الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولكل تصنيف محاسنه ومساوئه، وليس المقام مقام موازنة بين طرق التصنيف؛ بل عرض لأهم المتعارف عليه في هذا الميدان، وهذا يحملنا لأن نذكر لمحة موجزة عن التصنيف العشري.
ج-
التصنيف العشري:
اجتهد بعض المشتغلين في المكتبات وتصنيف محتوياتها في محاولة التسهيل على القراء، وجمع كل ما يتعلق بموضوع من الموضوعات وما يلحق به أو يشاركه من قريب أو بعيد - تحت أصل واحد تتفرع عنه فروع وأجزاء
…
فحاولوا التغيير في مناهج تصنيف المكتبات، وكان من بين هؤلاء الدكتور ملفيل ديوي 1851-1931م الأمريكي، الذي رد معارف الإنسان وعلومه إلى تسعة أصول رئيسية، وخصص أصلًا لما لا يندرج من الكتب تحت تلك الأصول التسعة، وسمي هذا الأصل المعارف العامة؛ فصار عدد الأصول التي تعود إليها جميع المعارف التي توصل إليها الغنسان عشرة أصول، وبالاعتماد على هذه الأصول وتبعًا لها تصنف المؤلفات في عشرة أقسام أساسية، يرمز لكل أصل برقم يدل عليه، وهذه الأصول هي:
الأصل الرقم المكتبي
1-
المعارف العامة 000 - 099
2-
الفلسفة وعلم النفس 100 - 199
3-
الديانات 200 - 299
4-
العلوم الاجتماعية 300 - 399
5-
اللغات 400 - 499
6-
العلوم البحتة 500 - 599
الأصل الرقم المكتبي
7-
العلوم التطبيقية 600 - 699
8-
الفنون الجميلة 700 - 799
9-
الآداب 800 - 899
10-
الجغرافيا والتاريخ والتراجم 900 - 999
وجعل تحت كل أصل عشرة فروع، وتحت كل فرع عشرة أجزاء وخص كل جزء برقم واحد، ومثال هذا أنه رمز للعلوم الاجتماعية بـ:
300 -
399 وجعل تحتها عشرة فروع
300 -
309 العلوم الاجتماعية
310 -
319 الإحصاء
320 -
329 العلوم السياسية وهكذا فكان 370 - 379 التربية والتعليم وتحت كل فرع عشرة أجزاء1
1 مثلًا 370 التربية والتعليم
371 المعلمون ونظم وطرق التعليم
372 التعليم الأولي والابتدائي
373 التعليم الإعدادي والثانوي والفني وكان آخر هذه الأجزاء 379 وقسم كل جزء إلى أجزاء أخرى فاستخدم ديوي الأعداد العشرية.
فمثلًا 370 التربية والتعليم
370.
1 فلسفة التربية والتعليم
370.
15 علم النفس التربوي
انظر التصنيف: لمحمود الأخرس ص53 وما بعدها طبع عمان 1965. وقوائم التصنيف لمكتبات جامعة دمشق، وجداول التصنيف، وتصنف مكتبة معهد الإدارة بالرياض، ودار الكتب الوطنية بالرياض.
ومما يؤخد على هذا التصنيف وبخاصة في أصله الثالث أنه جعل جميع الديانات السماوية وغيرها تحت الرمز 200 - 299 وخص الديانة المسيحية بمعظم أرقام هذا الأصل، وضم الدين الإسلامي إلى غيره من الديانات الأخرى؛ فلم يجعل له رقمًا خاصًا مستقلًا به؛ كفرع من فروع هذا الأصل، مع كثرة علوم الإسلام، وتعدد فروعها وأجزائها؛ مما حمل المهتمين بالمكتبات العربية وتصنيفها على تعديل التصنيف العشري في ترجمته العربية، وصار العدد 210 وأجزاؤه للدين الإسلامي؛ محاولين أن يستوعب هذا التعديل تصنيف المكتبة الإسلامية؛ فترى مثلًا المذهب الشافعي في تصنيف رقم 217.3 وتحليل ذلك:
200 ديانات
210 الدين الإسلامي
217 المذاهب الإسلامية
217.
3 المذهب الشافعي
ومع كل هذا فإننا نرى أن التصنيف العشري لم يستغن عن الرمز ببعض الحروف لفئة من الكتب؛ فاستبدلت أرقام تصنيفها بحروف....
ولعل انتشار هذا التصنيف في النصف الثاني من القرن العشرين، واعتماده في أكثر مكتبات أمريكا وبعض أوربا - يعود إلى تبني المتهمين بشؤون المكتبات وتصنيفها هذا النظام في مؤتمرهم العالمي الذي تم انعقاده سنة 1937م؛ محاولة منهم في توحيد نظم تصنيف المكتبات وتسهيل المعرفة.
وقد بدأت بعض المكتبات في العالم العربي تطبيق التصنيف العشري في تصنيف محتوياتها، وترتيب موجوداتها.
وإنك ترى معي أن رمز الفرع الذي ينطوي تحته العلم عند ديوي يقابل الحرف الذي رمزنا له في بيان فهارس البطاقات وفهارس وسجلات المكتبة التي سبق لنا أن فصلنا القول فيها، وأن رقم الجزء يقابل رقم التصنيف تحت حرفه في التصنيف المعروف سابقًا1، ولولا فكرة توحيد نظام تصنيف المكتبات؛ لم يكن لتصنيف ديوي مزية تذكر اللهم سوى حصر جزئيات موضوع تحت فرعه ورده إلى أصله؛ مما يسهل على الباحثين أعمالهم في المكتبات المتخصصة، ومكتبات الدراسات العليا.
1 أي أن رقم الآحاد في تصنيف ديوي مثل 217 والرقم العشري عنده مثل 217.3 يقابلان الرقم تحت حرفه فيما أسلفنا مثل "125ب" إلى حد ما.