المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

العلم استقامة اللسان، وبعده عن النبو واللحن، وسلامة الأسلوب، وأما - لمحات في المكتبة والبحث والمصادر

[محمد عجاج الخطيب]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌مقدمة الطبعة الخامسة

- ‌مقدمة الطبعة الأولى:

- ‌الفصل الأول: المكتبة

- ‌تمهيد

- ‌الاسلام والعلم

- ‌تدوين العلم

- ‌مدخل

- ‌الكتابة عند العرب قبل الإسلام

- ‌ الكتابة في العصر النبوي وصدر الإسلام:

- ‌ أهداف المكتبة وأثرها التربوي

- ‌ نشأة المكتبات

- ‌ أشهر المكتبات في الإسلام

- ‌أشهر المكتبات في العالم في العصر الحديث

- ‌مدخل

- ‌أشهر المكتبات في العالم العربي والإسلامي في العصر الحاضر

- ‌مدخل

- ‌ الأردن:

- ‌ تونس:

- ‌ الجزائر:

- ‌ سورية:

- ‌ السعودية المملكة العربية السعودية:

- ‌ السودان:

- ‌ العراق:

- ‌ فلسطين:

- ‌ الكويت:

- ‌ لبنان:

- ‌ ليبيا:

- ‌ مصر:

- ‌ المغرب المملكة المغربية:

- ‌ اليمن:

- ‌ إيران:

- ‌ تركية

- ‌ الهند:

- ‌أشهر المكتبات التي تضم مخطوطات عربية في أوربا وأمريكا

- ‌مدخل

- ‌ انكلتره:

- ‌ فرنسا:

- ‌ إيطاليا:

- ‌ إسبانيا "الأندلس

- ‌ ألمانيا:

- ‌ روسيا:

- ‌ هولندا:

- ‌ النمسا:

- ‌ السويد:

- ‌ الدانمرك:

- ‌ الولايات المتحدة الأمريكية:

- ‌ المخطوطات العربية ومعهد أحياء المخطوطات

- ‌ مراكز حديثة لحفظ التراث وإحيائه ونشره

- ‌أولاً: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

- ‌ثانياً: جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة

- ‌ثالثاً: جامعة الرياض

- ‌‌‌المكتبة ونظامهاوفهارسها

- ‌المكتبة ونظامها

- ‌فهارس المكتبة

- ‌مدخل

- ‌ فهرس البطاقات:

- ‌ الفهارس المطبوعة:

- ‌ سجلات الكتب أو الفهارس المخطوطة:

- ‌ التصنيف العشري:

- ‌الفصل الثاني: البحث وأصوله

- ‌أهمية البحث

- ‌ الغاية من البحث:

- ‌ تعريف البحث:

- ‌ شروط الباحث ومقوماته:

- ‌مراحل البحث

- ‌مدخل

- ‌ اختيار الموضوع:

- ‌ مخطط البحث الأَوَّلي:

- ‌ مصادر البحث ومراجعه:

- ‌ جمع المادة العلمية "التقميش

- ‌ مخطط البحث التفصيلي:

- ‌ دراسة مادة البحث ومناقشتها وتصنيفها:

- ‌ كتابة البحث وإخراجه:

- ‌ بين المقدمة والخاتمة:

- ‌ فهارس البحث:

- ‌ طباعة الموضوع:

- ‌ تجليد الموضوع:

- ‌الفصل الثالث: أهم المصادر والمراجع في العلوم الإسلامية

- ‌المبحث الأول: القرآن الكريم وعلومه

- ‌مدخل

- ‌أولاً: القرآن الكريم "المصاحف

- ‌ثانياً: الكتب المفهرسة لألفاظ القرآن الكريم

- ‌ المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم:

- ‌ المرشد إلى آيات القرآن الكريم وكلماته:

- ‌ الجامع لمواضيع آيات القرآن الكريم:

- ‌ تفصيل آيات القرآن الكريم

- ‌ تفسير غريب القرآن:

- ‌ المفردات في غريب القرآن:

- ‌ إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن:

- ‌ثالثاً: التفسير

- ‌أهم مصادر التفسير بالمأثور

- ‌ أهم مصادر التفسير بالرأي "بالمعقول

- ‌ أهم مصادر تفسير آيات الأحكام "التفسير الفقهي

- ‌رابعاً: بعض المصادر والمراجع في علوم القرآن

- ‌ البرهان في علوم القرآن:

- ‌ الإتقان في علوم القرآن:

- ‌التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الاتفان

- ‌ مناهل العرفان في علوم القرآن:

- ‌ المدخل لدراسة القرآن الكريم:

- ‌ مباحث في علوم القرآن:

- ‌ أسباب النزول:

- ‌ لباب النقول في أسباب النزول:

- ‌ حرز الأماني في القراءات السبع:

- ‌ النَّشْر في القراءات العَشْر:

- ‌ التِّبْيَان في آداب حَمَلَة القرآن:

- ‌خامساً: بعض المصادر في الدراسات القرآنية

- ‌المبحث الثاني: الحديث وعلومه

- ‌مدخل

- ‌ أشهر كتب الحديث وشروحها:

- ‌ صحيح البخاري:

- ‌ صحيح مسلم:

- ‌ سنن أبي داود:

- ‌ سنن النَّسَائي:

- ‌ سنن الترمذي أو الجامع الصحيح:

- ‌ سنن ابن ماجه:

- ‌ الإمام مالك

- ‌ عبد الرزاق بن همام ومصنفه:

- ‌ الإمام أحمد بن حنبل

- ‌ أشهر الكتب التي جمعت أمهات كتب الحديث أو مختارات منها أو زيادات عليها:

- ‌ شرح السنة:

- ‌ جامع الأصول من أحاديث:

- ‌ الترغيب والترهيب:

- ‌ رياض الصالحين:

- ‌ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد:

- ‌ جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد:

- ‌ التاج الجامع للأصول:

- ‌أشهر المصادر والمراجع في أحاديث الأحكام

- ‌مدخل

- ‌ العمدة في الأحكام:

- ‌ إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام:

- ‌ المنتقى من أخبار المصطفى:

- ‌ بلوغ المرام من أدلة الأحكام:

- ‌ سبل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام:

- ‌نيل الأوطان وشرح منتقى الأخبار من أحاديث

- ‌ الموجز في أحاديث الأحكام:

- ‌ أشهر ما صنف في معاجم الحديث والكتب المرشدة إلى مواضعه:

- ‌ الجامع الصغير من حديث البشير النذير:

- ‌ ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث:

- ‌ مفتاح كنوز السنة:

- ‌ المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي:

- ‌ أهم ما صنف في الأحاديث المشتهرة:

- ‌ أهم ما صنف في الأحاديث الموضوعة والوضاعين:

- ‌ أهم ما صنف في مختلف الحديث ومشكله:

- ‌ أهم ما صنف في ناسخ الحديث ومنسوخه:

- ‌ أهم ما صنف في أسباب ورود الحديث:

- ‌ أهم ما صنف في غريب الحديث وإعرابه:

- ‌ أهم ما صنف في علل الحديث:

- ‌أهم ما صنف في تراجم الرواة وكناهم والقابهم

- ‌مدخل

- ‌ أهم ما صنف في الصحابة خاصة:

- ‌ أهم ما صنف في الرواة عامة:

- ‌ أهم ما صنف في الكنى والألقاب والأنساب والمشتبه من أسماء الرواة:

- ‌ أهم المصادر في الجرح والتعديل

- ‌ أشهر المصادر والمراجع في تخريج الأحاديث:

- ‌ أهم المصادر والمراجع التي صنفت في التمسك بالسنة وبيان مكانتها وتفنيد بعض الشبهات حولها:

- ‌ أهم المصادر في أصول الحديث

- ‌المبحث الثالث: السيرة النبوية

- ‌مدخل

- ‌ مغازي رسول الله:

- ‌ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌ الشمائل النبوية والخصائل المصطفوية:

- ‌ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم:

- ‌ أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه:

- ‌ دلائل النبوة:

- ‌ كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى:

- ‌ جوامع السيرة:

- ‌ الروض الأنف شرح السيرة النبوية لابن هشام:

- ‌زاد المعابد في هدي خير العباد

- ‌ السيرة النبوية:

- ‌ السيرة الحلبية:

- ‌ نور اليقين في سيرة سيد المرسلين:

- ‌ محمد رسول الله وخاتم النبيين:

- ‌ ومن أحدث ما صنف في فقه السيرة:

- ‌ سيرة خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم:

- ‌المبحث الرابع: العقيدة والفرق

- ‌المبحث الخامس: الفقه

- ‌مدخل

- ‌ الفقه الحنفي:

- ‌ المبسوط:

- ‌ تحفة الفقهاء:

- ‌ بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع:

- ‌ الهداية شرح بداية المبتدي:

- ‌ رد المحتار على الدر المختار على متن تنوير الأبصار:

- ‌ الفقه المالكي:

- ‌ المدونة الكبرى:

- ‌ بداية المجتهد ونهاية المقتصد:

- ‌ القوانين الفقهية:

- ‌ مواهب الجليل لشرح مختصر خليل:

- ‌الشرح الكبير على مختصر خليل منح القدير

- ‌ الفقه الشافعي:

- ‌ الأم:

- ‌ المهذب:

- ‌ المجموع شرح المهذب:

- ‌ الأشباه والنظائر:

- ‌ الفقه الحنبلي:

- ‌ المغني:

- ‌ الشرح الكبير على متن المقنع:

- ‌ الفتاوى الكبرى:

- ‌ الفروع:

- ‌ كشاف القناع على متن الإقناع:

- ‌ الدرر السنية في الأجوبة النجدية:

- ‌فقه الشيعة

- ‌الشيعة الامامية

- ‌ الشيعة الزيدية:

- ‌ فقه الظاهرية:

- ‌ فقه الإباضية:

- ‌شرح النيل وشفاء العليل:

- ‌مصنفات لبعض المحدثين في الفقه المقارن:

- ‌المبحث السادس: أصول الفقه وتاريخ التشريع

- ‌مدخل

- ‌بعض مصنفات في أبحاث أصولية مختلفة:

- ‌المبحث السابع: التاريخ الإسلامي والتراجم

- ‌مصادر التاريخ

- ‌أهم المصادر في التراجم والانساب

- ‌مدخل

- ‌أشهر كتب الأنساب:

- ‌المبحث الثامن: حضارة الإسلام

- ‌المبحث التاسع:‌‌ حاضر العالم الإسلامي:

- ‌ حاضر العالم الإسلامي:

- ‌ الغارة على العالم الإسلامي:

- ‌ نظرة جامعة إلى تاريخ الإسلام في الصين وأحوال المسلمين فيها:

- ‌ الاستعمار الفرنسي في أفريقيا السوداء:

- ‌ مشاكل العالم العربي:

- ‌كتاب القضية الفلسطينية

- ‌ كتاب "حول الحركة العربية الحديثة

- ‌ التبشير والاستعمار في البلاد العربية:

- ‌ الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي:

- ‌ كفاح المسلمين في تحرير الهند:

- ‌ البيانات:

- ‌ مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا:

- ‌ مواطن الشعوب الإسلامية في آسيا:

- ‌المبحث العاشر: اللغة والأدب

- ‌مدخل

- ‌ المعاجم:

- ‌ أهم كتب فقه اللغة:

- ‌ قواعد العربية "النحو والصرف والإملاء

- ‌ البلاغة:

- ‌ الموسوعات الأدبية:

- ‌ المختارات الشعرية:

- ‌ الأمثال:

- ‌ كتب في تراجم اللغويين والأدباء:

- ‌ كتب في دراسة بعض المصادر اللغوية والأدبية:

- ‌ في تاريخ آداب اللغة العربية:

- ‌المبحث الحادي عشر:‌‌ كتب جامعةوكتب في دراسات إسلامية

- ‌ كتب جامعة

- ‌كتب في دراسات إسلامية

- ‌مدخل

- ‌في نظام الدولة وحسن سياستها

- ‌في الاقتصاد والسياسة المالية:

- ‌في التربية والتعليم مصنفات كثيرة منها:

- ‌ دراسات إسلامية مختلفة:

- ‌المبحث الثاني عشر: معاجم البلدان:

- ‌ معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع:

- ‌ معجم البلدان:

- ‌ بلاد العرب:

- ‌ صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار:

- ‌المبحث الثالث عشر: مراجع المراجع

- ‌فهارس الكتب:

- ‌فهرس المصادر والمراجع:

- ‌فهرس أسماء الكتب:

- ‌فهرس موضوعات الكتاب

- ‌كتب للمؤلف:

الفصل: العلم استقامة اللسان، وبعده عن النبو واللحن، وسلامة الأسلوب، وأما

العلم استقامة اللسان، وبعده عن النبو واللحن، وسلامة الأسلوب، وأما حسن الأداء، وجمال البيان وبلاغة العبارة وفصاحة اللسان؛ فهذه أوصاف معتبرة، ومزايا مرغوب فيها؛ لأنها من أهم عوامل التأثير في المخاطب، والوصول إلى أعماق نفسه ووجدانه.

ونحن في هذا المبحث نحاول أن نعرض أهم ما يحتاج الباحث إليه من المؤلفات اللغوية والأدبية، التي تكون عونًا له على تقويم لسانه، وتحسين عبارته، ومعرفة رفيع أدب لغته، ووجوه جمالها، ودقة صورها النثرية والشعرية، وما يلحق بها من الصناعة البيانية والمحسنات البديعية

وغير ذلك. ومما لا شك فيه أن بسط القول في علوم اللغة وآدابها لا يكفيه أضعاف هذا المؤلف؛ ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله.

وسأذكر فيما يلي أهم المعاجم، وأهم كتب فقه اللغة، والنحو والصرف، وأشهر الموسوعات الأدبية، وأهم المجموعات الشعرية، وبعض كتب الأمثال. وأهم ما يلحق بهذا مما أراه عونًا ومساعدًا للطلاب والباحثين في دراستهم اللغوية والأدبية.

ص: 307

أ-‌

‌ المعاجم:

1

1-

الصحاح:

"تاج اللغة وصحاح العربية" للشيخ أبي نصر

1 إن اهتمام علماء المسلمين بشرح غريب القرآن والحديث كان النواة الأولى للمعاجم العربية، ويعزى أول كتاب في غريب القرآن إلى عبد الله بن عباس "- 68هـ" رضي الله عنهما، ثم تعاقب بعده المصنفون في غريب القرآن والحديث أو في أحدهما، ومن أقدم ما ذكره المصنفون في هذا الباب ما صنفه النضر بن شميل "203" والحسين بن عياش بن =

ص: 307

إسماعيل بن حماد الجوهري "332 - 393هـ" وقيل في ولادته ووفاته غير هذا. من أقدم ما صنف في العربية من معاجم الألفاظ، مرتب على الأبواب والفصول؛ فقد جعل حروف الهجاء أبوابًا، وجعل لكل حرف من هذه الأبواب فصولًا بعدة حروف الهجاء، يرتب

= حازم الرقي "204هـ" -انظر الرقي في تهذيب التهذيب ص362 ج2- ومحمد بن المستنير قطرب "206هـ"، وأبو زيد سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري "215هـ"، وعبد الملك بن قريب الأصمعي "216هـ"، والحسن بن محبوب السراد "224هـ"، وأبو عبيد القاسم بن سلام "224هـ"، وغير هؤلاء ممن كانت وفاتهم في مطلع القرن الثالث ومن أقدم ما وصلنا من كتب الغريب "غريب القرآن" و"غريب الحديث" لأبي محمد عبد الله بن مسلم "ابن قتيبة""276هـ". وتعاقب المؤلفون بعده وكثرت التصانيف كثرة تثلج الصدر. انظر النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير ص3 من المقدمة وما بعدها، وص5 ج1 وما بعدها. وانظر المعجم العربي للدكتور حسين نصار ص50 ج1.

