الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حرف الغين
200 - غاية المنتهى في جمع الإِقناع والمنتهى في الفقه
(1)
للشيخ مرعي بن يوسف الحنبلي المقدسي.
في مجلد ضخم، أولها بعد البسملة والاستعانة: الحمد لله المانِّ بفضله، والصلاة على محمد وأهله، قال العبد الفقير إلى الله تعالى: مرعي بن يوسف الحنبلي المقدسي: أحمدُ من مَنَّ بحبيبه أحمد، فأطفأ نار الشرك وأخمد، وأعلى منار الإِسلام وجدَّد، وبين شرائع الأحكام وحدّد، وقارب فيما أمر وسَدَّد. ولرأفته بأمته سهّل وما شدَّد. أتى بكتاب محكم وشرع مؤيد، ودين قيم وحكم مؤبد. وتفقه عليه في الأحكام كلّ موفق مسدَّد. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وتابع تهجد، وناسكٍ في شرعه تعبد، ما راق عذب مبرّد، وحَنَّ طير وغرَّد، وسلم تسليمًا. وبعد: فقد أكثر أئمتنا رحمهم الله تعالى في الفقه من التصنيف، ومهدوا قواعد المذهب أحسن تمهيد وترصيف، وقد أتقنه المتأخرون بما أبدوه من التصانيف. [وكان](2) ممن سلك منهم مسلك التحقيق والتصحيح، والتدقيق والترجيح العلامة صاحب "الإنصاف" و"التنقيح" بيَّن بتنقيحه وإنصافه الضعيف من الصحيح. ثم نحا نحوه مقلدًا له صاحبا "الإقناع" و"المنتهى". وزادا من
(1) مطبوع في دمشق، نشرته دار السلام، في ثلاثة أجزاء، سنة 1959 م. ذكره ابن حميد في السحب (3/ 1119)، وابن بدران في المدخل (ص/ 445). وابن ضويان في رفع النقاب (ص/ 356). انظر: المدخل المفصل (2/ 786 - 790)، ومعجم مصنفات الحنابلة (5/ 198 - 199)، والمذهب الحنبلي (2/ 505 - 507).
(2)
في الأصل: "وكا".
المسائل ما يسرُّ أولي النُّهى. فصار لذلك كتاباهما من أجلّ كتب المذهب، ومن أنفس ما يرغب في تحصيله ويطلب؛ إلا أنهما يحتاجان لتقييد مسائل، وتحرير ألفاظ يبغيها السائل، وجمعهما معًا لتسهيل النائل، فاستخرت الله تعالى في الجمع بين الكتابين في واحد، مع ضم ما تيسر جمعه إليهما من الفوائد، وما أقف عليه من كتب الأئمة من الفوائد. ولا أحذف منهما إلا ما أستغني عنه، حريصًا على ما لا بد منه، مشيرًا لخلاف "الإِقناع" بـ (خلافا له) فإن تناقض زدت (هنا) ولهما بـ (خلافا لهما)، ولما أبحثه غالبًا جازمًا به بقولي (ويتجه) فإن ترددت زدت احتمال، مميزًا آخر كل مبحث بالأحمر لبيان المقال، وربما يكون بعض ذلك في كلامهم، لكن لم أقف عليه لعدم تحصيل كثرة المواد، وقد فقدت في ذلك الخِلَّ المسعف الموادّ، لكن معونة الله تعالى خير معونة، لكثر المدد وقلة المؤنة (1). ومع هذا فمن أتقن كتابي هذا فهو الفقيه الماهر، ومن ظفر بما فيه، فسيقول بملء فيه: كم ترك الأول للآخر، ومن حصَّله فقد حصل له جزيل الحظ الوافر. لأنه البحر لكن بلا ساحل، ووابل القطر غير أنه متواصل. بحسن عبارات، ورمز إشارات، وتنقيح معاني، وتحرير مباني، راجيًا بذلك تسهيل بيان الأحكام على المتفقهين، وحصول المثوبة والإِنعام من رب العالمين، وسمَّيتهُ "غاية المنتهى في جمع الإِقناع والمنتهى"، والمراد "بالشيخ" حيث أطلق: شيخ الإِسلام وبحر العلوم أبو العباس أحمد تقي الدين ابن تيمية. والله سبحانه وتعالى هو المسؤول، أن يبلغ المطلوب والمأمول. وأن يسعف التقصير، بحصول
(1) هنا اختلاف في الكثير من العبارات عن المطبوع (1/ 4).
التيسير. وأن يرحمني والمسلمين إنه جواد كريم، رؤوف رحيم (1).
جمع فيها وأوعى، ومشى على طريقة المجتهدين في الترجيح والاختيار وأكثر من الاتجاهات، وناقش صاحبي "الإِقناع" "والمنتهى" في كثير مما ذكراه. قال في "عنوان المجد": رأيت في بعض نسخ "الغاية" أنه فرغ من تبييضها سنة ست وعشرين وألف بالجامع الأزهر. وفي بعضها سنة ثمانٍ وعشرين. وذكر لي شيخنا عثمان بن منصور أنه بيَّضها مرتين، واحدة أرسلها إلى نجد، وواحدة أرسلها إلى الشام؛ فلهذا نجد في بعض النسخ منها زيادة ونقصان عن الأخرى. قال في آخر النجدية: قال مؤلفه سامحه الله وغفر له ولوالديه: قد أفرغت في هذا الجمع طاقتي وجهدي، وبذلت فيه فكري وقصدي، ولم يكن في ظني تعرض لذلك؛ لعلمي بالعجز عن الخوض في تلك المسالك، فقد أكثرت فيه من التوجيه لنفع الطالب الوجيه، فما كان من صواب فمن الله، أو خطأ فمني، وأسأله سبحانه العفو عني، وهذا أقوى ما قدر العبد عليه [و] من أتى بخير منه فليرجع إليه. ففي الإِمام أبي حنيفة أسوة حيث قال: هذا الرأي؛ فمن جاءنا بخير منه قبلناه. وقد فرغت من تسويده بالجامع الأزهر عقب صلاة الجمعة ثاني عشر شهر شعبان. ومن تبيضه عقب صلاة الجمعة بالجامع الأزهر ثامن عشر رمضان سنة ثمان وعشرين وألف. انتهى (2).
وقد علق عليه جملة من أصحابنا شروحًا عدة منها: شرح الشيخ مصطفى الرحيباني، ولم يكمل من شروحها غيره.
(1) هنا نهاية مقدمة المؤلف.
(2)
عنوان المجد (2/ 308 - 309).