الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتفسير أبي إسحاق الثعلبي النيسابوري "- 427هـ"1، وتفسير ابن عطية الأندلسي الغرناطي "-546هـ"، وكتاب "الجواهر الحسان في تفسير القرآن" لأبي زيد عبد الرحمن بن محمد الثعالبي الجزائري "876هـ".
1 لا بد لنا من أن نُنَبِّهَ أن هذا الكتاب محشو بالإسرائليات وبقصص الأمم الغابرة، وبالأحاديث الضعيفة من غير أن يشير إلى درجتها
…
ومن ثم نقده بعض العلماء نقدًا مريرًا.
ب -
أهم مصادر التفسير بالرأي "بالمعقول
": 1
5-
الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل:
للإمام أبي القاسم محمود بن عمر الخوارزمي الزمخشري، الملقب بجار الله "467- 538هـ"، وقد اشتهر هذا التفسير بين أهل العلم بالكشاف وهو من أشهر تفاسير المعتزلة، وإذا نظرنا إلى هذا التفسير بعيدا عما فيه من الاعتزال حكمنا أنه "لم يسبق مؤلفه إليه، لما أبان فيه من وجوه الإعجاز في غير ما آية من القرآن، ولما أظهر فيه من
1 والمقصود من التفسير بالرأي -التفسير الممدوح عند العلماء لا التفسير المذموم- تفسير القرآن الكريم في ضوء معرفة المفسر للقرآن الكريم والسنة الطاهرة، مجتهدًا فيما لم يرد فيه تفسير بالاستعانة بمناحي أقوال العرب وألفاظ العربية، ووجوه دلالتها، واستعمال العرب لها في مختلف تلك الوجوه في أشعارهم وخطبهم، هذا إلى جانب جميع الخصائص التي يجب أن تتوفر في المفسر من معرفة كتاب الله وناسخه ومنسوخه وأسباب النزول، والقراءات، إلى جانب تَبَصُّرِهِ بالعربية وعلومها، وأصول الفقه والفقه وغير ذلك، وليس المقصود من التفسير بالرأي التفسيرَ بالهوى وفق الميول والشهوات كما يفعل بعض الفرق الضالة وبعض المنحرفين.
جمال النظم القرآني وبلاغته. وليس كالزمخشري من يستطيع أن يكشف لنا عن جمال القرآن وسحر بلاغته، لما برع فيه من المعرفة بكثير من العلوم؛ لا سِيَّمَا ما برز فيه من الإلمام بلغة العرب، والمعرفة بأشعارهم، وما امتاز به من الإحاطة بعلوم البلاغة والبيان والإعراب والأدب، ولقد أضفى هذا النبوغ العلمي والأدبي على تفسير الكشاف ثوبًا جميلًا لَفَتَ إليه أنظار العلماء وعلق به قلوب المفسرين"1 وقد استفاد من تفسير الزمخشري جل المفسرين الذين جاءوا بعده حتى من كان من أهل السنة، ولا شك في أن الزمخشري نحا في تفسيره سبيل الانتصار لآراء المعتزلة ومذهبهم2 ولولا المسائل الاعتزالية التي فيه، ولولا تلك الروح الغالبة عليه؛ لكان هذا التفسير في طليعة التفاسير
1 التفسير والمفسرون ص433 ج1.
2 ومثال هذا أنه قال عند تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
…
} "فإن قلتَ: ما الإيمان الصحيح؟ قلتُ أن يعتقد الحق، ويعرب عنه بلسانه ويصدقه بعمله؛ فمن أَخَلَّ بالاعتقاد وإن شهد وعمل فهو منافق، ومن أخل بالشهادة فهو كافر، ومن أخل بالعمل فهو فاسق""الكشاف ص39 ج1"، تراه يفسر الإيمان بما يثبت به المنزلة بين المنزلتين وهي منزلة الفاسق بين منزلة المؤمن ومنزلة الكافر؛ فينفي الإيمان عن سليم العقيدة ما دام أنه قد أخل بواجب العمل.
ومثال آخر من تفسيره في قوله تعالى {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} يقول الزمخشري: وإسناد الرزق إلى نفسه للإعلام بأنهم ينفقون الحلال المطلق الذي يستأهل أن يضاف إلى الله، ويعلق الشيخ الزرقاني عليه فيقول: وهذا إيماء ورمز إلى أن الرزق الحلال من الله، وأن الرزق الحرام من العبد. ويرد عليه أهل السنة بقوله سبحانه {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} فالله هو الخالق الرزاق لا غيره؛ سواء أكان الرزق حلالًا أم حرامًا، عن مناهل العرفان في علوم القرآن ص539 ج1.
