الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
396 - منتهى الإِرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات
(1).
للشيخ تقي الدين محمد بن الشهاب أحمد بن عبد العزيز الفتوحي الشهير بابن النجار رحمه الله.
أوله بعد البسملة: أحمدُ الله وحقَّ لي أن أحمد، وأصلِّي وأسلم على خير خلقه أحمد، وعلى آله وصحبه وتابعيهم على المذهب الأحمد، وبعد: فإن "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع" في الفقه على مذهب الإِمام المبجل أبي عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه قد كان المذهب محتاجًا إلى مثله، إلا أنه غير مستغنٍ عن أصله، فاستخرت الله تعالى أن أجمع مسائلهما في واحد، مع ضمِّ ما تيسَّر عقله من الفوائد الشوارد، ولا أحذف منهما إلا المستغنى عنه والمرجوح وما بُني عليه، ولا أذكر قولًا غير ما قدَّم، أو صَحَّح في "التنقيح"، إلا إذا كان عليه العمل، أو شهر، أو قوي الخلاف؛ فربما أشيرُ إليه. وحيث قلت: قيل وقيل ويندر ذلك: فلعدم الوقوف على تصحيح، وإن كانا لواحدٍ فلإِطلاق احتماليه. وسميته "منتهى الإِرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات"
…
إلخ.
قلت: ألفه مدة إقامته بالشام، فاشتغل به عامة طلبة الحنابلة في عصره، واقتصروا عليه، وقرئ على والده مرات بحضرته فأثنى على المؤلف، ثم إنه شرحه شرحًا مفيدًا في ثلاث مجلدات أحسن فيه ما شاء.
(1) مطبوع، بتحقيق الدكتور عبد الله التركي، في خمسة مجلدات، ومعه "حاشية المنتهى" لعثمان بن قائد النجدي، طبع عام 1419 هـ. ذكره ابن حميد في السحب (2/ 855)، وابن بدران في المدخل (ص/ 440)، وابن ضويان في رفع النقاب (ص/ 354).
انظر: المذهب الحنبلي (2/ 490 - 495)، والمدخل المفصل (2/ 778 - 784).
وعلق عليه الشيخ منصور بن يونس البهوتي حاشية مفيدة في مجلد ضخم، ثم شرحه بكتابه المسمى بـ "معونة أولي النهى بشرح المنتهى" لخصه من شرح المصنف وشرحه على "الإِقناع" وشرحه الشيخ إبراهيم بن أبي بكر ابن إسماعيل الذنابي العوفي تلميذ الشيخ منصور في مجلدات، ذكره المحبي. وشرحه الشيخ عبد الحي بن أحمد المعروف بابن العماد صاحب "الشذرات" وسمى شرحه "غاية المنتهى بشرح المنتهى".
وذكر صاحب "السحب" في ترجمة سليمان بن علي أنه: تأهل للتصنيف حتى قيل إنه همَّ بشرح "المنتهى"، فقدم عليه بعض الطلبة بشرح الشيخ منصور، فأعرض عما عزم عليه، وقال: كفانا الشيخ هذا المُهم، ويقال: إنه طالعه بتأمل، فقال: وجدته موافقًا لما أردت أن أكتب ما عدا ثلاثة مواضع أو نحوها. انتهى (1).
وأما ما ذكره صاحب "عنوان المجد"(2) من أن المذكور شرح "الإِقناع" بالفعل فلما وقف على شرح الشيخ منصور أتلف شرحه، فوهم منه، والله أعلم.
وعلق عليه العلامة المحقق عثمان بن أحمد بن القاضي تقي الدين الفتوحي حاشية مفيدة، ذكرها المحبي أيضًا.
وعلق عليه الشيخ العلامة المحقق محمد بن أحمد الخلوتي حاشية نفيسة في مجلد، فيها تحقيقات بديعة.
(1) السحب الوابلة (2/ 413 - 414).
(2)
عنوان المجد (2/ 329) ط. دارة الملك عبد العزيز.
وعلق عليه الشيخ عثمان بن أحمد بن قائد النجدي حاشية مفيدة، جردها تلميذه أحمد بن عوض المرداوي من هوامش نسخته فجاءت في مجلد ضخم.
وجمع بين "المنتهى" و"الإِقناع" الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي في كتاب سماه بـ "غاية المنتهى في جمع الإِقناع والمنتهى" وهو كتاب جليل القدر. قال صاحب "السحب" في إجازته للشيخ مصطفى بن خليل التونسي: وإذا أراد النقل عن المذهب فليعتمد على "المنتهى""والإِقناع" فإن تخالفا فالمرجح من تبعه صاحب "الغاية". "والمنتهى" مقدم على "الإِقناع" إلا في مسائل يسيرة معدودة. انتهى.
فإن قيل: قد التزم المصنف أن لا يذكر قولًا غير ما قدم أو صحح في "التنقيح" إلا إذا كان عليه العمل أو شهر أو قوي الخلاف فربما يشير إليه مع أنه ذكر في شروط القصاص أن المكاتب لا يقتل بقية ولو كان ذا رحم تبعًا "للإِنصاف" و"تصحيح الفروع" وهذا خلاف ما نص عليه في "التنقيح" و"الإِقناع" من قتل المكاتب بعبده ذي الرحم. قال في "المبدع": في الأشهر والأصح.
قلت: قد أجاب عن ذلك العلامة المحقق الشيخ عثمان النجدي في "حاشيته" بأن حكمة عدول المصنف عما في "التنقيح" لتأخر "التصحيح" عنه، قال: فتنبه لذلك. انتهى.
تنبيه: قال الشيخ منصور البهوتي في "حاشيته": قوله: مع "التنقيح" كان أولى منه و"التنقيح".