الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله صلى الله عليه وسلم: "فلم أر عبقريًّا يفري فريه" أما يفري فبفتح الياء وإسكان الفاء وكسر الراء، وأما فريه: فروي بوجهين أحدهما: بإسكان الراء وتخفيف الياء، والثانية: كسر الراء وتشديد الياء، واتفقوا على أن معناه: لم أر سيدًا يعمل عمله، ويقطع قطعه، وأصل الفري بالإسكان: القطع يقال: فريت الشيء: إذا قطعته وشققته للإصلاح، وأفريته: إذا شققته على جهة الإفساد (1).
من الحسان
4879 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه".
قلت: رواه الترمذي في المناقب ولفظه "إن الله جعل الحق"
…
الحديث، وقال: حسن غريب، وفي بعض النسخ: صحيح، انتهى. (2)
وفي سنده: خارجة بن عبد الله عن نافع عن ابن عمر: ضعفه أحمد، ورواه أحمد من حديث نافع العادل عن نافع عن ابن عمر به، ورواه ابن حبان من حديث الدراوردي عن سهل عن أبيه عن أبي هريرة بلفظ الترمذي فهو شاهد جيد الإسناد ورواه أحمد أيضًا وأبو داود وابن ماجه من حديث وغُضَيْف بن الحارث عن أبي ذر يرفعه، ولفظ أحمد "ضرب الحق" ولفظهما "وضح الحق" كلفظ المصنف ولفظهما يقول: به،
(1) انظر: المنهاج للنووي (15/ 231 - 232).
(2)
أخرجه الترمذي (3682)، وأحمد (2/ 53) وإسناده صحيح، ورواه ابن حبان (6889) من رواية أبي هريرة. وخارجة بن عبد الله بن سليمان ضعفه أحمد والدارقطني والذهبي، وقال ابن معين وابن عدي: لا بأس به، وقال أبو داود وأبو حاتم: شيخ، زاد أبو حاتم: حديثه صالح، وقال الحافظ في التقريب (1621): صدوق له أوهام، وانظر: الكاشف (1/ 361).
وأخرجه أبو داود (2962)، وابن ماجه (108)، وأحمد (5/ 145) ورجال إسناده ثقات لولا عنعنة مكحول وابن إسحاق ورواه أحمد (5/ 165) و (5/ 177)، وإسناده صحيح. وانظر للتفصيل: فضائل الصحابة للإمام أحمد (316، 317، 395) وقد صرح ابن إسحاق عند غيره بالتحديث.
بدل: وقلبه، وفي إسناد حديث أبي ذر هذا محمد بن إسحاق وقال: عن، ولم يصرح بالسماع.
3880 -
قال علي: ما كنا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر.
قلت: رواه المصنف في شرح السنة من حديث أبي القاسم البغوي عن علي بن الجعد ثنا شريك عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: قال علي: .. وساقه موقوفًا على علي رضي الله عنه. (1)
والسكينة: قال في النهاية (2): قيل: من الوقار والسُّكون وهي الرحمة، وقيل: أرادَ السَّكينة التي ذكرَها الله في كتابه العزيز، قيل: في تَفْسيرها [أنها] حَيوان له وَجْه كوجْه الإنسان مُجْتَمع، وسائرُها خَلق رَقيقٌ كالرّيح والهَواءِ، وقيل: هي صُورَة كالهرة كانت معهم في جُيُوشهم، فإذا ظَهَرت انهزَم أعداؤُهم، وقيل: هي ما كانوا يسْكُنون إليه من الآيات التي أعطاها الله موسى عليه السلام، والأشبَه بحديث عمر أن يكونَ من الصُّورة المذكورة انتهى.
وقال بعضهم: معناه ما قاله ابن عمر: ما نزل بالناس أمر، فقالوا فيه قولًا، وقال عمر إلا نزل القرآن على نحو ما قال، وقيل: معناه أنه ينطق بما يستحق به أن تسكن إليه النفوس وتطمئن به القلوب (3).
4881 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أعز الإسلام بأبي جهل بن هشام، أو بعمر بن الخطاب"، فأصبح عمر، فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم صلى في المسجد ظاهرًا.
(1) أخرجه البغوي في شرح السنة (14/ 86) رقم (3877)، والبيهقي في الدلائل (6/ 369)، ورواه الطبراني في الأوسط عن علي وابن مسعود بإسنادين حسنين. وأخرجه أبو القاسم البغوي في مسند علي بن الجعد برقم (2419).