الكبرى لما فيه من الفوائد الجليلة، في مختلف علوم الشريعة واللغة، ومن ثم؛ فقد كانت تلك الروح الغالبة على تفسير الزمخشري السبب الأول في تصدي كثير من المفسرين وغيرهم للرد عليه ردًا عنيفًا في كثير من المسائل الاعتقادية التي خالف فيها المعتزلة أهل السنة1. ومما تجب الإشارة إليه أنه ذكر في نهاية كل سورة حديثًا في فضلها وثواب قارئها؛ إلا أن جل ما ذكره ضعيف أو موضوع. وقد طبع هذا التفسير في أربعة أجزاء كبيرة، وطبع على هامشه عدة كتب، منها كتاب "الكافي الشافي في تخريج أحاديث الكشاف" للإمام شيخ الإسلام شهاب الدين بن حجر العسقلاني "- 852هـ". وذلك سنة "1365هـ -1946م".
بتحقيق مصطفى حسين أحمد؛ ولهذا التفسير طبعات أخرى.
6-
البحر المحيط:
للإمام النحوي المفسر أثير الدين أبي عبد الله محمد بن يوسف بن علي "ابن حيان" الأندلسي الشهير بأبي حيان "654 - 745هـ" يُعَدُّ هذا الكتاب المرجع الأول للوقوف على وجوه إعراب ألفاظ القرآن الكريم؛ حتى إنه أكثر من المسائل النحوية وذكر الخلاف بين أهلها، ولم يقصر أبو حيان في ذكر وجوه القراءات وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، ومذاهب الفقهاء، وأقوال السلف، وكثيرًا ما يحيل على كتب الفقه والنحو، ويذكر ما في الآيات من علم البيان والبديع؛ فيبدأ بذكر مفردات الآية جملة، ويبين جميع ما أسلفنا من نحو وفقه وبيان، ثم يشرحها بعبارة موجزة بليغة، كما أنه ينقل أحيانًا عن بعض مؤلفات من سبقه؛ فجاء تفسيره جامعًا ولو غلبت عليه الناحية النحوية2.
1 انظر التفسير والمفسرون ص454 - 474 ج1.
2 طبع الطبعة الأولى في ثماني مجلدات كبيرة سنة 1328- 1329هـ في مطبعة السعادة بمصر وطبع على هامشه تفسيران موجزان "النهر الماد من البحر" لأبي حيان و "الدرر اللقيط من البحر المحيط" لتلميذ أبي حيان الإمام تاج الدين أبي محمد أحمد بن عبد القادر القيسي النحوي "682 - 749هـ".
7-
مفاتيح الغيب:
للإمام فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن الرازي "544 - 606هـ"، هذا التفسير كبير ضخم طبع في اثنين وثلاثين جزءًا، يعد من أكبر كتب التفسير بالرأي؛ بل أكبرها، وهو كتاب جليل جامع، يمتاز على غيره بالأبحاث الفياضة في شتى العلوم، يذكر مناسبة السورة مع غيرها، ثم يذكر المناسبات بين الآيات1، كما يكثر من الاستطراد في العلوم الكونية وعلم الكلام، ويعرض لأقوال الفلاسفة ويناقشها ويردها بما يتفق ومذهب أهل السنة "منتصرًا للأشاعرة"2، ويكثر الاستنباط والكشف عن أسرار الآيات؛ فكثيرًا ما يقول "الاستنباطات العقلية لسورة كذا.." ولا يكاد يمر بآية من آيات الأحكام إلا ويعطيها حقها من البحث وذكر مذاهب الفقهاء واستنباطاتهم وأدلتهم، وقد يدعوه البحث إلى الاستطراد في بعض المسائل الأصولية والنحوية والبلاغية ويتوسع فيها توسعًا غير
1 انظر على سبيل المثال سورة الفاتحة في تفسير {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .
2 إنه لا يدع فرصة تمر دون أن يعرض لمذهب المعتزلة؛ فيذكر أقوالهم ويفندها ويرد عليها، ويستفرغ وسعه في عرض دليل الخصم ومذهبه، ثم يرد عليه؛ ولكن بعضهم يرى أن رده لا يكون كافيًا شافيًا. انظر لسان الميزان ص427 ج4 وقارن ب "التفسير والمفسرون" 294 ج1.
وقال ابن تيمية في صنيع الرازي: ".. وينصر الإسلام وأهله في مواضع كثيرة، كما يشكك أهله ويشكك غير أهله في أكثر المواضع. وقد ينصر غير أهله في بعض المواضع؛ فإن الغالب عليه التشكيك والحيرة، أكثر من الحزم والبيان." مجموع فتاوى ابن تيمية من 213 - 214 ج16.
