الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من العرب اشتد عليك؟ قالت: سمعت مولاي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة: هلاك العرب" قال محمد بن أبي رزين مولاها: طلحة بن مالك.
قال المزي في التهذيب (1): مولاها من فوق، قال الترمذي: غريب، إنما نعرفه من حديث سليمان بن حرب، انتهى.
قلت: وسليمان بن حرب روى له الجماعة كلهم، وأما أم الحرير فلم يرو لها سوى الترمذي، وقال الذهبي: لا تعرف، وعنها امرأة لم تسم.
4846 -
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والأمانة في الأزد". يعني: اليمن. ويروى موقوفًا وهو الأصح.
قلت: رواه الترمذي في فضل اليمن من حديث أبي هريرة يرفعه، وقال: وقفه على أبي هريرة وعدم رفعه أصح. (2)
باب مناقب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
من الصحاح
4847 -
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه".
= أبي زرين وأم الحرير: لا يعرف حالها، قاله الحافظ في التقريب (8815)، وقول الذهبي في الميزان (4/ 612).
(1)
انظر: تهذيب الكمال (13/ 432).
(2)
أخرجه الترمذي (3936) والموقوف منه صحيح. وذلك لأنه من رواية عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح به موقوفًا فإن المرفوع من حديث زيد بن حباب.
وعبد الرحمن بن مهدي أحفظ من زيد بن الحباب ولأن أبا داود قال: سمعت أحمد قال: زيد بن حباب كان صدوقًا وكان يضبط الألفاظ عن معاوية ولكن كان كثير الخطأ.
قلت: رواه الجماعة: البخاري في فضل أبي بكر ومسلم والترمذي كلاهما في المناقب وأبو داود وابن ماجه كلاهما في السنة وكذلك رواه النسائي كلهم من حديث أبي سعيد. (1)
والنصيف: النصف، وفيه أربع لغات: نصف بكسر النون، وضمها، وفتحها، ونصيف: بزيادة الياء، ومعناه: لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ ثوابه في ذلك ثواب نفقة أصحابي مدًّا ولا نصف مد (2).
4848 -
قال: رفع -يعني- النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء وكان كثيرًا ما يرفع رأسه إلى السماء، فقال:"النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم، أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت، أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي، أتى أمتي ما يوعدون".
قلت: رواه مسلم من حديث أبي موسى كذا، ولم يخرجه البخاري. (3)
والأمنة: بفتح الهمزة والميم جمع أمين وهو الحافظ.
ووعد السماء انشقاقها وذهابها يوم القيامة. وذهاب النجوم تكويرها وانكدارها وانعدامها وأراد بوعد أصحابه ما وقع بينهم من الفتن، وكذلك أراد صلى الله عليه وسلم بوعد الأمة عند ذهاب الصحابة والإشارة في الجملة إلى مجيء الشر عند ذهاب أهل الخير.
4849 -
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقولون: هل فيكم مَن صاحَب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من
(1) أخرجه البخاري (3673)، ومسلم (2541)، والترمذي (3861)، وأبو داود (4658)، والنسائي في الكبرى (8308)، وابن ماجه (161).
(2)
انظر: المنهاج للنووي (16/ 139).
(3)
أخرجه مسلم (2531).
الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون نعم، فيفتح لهم".
قلت: رواه البخاري في الجهاد واللفظ له ومسلم في المناقب والنسائي في النذور. (1)
وفئام: بفاء مكسورة ثم همزة، الجماعة، وحكى عياض أن فيه لغة بالياء مخففة بلا همز، ولغة أخرى بفتح الفاء، والمشهور الأول (2).
- وزاد بعضهم: "ثم يكون البعث الرابع، فيقال: انظروا، هل ترون فيهم أحدًا رأى من رأى أحدًا رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل، فيفتح لهم به".
قلت: رواه مسلم فيه (3).
4850 -
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي: قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم إن بعدهم قومًا يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السِّمن".
قلت: رواه الشيخان: البخاري في مواضع في فضائل الصحابة، في الشهادات، ومسلم في الفضائل والنسائي في النذور واللفظ للبخاري. (4)
- وفي رواية: "ويحلفون ولا يُستحلفون".
قلت: رواها الشيخان من حديث عمران. (5)
- ويروى: "ثم يخلف قوم يحبون السمانة".
قلت: رواه مسلم في من حديث أبي هريرة ولم يخرج البخاري عن أبي هريرة في هذا شيئًا. (6)
(1) أخرجه البخاري (2897)، ومسلم (2532)، ولم أجده عند النسائي في النذور.
(2)
انظر: إكمال المعلم (7/ 569)، وانظر كذلك المنهاج (16/ 127).
(3)
أخرجه مسلم (209/ 2532).
(4)
أخرجه البخاري (3650)، ومسلم (2535).
(5)
أخرجه مسلم (2535).
(6)
أخرجه مسلم (2534).
قوله صلى الله عليه وسلم "خير أمتي قرني" وفي رواية: "خيركم قرني" وفي رواية: "خير الناس قرني" اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم، والمراد الصحابة، ورواية "خير الناس"، على عمومها، والمراد: جملة القرن، ولا يلزم منه تفضيل الصحابة على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، بل المراد جملة القرن. واختلفوا في المراد بالقرن هنا: فقيل: قرنه صلى الله عليه وسلم أصحابه، والذين يلونهم أتباعهم، والثالث أتباع أتباعهم، وقيل قرنه ما بقيت عين رأته، والثاني ما بقيت عين رأت من رآه، ثم كذلك، وقيل: هو لأهل كل مدة بعث فيها نبي، طالت مدته أو قصرت وهذا ليس بظاهر.
وذكر الجرجاني الاختلاف في قدره بالسنين من عشر سنين إلى مائة وعشرين سنة، وليس منه شيء واضح، ورأى أن القرن كل أمة هلكت فلم يبق منها أحد، وأن قرنه الصحابة، والثاني: التابعون، والثالث: تابعوهم.
والسمانة: بفتح السين هي السمن، والمعنى: أن يكثر ذلك فيهم، وقيل: المراد بالسمن هنا أنهم يتكثرون بما ليس لهم، ويدعون ما ليس لهم من الشرف، وقيل: المراد جمعهم الأموال.
قوله صلى الله عليه وسلم: ويخونون ولا يؤتمنون، قال النووي في شرح مسلم (1): هكذا في أكثر النسخ: يتمنون بتشديد النون ومعناه: يخونون خيانة ظاهرة بحيث لا يبقى معها أمانة، بخلاف من خان بحقير مرة واحدة فإنه يصدق عليه أنه خان، ولا يخرج به عن الأمانة في بعض المواطن.
قوله صلى الله عليه وسلم: وينذرون ولا يوفون، هو بكسر الذال وضمها لغتان، وفي رواية: يفون وهما صحيحان، يقال: وفى وأوفى.
(1) انظر: المنهاج للنووي (16/ 131).