(2)
انظر: النهاية لابن الأثير (2/ 386).
(3)
انظر: شرح السنة للبغوي (14/ 86)، وذكره ابن حبان عقب حديث (6895).
قلت: رواه الترمذي في المناقب (1) من حديث النضر أبي عمر عن عكرمة عن ابن عباس، إلى قوله "فأسلم" ولم يذكر الزيادة، وقال: حديث غريب من هذا الوجه، وقد تكلم بعضهم في النضر أبي عمر وهو يروي مناكير من قبل حفظ، انتهى كلام الترمذي.
قال الذهبي (2): النضر بن عبد الرحمن أبو عمر: ساقط.
وقوله: ثم صلى في "المسجد ظاهرًا" هذه الزيادة رواها في شرح السنة بهذا السند أيضًا. (3)
4882 -
قال عمر لأبي بكر: يا خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: أما إنك إن قلت ذلك، فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما طلعت الشمس على رجل خير من عمر". (غريب).
قلت: رواه الترمذي فيه من حديث جابر وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بذاك، انتهى كلام الترمذي. (4)
وفي سنده: عبد الله بن داود عن عبد الرحمن ابن أخي محمد بن المنكدر.
قال الذهبي: وعبد الله بن داود ضعفوه.
قال في الميزان: لا يكاد يعرف، ولا يتابع على حديثه، وذكر له هذا الحديث، وقد رواه
(1) أخرجه الترمذي (3683)، وفي إسناده النضر أبو عمر.=
= وله شاهد من حديث ابن عمر أخرجه الترمذي (3681)، وابن حبان (6881) بإسناد حسن.
وقد ذكر الحافظ في الفتح (8/ 46) له شواهد كثيرة يرتقى بها إلى درجة الصحة.
(2)
انظر: الكاشف للذهبي (2/ 321 رقم 5837)، وقال الحافظ: متروك، انظر: التقريب (7194).
(3)
أخرجه البغوي في شرح السنة (3885).
(4)
أخرجه الترمذي (3684)، والحاكم (3/ 90)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 1556 - 1557) في ترجمة عبد الله بن داود. قال الشيخ الألباني رحمه الله هو حديث باطل ظاهر البطلان، انظره في الضعيفة (1357).
الحاكم أيضًا في المستدرك، واستدرك الذهبي عليه فيه وقال: الحديث شبه الموضوع (1).
4883 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كان بعدي نبي، لكان عمر بن الخطاب". (غريب).
قلت: رواه الترمذي فيه من حديث عقبة وقال: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان، انتهى. (2) ومشرح: ثقة (3).
4884 -
قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوادء، فقالت: يا رسول الله! إني كنت نذرت: إن ردّك الله صالحًا، أن أضرب بين يديك بالدُّفّ وأتغنى، فقال لها رسول الله-صلى الله عليه وسلم:"إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا"، فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت استها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الشيطان ليخاف منك يا عمر! إني كنت جالسًا وهي تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل علي، وهي تضرب، فلما دخلت أنت ألقت الدف". (غريب).
قلت: رواه الترمذي فيه من حديث بريدة وقال: حسن صحيح غريب. (4)
(1) هو أبو محمد التمار، قال الحافظ: ضعيف، انظر: التقريب (3318). وانظر للتفصيل في حال عبد الله بن داود: المجروحين لابن حبان (2/ 34)، والكامل لابن عدي (4/ 1556)، وميزان الاعتدال (2/ ت 4294)، والكاشف (1/ 549).
(2)
أخرجه الترمذي (3686) وإسناده حسن، وأخرجه أيضًا أحمد (4/ 154).
(3)
بل قال فيه الحافظ: مقبول، وقال الذهبي في الكاشف: ثقة، وقال في الميزان: صدوق، قال ابن الجوزي في الموضوعات: قال ابن حبان: انقلبت على مشرح صحائفه، فبطل الاحتجاج به، انظر: الموضوعات (2/ 66)، والميزان (4/ ت 8549)، والكاشف (2/ 266)، والمجروحين (3/ 28)، والتقريب (6724). ويبدو أنه بين الضعيف والثقة. والله أعلم.
(4)
أخرجه الترمذي (3690) وإسناده صحيح، وأخرجه أيضًا أحمد (5/ 353). وانظر: الصحيحة (1609).