مخل، كما أنه لم يقصر في تفنيد مذاهب وأقوال بعض الفرق الضالة في مواضعها المناسبة من كتابه،.. وغير ذلك مما رأى الرازي أنه يستوفي الغرض المطلوب من تفسيره؛ ولكن المنية اخترمت الإمام الرازي قبل أن يتم تفسيره؛ فأتمه بعض من جاء بعده، متبعًا أسلوبه ومنهجه، من غير أن يشير إلى الموضع الذي انتهى إليه الرازي؛ لهذا اجتهد العلماء في تحديد ذلك والوقوف عليه. طبع الكتاب كاملًا مرارًا وحقق إحدى طبعاته الأستاذ محمد محيي الدين عبد الحميد سنة "1352هـ"1.
8-
فتح القدير في الجمع بين الرواية والدراية في التفسير:
للإمام المحدث المفسر الفقيه محمد بن علي بن محمد الشوكاني الصنعاني"1173 - 1250هـ". وهذا الكتاب من أحسن الكتب التي جمعت بين التفسير بالدراية والتفسير بالرواية2، ويعد أصلًا من أصول التفسير، وقد استفاد من كتب السابقين وأضاف عليها، واجتهد في بعض المسائل، وخالف بعض العلماء فيها، وطريقته في التفسير أنه يذكر الآيات، ثم يفسرها تفسيرًا معقولًا، وكثيرًا ما ينقل عن أصحاب كتب التفسير، ويذكر القراءات المتعددة وقراءها. كما
1 درس أخونا الأستاذ محمد صالح الزركان رحمه الله الإمام الرازي دراسة وافية في رسالته "الرازي وآراؤه الفلسفية والكلامية" التي نال بها درجة الماجستير من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وقد طبعت سنة 1392هـ - 1972م بدار الفكر في بيروت.
2 عَدَّ بعض المؤلفين هذا الكتاب في جملة كتب التفسير التي صنفها علماء الزيدية من الشيعة؛ ولكنك لن ترى فيه ما يخرج عن عقيدة السلف، ولن ترى فيه أي تعصب للزيدية، وقد أشار الأستاذ محمد حسين الذهبي إلى أن هذا الكتاب لا يعطي الصورة الواضحة للتفسير عند الإمامية الزيدية. انظر التفسير والمفسرون ص299 ج2.
يعتمد على أقوال اللغويين وينقل عنهم ويتعرض لإعراب كثير من الألفاظ ويذكر مذاهب الفقهاء في آيات الأحكام كما يذكر أدلتهم، وكثيرًا ما يرجح قولًا على غيره أو يدلي برأيه في المسألة، وهو أهل لذلك، وفي ختام المطاف من تفسير بعض الآيات يذكر الأحاديث والأخبار التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن السلف في تفسير تلك الآيات. ومما يؤخذ عليه أنه يذكر بعض الأخبار الضعيفة ويذكر من أخرجها من غير أن يشير إلى درجة الخبر، ويترك للقارئ أن يراجع تلك الأصول ليقف على درجة تلك الأخبار، وليته نص على درجتها -وهو من أهل الحديث- ليسهل على القارئ معرفة حقيقتها ودرجتها، هذا إلى جانب سكوته عن بعض أخبار لم تثبت عند أهل السُّنَّة، وهي لا تخفى على أهل العلم. ومع هذا؛ فالكتاب قيم ممتاز يسد فراغًا كبيرًا في المكتبة الإسلامية، لما جمع من الميزات الكثيرة التي لم تجتمع كاملة في غيره من التفاسير. طبع الكتاب في خمس مجلدات بمصر. وتكرر طبعه.
9-
تفسير القاسمي المسمى "محاسن التأويل":
لعلامة بلاد الشام الشيخ محمد جمال الدين القاسمي"1283 - 1332هـ 1866 - 1914م": وهو كتاب قَيِّم جامع يضم فوائد جليلة، ويوقف الباحث على دقائق فريدة، قال القاسمي رحمه الله تعالى في مقدمة تفسيره "
…
أودعه ما صفا من التحقيقات، وأوشحه بمباحث هي المهمات، وأوضح فيه خزائن الأسرار، وأنقد فيه نتائج الأفكار، وأسوق إليه فوائد التقطتها من تفاسير السلف العابر، وفرائد عثرت عليها في غضون الدفاتر، وزوائد استنبطتها بفكري القاصر، مما قادني الدليل إليه، وقوى اعتمادي عليه، وسيحمد السابح في لججه، والسائح في حججه، ما أودعته من نفائسه الغريبة البرهان، وأوردته
من أحاديثه الصحاح والحسان، وبدائعه الباهرة للأذهان؛ فإنها لباب اللباب، ومهتدى أولي الألباب، ولم أطل ذيول الأبحاث بغرائب التدقيقات؛ بل اخترت حسن الإيجاز في حل المشكلات. اللهم إلا إذا قابلت فرسان مضمار الحق جولة الباطلات؛ فهناك تصوب أسنة البراهين نحو نحور الشبهات
…
لا قدرة لأحد على استيفاء جميع ما اشتمل عليه الكتاب، وما تضمنه من لباب الألباب؛ لأنه منطوٍ على أسرار مصونة، وجواهر حكم مكنونة، لا يكشفها بالتحقيق إلا من اجتباه مولاه، ولا تتبين حقائقها إلا بالتلقي عن خيرته ومصطفاه.
