الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فإلى مزيد من الاعتناء بتراث أمتنا وحفظه وتحقيقه ونشره؛ لعلنا نستعيد مكانتنا العلمية الرفيعة، ونبني مجد أمتنا كما بنى الآباء والأجداد؛ فيتم الخلف ما قد بدأه السلف، وعيوننا متعلقة بهذا الرعيل الصاعد وآمالنا معقودة عليه.
المكتبة ونظامها
وفهارسها
المكتبة ونظامها
…
ثامناً: المكتبة ونظامها وفهارسها.
أ- المكتبة ونظامها: 1
كانت المكتبة في الإسلام نواة للجامعات والمعاهد العليا العليا، تقوم بمهمة المعاهد ودرو العلم في العصر الحديث كما تقوم بدور المكتبة في عصرنا الحاضر؛ من حيث تسهيل مطالعة القراءة فيها، ووضع أهم المؤلفات بين أيديهم، وتيسير سبل الاطلاع بالإعارة الداخلية والخارجية وما يلحق بذلك.
ولأهمية الدور العظيم الذي كانت تقوم به المكتبة الإسلامية في العصور الغابرة اهتم المسؤولون ببنائها، المعد لاستقبال أفواج القراء وطلاب العلم والعلماء؛ فشيدت أمهات المكتبات على طراز خاص يضم غرفًا واسعة متعددة تربط بينها أروقة فسيحة، وممرات عريضة، وكانت الكتب توضع على الرفوف المثبتة بجوار الجدران. وخصصت بعض الحجرات للمطالعة، وبعضها للنسخ والترجمة، وبعضها للحلقات العلمية والمناظرات، وقد أثثت جميع الغرف تأثيثًا جيدًا مريحًا، وفرشت أرضها بالبسط والحصير، وكان للنوافذ والأبواب ستائر جميلة تدفع حر الشمس عن القراء، وعلى مدخل المكتبة ستارة سميكة تمنع دخول الهواء البارد في الشتاء إلى غرف المكتبة المختلفة، قال
1 للتوسع في هذا الموضوع راجع كتاب تاريخ التربية الإسلامية للدكتور أحمد شلبي ص147-178، وكتاب خزائن الكتب العربية في الخافقين الجزء الثالث.
المقريزي: إن دار الحكمة بالقاهرة لم تفتح أبوابها للجماهير؛ إلا بعد أن فرشت وزخرفت وعلقت على جميع أبوابها وممراتها الستور، وأقيم قوام وخدام وفراشون وغيرهم رسموا بخدمتها1.
وقد كان النظام في جل المكتبات الغسلامية أن توزع الكتب على الحجرات حسب موضوعاتها: غرفة للعربية وعلومها، وغرفة للفقه، وأخرى للحديث وهكذا، وقد تضم بعض الغرف خزائن لأكثر من علم.
وكانت الكتب توضع على الرفوف، ينضد بعضها فوق بعض؛ حيث يكون القطع الكبير في أسفلها والقطع الصغير فوقه؛ حتى لا يختل نظمها، ويكثر تساقطها؛ لهذا كانوا يكتبون عنوان الكتاب واسم مؤلفه على أطراف الصفحات مجتمعة -أي على سمك الكتاب- بحيث تكون أطراف الحروف العليا تجاه أول الكتاب، وتنضد الكتب بعضها فوق بعض ويجعل الجانب الذي عليه الكتابة في الجهة الخارجية للرف ليواجه المطالعين؛ فتسهل معرفته والاستفادة منه. وقد يكتب عنوان الكتاب واسم مؤلفه على أطراف الورق الثلاثة للكتاب، أما الكتب النفيسة، أو الكتب غير المجلدة، أو التي يخشى عليها لضعف ورقها؛ فغالبًا ما كان يحفظ كل كتاب منها في صندوق صغير أوسع من الكتاب بقليل، مصنوع من الجلد أو الورق المقوى الغليظ؛ وحينئذ يكتب عنوان الكتاب واسم مؤلفه على جانب الصندوق2.
1 تاريخ التربية الإسلامية ص148 عن الخطط للمقريزي ص408 ج1.
