الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على المنهج القويم، ووسع كلّ شيء رحمة وعلمًا عَلى الإِجمال والتقسيم، ودبر كلّ شيء قدرة وحكمًا بالتقدير والتعليم، ووسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم، أحمده حمدًا يكافي نعمه ويوافي مزيد التكريم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له قائمًا بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالآيات والذكر الحكيم، فتح به أعينا عميًا، وآذانًا صمًا، وقلوبًا غلفًا، وهدى به من الجهل العميم، صلى الله عليه وعلى آله أفضل صلاة وتسليم. أما بعد: فقد تكررت مسألة بعض أصحابنا وصدقت رغبته في شرح كتاب "العمدة" تأليف الإمام الأوحد شيخ الإسلام، أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه وأرضاه، وجعل أعلى الفردوس متبوءه ومثواه، شرحًا يفسر مسائلها، ويقرب دلائلها، ويفرع قواعدها، ويتم مقاصدها، متوسطًا بين الإِيجاز والإِطناب، والإِخلال والإِسهاب؛ فاستخرت الله تعالى، وأجمعت ذلك، راجيًا من الله سبحانه تحقيق محمود الأمل، وإخلاص صالح العمل، والإِعانة على الإِبانة، والهداية إلى الدراية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
181 - شرح العمدة
(1)
لم يذكر فيه اسم مؤلفه، ولعله بهاء الدين أبو محمد عبد الرحمن بن
(1) مطبوع، حققه الدكتور عبد الله التركي في مجلدين، وصدر عن مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1421 هـ بعنوان "العدة شرح العمدة". ذكره ابن رجب في الذيل (2/ 170)، وابن مفلح في =
إبراهيم المقدسي (*). أحد تلامذة المؤلف، أوله بعد البسملة: الحمدُ لله ذي الفضل والنعم، والجود والكرم، الذي علَّم بالقلم، علم الإِنسان ما لم يعلم، وأطلعه على غوامض الحِكم، أحمَدُه على ما علَّم والهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً مبرَّأة من التهم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المحترم، أرسله إلى العرب والعجم، وجعل أمته خير الأمم، وهدى به إلى الطريق الأقوم، صلى الله عليه وسلم وعلى آله، وشرَّف وعظَّم وكرَّم. وبعد: فهذا شرح كتاب "العمدة" لشيخنا، الإِمام أبي محمد، عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي؛ مختصرًا ليكون عُدّةً في الحياة، وذخيرةً بعد الوفاة. وإلى الله سبحانه الرغبة في أن يجعله لوجهه الكريم خالصًا، وإليه تقربًا، إنه على كل شيء قدير، وهو حسبنا ونعم الوكيل. والحمد لله رب العالمين.
ثم قال: باب أحكام المياه: مسألة: "خلق الماء طهورًا، يطهر من الأحداث والنجاسات" لقوله سبحانه وتعالى {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ} [الأنفال: 11].
وقال عليه السلام "اللهم طهرني بالماء والثلج والبَردِ". متفق عليه (1)
…
إلخ.
= المقصد الأرشد (2/ 78)، والعليمي في المنهج الأحمد (4/ 186)، وفي الدر المنضد (1/ 356).
انظر: المذهب الحنبلي (2/ 248 - 249).
(*) ترجمته في: الذيل (2/ 170)، والمقصد (2/ 78)، ورفع النقاب (242).
(1)
رواه البخاري (702). ومسلم (600) بنحوه.