وقد حليت طليعته بتمهيد خطير1، في مصطلح التفسير، وهي قواعد فائقة، وفوائد شائقة، جعلتها مفتاحًا لمغلق بابه ومسلكا لتسهيل خوض عبابه، تعين المفسر على حقائقه، وتطلعه على بعض أسراره ودقائقه"2. والحق أن القاسمي رحمه الله وفى بكل ما جاء في هذا التمهيد؛ فكشف عن كثير من أسرار آيات الذكر الحكيم، وبَيَّن مذاهب الفقهاء في آيات الأحكام بأسلوب واضح مشرق، كما عزا الأحاديث والأخبار إلى مخرجيها، ومما يتميز به كتابه أنه حين ينقل عن العلماء بعض أقوالهم ينسبها إلى كتبهم؛ مما يسهل على الباحث
1 تناول في هذه المقدمة القيمة قواعد دقيقة جليلة لمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وتكلم في القراءات الشاذة، وفي قصص الأنبياء، كما تناول بالبحث الأحرف السبعة والقراءات، وثمرة اختلاف القراءات وأنواعها، وذهب إلى أن الصواب في آيات الصفات هو مذهب السلف، واختتم هذه المقدمة الحافلة بالعلوم؛ ببيان أن القرآن الكريم قد انطوى على البراهين والأدلة، وألحق بذلك بيان شرف علم التفسير ومنزلته، وقد استوعبت هذه المقدمة المجلد الأول بكامله.
2 محاسن التأويل ج1 ص5 -6.
مراجعة ذلك في أصوله. هذا إلى جانب الفوائد العلمية الكثيرة، والتحقيقات الدقيقة التي ضمنها تفسيره؛ فغدا هذا السِّفْر العظيم من أجمع وأعمق مادُوِّن في تفسير القرآن الكريم. وقد طبع في سبعة عشر جزءًا متوسطًا سنة "1376 - 1380هـ" بمصر، وأشرف على طبعه وعزو آياته وأحاديثه محمد فؤاد عبد الباقي.
10-
في ظلال القرآن:
للكاتب الإسلامي الكبير سيد قطب "1906 - 1966م"رحمه الله، إنه لون جديد من التفسير، ومنهج فريد، جمع بين المنقول والمعقول، بأسلوب شائق جذاب يتدفق من قلب استشعر مقاصد القرآن الكريم وغاياته، وأحسن الربط بين سوره وآياته، وفكر غاص على دقائقه ولآلئه؛ فتمثل القرآن الكريم وحاول أن يسطر ما خالج نفسه وروحه1؛ لهذا قد تختلف الآراء في إلحاق
1 قال سيد قطب في مقدمة تفسيره:"في ظلال القرآن، عنوان لم أتكلفه؛ فهو حقيقة عشتها في الحياة؛ فبين الحين والحين كنت أجد في نفسي رغبة خفية في أن أعيش في ظل القرآن فترة، أستروح فيها مالًا أستروحه في ظل سواه. فترة تصلني بالسماء، وتفتح لي فيها نوافذ مضيئة وكوى مشعة، وهي في الوقت ذاته تثبت قدمي في الأرض، وتشعرني أني أقف على أرض صلبة، لا تدنسها الأوحال، ولا تزل فيها الأقدام. وكانت تعن لي في هذه الجولات خواطر متناثرة، خواطر في العقيدة، وخواطر في النفس، وخواطر في الحياة، وخواطر في الناس. كنت أكتفي بأن أعيشها ولا أسجلها؛ فقد كان حسبي أن أعيش هذه اللحظات في تلك الظلال؛ فلما أن صدرت "المسلمون" وكان علي أن أشترك في تحريرها بمقال شهري، ووَدَّ صاحبها الصديق أن لو كان هذا المقال في موضوع مسلسل، أو تحت عنوان دائم
…
قفز إلى ذهني هذا العنوان "في ظلال القرآن"، ووددت لو سجلت هذه الخواطر التي تتوارد علي أحيانًا وأنا أحيا في ظل القرآن؛ ذلك مبدأ القصة ثم طمحت الرغبة، وامتد الأفق إلى محاولة أخرى. ماذا لو عشت فترات في ظل هذا القرآن كله؛ فسجلت كل ما يخالج نفسي، وأنا أستروح هذا الجو العلوي الطليق؟ إنه ليكون كسبًا لا يعدله كسب لروحي أَوَّلًا ولذاتي، وربما شاركني فيه الناس؛ إذا أنا جمعته لهم في كتاب. ووفق الله وسرت في هذا...." مقدمة في ظلال القرآن الطبعة الثانية وقارن بمقدمة الطبعة الخامسة.
