الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة
مقدمة الطبعة الخامسة
…
مقدمة الطبعة الخامسة:
الحمد لله حمدًا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، حمدًا كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الذي بنعمته تتم الصالحات، وتعم الخيرات، سبحانك ربي لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله خير من اصطفى من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فهذه هي الطبعة الخامسة لكتاب لمحات في المكتبة والبحث والمصادر، أقدمها إلى أعزائي القراء من العلماء والباحثين والطلاب، والعاملين في رحاب العلم، الذين تعنيهم دراسة نشأة المكتبات وتطورها، ومعرفة أشهرها وأهمها، وطرق تنظيم فهارسها والاستفادة مها، ويهمهم الوقوف على طرائق البحث ومراحله، ومصادره ومراجعه، وحسن ترتيبه وإخراجه، في مختلف ميادين علوم الإسلام والعربية، أصولها وفروعها، والاطلاع على حركة التأليف فيها، ومعرفة عظيم ثمراتها، مما قدمه العلماء والباحثون، خلال قرون مديدة - زهت فيها أمتنا، وتسنمت قيادة العالم وريادته؛ فأشرقت الدنيا بنور الإيمان والمعرفة، وازدهرت الحضارة، وكان لنا قصب السبق في بنائها؛ فخلد أسلافنا مجدًا عظيمًا لا تغيب عنه الشمس - وكذلك الاطلاع على بعض ما قدمه العلماء في نهضتنا العلمية الحديثة في مختلف ميادين العلم وحقوله.
لقد كانت نواة هذا الكتاب مذكرات وضعتها لطلاب كلية الشريعة بالرياض 1389-1390هـ / 1969-1970م لتكون لهم عونًا في أبحاثهم العلمية، وما إن ظهر الكتاب في الأسواق حتى عم انتشاره بين أهل العلم وطلابه، بفضل ونعمة من الله العلي العظيم؛ مما شجعني على متابعة موضوعاته بالعناية والاهتمام بكل ما يجد فيها، أو يطرأ عليها؛ فأضفت إليه زيادات بينة في طبعته الرابعة، تناولت أكثر فصوله ومباحثه، فاتسع انتشاره، وكثرت الكليات والمعاهد العلمية التي اعتمدته رجعًا أساسيًّا لمقرر "البحث والمكتبة"، ولمقرر "المصادر" في كثير من البلاد العربية والإسلامية، ونفدت تلك الطبعة خلال فترة قصيرة، وكثر طلب الكتاب؛ فكان لزامًا عليَّ أن أسدَّ حاجة القراء؛ بإعادة طبعه بعد أن أضفت على بعض أبحاثه أهم ما جد من نتاج المفكرين والعلماء؛ مما صدر بعد عام 1395هـ - 1975م -تاريخ الطبعة السابقة- وما أحدث في ميادين حفظ التراث وإحيائه، مما بلغني أو وقفت عليه؛ هذا إلى جانب إضافات بينة واضحة في بعض أبحاث الكتاب وموضوعاته، وكنت أتمنى أن تستوعب هذه الطبعة كل جديد مما له صلة بمادة هذا الكتاب، ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه؛ فهذا جهد المقل - على كثرة واجباتي - سائلًا الله عز وجل أن أوفق إلى استدراك ما فاتني في طبعة قادمة إن شاء الله، مستلهمًا العون منه، مبتهلًا إليه أن يعصمني من الزلل، وأن يجعل عملي هذا خالصًا لوجهه، وأن يحقق الغاية المرجوة من هذا الكتاب، وينفع به، إنه خير مسئول، وبالإجابة جدير، وهو ولي التوفيق والسداد.
دمشق: 5 / 1 / 1400هـ
24 / 11 / 1979م
محمد عجاج الخطيب