والمعاجم نوعان: معاجم ألفاظ، ومعاجم معانٍ:

معاجم الألفاظ تساعدنا في الكشف عن معنى لفظة من الألفاظ.

ومعاجم المعاني هي التي تساعدنا في إيجاد لفظ "لمعنى يدور بخلدنا ولا ندري كيف نعبر عنه بدقة"؛ فهى تعطينا لفظة المعنى المراد. وسنبين إن شاء الله أنواع المعاجم حين نعرف ببعضها.

ولا بد من الإشارة هنا إلى أن ترتيب المعاجم مر بعدة أدوار قبل أن تصل إلينا في أعلى درجاتها من التبويب والتصنيف. فمن المعاجم ما رتبت ألفاظه بحسب مخارج الحروف من الفم ككتاب "العين" للخليل بن أحمد الفراهيدي. ومنها ما رتب أصول الكلمات حسب حروف المعجم مع مراعاة أوائل هذه الأصول، كما في النهاية لابن الأثير، ومنهم من رتب الكلمات ترتيبًا هجائيًا مراعيًا أواخر الكلمة، كما فعل الجوهري في صحاحه وتابعه ابن منظور في "لسان العرب" والفيروزبادي في "القاموس المحيط". انظر بسط هذا في كتاب حركة التأليف عند العرب ص22-40.

ص: 308

الكلمات على أواخرها؛ فما كان أخره النون تجده في باب النون؛ ففيه ترى "خون

ودفن.. وصبن.. وضأن وعثن"؛ فإذا أردنا الوقوف على معنى كلمة نردها إلى أصلها الثلاثي، ونجردها من زيادتها، وننظر في باب الكلمة وفصلها، ونستخرجها في موضعها؛ فنقف على ما نريد؛ فكلمة "الضأن" نراها في "ضأن" وهو أصلها، ونرى قوله فيها "هي خلاف الماعز

"، وكلمة "عثان" نجدها في "عثن" وهو أصلها الثلاثي، ومعناها "الدخان وجمعها عواثن ودواخن". طبع الكتاب في ستة أجزاء طبعة جيدة بتحقيق السيد أحمد عبد الغفور العطار سنة "1375هـ - 2956م" بمصر.

2-

لسان العرب:

للعلامة جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي "630 - 711هـ" أجمع معاجم الألفاظ، وأغناها بالشواهد، جيد الضبط، يعرض الروايات المتعارضة ويرجح أقوالها، ولا يفوته أن يذكر ما اشتق من اللفظ من أسماء الأشخاص والقبائل والأماكن وغيرها؛ فغدا هذا المعجم موسوعة لغوية وأدبية لغزارة مادته العلمية، واستقصائه واستيعابه لجل مفردات اللغة العربية، رتب ابن منظور معجمه على الأبواب والفصول؛ فجعل حروف الهجاء أبوابًا، أولها باب الهمزة وآخرها باب الألف اللينة، وجعل لكل حرف من هذه الأبواب فصولًا بعدة حروف الهجاء. وفي الباب الواحد والفصل يراعى الترتيب الهجائي في الحرف الثاني من الكلمات الواردة في كل باب وفصوله، وقد رتب الكلمات على أواخرها؛ فما كان آخره اللام تجده في باب اللام؛ ففي باب اللام ترد الفصول وما يليها مرتبة على حروف الهجاء؛ فنرى في هذا الباب "أبل، أتل، أثل، أجل، أدل" من الكلمات الواردة في كل باب وفصوله؛ ففي باب اللام ترد الفصول مرتبة على حروف الهجاء في أول كل كلمة من الباب؛ فنرى في هذا