هذا التفسير بمنهج من مناهج التفسير المعروفة، وقد ذكر سيد قطب رحمه الله في مقدمته ما يدل على هذا فقال:"وبعد فقد يرى فريق من قراء هذه "الظلال" أنها لون من تفسير القرآن، وقد يرى فريق آخر أنها عرض للمبادئ العامة للإسلام كما جاء بها القرآن، وقد يرى فريق ثالث أنها محاولة لشرح ذلك الدستور الإلهي في الحياة والمجتمع، وبيان الحكمة في ذلك الدستور، أما أنا فلم أعتمد شيئًا من هذا كله، وما جاوزت أن أسجل خواطري، وأنا أحيا في تلك الظلال.
كل ما حاولته ألا أغرق نفسي في بحوث لغوية أو كلامية أو فقهية، تحجب القرآن عن روحي، وتحجب روحي عن القرآن. وما استطردت إلى غير ما يوحيه النص القرآني ذاته من خاطرة روحية أو اجتماعية أو إنسانية، وما أحفل القرآن بهذه الإيحاءات.
كذلك حاولت أن أُعَبِّر عما خالج نفسي من إحساس بالجمال الفني العجيب في هذا الكتاب المعجز، ومن شعور بالتناسق في التعبير والتصوير، ولقد كانت هذه إحدى أماني منذ أن فرغت من كتاب "التصوير الفني في القرآن" قبل ثمانية أعوام -"أي نحو عام 1364هـ"- وسجلت فيه ما بدا لي واضحًا يومذاك: أن التصوير هو القاعدة الواضحة في التعبير القرآني الجميل. كانت إحدى أماني أن يوفقني الله إلى عرض القرآن في هذا الضوء. ثم كمنت هذه الرغبة أو
توارت؛ حتى ظهرت مرة أخرى في هذه الظلال. ولقد سرت في هذا العمل الجديد على أساس عرض كل مجموعة من الآيات التي يربط بينها سبب خاص، ويظللها ظل خاص، في صورة درس قرآني، وقد تكون هذا الآيات ربعًا من القرآن أو أقل أو أكثر، لم أتقيد بهذا على وجه الدقة؛ إنما تقيدت فقط بأن يكون كل "جزء" من أجزاء القرآن الثلاثين في جزء من هذه السلسلة"..
ويسعنا أن نقول بإيجاز: إن سيد قطب عرض الإسلام من خلال تفسير القرآن الكريم عرضًا واضحًا شاملًا لعقيدته، وشريعته، وأخلاقه ومقاصده وغاياته، وبَيَّن انعكاس ذلك وآثاره في الفكر والوجدان والسلوك في جميع مناحي الحياة الفردية والاجتماعية، وجوانبها المختلفة وأحوالها المتعددة المتبدلة، وأَمَدَّ القارئ بالنماذج التطبيقية الخالدة. وقد جمع الكاتب في تفسيره بين عمق البحث وأصالته وشموله، ورشاقة الأسلوب وجمال العرض والتعبير وكان هذا سبب انتشاره واشتهاره بين العامة والخاصة؛ حتى إنه طبع ست مرات في ثلاثين جزءًا متوسطًا.
11-
التفسير الحديث:
للكاتب الإسلامي المعاصر محمد عزة دروزة، عرض في كتابه هذا لتفسير القرآن الكريم حسب أسباب النزول وزمانها، قال في مقدمة كتابه: ولقد رأينا أن نجعل ترتيب التفسير وفق ترتيب نزول السورة؛ بحيث تكون أولى السور المفسرة سورة العلق ثم القلم، ثم المزمل إلى أن تنتهي السور المكية، ثم سورة البقرة؛ فسورة الأنفال إلى أن تنتهي السور المدنية؛ لأننا رأينا هذا يتسق مع المنهج الذي اعتقدنا أنه الأفضل لفهم القرآن وخدمته؛ إذ بذلك يمكن متابعة السيرة النبوية زمنًا بعد زمن، كما يمكن متابعة أطوار التنزيل ومراحله بشكل أوضح وأدق، وبهذا وذاك يندمج
القارئ في جَوِّ نزول القرآن وجو ظروفه ومناسباته ومداه، ومفهوماته، وتتجلى له حكمة التنزيل.
