الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عند أهل المذهب، نظم اصطلاحه فيه في قوله:
نونُ المضارع نُعمانُ وهمزتُه
…
للشافعي وفاقًا فاستمَعْ خَبَري
والياء وفاقُ الثلاثة والخلافُ أتى
…
من بين أصحابنا بالتَّا على خطرِ
وإن بدأت بماضٍ فهو منفرد
…
وإن بدأتُ باسمٍ غير منحصرِ
366 - المقنع في الفقه
(1)
لأبي محمد عبد الله بن أحمد بن قدامة رحمه الله تعالى.
أوله بعد البسملة: الحمد لله المحمود على كل حال، الدائم الباقي بلا زوال، الموجد خلقه على غير مثال، العالم بعدد القطر وأمواج البحر وذرات الرمال، -إلى أن قال-: أما بعد: فهذا كتاب في الفقه على مذهب الإِمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني رضي الله عنه، اجتهدت في جمعه وترتيبه، وإيجازه وتقريبه، وسطًا بين القصير والطويل، وجامعًا لأكثر الأحكام عرية عن الدليل والتعليل، ليكثر علمه، ويقل حجمه، ويسهل حفظه وفهمه، ويكون مقنعًا لحافظيه، نافعًا للناظر فيه
…
إلخ.
(1) مطبوع بتحقيق الدكتور عبد الله التركي، مع الإِنصاف والشرح الكبير، وصدر عن دار هجر سنة 1414 هـ في 31 مجلدًا. ذكره ابن رجب في الذيل (2/ 139)، والمرداوي في مقدمة الإِنصاف (1/ 14)، والعليمي في المنهج الأحمد (4/ 155)، وفي الدر المنضد (ص/ 347)، وابن بدران في المدخل (ص / 413). انظر: المدخل (ص/ 436 - 439)، والمدخل المفصل (2/ 722 - 737)، ومعجم مصنفات الحنابلة (3/ 86 - 87)، والمذهب الحنبلي (2/ 235 - 240)، والمنهج الفقهي العام (ص/ 324).
وطريقته فيه أنه يذكر الخلاف، ولا يتعرض لذكر المقدم، بل يطلق، إلا أن صاحب "الإنصاف" ذكر في مقدمة "تصحيح الفروع" له أنه إذا قال في "المقنع": الحكم كذا في إحدى الروايتين أو الروايات مثلًا فقد قيل إنه تقدم ونقل عن الشيخ أنه قال ذلك -يعني الموفق- وهو مصطلح جماعة من الأصحاب. انتهى.
وهو من الكتب المعتمدة في المذهب، والمعول عليها عند متأخري الأصحاب حتى حاز من الشهرة والمكانة ما حازه "مختصر" أبي القاسم الخرقي عند متقدميهم؛ فلهذا إذا أطلق المتأخرون كالحارثي وغيره الكتاب فإياه يعنون، وإليه يشيرون، وقد اعتنوا به فقرأوه وحفظوه، وعلقوا عليه حواشي كثيرة، وشرحوه عدة شروح، فمن أشهر شروحه وأعظمها:"الشرح الكبير" المسمى بـ "الشافي" لشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة، وهو ابن أخ المؤلف وتلميذه، . وهو في عشر مجلدات، حذا فيه حذو عمه في "المغني" وأكثر استمداده منه.
ومنها شرح العلامة إبراهيم بن مفلح المسمى بـ "المبدع على المقنع" وهو في أربع مجلدات كبار.
ومنها شرح الشيخ أبي المحاسن يوسف بن محمد المقدسي المسمى "كفاية المستقنع لأدلة المقنع".
وشرح الشيخ مسعود الحارثي قطعة من كتاب "المقنع" من العارية إلى آخر الوصايا.
ومنها شرح المنجا بن عثمان بن أسعد بن المنجا التنوخي، وهو في أربع مجلدات ذكره ابن رجب.