ص: 309

الباب "أبل، بتل، تبل، ثبل، جأل، حبل،

" وينتهي هذا الباب بفصل الواو ثم الياء في مادة "وأل" و "يسل"

وفي الباب الواحد والفصل الواحد نرى الحرف الثاني من الكلمة مرتبًا على حروف الهجاء أيضًا، مثال هذا في باب اللام فصل الألف نرى هذه المواد. أبل، أتل، أثل، أجل، أدل، أرل، أزل، أسل، أصل

أهل، أيل.

ويراعى ترتيب الحرف الثالث بعد مراعاة ترتيب الحرف الثاني في الكلمات الرباعية؛ ففي مادة بحل ترد المواد: بحدل، بحشل، بحظل1 وهكذا؛ فلا يحتاج المرء من أجل استخراج معنى كلمة أكثر من أن يردها إلى أصلها الثلاثي، وينظر في بابها وفصلها من المعجم، ليقف على كل ما يريد. طبع الكتاب في عشرين مجلدًا سنة "1300هـ" بمصر وطبع بعدها في لبنان.

3-

القاموس المحيط:

لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزبادي "729 - 817هـ"، معجم جامع، فوق غيره من المعاجم. ودون لسان العرب في ذكر الشواهد والنصوص؛ فقد اكتفى ببيان معاني العرب، وقد يزيد عليها في بعض المواطن، من هنا كانت مادته غزيرة ومكثفة، وقد اختصر كثيرًا من الكلمات التي يكثر تكرارها في القاموس أثناء الشرح، واكتفى برموز بدلًا منها، فرمز بـ "ج بدلًا من كلمة جمع وجج بدلًا من جمع الجمع، وهـ بدلًا من قرية

" وغير هذا مما أشار إليه في مقدمة كتابه.

1 بحدل: مالت كتفه وأسرع في المشي، والبحدلة الخفة في السعي. وبحشل رقص رقص الزنج، وبحشر كجعفر لقب

وبحظل قفز قفزان اليربوع والفأرة.

ص: 310

وقد نهج في ترتيبه منهج لسان العرب، طبع في أربعة أجزاء طبعته الخامسة سنة "1373هـ - 1954م". المكتبة التجارية بالقاهرة.

وقد شرح العلامة المرتضى محمد بن محمد الحسيني الزبيدي "1145- 1205هـ" القاموس المحيط وضمنه الشواهد، واستدرك عليه في معجمه المشهور "تاج العروس" الذي يعد بحق كنزا من كنوز العربية. وقد طبع في عشرة أجزاء سنة 1306 بمصر.

4-

أساس البلاغة:

لأبي القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري "467 - 538هـ" صاحب تفسير الكشاف المشهور. ذكر الزمخشري في معجمه معاني الألفاظ على حقيقتها، واهتم بذكر المعاني المجازية بعد ذلك، وهو يكتفي بذكر الأفصح من لغات العرب؛ فيبين المعنى الحقيقي، ثم يبين في فقرة تليها المعنى المجازي. وكثيرًا ما يستشهد بالشعر وبالنصوص الأدبية الرفيعة؛ مبينًا المراد من التعبير والتركيب؛ فلم يقف عند حدود اللفظة وبيان معناها؛ بل تعدى هذا إلى استعمالها في كلام العرب من باب الحقيقة والمجاز، وقد أراد بهذا بيان روعة بلاغة القرآن، والكشف عن سر إعجازه، ببيان ما وراء حقيقة الألفاظ من مجاز. وقد بين هذا في قوله "ومن خصائص هذا الكتاب تأسيس قوانين فصل الخطاب والكلام والفصيح، بإفراد المجاز عن الحقيقة، والكتابة عن التصريح"1. وعلى هذا فإن الزمخشري لم يحاول

1 انظر أساس البلاغة ص ن من المقدمة.

