الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هـ-
الموسوعات الأدبية:
"أصول الأدب وأركانه كما قال ابن خلدون" 1:
صنف الأدباء السابقون كتبًا أدبية جامعة، قوية البيان، مشرقة العبارة، رشيقة الأسلوب، تكسب مطالعها والمكثر من قراءتها قوة التعبير، وحسن الأداء، وهي كثيرة نكتفي بذكر بعضها، ليقف الطالب على جهود السابقين، الذين أسهموا في صيانة اللغة والأدب عن الانحدار والإسفاف، وفتحوا أبواب المدارس الأدبية لرواداها.
1-
البيان والتبيين:
لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ "163- 255هـ" أحد كبار أئمة البيان في العربية؛ بل عده بعضهم زعيم البيان العربي، عرض في كتابه لموضوع البيان، وهو أنواع الكلام العربي: الخطابة والشعر والكتابة، كما عرض للتبيين وهو كيفية التعبير عما في النفس بأسلوب مشرق جميل، وبسط القول في هذا بسطًا وافيًا، ووضح أهم ما يعتمد عليه الخطيب والكاتب والشاعر، بأسلوب أدبي رفيع؛ فأفاض في كلامه عن الفصاحة والبلاغة وحسن اللفظ، وإعطاء كل حرف حقه، وإخراج الحروف من مخارجها؛ مما اضطره إلى الحديث عن عيوب النطق المختلفة، وأشاد بفضل الفصاحة من خلال الآيات القرآنية والأشعار الكثيرة التي ضمنها موضوعه، كما تكلم عن
1 قال ابن خلدون في مقدمته "وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن -"يعني الأدب"- وأركانه دواوين وهي: أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها، وفروع عنها" مقدمة ابن خلدون ص553 وانظر مقدمة أدب الكاتب.
اللحن في الأداء، وذكر بعض أخبار اللاحنين من البلغاء. وكثيرًا ما يشيد الجاحظ بالعرب وبفصاحتهم، ويتولى الرد على من ينتقصهم في بعض عاداتهم في الخطابة والكتابة، وقد جمع كتابه مادة أدبية غزيرة؛ فلقي قبول الناس واستحسانهم، وثناء الأدباء عليه في عصره وبعد مماته. طبع البيان والتبيين عدة مرات في مصر، ومن أجود وأفضل طبعاته الطبعة التي حققها الأستاذ عبد السلام هارون، وهي في أربعة أجزاء محققة تحقيقًا علميًا، غنية بالفهارس الممتازة. وكانت هذه الطبعة سنة "1948 - 1950م".
وللجاحظ كتاب الحيوان المشهور، طبع بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون في سبعة أجزاء سنة "1357هـ - 1964م" بالقاهرة.
2-
أدب الكاتب:
لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري "213 - 276هـ" وضع ابن قتيبة كتابه هذا لتوجيه الكتاب المحدثين، وإعانة الناشئين على إتقان التعبير وتقوية ملكتهم، بالاهتمام بالقرآن الكريم واللغة والشعر، وتحسين أسلوبهم في اختيار الألفاظ والبعد عن الخطأ واللحن الذي لا يليق بالكاتب. ومن هنا نبه إلى بعض الأخطاء اللغوية الشائعة، وقد جمع كتابه بين جانب من فقه اللغة والنحو وشواهده والإملاء وما يلحق ذلك. طبع الكتاب في مجلد بمصر. وله كتاب "عيون الأخبار" أحد أركان الأدب ودواوينه.
3-
الكامل في اللغة والأدب:
للعلامة أبي العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد "285هـ"، جمع هذا الكتاب بين اللغة والأدب والنحو والتصريف، فتناول قضايا لغوية وبعض المسائل النحوية، كما ضم بين دفتيه كثيرًا من أشعار العرب ونثرهم، ولم يخل الكتاب من أخبار الحرب والسياسة والأدب، والحق أن عناية المبرد ببعض دقائق
المسائل اللغوية والنحوية سلبت كتابه سلاسة الأدب، وأسبلت على بعض موضوعاته ثوب البحث العلمي الجاف، ومع هذا؛ فإن قارئ الكامل يشعر بقوة أسلوب المبرد، وحسن تعبيره، ودقته في التحليل والتفسير، وحسن الاختيار؛ فالكتاب جامع مفيد قال المبرد في مقدمة كتابه: "هذا كتاب ألفناه يجمع ضروبًا من الآداب ما بين كلام منثور وشعر مرصوف، ومثل سائر، وموعظة بالغة واختيار من خطبة شريفة، ورسالة بليغة، والنية فيه أن نفسر كل ما وقع في هذا الكتاب من كلام غريب، أو معنى مستغلق، وأن نشرح ما يعرض فيه من الإعراب شرحًا شافيًا؛ حتى يكون هذا الكتاب بنفسه مكتفيًا، وعن أن يرجع إلى أحد في تفسيره مستغنيًا وبالله التوفيق
…
". وقد طبع الكتاب في جزأين سنة 1951 بمصر ومن أحسن طبعاته التي اعتنى بها زكي مبارك وأحمد محمد شاكر، وهي في ثلاثة أجزاء صدرت سنة 1936 عن مطبعة البابي الحلبي، ثم صدر جزء رابع يضم الفهارس التي وضعها محمد سيد الكيلاني سنة 1956.
