الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7-
إملاء ما مَنَّ به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن:
للإمام محب الدين أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري "- 616هـ" طبع في مصر سنة "1347هـ" في جزأين، وطبع على هامشه كتاب حل مشكلات القرآن في غريب أسئلة التبيان للإمام أبي بكر الرازي المتوفى "660هـ"1. وطبع ثانية بتحقيق محمد عطوة.
1 وهناك مصنفات كثيرة في إعراب القرآن ككتاب "إعراب ثلاثين سورة من القرآن" لابن خالويه، وكتاب "معاني القرآن" للفراء، هذا إلى جانب ما سنذكره من كتب التفسير التي اعتنت بالإعراب في موضعه إن شاء الله.
ثالثاً: التفسير
أهم مصادر التفسير بالمأثور
…
ثالثاً: التفسير. 1
أ- أهم مصادر التفسير بالمأثور "بالمنقول":
1-
جامع البيان عن تأويل آي القرآن والمعروف بتفسير الطبري:
1 التفسير هو البيان والإيضاح من مادة "فسر" من فسر الشيء يفسره أبانه، والتفسير مثل الفسر. وقد عرف علماء التفسير علم التفسير بتعاريف كثيرة قال أبو حيان في البحر المحيط: هو علم يبحث عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتتمات لذلك. وقال الزركشي: هو علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى =
الطبري: للإمام المفسر المؤرخ المحدث أبي جعفر محمد بن جرير الطبري نسبة إلى طبرستان "224 - 310هـ" وهو أوثق وأقدم ما دون في التفسير بالمأثور1،
= الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه، وحكمه "انظر الإتقان في علوم القرآن ص174 ج2""وقارن بالتفسير والمفسرون لمحمد حسين الذهبي ص13 ج1 وما بعدها".
وقد نزل القرآن الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين؛ فكان الرسول عليه الصلاة والسلام يبين أحكامه فيفصل مجمله، ويقيد مطلقه، ويخصص عامَّه؛ ذلك لأن السُّنَّة هي المبينة الشارحة لكتاب الله عز وجل قال تعالى:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 4]"انظر كتابنا السنة قبل التدوين ص23 وما بعدها" فتفسير القرآن الكريم كان جنبًا إلى جنب مع نزوله، وكما أن الرسول صلى الله عليه وسلم بين القرآن الكريم لأصحابه في حياته؛ فقد تولى علماء الصحابة بيانه للتابعين، وقد اشتهر من الصحابة في التفسير عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وعلي بن أبي طالب، وأُبي بن كعب، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين، وتخرج في حلقات الصحابة كبار التابعين الذين اشتهروا في التفسير أيضا كسعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر وعطاه بن أبي رباح وقتادة بن دعامة السدوسي وغيرهم رحمهم الله. وتتالى العلماء بعدهم في مختلف العصور يُتَمِّمُون ما بدأ به السابقون، ويستوعبون ما فاتهم على مناهج مختلفة في التفسير كلها تتغيا بيان القرآن الكريم والوقوف على أسراره، وقد وصلتنا ثروة علمية عظيمة في هذا الميدان، سوى ما فقد من مؤلفات الأقدمين في القرن الهجري الثاني، ومن أقدم ما سلم من نوائب الدهر وعاديات الزمن من التفاسير وبقي إلى عصرنا تفسير قتادة بن دعامة السدوسي "المتوفى سنة 118هـ"، توجد نسخة مصورة عنه في خزانة المخطوطات بدار الكتب المصرية.
1 المقصود بالتفسير المأثور هو كل ما ثبت بالنقل من بيان لآيات الله تعالى بآيات من القرآن الكريم "وهو تفسير القرآن بالقرآن". أو ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم من تفسير لآيات القرآن =
كما أنه من أهم المصادر في التفسير بالمعقول؛ لما فيه من الاستنباطات العلمية الدقيقة، وتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض؛ مما يدل على حسن النظر وعمق البحث. قال السيوطي في تقويم تفسير الطبري:"أَجَلّ التفاسير وأعظمها؛ فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وتجريح بعضها على بعض، والإعراب، والاستنباط فهو يفوق بذلك تفاسير الأقدمين". وقال الإمام النووي: "أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري"1. ويقع الكتاب في ثلاثين جزءًا من القطع الكبير2.