مثال مما جاء في كتابه في "أنق" قال: هو شبه الأنوق، في القدر والموق. وهذا شيء أنيق وآنق ومونق. ورأيت له حسنًا وأنقًا وبهاءً ورونقًا. وقد آنقنى بحسنه. وقد أنقت به أي أعجبت، ولي به أنق. وتأنق في الروضة: وقع فيها متتبعًا لما يونقه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه: إذا وقعت في آل حم، وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن

ومن المجاز: تأنق في عمله وفي كلامه: إذا فعل فعل المتأنق في الرياض، من تتبع الآنق والأحسن.

وفي "قلم" قال: قَلَمَ الظفر، وقلم الأظفار بالقلمين وهما الجلمان، ولم يغن عني قلامة ظفر

وألقوا أقلامهم: أحالوا أزلامهم. ومن المجاز: فلان مقلوم الظفر: ضعيف.

وفي "نشر" قال: نشر الثوب والكتاب، ونشر الثياب والكتب.... "وانتشروا في الأرض": تفرقوا

ومن المجاز: نشر الله الموتى نشرا وأنشرهم فنشروا نشورا وانتشروا، وأنشر الله الرياح. ونشرت الأرض، وأرض ناشرة. وظهر نشرها إذا أصابها الربيع فأنبتت

ص: 311

استيعاب واستقصاء جمع ألفاظ اللغة كما حاول ابن منظور وغيره؛ بل اكتفى بذكر الألفاظ التي يدور استعمالها بين الحقيقة والمجاز؛ وقلما يعتني بالألفاظ التي لا يعتريها المجاز. ولهذا ليس غريبًا ألا يجد الباحث بيان ما يريد من المفردات اللغوية؛ لأن أساس البلاغة أصلًا إنما وضع لبيان وتوضيح المعاني المجازية للألفاظ وتمييزها من المعاني الحقيقية، ولهذا لا بد من أن يستعين الباحث بمعجم آخر إلى جانب معجم الزمخشري.

رتب الزمخشري معجمه على حروف الهجاء وراعى في ترتيب مادة الكلمة الحرف الأول والثاني والثالث بعد ردها إلى أصلها؛ بينما يدور ترتيب لسان العرب على الحرف الأخير، وكلاهما لا يخرج عن النظام الألفبائي.

طبع أساس البلاغة في مجلدين كبيرين في مطابع دار الكتب المصرية سنة "1941م" بالقاهرة، ثم طبع مرارًا في مجلد واحد، وصور أخيرًا في بيروت.

ص: 312

5-

المخصص:

للشيخ أبي الحسن علي بن إسماعيل النحوي اللغوي الأندلسي المعروف بابن سيده "458هـ" من أقدم ما صنف في فقه اللغة وفي معاجم المعاني1؛ فإنه يذكر لفظ المعنى الذي يدور في الخلد، وقد قسم معجمه إلى عدد من الكتب ككتاب خلق الإنسان، والغرائز، والنساء

والسلاح والخيل والإبل والغنم والوحوش.. والدهور والأهوية والرياح والماء والنخيل

وقسم كل كتاب إلى

1 صنف قبل ابن سيدة كثير من العلماء في معاجم المعاني، ومن أشهر هذه المصنفات "فقه اللغة وسر العربية": لأبي منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي "350 - 429هـ"، وقد استقى الثعالبي مادة كتابه واختارها من كتب أئمة اللغة الذين سبقوه مثل الخليل والأصمعي، وأبي عمرو الشيباني والكسائي، والفراء. وأبي زيد، وأبي عبيدة وأبي عبيد، وابن الأعرابي، والنضر بن شميل، وأبو العباس وابن دويد ونفطوية وابن خالوية، والخارزنجي والأزهري، ومن سواهم من ظرفاء الأدباء؛ فجاء كتابه جامعًا غزير المادة. وقد جعله في قسمين. الأول في "فقه اللغة" والثاني في "سر العربية" وهو "في مجاري كلام العرب وسننها والاستشهاد بالقرآن على أكثرها".

