الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
296 - مختصر الإِفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات
(1)
للشيخ محمد البلباني الخزرجي (*) رحمه الله تعالى.
أوله بعد البسملة: الحمد لله الذي لم يزل آمرًا بالعبادات كل مكلف إلى يوم الدين، وموجبًا على أهل الجهالةِ التعلم للفقه، والرجوع بالسؤال إلى العلماء العادلين، وحضهم على ذلك مع البيان التام في كتابه المبين. أحمده سبحانه أن هدانا للإِسلام والإيمان، وأشكره أن عمنا بمزيد البر والإِحسان، وأصلي وأسلِّم على خير خلقه أحمد المؤيد بالمعجزات القاطعة والبرهان، الذي اجتهد في بيان شريعته لأمته أعظم وأوضح بيان، فقررها بيضاء نقيةً ليلُها كنهارها، فلا يحيد عنها إلا ذو طغيان، وعلى آله وأصحابه السادة الأكرمين الأعيان، صلاة وسلامًا دائمين متلازمين متكررين كل وقتٍ إلى آخر الزمان. وبعد:
فلما رأيت همم العباد عن العلوم قد قصرت، واشتغالاتهم بالهوى (2) والشهوات قد كثرت، واجتهادهم في جمع الدنيا واغتنامها في أعلى الطبقات، ورغبتهم في الآخرة والقرب منها في أسفل الدَّركات، وعلمت أنهم مأمورون بالعبادات على كل حال؛ وأنهم لا محيد لهم عنها ولا انتقال، وأن معرفة الحلال والحرام لا يكرهه إلا المبطلون، ولا يستبيح الجهل
(1) مطبوع بتحقيق محمد بن ناصر العجمي، نشرته دار البشائر بيروت، عام 1419 هـ. ذكره ابن حميد في السحب (2/ 905)، وابن بدران في المدخل (ص/ 445) وابن ضويان في رفع النقاب (ص/ 358).
انظر: معجم مصنفات الحنابلة (5/ 239 - 240) والمذهب الحنبلي (2/ 526 - 527).
(*) ترجمته في: السحب (2/ 902)، ورفع النقاب (358)، والأعلام (6/ 51).
(2)
في المطبوع: اللهو.
به إلا المضلون، استخرت الله تعالى، وسألته الهداية والسداد، والتوفيق لتأليف كتاب مختصر جامع للفقه وغيره من مهمات العبادات التي لا ينفع غيرها يوم التناد، على مذهب الإِمام أحمد بن محمد بن حنبل ذي الجدِّ والاجتهاد، [مقتصرًا](1) فيه على ربع العبادات المأمور بها كل مقيم وباد، وأتبعتها بالبيع والسَّلم لإعانتها التقي على تحصيل الحلال من المتاع والزاد، وأردفته بكتابٍ في الآداب لعموم النفع به للصالحين من العُبَّاد، وجعلت آخره خاتمة في معرفة الله تعالى، وما يجب على المكلفين من الاعتقاد، ولم أذكر فيه إلا القول الصحيح في المذهب وما عليه الفتوى عند الأئمة النُّقاد ليقرب التناول، ويسهل حفظه على أهل الاشتغال من طالبي الإرشاد، [و] وضحته غاية الإيضاح رجاء الغفران من الملك الجواد، وسميته:"مختصر الإِفادات في ربع العبادات وزيادات". وهو إن شاء الله تعالى كافٍ لمن اقتصر عليه من أهل الديانات؛ لأنه بعون الله حاوٍ لجميع الأمهات (2)، والله أسأل أن ينفع به ويجعله خالصًا لوجهه الكريم، ويدخلني برحمته جنات النعيم. وها أنا الآن أشرع بالمقصود، وسائلًا العصمة والمعونة من الملك المعبود. -ثم قال-: كتاب الطهارة
…
إلخ.
(1) في الأصل: "مختصرًا" وجاء في الهامش: "كذا وصوابه مقتصرًا" فلذا صوبته، وهو في المطبوع كما أثبته.
(2)
في المطبوع: المهمات.