= الكريم، ويلحق بها ما روي عن الصحابة والتابعين من بيان وإيضاح للقرآن الكريم.
وفي نشأة التفسير اعتمد الصحابة في تفسير القرآن الكريم وبيانه ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد اجتهد بعضهم في تفسير مالم يرد فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم تفسير، وفي عصر التابعين نقل التابعون ما رُوِي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة، واجتهد بعضهم في بيان مالم يَرِدْ فيه شيء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهكذا فعل أتباع التابعين وتبعهم حتى عظم التفسير، وكان رجال الحديث هم المرجع في هذا لأنهم حفظوا بالأسانيد ما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين، وإنك لترى فيما نقل إلينا من كتب الحديث أبوابًا خاصة بالتفسير، ثم استقل تدوين التفسير استقلالًا تامًَّا عن كتب الحديث واشتهر فيه رجاله وفرسانه وعرفت مناهجهم وألوان تفاسيرهم؛ فكان التفسير بالرأي، والتفسير الفقهي وتفاسير بعض الفرق الإسلامية، وغير ذلك وسنذكر من المصادر والمراجع بعض هذه الأنواع ونشير إليها في مواضعها.
1 انظر الإتقان في علوم القرآن ص190 ج2 والتفسير والمفسرون ص208 ج1.
2 طبع هذا الكتاب في ثلاثين جزءًا في أحد عشر مجلدا، وكانت الطبعة الأولى سنة 1323هـ بالمطبعة الكبرى الأميرية ببولاق في مصر كما =
2-
معالم التنزيل:
للمحدث الفقيه المفسر أبي محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء البغوي الشافعي "المتوفى سنة 510هـ". وصف الخازن هذا التفسير في مقدمة تفسيره بأنه "من أَجَلِّ المصنفات في علم التفسير وأعلاها، وأنبلها وأسناها، جامع للصحيح من الأقاويل، عار عن الشبه والتصحيف والتبديل، محلى بالأحاديث النبوية، مطرز
= طبع في ثلاثين جزءًا كبيرًا مرتين بشركة مصطفى البابي الحلبي. كانت الثانية منهما سنة "1371هـ - 1954م" ثم شرع الأستاذ الكبير محمود محمد شاكر -مد الله في عمره- بتحقيق هذا الكتاب العظيم تحقيقا علميا دقيقا، بعد أن تبين له أن ما طبع من تفسير الطبري كان فيه خطأ كثير وتصحيف وتحريف، وأن من نقل عنه من القدامى تخطوا بعض تلك التصحيفات، فتبين له أن التصحيف قديم في المخطوطات، فرأى من الواجب أن يصدر هذا التفسير وينشر على وجه علمي دقيق، فتولى النظر في أصوله المخطوطة والمطبوعة، وراجعه على كتب التفسير التي نقلت عنه وصحح نص الكتاب وعلق عليه، وبين ما استغلق من عبارته. وشرح شواهده الشعرية، ولم يَأْلُ جهدا في خدمة الكتاب والرجوع إلى كل مصدر يساعد على تقويم العبارة وتصحيح النص، وما يلحق بهذا كما رجع إلى المصادر الأساسية في الأمور اللُّغَوِيَّة والنَّحْوِيَّة.. وغير ذلك، وبين طريقة الطبري في الاستدلال ببعض الروايات عن أهل التوراة والإنجيل، وأنه لم يعتمد ذلك لتهيمن على كتابه، بل لم تَعْدُ مقام الاستدلال بالشعر القديم على فهم معنى كلمة أو للدلالة على سياق جملة وألحق بكل جزء من أجزاء الكتاب عدة فهارس تسهل الرجوع إليه والاستفادة منه، وقد شارك الأستاذ أحمد محمد شاكر رحمه الله أخاه الأستاذ محمود في خدمة هذا الكتاب فنظر في أسانيده، وخرَّج أحاديثه وراجع بعض أجزائه، وبهذا العمل قدَّما خدمة للمكتبة الإسلامية وللمسلمين ينوء بعبئها غيرهما جزاهما الله خير الجزاء وقد صدر من الكتاب من سنة 1374 حتى 1389هـ أربعة عشر جزءا ضخما "حتى آخر سورة التوبة"، وصدر بعدها الجزآن 15و 16، سدد الله خطوات الأستاذ محمود وأعانه على إتمام ما بدأ به.