ويهمنا من كتابه القسم الأول الذي جعله في ثلاثين بابًا: الأول منها في "الكليات" والأخير "في فنون مختلفة الترتيب في الأسماء والأفعال والصفات" وبينهما أبواب كثيرة في صغار الأشياء وكبارها، وفي الطول والقصر، وفي اليبس واللين

إلخ، وقسم كل باب إلى فصول، ومما يتميز به هذا الكتاب عزو ما ينقله إلى أصحابه. ومثال هذا ما جاء في الباب الحادي عشر "فصل في تفصيل الصلع وترتيبه""إذا انحسر الشعر عن جانبي جبهة الرجل فهو أنزع؛ فإذا زاد قليلًا فهو أجلح؛ فإذا بلغ الانحسار نصف رأسه فهو أجلى وأجله -بفتح اللام- فإذا زاد فهو أصلع؛ فإذا ذهب الشعر كله فهو أحص". "والفرق بين القرع والصلع أن القرع ذهاب البشرة والصلع ذهاب الشعر منها". "فقه اللغة ص112". وفي فصل الشجاعة "فصل ترتيب الشجاعة عن ثعلب ابن الأعرابي، =

ص: 313

أبواب تستوعب ما ينطوي تحت المعنى الأصلي من الفروع؛ ففي كتاب خلق الإنسان ذكر جميع أعضائه وأسماء ما يصيبها من الأمراض، وأسماء أصوات أعضائه، كأصوات الأنياب وما يصيب الأسنان، وفيه باب "الفصاحة" ذكر فيه خفة الكلام وسرعته وثقل اللسان واللحن وقلة البيان، طبع الكتاب في ثمانية عشر جزءًا سنة "1316 - 1321هـ" بمصر، وقد سهل الطابعون الرجوع إلى هذا الكتاب بوضع فهرس تفصيلي جيد لكتبه وأبوابه، مرتب على الحروف، ووضعوا تحت كل حرف ما ذكره ابن سيده.

تلك أم المعاجم التي قد يحتاج إليها الطالب والباحث، وهناك معاجم أخرى موجزة أو متوسطة كمختار الصحاح للفيومي والمعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية في مصر. وغيرها1.

= وروي نحو ذلك عن سلمة عن الفراء قال: رجل شجاع، ثم بطل، ثم صمة -بكسر الصاد وميم مشدودة مفتوحة- ثم بهمة -باء مضمومة فهاء ساكنة فميم مفتوحة- ثم ذمر -بفتح الذال وكسر الميم- ثم حلس -بحاء مخفوضة ولام ساكنة- وحلبس -بحاء مفتوحة بعدها لام ساكنة فباء مفتوحة فسين مهملة

ثم غشمشم -بفتح الغين والشين وميم ساكنة فشين مفتوحة- وأيهم" "فقه اللغة 105"، وفي الباب السادس عشر فصل "في تقسيم الموت" قال: مات الإنسان، نفق الحمار، طفس -بفتح الطاء والفاء- البرذون، تَنَبَّل البعير، همدت النار، قرت الجرح "إذا مات الدم فيه" "فقه اللغة 209"، طبع كتاب الثعالبي في مجلد وسط بالقاهرة. المكتبة التجارية الكبرى.

1 ولم نتعرض لذكر المنجد لأنه موجز إلى جانب ما فيه من قصور وأخطاء. انظر كتاب نحو وعي لغوي للدكتور مازن المبارك "ص153- 190" -حيث ذكر بعض المآخذ التي وردت في المنجد- طبع مكتبة الفارابي سنة "1390 - 1970"بدمشق. تناول في هذا الكتاب طائفة من الموضوعات المتصلة بالعربية وخصائصها، ورد على خصومها من الداعين إلى الكتابة بالحرف اللاتيني واستخدام العامية، وعني عناية خاصة بظاهرتي الإيجاز والإعراب والحديث عن صلة العربية بالقرآن.

ص: 314