2 وقد رأينا بعض هذه الصناديق، ومنها ما قد زين بزخارف جميلة ولون بألوان متناسقة جذابة، وقد حرص القدامى على هذه المؤلفات؛ فزودوا صناديق هذه الكتب بشرائط من القماش؛ فإذا أدخل الكتاب في صندوقه دخل الشريط أمامه وبقي بعضه خارج الصندوق، وما عليك حين تريد إخراج الكتاب إلا أن تمسك بطرف الشريط وتجذبه برفق فيخرج الكتاب بسهولة ويسر.
ولا يزال عدد كبير من هذه المجلدات القديمة محفوظا في دار الكتب الظاهرية بدمشق ودار الكتب المصرية وغيرهما ضمن صناديقها على حالها التي كانت عليه في تلك العصور.
وكانت رفوف الكتب مفتوحة، والكتب في متناول الجميع، يستطيع أي مطالع أن يتناول الكتاب الذي يريده. وإذا عسر عليه معرفة موضع كتاب ما يستعين بالموظف المناول فيرشده ويساعده. وكانت بعض غرف المكتبة لا تخلو من رفوف مغلقة على بعض الكتب النادرة مخافة تلفها أو تساقط بعض أوراقها، ويستطيع المطالع أن يستفيد منها بإذن من المشرف على المكتبة، وبذا يتاح له استخراجها والمطالعة فيها.
وكان يشرف على المكتبة هيئة من المسؤولين؛ أعلاهم أمين المكتبة، أو خازن المكتبة، ولم يكن عمل الخازن إداريًا فحسب؛ بل كان علميًا وإداريًا في آن واحد؛ ولهذا اختير لشغل مناصب خزانة المكتبة أو أمانتها جماعة من فحول العلماء ومشاهير الأدباء؛ كسهل بن هارون وسعيد بن هارون وسلم خزنة بيت الحكمة ببغداد. وكان سلم حكيمًا فصيحًا شاعرًا، ولسهل عدة مؤلفات، وكان سعيد فصيحًا مترسلًا، له عدة مؤلفات. وقد أعد علي بن يحيى المنجم مكتبة الفتح بن خاقان، وقد كان أديبًا يميل إلى أهل الأدب، ويعتني بأمورهم وكان من خاصة ندماء المتوكل، وفي دار الحكمة بالقاهرة تولى منصب الخازن علي بن محمد الشابشتي، الذي عرف بالاطلاع الواسع، وبالمعشر اللطيف حتى صار جليس الخليفة العزيز بالله العبيدي، وله مؤلفات حسنة.
وقد بلغ خزنة المكتبات مبلغًا رفيعًا من العلم والمعرفة وسعة الاطلاع؛ حتى إن المؤرخ المشهور والعالم الكبير ابن مسكويه كان
خازنًا لمكتبة الوزير ابن العميد1.
وحق لهذا المنصب أن يتوالاه إلا أكابر العلماء والأدباء؛ لأن الخازن يمد المكتبة ببنات أفكار العلماء ومؤلفاتهم الجديدة، ويشرف على الفهارس وسحن تنظيمها، وييسر للعلماء والقراء الحصول على ما يريدون، ويسهل لهم ما يطلبون؛ هذا إلى جانب محافظته على الكتب من التلف والضياع وغير ذلك؛ كل هذه الأمور تراعيها الدول في العصر الحاضر؛ فتختار الأمناء من المثقفين والمتخصصين؛ ليحسنوا شغل هذا المنصب، ويرعوه حق رعايته.
وكان الغالب في المكتبات أن يتولى الإشراف عليها خازن واحد؛ ولكن ضخامة بعض المكتبات وكثرة روادها اضطر المسؤولين إلى تعيين خازنين أو أكثر، أو تعيين خازن ومساعد له.
ومن أبرز ما يسترعي الانتباه في المكتبات الإسلامية جماعة النساخ، وهؤلاء النساخ أشبه بقسم الطبع والنشر في دور الكتب المعاصرة؛ إذ أن وسائل الطباعة الحديثة لم تكن معروفة بعد، وعرف النساج بجودة الخط، وحسن الضبط والإتقان؛ فكانت تدفع إليهم المؤلفات الحديثة لنسخوا منها نسخة أو أكثر يزودون بها مكتبتهم. وقد اتبعوا قواعد خاصة في النسخ تتعلق بالوق والحبر ولونه وعدد الأسطر في كل صفحة وغير ذلك مما له صلة بحسن اخراج المؤلف على وجه يليق به.