بالأحكام الشرعية، موشى بالقصص الغربية، وأخبار الماضين العجيبة، مرصع بأحسن الإشارات، مخرج بأوضح العبارات مفرغ في قالب الجمال بأفصح مقال1 وقال ابن تيمية في تفسير البغوي "مختصر من الثعلبي؛ لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة"2. طبع معالم التنزيل مع تفسير ابن كثير في نسخة واحدة، كما طبع مع تفسير الخازن.
3-
تفسير القرآن العظيم:
للإمام الحافظ المحدث المفسر المؤرخ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن عمرو بن كثير البصري الدمشقي الشافعي "700 - 774هـ". هذا الكتاب من أشهر ما صُنِّفَ في التفسير بالمأثور، وهو المرجع الثاني -في التفسير بالمأثور- بعد تفسير الطبري، وقد اعتمد ابن كثير في تفسيره على تفسير القرآن بالقرآن ثم بالحديث وما ورد عن الصحابة والسلف، وكثيرًا ما يشير إلى ضعف بعض المرويات في تفسير بعض الآيات، ويرجح بعض الأقوال على غيرها، ويوجه بعض الأدلة، ويبين المنكرات والإسرائيليات وغير ذلك؛ مما له صلة ببيان وإيضاح المفسر من الناحية النقلية والعقلية واللغوية والشرعية. وذاع صيت هذا الكتاب بين أهل العلم، وتداولته الأيدي وصار مما لا غنى لمشتغل بالتفسير عنه. طبع مع تفسير البغوي، كما طبع مستقلا في أربعة أجزاء من القطع الكبير.
1 عن التفسير والمفسرون ص236 ج1.
2 انظر ص19 من مقدمة التفسير لابن تيمية وقارن بالتفسير والمفسرون ص236 ج1، والثعلبي الذي ذكره ابن تيمية هو أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري"-427هـ" وتفسيره "الكشف والبيان عن تفسير القرآن".
وطبع أخيرًا عدة مرات في دار الفكر بلبنان.
وقد اختصر الأستاذ أحمد محمد شاكر تفسير ابن كثير. اختصارًا دقيقًا اجتهد فيه في المحافظة على مزايا هذا التفسير، من حيث تفسير القرآن بالقرآن، ثم بالسنة الصحيحة، كما حافظ على عبارة ابن كثير في بيان معاني الآيات ومقاصدها وحذف الأسانيد والإسرائيليات، والأحاديث الضعيفة، وما تكرر من الأحاديث الصحيحة، وفروع الفقه؛ ليكون مرجعًا متوسطًا للجيل المسلم، وسماه "عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير"، وقد صدر منه خمسة أجزاء، طبعت في دار المعارف بمصر.
وللشيخ محمد علي الصابوني "مختصر تفسير ابن كثير":
حذف أسانيد الأخبار وخرجها وهذبه ونقحه وعَلَّقَ عليه فخرج في ثوب قشيب في ثلاثة أجزاء كبيرة في طبعته الأولى سنة 1393هـ في دار القرآن ببيروت. وطبعته الثانية سنة 1399هـ.
4-
الدر المنثور في التفسير بالمأثور:
للحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الشافعي "849 - 911هـ"، جمع السيوطي في درره ما ورد عن السلف في التفسير؛ فأخرج فيه عن البخاري ومسلم والنسائي والترمذي وأحمد وأبي داود والطبري وغيرهم، ولم يتصد للترجيح أو التعقيب، كما أنه لم يبين الصحيح من الضعيف، والكتاب جيد جامع لم يخرج عن طريقة التفسير بالمأثور؛ إلا أنه بحاجة إلى بيان ما ضعف من المنقول. طبع الكتاب في ست مجلدات كبيرة.
وهناك كتب كثيرة في التفسير بالمأثور لا يتسع المقام للتفصيل فيها، ككتاب "بحر العلوم" لأبي الليث السمرقندي "-373هـ".