الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العلم على تدوين كل ما له صلة بعلوم الشريعة، وما كاد القرن الهجري الثالث يأفل نجمه حتى كثرت المؤلفات في مختلف العلوم1. قال ابن خلدون:"وطما بحر العمران والحضارة في الدول الإسلامية في كل قطر وعظم الملك ونفقت أسواق العلوم وانتسخت الكتب وأجيد كتبها وتجليدها، وملئت بها القصور والخزائن الملوكية بما لا كفاء له."2
وقد آن لنا - بعد هذا التمهيد الموجز - أن ننتقل إلى أهداف المكتبة وآثارها التربوية.
1 انظر الفصل الثاني من هذا الكتاب أهم المصادر والمراجع.
2 المقدمة لابن خلدون ص420.
ثانياً:
أهداف المكتبة وأثرها التربوي
.
نحاول أن نوجز هذه الأهداف والآثار فيما يلي:
1-
الغاية من المكتبة المدرسية في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية تشجيع الطلاب على المطالعة، وتنمية ميولهم نحو القراءة حتى تصبح المطالعة عادة أصيلة عندهم تستفرغ بعض طاقاتهم في أوقات الفراغ. والمكتبة في الكلية أو الجامعة تفي بحاجة الطلاب وتشبع تلك الميول والعادات التي نشأت قبل المرحلة الجامعية.
2-
والهدف الثاني من أهداف المكتبة هو تنمية قدرات الطلاب في الاعتماد على أنفسهم في كسب المعرفة والتعلم، والتدرج في البحث، وحسن استيفاء المعلومات من المصادر والمراجع المطبوعة والمخطوطة1،
1 وغيرها من المواد التي تضمها المكتبة كالأفلام والشرائح والأشرطة المسجلة والمصورات والخرائط والمجسمات والهياكل، وغيرها من المواد السمعية والبصرية التي تتوفر في المكتبات الحديثة مما تسهل للطالب سبل العلم والمعرفة.
وعدم الاعتماد على المدرس في كل شيء، حتى يصل الطالب إلى مرحلة الاستقلال في أبحاثه.
3-
إذا سلك النظام التدريسي طريقة الفصول والمحاضرات والفصل بين المقررات؛ إنما سلك هذا السبيل لتسهيل عرض العلوم على الطلاب وتنسيق الأعمال التدريسية، ولم يقصد من وراء ذلك الفصل بين المواد والمقررات العلمية حقيقة؛ فإن العلوم يتمم بعضها بعضًا، كما يكمل كل مقرر غيره وهنا يأتي دور المكتبة فتهدم الحواجز التي تفصل بين المعارف البشرية -شكلًا لا حقيقة- بعضها عن بعض تلافيًا لما يحدث في تدريس كل موضوع بمفرده في قاعات المحاضرات. وبهذا تظهر المعارف الإنسانية مجموعة متكاملة.
4-
تساهم المكتبة مساهمة فعالة في بناء المواطن الصالح، بما تهيؤه من الغذاء العقلي والزاد الروحي لأبناء الأمة؛ فتوسع المدارك، وتقضي على الجهل قضاء النور على الظلام، وفي هذا الخير العمسم للفرد والجماعة. هذا إلى جانب ما تغرسه المطالعة في دور الكتب من عادات اجتماعية فاضلة في نفوس روادها؛ كالأمانة والتعاون الجماعي والتوجيه والمساعدة والمحافظة على الأنظمة، والحرص على الكتب من التلف أو سوء الاستعمال؛ لأنها من ذخائر الأمة وتراثها. هذا إلى جانب احترام آراء الآخرين وحرياتهم.
5-
تساعد المكتبة في تطبيق جميع موضوعات المناهج النظرية والعملية المقررة بما توفره للباحث من مواد تعليمية تساعده على الوصول إلى بغيته.
6-
المكتبة عامل هام في الكشف عن الميول الفردية والمهارات والقابليات الشخصية، وليس هذا العامل خاصًا بالمدرسين الذين