وإلى جانب النساخ ظهر المترجمون في أمهات المكتبات الإسلامية، ووصلت الترجمة إلى ذروتها في بيت الحكمة في عهد الرشيد والمأمون؛ حيث ترجمت بعض الكتب من الفارسية وغيرها إلى اللغة العربية.
1 انظر تاريخ التربية الإسلامية للدكتور أحمد شلبي ص160 عن تجارب الأمم ص224 ج6.
وما لبث أن اختفى المترجمون من المكتبات وتوقف نشاط الترجمة تقريبًا في عهد الواثق، ولعل مرد ذلك تقدم المسلمين في المجال العلمي مما أغناهم عن الاشتغال بتراث غيرهم.
وقد ألحق بقسم النساخ والمترجمين المجلدون الذين يقومون بتجليد ما ينسخه النساخ والمترجمون، كما يقومون بترميم وإصلاح ما يطرأ على الكتب من كثرة الاستعمال، وقد تقدم التجليد عند المسلمين من حالته البسيطة إلى أرفع درجاته وأحلى زخارفه ونقوشه.
ويساعد الخازن في عمله فئة عرفت بالمناولين، وتقتصر وظيفة المناول على إرشاد المطالع إلى موضع الكتب ي الرفوف؛ إذا تعذر عليه معرفة مكانها، أو إحضار ما يطلبه القراء من الكتب إلى أماكن قراءتهم، ومن هنا يتبين لنا أن عملهم يدور بين القراء والكتب فهو دون عمل الخازن، ويرتقي عن عمل المستخدمين المسؤولين عن نظافة المكتبة وأثاثها.
وأما استعارة الكتب؛ فقد عرفت منذ زمن بعيد يعود إلى أواخر عصر الصحابة وأوائل عصر التابعين؛ فكان يستعير طلاب العلم بعضهم من بعض الأجزاء أو المجالس للنسخ والمقابلة والتصحيح، كما كان العلماء يتبادلون الكتب فيما بينهم، وقد حظيت اعارة الكتب واستعارتها بآداب جمة تدل على رفعة الأخلاق الإسلامية وشمولها جميع الميادين1؛ فيكره لمن عنده كتاب أن يحبسه عن أهل العلم، كما
1 يظهر هذا في بعض أقوالهم وأشعارهم. من هذا ما أنشده أبو الحسين علي بن أحمد بن يحيى الجوردكي لنفسه بالبصرة:
يا من يروم كتابي
…
لنسخه إن أراده
أو رغبة في اطلاع
…
يبغي بذاك الزيادة
توق فيه خصالا
…
تسويده وفساده
=
يكره للمستعير أن يتأخر في رده، وفي هذه يقول الإمام الزهري:
ونل مرادك منه
…
بالفكر والاستعادة
فالعلم للمرء يحيى
…
تاموره وفؤاده
لا تقصدن التواني
…
أمانة كالقلادة
إذا فرغت فأسرع
…
به إلى الإعادة
حرمت تأخير أصلي
…
من غير عذر أكاده
فحبسه فعل سوء
…
وسرعة الرد عاده
رواه شيخ مفن
…
عن معمر عن قتاده
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي "ص49: آ" ف 495 من تحقيقي سهل الله تعالى إتمامه.
وبوب الخطيب البغدادي فصلًا بعنوان شكر المستعير للمغير ذكر فيه حديث أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" وحديث الأشعث بن قيس الكندي أنه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أشكر الناس لله أشكرهم للناس".