ومنها شرح ابن عبيدان.
ومنها شرح الشيخ شمس الدين أبي محمد بن أبي الفتح البعلي المسمى بـ "المُطْلعُ على أبواب المقنع" وهو في مجلد، تكلم فيه على ألفاظه اللغوية، وحررها أحسن تحرير، فأجاد وأفاد.
قال ابن رجب: ويقال إن لبهاء عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي الزاهد "شرح المقنع" وهو من تلامذة الموفق، وعلق عليه صاحب "الفروع" حواشي مفيدة، وكان من محفوظاته. وذكر ابن عبد الهادي أن حواشي بن مفلح في أربع مجلدات. ونقل صاحب "الشذرات" عن ابن كثير أنه -يعني ابن مفلح- كتب على "المقنع" ثلاثين مجلدًا.
ونظم "المقنع" عبد القوي في قصيدته الدالية نظمًا مطولًا.
و"تصحيح المقنع" لابن نصر الله ذكره ابن عبد الهادي.
وعلق عليه القاضي علاء الدين علي بن سليمان المرداوي حاشية مبسوطة في أربع مجلدات سماها بـ "الإِنصاف في بيان الراجح من الاختلاف" وحرر أحكامه في مجلد ضخم سماه "التنقيح المشبع في تحرير أحكام المقنع" ووضع عليه أيضًا تصحيحًا ذكره ابن عبد الهادي في ترجمته.
وذكر في ترجمة محمد بن أحمد بن محمود النابلسي أنه رأى تصحيحًا على كتاب "المقنع" للقاضي شمس الدين النابلسي قال: أظنه له، و"تصحيح الخلاف المطلق في المقنع" لمحمد بن عبد القادر بن سرور الجعفري مطول ومختصر، ذكره في "الشذرات"(1) و"تصحيح الخلاف المطلق في المقنع" أيضًا لعبد الرحمن بن محمد العليمي. وجمع بين "المقنع" و"التنقيح" وزاد عليهما الشيخ العلامة تقي الدين محمد بن أحمد بن
(1)(8/ 596).
عبد العزيز الفتوحي الشهير بابن النجار في كتاب سماه "منتهى الإِرادات في الجمع بين المقنع والتنقيح وزيادات".
وجمع بينهما أيضًا الشيخ العلامة المحقق شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد العسكري الصالحي في كتاب سماه "التوضيح في الجمع بين المقنع والتنقيح" فاخترمته المنية قبل إتمامه، وقد وصل فيه إلى الوصايا، فكمله تلميذه الشيخ أحمد بن محمد الشويكي مدة مجاورته بمكة، وزاد عليهما أشياء مهمة. ذكر ذلك صاحب "السحب"(1).
قلت: ذكر الحجاوي في "حاشيته على التنقيح" في باب الكلام على تغسيل شهيد المعركة أنه لم ير من صرح بالكراهة إلا المنقح ومن تابعه بعده كالعسكري في كتابه "المنهج النجيح" الذي جمع فيه بين "المقنع" و"التنقيح" ولم ييسر له إكماله؛ فظهر بهذا أن اسم الكتاب في الأصل كما ذكر الحجاوي، وبعد أن أكمله الشويكي سماه بـ "التوضيح" جمعًا بين الاختلاف في الاسم. و"التوضيح" موجود، وهو كتاب مفيد.
واختصر "التوضيح" أبو الفضل بن النجار، لكنه عقّد عبارته.
واختصر "المقنع" الشيخ الإِمام أبو النجا موسى الحجاوي، وسمى مختصره "زاد المستقنع في اختصار المقنع" وهو مشهور متداول بين الطلبة من الحنابلة.
وروي عن عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله ابن أبي عمر أنه حج صحبة الشيخ شمس الدين ابن أبي عمر، وكمل عليه قراءة كتاب "المقنع"
(1)(1/ 172 - 173).