الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عندنا بين قوله: أنت طالق ثلاثًا وبين قوله: طالق وطالق. وطالق وهو طريق صاحب "المحرر" في تعليقه على "الهداية".
294 - المحرر
(1)
للشيخ مجد الدين عبد السلام [بن تيمية الحراني](2).
أوله بعد البسملة: الحمد لله مُولي النعم الباطنة والظاهرة، وصلى الله على محمد خاتم الرسل، وصاحب المعجزات الباهرة، وعلى آله وأصحابه نجوم الهدى الزاهرة، وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد:
فهذا كتابٌ في الفقه على مذهب الإِمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه وأرضاه. هذبته مختصرًا، ورتبته محررًا حاويًا لأكثر أصولِ المسائل، خاليًا عن العلل والدلائل، واجتهدتُ في إيجاز لفظه تيسيرًا على طلاب حفظه. ونسأل الله النفع به في الأولى والأخرى، وأن يوفقنا لصواب القول والعمل، ويحرسنا من أسباب الخطأ والزلل، إنه سميع قريب. انتهى.
"والمحرر" من الكتب المعتمدة في المذهب، والمعول عليها عند الأصحاب في ذكر الروايات والوجوه، وكثيرًا ما يطلق الخلاف، وقد ينص على ما اختاره
(1) مطبوع بعناية الشيخ محمد حامد الفقي رحمه الله في مطبعة السنة المحمدية بالقاهرة سنة 1360 هـ. ذكره ابن رجب في الذيل (2/ 252)، وابن مفلح في المقصد الأرشد (2/ 163)، والعليمي في المنهج الأحمد (4/ 268)، وفي الدر المنضد (1/ 395).
انظر: معجم مصنفات الحنابلة (3/ 176 - 177)، والمذهب الحنبلي (2/ 260 - 265)، والإمام مجد الدين ابن تيمية وجهوده في أحاديث الأحكام (ص/ 166 - 177) مهم.
(2)
بياض في الأصل وأكملته.
في المسألة بقوله: والصحيح عندي ونحو ذلك من العبارات، وقد اعتنى به أصحابنا، فكتبوا عليه شروحًا عديدة، وعلقوا عليه حواشي مفيدة، واشتغلوا به، وحفظه الخلق الكثير منهم، فشرحه الشيخ أحمد بن علي بن محمد بن وجيه الشهاب الشيشيني شرحًا بديعًا، سماه "المقرر شرح المحرر".
وشرحه حفيد المؤلف أبو العباس أحمد بن تيمية. قال ابن شاكر في "فوات الوفيات": إنه لم يبيض.
وذكر ابن القيم في "الطرق الحكمية"(1) أنه تعليقة.
وكذا قال ابن رجب وذكر أنه: عدة مجلدات.
وشرحه العلامة بهاء الدين البغدادي، ذكره في "الشذرات" في ترجمته حسن بن إبراهيم بن أحمد بن خليل العجمي المتوفي سنة 925 وأن المذكور قرأه على مؤلفه (2).
وشرحه الشيخ يوسف بن ماجد بن أبي المجد المرداوي المقدسي. ذكره الحافظ ابن حجر في "الدرر الكامنة"(3).
وشرحه عبد المؤمن بن عبد الحق القطيعي الأصل البغدادي صفي الدين أبو الفضائل في ست مجلدات كبار.
قال ابن رجب: ولما صنف "شرح المحرر" أرسل إلى الشيخ تقي الدين يسأله عن مسائل فيه، وقد ذكر عنه في شرحه شيئًا، من ذلك: ميراث المعتق بعضه، ولم يدرك ما قاله الشيخ على وجهه، وله رحمه الله تعالى أوهام
(1)(ص/ 282).
(2)
انظر: شذرات الذهب (10/ 184 - 185).
(3)
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (4/ 289).
كثيرة في تصانيفه رحمه الله وسامحه.
وشرحه الحافظ زين الدين بن رجب. ذكره ابن عبد الهادي في ترجمته (1).
وشرح الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد الزركشي المصري قطعة منه من النكاح إلى أثناء باب الأضاحي فجاءت في مجلد ضخم.
وذكر ابن رجب في ترجمة تقي الدين أبي بكر عبد الله بن محمد الزريراني أنه: شرع في شرح "المحرر" فكتب من أوله قطعة (2).