وقد قلبنا وجوه الرأي حول هذه الطريقة، وتساءلنا عَمَّا إذا كان فيها مساس بقدسية المصحف المتداول؛ فانتهى بنا الرأي إلى القرار عليها؛ لأن التفسير ليس مصحفًا للتلاوة من جهة، وهو عمل فني أو علمي من جهة ثانية، ولأن تفسير كل سورة يصح أن يكون عملًا مستقلًا بذاته، لا صلة له بترتيب المصحف، وليس من شأنه أن يَمَسَّ قدسية ترتيبه من جهة ثالثة.
ولقد أُثِرَ عن علماء أعلام، قدماء ومحدثين تفسيرات لوحدات وسور قرآنية، ولم نر نقدا لهذا أو ذاك؛ مما جعلنا نرى السير على هذه الطريقة سائغًا؛ لا سيما والقصد منه خدمة القرآن بطريقة تكون أكثر نفعًا، وليس هو الانحراف والشذوذ والله أعلم بالنيات"1.
ومنهجه في تفسيره أن يقدم للسورة بتعريف موجز يبين فيه الخطوط الكبرى التي تدور حولها السورة، وأهم ما امتازت به، وترتيب نزولها، وما فيها من مكي ومدني، ثم يورد المجموعة التي سيفسرها، وقد تكون من آيات كثيرة أو قليلة، تشكل وحدة موضوعية يصح الوقوف عندها من حيث المعنى والسياق، ثم يشرح كلماتها الغريبة شرحًا موجزًا، ويبين مدلول الجملة بعيدا عن الاستطرادات اللغوية، وقد يستغنى عن الشرح مكتفيًا ببيان الهدف والمدلول إذا كانت عبارة الجملة واضحة نظمًا ولغة. ويشير بإيجاز إلى ما روي في مناسبة نزول الآيات، ويكشف عما تحتويه من أحكام ومبادئ، ويربط ما دار حول المجموعة المفسرة من صور ومشاهد من
1 التفسير الحديث ج1 ص8 - 9
السيرة النبوية؛ لأن مثل هذا الربط له أثره البعيد في بيان سير الدعوة، وكثيرًا ما يكشف عن صلة ما يرد في القرآن الكريم -من قصص أو ترغيب أو ترهيب- بالمبادئ والأهداف، ولا يقتصر في بيان القرآن بالقرآن كلما استطاع إلى هذا سبيلًا، ونراه يضع عناوين للموضوعات والتعليقات الهامة التي يتناولها في شرحه وبيانه. ونستطيع أن نقول: إنه حاول أن يعرض الإسلام وسير الدعوة إلى الله عز وجل من خلال القرآن الكريم، طيلة زمن التنزيل الذي استغرق ثلاثة وعشرين عامًا، طبع هذا التفسير في اثني عشر جزءًا وسطًا بين سنتي "1381 - 1383هـ / 1962 - 1964م". في دار إحياء الكتب العربية بالقاهرة.
وكان الأستاذ محمد عزة دروزة قد نشر كتابه "اليهود في القرآن" قديمًا، وصدر له حديثًا كتاب "القرآن والمبشرون" يَرُدُّ فيه على بعض المفاهيم المنحرفة لبعض المبشرين ويوضح الحق بالقرآن.
كما يطبع أيضًا "القرآن والملحدون" يفند فيه بعض شبهات بعض الملاحد تفنيدًا علميًا، ويبرز وجه الحق لا شية فيه.
وإذا انتهى بنا المطاف عند هذا القدر من أمهات كتب التفسير بالمعقول؛ فلا بد لنا من أن ننوه بأن هناك مؤلفات كثيرة لم نذكرها مخافة الإطالة على القارئ، ولم نضرب عن ذكرها لغير ذلك، وهي جليلة وكثيرة، كتفسير البيضاوي1،
1 المسمى بـ "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" لقاضي القضاة ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي الشافعي المتوفى سنة "691هـ" وقيل غير ذلك. وهو تفسير جليل جمع بين التفسير والتأويل على أصول اللغة العربية، وقرر فيه الأدلة على منهاج أهل السنة والجماعة، وقد استفاد من كتب السابقين وخاصة الكشاف، وتجنب ما فيه من الآراء الاعتزالية كما استفاد من تفسير الرازي والراغب الأصفهاني، وما جاء عن الصحابة والتابعين، فأحسن الجمع والعرض، والكشف عن أسرار القرآن الكريم وآياته. وختم كل سورة بما يروى في فضلها من الأحاديث. وما يترتب على قراءتها من الأجر والثواب؛ غير أنه لم يتحر فيها الصحيح؛ بل ذكر الضعيف والموضوع. ومع هذا كله فالكتاب جيد دقيق جامع لكثير من العلوم والمعارف. لقي القبول من العامة والخاصة وحظي بعناية بعض العلماء الذين وضعوا عليه عدة حواش كحاشية الشهاب الخفاجي وحاشية سعدي أفندي وغيرهما طبع الكتاب عدة مرات، كما طبع على هامش تفسير الخطيب الشربيني بالمطبعة الخيرية بمصر.