وحديث عبد الله بن عمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من اصطنع إليكم معروفًا فجازوه؛ فإن عجزتم عن مجازاته؛ فاعدوا له حتى يعلم أنكم قد شكرتم، فإن الله شاكر يحب الشاكرين". الجماع لأخلاق الرواي وآداب السامع و 49: ب فقرة 499- 501. الحديث الأول محفوظ عن أبي هريرة: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، وهو حديث حسن أخرجه الترمذي، والحديث الثاني حديث صحيح أخرجه أحمد والطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان وغيرهم عن الأشعث بن قيس وغيره. انظر الجامع الصغير ص42 ج1. ومعنى الحديث الثالث صحيح، وشتهد لطلب الدعاء لصانع المعروف طرق كثيرة صحيحة. انظر الفتح الكبير ص209 ص 3 والجامع الصغير ص174 ج2.
وقال بعض الشيوخ:
قد رددنا إليك أصلحك الله
…
مع الشكر ما استعرناه منكا
ورأيناك أحسن الناس صبرًا
…
واحتمالًا لما حبسناه عنكا
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، و 49: ب فقرة 502.
إياك وغلول الكتب. قيل: وما هو؟ قال: حبسها1.
وقال الفضيل بن عياض: ليس من فعل أهل الورع. ولا من فعال العلماء أن يأخذ سماع رجل وكتابه فيحبسه عليه، ومن فعل ذلك؛ فقد ظلم نفسه2.
ويروى عن الجاحظ في هذا المقام هذان البيتان:
أيها المستعير مني كتابًا
…
ارض لي فيه ما لنفسك ترضى
لا ترى ردًا ما أعرتك نقلًا
…
وترى رد ما استعترك فرضا3
وأنشد بعضهم:
أيها المستعير مني كتابًا
…
إن رددت الكتاب كان صوابا
أنت والله إن رددت كتابًا
…
كنت أعطيته أخذت كتابا4
وقد كتب أبو بكر أحمد بن الحسين القطان على ظهر كتابه:
يا مستعير كتابي إنه علق
…
بمهجتي علق المحبوب بالمهج
انسخ واردده في حل وفي سعة
…
وأنت في حبسة في أضيق الحرج5
وكره العلماء أن يجعل المستعير ما استعاره رهنا لدين، أوأن يعيره لغيره إلا بإذن مالكه، أو أن يكتب في هامشه وحواشيه؛ إلا إذا أذن له المعير، وغير ذلك6.
1و2 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ورقة 48: 2 فقرة 483و 486.
3 المرجع السابق ورقة 48: ب فقرة 488.
4 الجامع لأخلاق الراوي ورقة 48 فقرة 494.
5 المرجع السابق ورقة 49: آ - ب فقرة 498.
6 انظر كتاب الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي مخطوط بليدة الإسكندرية ورقة 48 وما بعدها.
وكان بعضهم يستوثق لكتبه المعارة برهن، ولا يعيرها إلا به. وفي هذا المعنى قال بعضهم:
أعر الدفتر للصاحب بالرهن الوثيق
…
إنه ليس قبيحًا أخذ رهن من صديق1
ولأبي القاسم علي بن الحسن القطيعي أبيات تبين منزلة الكتاب من صاحبه، يختمها بتوثيق إعارتها بالرهن الثمين؛ فيقول:
جل قدر الكتاب يا صاح عندي
…
فهو أغلى من الجواهر قدرا
لست يومًا معيره من صيدق
…
لا ولا من أخ أحاذر غدرا
ما على من يصونه من ملام
…
بل له العذر فيه سرًا وجهرا
لن أعير الكتاب إلا برهن
…
من نفيس الرهون تبرًا ودرا2
وكما كانت الاستعارة معروفة بين اهل العلم؛ فقد عرفت الاستعارة الخارجية أيضًا في المكتبات، وكانت تتم مقابل ضمان أو تأمين3،
1 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ورقة 48: ب فقرة 493.
2 الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع ورقة 48: ب فقرة 492.
3 قال تاج الدين السبكي المتوفى سنة 771هـ في خازن الكتب: وحق عليه الاحتفاظ بها، وترميم شعثها، وحبكها عند احتياجها للحبك، والضنة بها على من ليس من أهلها، وبذلها للمحتاج إليها، وأن يقدم في العارية الفقراء الذي يصعب عليهم تحصيل الكتب على الأغنياء، وكثيرًا ما يشترط الواقف ألا يخرج الكتاب إلا برهن يحرز قيمته، وهو شرط صحيح معتبر؛ فليس للخازن أن يعير إلا برهن.. معيد النعم ومبيد النقم ص111.