و"النكت والفوائد السنية على مشكل المحرر" لمجد الدين بن تيمية لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن مفلح، و"النكت على المحرر" أيضًا لابن خطيب السلامية، ذكرها في "تصحيح الفروع" ونقل عنها في أول النكاح، وذكر في "الإنصاف" له تصحيحًا، ونقل عنه، وذكره أيضًا في "تصحيح الفروع" ونقل عنه، ولعل "التصحيح" المذكور لابن نصر الله؛ فإن ابن عبد الهادي ذكر في ترجمته أن له "تصحيحًا على المحرر"(3).
و"توضيح المحرر" أيضًا للعلامة المحقق أحمد بن إبراهيم بن نصر الله الكناني العسقلاني، وعلق عليه أيضًا حواشي مفيدة، واختصره، ثم نظم مختصره، ذكره الجلال السيوطي في "معجم شيوخه"(4).
(1) الجوهر المنضد (ص/ 51).
(2)
الذيل على الطبقات (2/ 411).
(3)
الجوهر المنضد (ص/ 7).
(4)
المنجم في المعجم (ص/ 47).
وذكر ابن عبد الهادي في ترجمة علي العسقلاني أن له تعاليق على "المحرر"(1).
وعلق عليه العلامة تقي الدين أبو بكر بن قندس حاشية نفيسة، جردها تلميذه أبو بكر بن زيد الجراعي صاحب "غاية المطلب" من هوامش نسخته فجاءت في مجلد متوسط، وقد نقل عنها [شارح](2)"الإِقناع" في الشروط في البيع.
وذكر ابن عبد الهادي في ترجمة يوسف بن أحمد بن إبراهيم أن له "تعاليق على المحرر"(3).
وللشهاب الفتوحي "تعليق على المحرر" نقل عنه عثمان في "حاشيته على المنتهى".
وذكر صاحب "السحب" في ترجمة عمر بن علي سراج الدين أبي حفص وأبي الحسن بن عادل أن له "حاشية على المحرر في الفقه"(4) هذا ما رأيت له من الشروح والحواشي، وما ألحق بها.
أما الذين قرأوه وحفظوه فخلق كثير، منهم: محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن المعروف بابن الدواليبي، ذكر ابن رجب في ترجمته أنه سمع من الشيخ مجد الدين "أحكامه" ونصف "المحرر" وذكر أيضًا عن شرف الدين عبد الرحيم بن شيخ العراق/ تقي الدين الزريراني أنه حفظ "المحرر" وأقام
(1) الجوهر المنضد (ص/ 94).
(2)
في الأصل: "شارع" والسياق يقتضي التصويب.
(3)
الجوهر المنضد (ص/ 175).
(4)
السحب الوابلة (2/ 793).
بدمشق مدة يقرأ فيه على القاضي برهان الدين الزرعي. وذكر في ترجمة نجم الدين سليمان بن عبد القوي الطوفي أنه دخل بغداد سنة 91 فحفظ "المحرر في الفقه" وبحثه على الشيخ تقي الدين الزريراني. وذكر عن محمد ابن عثمان بن يوسف الصدر الرئيس بدر الدين أبي عبد الله خطيب دمشق وحلب أنه حفظ "المحرر" وشرحه على ابن حمدان، ولازمه مدة من السنين حتى قرأه عليه، وذكر في آخر ترجمة صفي الدين عبد المؤمن أن من أصحاب صفي الدين عبد الله بن غلام السامري، وأنه حفظ "المحرر" وقرأ عليه شرحه تصنيفه.
وقال في "الضوء اللامع": كان الشهاب أحمد بن حسن بن داود بن سالم العباسي الحموي يحفظ "المحرر". انتهى (1).
تنبيهات: قال في "تصحيح الفروع": قال في "المحرر" في متعة المطلقة: وعنه تجب للكل إلا لمن دخل بها. انتهى.
قال الشيخ تقي الدين ابن تيمية: صوابه: لا من سمي مهرها ولم يدخل بها قال: وإنما هنا زيغ حصل من قلم صاحب "المحرر" قال الشيخ تقي الدين الزريراني: وقد وجدت ما يدل على كلام ابن تيمية. انتهى.
وذكر ابن رجب في القاعدة: الثالثة عشر: لو ولدت المطلقة الرجعية ولداً لا يمكن إلحاقه بالمطلق إلا بتقدير وطء حاصل منه في زمن العدة، فهل يلحق به الولد في هذه الحال أم لا؟ .
(1) الضوء اللامع (1/ 274).