4-
العقد الفريد:
لأبي عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي "246 - 327هـ" كتاب أدبي جامع استفاد من السابقين كابن قتيبة والجاحظ والمبرد وابن المقفع وغيرهم، وقد ذكر أنه تخير كتابه من متخير جواهر الآداب ومحصول جوامع البيان؛ فكان جوهر الجوهر، ولباب اللباب
…
قال: "فتطلبت نظائر الكلام وأشكال المعاني، وجواهر الحكم، وضروب الآداب، ونوادر الأمثال، ثم قرنت كل جنس منها إلى جنسه؛ فجعلته بابًا على حدته؛ ليستدل الطالب للخبر على موضعه من الكتاب ونظيره في كل باب، وقصدت من جملة الأخبار وفنون الآثار أشرفها جوهرًا وأظهرها رونقًا، وألطفها معنى، وأجزلها لفظًا، وأحسنها ديباجة، وأكثرها طلاوة وحلاوة،
أخذًا بقول الله تبارك وتعالى {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} 1.
طبع الكتاب في سبعة أجزاء بتحقيق أحمد أمين وأحمد الزين وإبراهيم الأبياري، الطبعة الثانية سنة "1367هـ - 1948م" بمصر.
وطبع في ثمانية أجزاء بتحقيق محمد سعيد العريان طبعته الثانية سنة "1372 - 1953" بالقاهرة.
5-
الأمالي:
لأبي علي إسماعيل بن القاسم البغدادي القالي الأندلسي "288 - 356هـ" أحفظ أهل زمانه للُّغة، وأرواهم للشعر وأعلمهم بعلل النحو، كتابه الأمالي من أمهات كتب الأدب العربي، قال
1 جزّأ مصنفه على خمسة وعشرين كتابًا، كل كتاب منها جزآن، وأفرد كل كتاب منهما باسم جوهرة من جواهر العقد وهي:
1-
كتاب اللؤلؤة في السلطان
2-
كتاب الفريدة في الحروب ومدار أمرها
3-
كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد
4-
كتاب الجمانة في الوفود
5-
كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك
6-
كتاب الياقوتة في العلم والأدب
7-
كتاب الجوهرة في الأمثال
8-
كتاب الزمردة في المواعظ والزهد
9-
كتاب الدرة في التعازي والمراثي
10-
كتاب اليتيمة في النسب وفضائل العرب
11-
كتاب العسجدة في كلام الأعراب.
12-
كتاب المجنبة في الأجوبة
13-
كتاب الواسطة في الخطب.
وهكذا حتى استوفى جميع جواهر العقد؛ فكان آخر كتاب فيه اللؤلؤة الثانية في النتف والهدايا والفكاهات والملح. وهي تقابل اللؤلؤة الأولى من العقد، انظر العقد الفريد ص5 - 6 ج1.
القالي في مقدمته "
…
أودعته فنونًا من الأخبار، وضروبًا من الأشعار وأنواعًا من الأمثال، وغرائب من اللغات؛ على أني لم أذكر فيه بابًا من اللغة إلا أشبعته، ولا ضربًا من الشعر إلا اخترته، ولا فنًا من الخبر إلا انتخلته، و
…
". فجاء كتابه جامعًا لصنوف الأدب والحكمة ونودار الأخبار والآثار. طبع الكتاب في مجلدين، وطبع ذيله وكتاب "النوادر" للقالي وكتاب "التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه" للعالم أبي عبيد عبد الله بن عبد العزيز البكري جميعها في مجلد وكانت الطبعة الثالثة للمجلدات الثلاث سنة "1344هـ - 1926م".
6-
صبح الأعشى في صناعة الإنشا:
للشيخ أبي العباس أحمد بن علي القلقشندي القاهري "756 - 821هـ" من أكبر دواوين الأدب، كتاب جامع تناول اللغة العربية قبل الإسلام وحالها بعد الإسلام، وازدهارها في أوج الدولة الإسلامية، وانتشارها في أرجاء المعمورة، وما بلغته من درجات الرفعة والارتقاء، وما أصابها من وهن بضعف الدولة بعد ذلك، وقد دفعه هذا إلى أن يتكلم في تطور الدولة الإسلامية وولاتها ودويلاتها في المشرق والمغرب، وما بلغته من المجد والحضارة؛ فذكر نوادر الأخبار، ووصف الأقاليم والأنهار؛ فغدا كتابه موسوعة علمية أدبية جامعة فيها تاريخ وسير، ولغة وأدب، وفقه وتفسير وحديث، وشرح للأمثال والحكم العربية، وبسط لنظام الحكومات عامة، والحكومة المصرية خاصة؛ لأنه عاش في ربوع مصر وترعرع فيها. وفيه من المتفرقات المجموعة ما لا نجده في غيره، طبع قديما سنة "1331هـ - 1913م" بمطبعة دار الكتب المصرية، في أربعة عشر مجلدًا، وصور ثانية سنة "1965م" بإشراف الدار القومية للطباعة والنشر بمصر.