وتفسير النسفي1، وتفسير الخازن2
…
وتفسير
1 للإمام عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي -نسبة إلى نسف من بلاد ما وراء النهر- الحنفي المتوفي سنة"701هـ"، استفاد النسفي من مصنفات السابقين وأحسن العرض والبيان، وقد ذكر منهجه في مقدمة كتابه فقال:"سألني من تتعين إجابته، كتابًا وسطًا في التأويلات، جامعًا لوجوه الإعراب والقراءات، متضمنًا لدقائق علمي البديع والإشارات، خاليًا بأقاويل أهل السنة والجماعة، خاليًا عن أباطيل أهل البدع والضلالة؛ ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل؛ حتى شرعت فيه بتوفيق الله والعوائق كثيرة، وأتممته في مدة يسيرة، وسميته بمدارك التنزيل وحقائق التأويل"، ولم يَحْشِهِ بالإسرائيليات، وإذا ذكر خبرًا منها أشار إليه وعقب عليه. وقد يسكت عنه أحيانًا؛ فخرج كتابه جليلًا سهلًا دقيقًا وصار بين الناس متداولًا مشهورًا طبع في أربعة أجزاء متوسطة.
2 المسمى بـ "لباب التأويل في معاني التنزيل" للشيخ علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشافعي المعروف بالخازن "678 - 741هـ" اختصر الخازن كتابه من كتاب معالم التنزيل للبغوي وضم إليه بعض ما نقله من تفاسير المتقدمين، وعزا الأخبار إلى مصادرها وحذف الأسانيد ولم يزد على ذلك، كما ذكر في مقدمة كتابه؛ ولكنه توسع في ذكر الإسرائيليات من غير أن يعقب عليها، وأحيانًا يبين ضعف ما ينقل ولكن هذا قليل، وله ولوع بالتوسع في الأخبار التاريخية، كما أنه لم يهمل الأمور الفقهية وما يتعلق بالترغيب والترهيب والوعظ والإرشاد. طبع الكتاب في سبعة أجزاء متوسطة. وهو متداول مشهور.
النيسابوري1. .... وتفسير الجلالين2، وتفسير الخطيب
1 للإمام الحافظ المفسر المقرئ نظام الدين الحسن بن محمد الحسين الخراساني النيسابوري المتوفى في القرن الثامن من الهجرة، المسمى بـ "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" اختصر النيسابوري في كتابه هذا تفسير الفخر الرازي وهَذَّبَه، كما ضم إليه بعض ما جاء في تفسير الزمخشري وغيره من كتب السابقين. إلى جانب ما ثبت عنده من مرويات الصحابة والتابعين. وأعمل الفكر في كل هذا وعرضه بأسلوب سهل، وعبارة مشرقة، وحقق كثيرًا من المسائل واستدرك فيها على الرازي كما استدرك على الزمخشري، واعتنى بذكر القراءات ونسبتها إلى أصحابها، ويذكر الوقوف وتعليل كل وقف منها، كما يذكر المناسبات بين الآيات وبين السابق واللاحق، واعتنى إلى جانب كل هذا بالأحكام الفقهية، وفصل المذاهب وذكر أدلتها، ولم يَفُتْهُ بعد الانتهاء من تفسير آية أو عدة آيات أن يذكر كثيرًا من الترغيب والترهيب مما يفتح الله به عليه، وهنا تتجلى النزعة الصوفية للإمام النيسابوري رحمه الله. وقد أشار النيسابوري في آخر تفسيره إلى ما جاء في كتابه وإلى المصادر التي استقى منها وهي كثيرة أصيلة في التفسير واللغة وأسباب النزول والفقه والتأويل وغير ذلك؛ فكان كتابه جامعًا لدرر السابقين؛ خاليًا من الحشو ومما لا صلة له بالتفسير. طبع على هامش تفسير ابن جرير الطبري.
