الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الرجال والأسانيد، وبهذا احتل صحيح البخاري المكان الأول بعد القرآن الكريم؛ فعكف الناس على دراسته وحفظه، كما اشتغل كثير من الأئمة في شرحه وبيان ما تضمنه من علوم وفوائد؛ فكان كتاب البخاري محل حفظ وعناية ودراسة وتقدير الأمة الإسلامية على مر الزمان1.
1 تولى شرح كتاب البخاري علماء كثيرون، ومن أشهر وأحسن تلك الشروح كتاب "فتح الباري شرح صحيح البخاري" لشيخ الإسلام الإمام الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي الكناني "ابن حجر" العسقلاني "المولود سنة 773هـ والمتوفى سنة 852هـ" وقد طبع هذا الكتاب أكثر من مرة ويقع في "13" مجلدًا، وطبع أخيرًا في مصر في "17" مجلدًا. طبعة مصطفى البابي الحلبي في القاهرة.
ومن هذه الشروح كتاب "عمدة القاري لشرح صحيح البخاري" لقاضي القضاة بدر الدين محمود بن أحمد العيني الحنفي "المولود سنة 762هـ والمتوفى سنة 855هـ" طبع في أحد عشر مجلدًا كبيرًا، وهو شرح جليل قال العلماء: إن شرح البخاري كان دَيْنًا على الأمة حتى أَدَّاهُ ابن حجر والعيني. ومن هذه الشروح "إرشاد الساري شرح صحيح البخاري" للمحدث شهاب الدين أحمد بن أبي بكر القسطلاني "المولود في القاهرة سنة 851هـ والمتوفى سنة 923هـ" طبع هذا الشرح في عشرة أجزاء في ثماني مجلدات. ومن هذه الشروح "الكواكب والدراري شرح صحيح البخاري" للإمام شمس الدين محمد بن يوسف الكرماني "717 - 786هـ" طبع الكتاب في 25 جزءًا في 12 مجلدًا، ولم يخل هذا الشرح من بعض أوهام وبعض التكرار، كما قال ابن قاضي شهبه ولكنه جليل.
2-
صحيح مسلم:
وهو الجامع الصحيح لحجة الإسلام أبي الحسن مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري "المولود سنة 204 والمتوفى سنة 261هـ في نيسابور"2. صنف الإمام مسلم صحيحه على أبواب الفقه وقد اختار
أحاديث كتابه من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة وتحرى في الرجال والمتون وجمع طرق الحديث الواحد في مكان واحد من كتابه؛ مما يسهل الرجوع إليها واستنباط الأحكام منها وقد احتل صحيح مسلم المنزلة الثانية بعد صحيح البخاري، وأجمع العلماء على أن جميع ما في الصحيحين من المتصل المرفوع صحيح بالقطع وأنهما أصح كتب الحديث1.
ولا بد من أن نذكر هنا أن الإمام البخاري ومسلمًا لم يقصد أحدهما استيعاب الحديث الصحيح في كتابه، وقد قال الإمام البخاري: ما أدخلت في كتاب الجامع إلا ما صح، وتركت من الصحاح مخافة الطول2.
وقال مسلم: ليس كل شيء عندي صحيح وضعته ههنا؛ وإنما وضعت ما أجمعوا عليه، يريد ما وجد عنده فيها شرائط الصحيح المجمع عليه.
والحق أنه لم يفت الصحيحين وكتب السنن الأربعة إلا اليسير3، وهذا اليسير يوجد في كتب السنن والمسانيد، وفي المصنفات المختصة
1 طبع صحيح مسلم أكثر من مرة ومن أحسن الطبعات طبعة دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة سنة 1375 - 1956م بتحقيق الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي في خمس مجلدات، خصص الخامس منها لفهارس الكتاب؛ حيث سهل تناوله والرجوع إليه.
ولصحيح مسلم عدة شروح أشهرها وأجمعها شرح الإمام الحافظ شيخ الإسلام أبي زكريا محيي الدين يحيى بن شرف الحوارني النووي "المولود سنة 631هـ والمتوفى سنة 676هـ"، طبع شرحه في ثمانية عشر جزءًا في ست مجلدات بالقاهرة.
2 غرضه أنه لم يستوعب ويستقصي جميع طرق الحديث الواحد.
3 انظر تدريب الراوي ص47، وفتح المغيث للعراقي ص17 ج1 وما بعدها.