وقد يعفى المعروفون من العلماء وأفاضل الناس من ذلك، وكانت الإعادرة تقيد بمدة معينة ليس للمستعير أن يتجاوزها1، وعلى المستعير أن يحرص على ما يستعيره ويحافظ عليه حرصه ومحافظته على ماله.
وبهذا فقد أدت المكتبات الإسلامية رسالتها فيما مضى، وحققت الغايات النبيلة السامية من إنشائها واستمرارها؛ فكان لها الفضل العظيم في حفظ التراث العلمي، ونشره وتعميمه، وتسهيل التبادل الثقافي، وكست المعرفة، وتعميق الاطلاع، وتثقيف الناشئة، والأخذ بأيدي طلاب العلم إلى ماورده وينابيعه، والكشف عن كنوزه وأسرراه؛ فقامت المكتبات الإسلامية- بحق- بما تقوم به اليوم المؤسسات العلمية والجامعات بما لديها من مختلف وسائل المعرفة الحديثة بما يناسب روح العصر ووسائله.
ففي المكتبة العامة الحديثة في هذا العصر قاعة كبيرة تتسع أحيانًا لمئات القراء فيها المقاعد المنتظمة، تحمل أرقامًا مسلسلة. وفي القاعة مسؤول أو أكثر، يطلب الكتاب في الاستعارة الداخلية عن طريق هؤلاء الموظفين، ويسترشد بهم. وللمكتبة أمين خازن أو محافظ وهو رأس المكتبة، يساعده في عمله عدد من المساعدين والموظفين، وفيها المناولون وهم همزة الوصل بين مخازن المكتبة والقراء.
وفي المكتبة اليوم قاعة كبيرة للمؤلفين والباحثين تضم أمهات المصادر والمراجع تكون قريبة منهم وفي متناول أيديهم2، وقد ترى
1 انظر تاريخ التربية الإسلامية ص156.
2 كدار الكتب المصرية بالقاهرة ومكتبة الأزهر، ودار الكتب الظاهرية، ودار الكتب الوطن وغيرها.
لكل علم أو علمين قاعة خاصة مزودة بمصادر ذلك العلم1.
وتجد في المكتبات الكبيرة أقسامًا خاصة بالكتب المخطوطة، يلحق بها كل ما يساعد على تصوير الكتب وتكبير الأفلام، وحفظ الشرائح وغير ذلك مما يقدم خدمات للقراء وأهل العلم.
كما ترى في المكتبة الحديثة موظفين متخصصين في شئون المكتبات وفهارسها، تكون كل فئة جهازًا مكتبيًا فعالًا، له أثره في تقدم المكتبة، وتيسير المطالعة على القراء والباحثين؛ فهناك قسم التزويد الذي يهتم بكل ما يصدر حديثًا وزود المكتبة به، وقسم الفهارس الذي يتولى تصنيف الكتب وفهرستها حسب موضوعاتها، كما يتولى وضع فهارس المكتبة المختلفة، وفي المكتبات الحديثة قسم الإرشاد وهو القسم الذي يتولى إرشاد المطالعين إلى مواضع الكتب التي يريدونها. وغير ذلك من الأقسام الكثيرة التي تتضافر من أجل خدمة رواد المكتبة وطلاب المعرفة. هذا سوى الأقسام الإدارية الأخرى التي لا صلة لها بالقراء.
ويلحق بالمكتبة الحديثة مطبعة تتولى نشر الكتب التي تقوم بتحقيقها لجان خاصة بذلك، وهيئة مكتبية متفرغة للانتاج العلمي، كما هو شأن دار الكتب المصرية بالقاهرة2 وغيرها من دور الكتب العربية والأجنبية.
1 كدار الكتب المصرية بالقاهرة.
2 لقد أدت دار الكتب المصرية ومطبعتها خدمات جليلة في نشر العلم وإحياء بعض المخطوطات في هذا العصر؛ فطبعت كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي 600-671هـ، وكتاب معرفة علوم الحديث للحاكم 405هـ والأغاني للأصفهاني وغيرها من أمهات الكتب في مختلف العلوم.