: ضمام بالميم والمشهور الأول، وضمام بالميم هو ضمام بن ثعلبة السعدي أحد بني سعد ابن بكر له صحبة أيضًا.
تنبيه: ذكر الشيخ محب الدين الطبري هذا الحديث في الأحكام في أوائل الكتاب وعزاه إلى أبي حاتم وأبي نعيم وهو ثابت في مسلم كما بيناه والله أعلم.
(1) انظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (2/ 126 رقم 1218)، وتحفة الأشراف (4/ 435).
(2)
أخرجه مسلم (868)، وابن ماجه (1893)، والنسائي (6/ 89 - 90).
(3)
انظر: الاستيعاب لابن عبد البر (2/ 751) رقم (1261).