الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8-
عبد الرزاق بن همام ومصنفه:
1
أ- التعريف به:
هو الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات، ولد سنة "126هـ" وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة، وجالس معمر بن راشد سبع سنين، وقدم بلاد الشام بتجارة فحج، وسمع ابن جريج وعبد الله بن عمر، وعبيد الله بن عمر وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، وثور بن يزيد، والأوزاعي، ومالك وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة وخلقًا كثيرًا، وروى عنه بعض شيوخه مثل ابن عيينة، وبعض أقرانه كوكيع بن الجراح، وروى عنه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني، وأبو خثيمة، وخلق كثير، ورحل الناس إليه.
سئل أحمد بن حنبل: هل رأيت أحدًا أحسن حديثًا من عبد الرزاق؟ قال: لا. وقال فيه معمر بن راشد: وأما عبد الرزاق فإن عاش؛ فخليق أن تضرب إليه أكباد الإبل، قال ابن أبي السري:"والله لقد أتعبها": يريد كثرة الرحلة إليه فأتعب المطي؛ لأن عبد الرزاق كان مقيمًا في اليمن.
اتهمه بعضهم بأنه كان مفرطًا في التشيع مغاليًا فيه، ورد بعض أهل العلم عنه هذه التهمة، سأل عبد الله بن أحمد أباه: هل كان عبد الرزاق يتشيع ويفرط في التشيع؛ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئًا. وعن سلمة بن شبيب قال: سمعت عبد الرزاق يقول: "والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليًّا على أبي بكر وعمر. رَحِمَ
1 ميزان الاعتدال ص609 - 614 ج2، وتهذيب التهذيب ص310 - 315 ج6 والمصنف لعبد الرزاق. وتدريب الراوي ص526، والرسالة المستطرفة ص40.
الله أبا بكر وعمر وعثمان، من لم يحبهم فما هو بمؤمن". وقال:"أوثق أعمالي حبي إياهم". وقال أبو الأزهر: "سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل عَلِيٍّ إياهما على نفسه، ولو لم يفضلهما ما فضلتهما، كفى بي ازدراء أن أحب عليًا ثم أخالف قوله". قال ابن عدي: "ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير، وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه؛ إلا أنهم -يقصد بعض أهل العلم- نسبوه إلى التشيع". كان يحفظ سبعة عشر ألف حديث، أصيب في بصره في آخر حياته، من سمع منه بعدما ذهب بصره فهو ضعيف السماع، قال الإمام الذهبي:"سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به؛ إلا في تلك المناكير المعدودة -أي بعض الأخبار- في سعة ما روى".
توفى رحمه الله في شوال سنة "211هـ".
سنة "1392هـ - 1972م" في بيروت، هذا سوى مجلد خاص يتضمن دراسة مفصلة عن الكتاب ومخطوطاته.
ب- مصنفه:
كان عبد الرزاق ممن جمع وحفظ وذاكر وصنف، وقال الإمام أحمد: كان يتعاهد كتبه وينظر فيها باليمن. قال الإمام الذهبي:"وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم".
رتب الحافظ عبد الرزاق كتابه المصنف على أبواب العلم؛ فكان أولها كتاب "الطهارة" فكتاب "الحيض" فكتاب "الصلاة" وآخرها كتاب الجامع الذي فاض على جزء من هذا المصنف، وتحت كل كتاب أبواب كثيرة، وفي كل باب أحاديث مسندة مرفوعة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخبار موقوفة على الصحابة من فعلهم أو قولهم. وتجد أحيانًا أقوال بعض التابعين أو أفعالهم بأسانيدها إلى عبد الرزاق، والحق أن الكتاب جامع مفيد، بحر زاخر بالأحاديث والآثار. فيه "21023" حديثا وأثرا، طبع في أحد عشر مجلدًا، وقد عني بتحقيق نصوصه، وتخريج أحاديثه والتعليق عليه الشيخ المحدث حبيب الرحمن الأعظمي مد الله في عمره، في منشورات المجلس العلمي، وكان بدء الطبعة سنة "1390هـ - 1970م" وانتهى طبع الجزء الحادي عشر