2 اشترك في تصنيف هذا التفسير الإمام جلال الدين السيوطي أحمد المحلي الشافعي "791 - 864هـ"، والإمام جلال الدين السيوطي "849 - 911هـ"؛ فقد بدأ المحلي التفسير من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس، ثم فسر سورة الفاتحة، واخترمته المنية قبل أن يتم تفسير القرآن الكريم، وجاء الإمام السيوطي بعده، فَأَتَمَّ تفسير ما لم يفسره المحلي؛ فابتدأ بتفسير سورة البقرة، وانتهى عند آخر سورة الإسراء على منهاج الإمام المحلي، وبهذا أكمل هذا التفسير بجهدي إمامين كبيرين من أئمة القرن التاسع؛ فكان تفسيرهما لطيفًا موجزًا اعتمد فيه المحلي والسيوطي أرجح الأقوال في التفسير، ونبه كل مهما على القراءات المختلفة والمشهورة، وأعربا ما يحتاج إلى إعراب؛ فكان تفسيرًا مختصرًا جامعًا شاملًا لكل ما يحتاج إليه فهم الآيات الكريمة، ومن ثم كثر انتشاره، وعمت فائدته، وتداوله العامة والخاصة، وطبع مرارًا كثيرة، وحظي بعدة حواش. أشهرها حاشية الجمل، وحاشية الصاوي.
الشربيني1، وتفسير أبي السعود2، وتفسير الآلوسي3 وغيرها.
1 المسمى بـ "السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير" للإمام شمس الدين محمد بن محمد الشربيني القاهري الشافعي الخطيب، "- 977هـ" استفاد الخطيب من مصنفات من سبقه، واقتصر في تفسيره على أرجح الأقوال، وإعراب ما يحتاج إليه، وذكر أن ما يذكره من القراءات في تفسيره؛ فهو من القراءات السبع المشهورة، وضمنه الأحاديث الصحاح والحسان ونبه إلى الأحاديث الموضوعة والضعيفة التي استشهد بها بعض السابقين في فضائل السور، وما يكتب لقارئها من الأجر؛ فنراه يتعقب الزمخشري والبيضاوي فيما ذكراه من الأحاديث الموضوعة في فضائل السور؛ إلا أنه وإن أَقَلَّ من ذكر الإسرائيليات؛ لكنه لم يعقب على بعضها، ولم يقصر في بيان مذاهب الفقهاء وذكر أدلتهم. وكان معتدلًا في ذلك، وقد اعتنى إلى جانب هذا بذكر المناسبات بين السور والآيات وبتقرير الأدلة وتوجيهها. طبع الكتاب في أربعة أجزاء كبيرة، وهو مشهور متداول بين أهل العلم، وطبع على هامشه تفسير البيضاوي.
2 وهو الموسوم بـ "إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم" المشهور بِكُنْيَةِ مؤلفه، وهو أبو السعود محمد بن محمد مصطفى العمادي الحنفي "893 - 982هـ"، أحد كبار علماء تركيا ومفتيها، استفاد أبو السعود من مؤلفات من سبقه وأخذ لبابها، وترك حشوها؛ فكان من أحسن التفاسير، قال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني في تفسير أبي السعود:"تفسير رائع ممتاز، يستهويك حسن تعبيره، ويروقك سلامة تفكيره، ويروعك ما أخذ نفسه من تجلية بلاغة القرآن، والعناية بهذه الناحية المهمة في بيان إعجازه مع سلامة في الذوق، وتوفيق في التطبيق، ومحافظة على عقائد أهل السنة، وبعد عن الحشو والتطويل" عن مناهل العرفان ص535 - 536 طبع هذا التفسير مرارًا في خمسة أجزاء.
3 واسم هذا التفسير "روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني" للعلامة المحقق شهاب الدين محمد الآلوسي البغدادي مفتي بغداد "1217 - 1270هـ"، وهذا التفسير من أَجَلِّ التفاسير وأوسعها وأجمها، جمع بين المنقول والمعقول، وأعطى كل بحث حقه من البيان والإيضاح، يبين أسباب النزول والمناسبات بين السور، والمناسبات بين الآيات، ويذكر وجوه القراءات المتواترة وغير المتواترة، كما اهتم بالمسائل الكونية حين فسر الآيات الكونية، وبين وجوه الإعراب وما له صلة بالصناعة النحوية ولم يترك آية من آيات الأحكام؛ إلا بين فيها مذاهب الفقهاء وأدلتهم بروح علمية بعيدة عن التعصب، كما أنه لم يسكت عن أقوال المخالفين لأهل السنة؛ بل فندها وبين وجه الحق، وتتبع الروايات المنكرة والموضوعة وبين زيفها، فخرج كتابه موسوعة علمية تفسيرية قيمة، وإلى جانب هذا لم يفت الإمام الآلوسي أن يبين ما يفهم من النصوص من طريق الإشارة؛ فبعد أن يفرغ من الكلام عن كل ما يتعلق بظاهر الآيات يتكلم عن التفسير الإشاري فيها. طبع الكتاب في ثلاثين جزءًا في المطبعة المنيرية بمصر.