الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثاني: البحث وأصوله
أهمية البحث
…
الفصل الثاني: البحث وأصول.
1-
أهمية البحث:
إن ما يسعد به إنسان القرن العشرين ليس وليد عصره، ولا صدفة أيامه، أو هبة زمانه؛ بل هو ثمرة جهود العلماء والأدباء والحكماء
…
منذ عرف الإنسان الأرض إلى أيامنا التي نحياها بين آلاف الاختراعات، وصخب الآلات، التي تشق الحقول والزارع، وتملأ المعامل والمصانع، تتحف الأسواق، وتغطي الآفاق، تمخر عباب البحر، كما تشق عنان السماء، كل هذا التقدم المادي والرقي الحضاري، والنضج الفكري وليد البحث الدائب والدراسة المستمرة التي تعاقب عليها الباحثون في مختلف ميادين العلم والمعرفة؛ ذلك لأن البحث العلمي ليس مقصورًا على ميدان دون ميدان، أو موقوفًا على جيل دون جيل؛ فالبحث والتجربة والدراسة كما تتناول الميادين العلمية والتطبيقية، تتناول الوسائل والإمكانات التي تقتضيها طبيعة البحث في كل ميدان.
2-
الغاية من البحث:
ولا تخرج الغاية من البحث -وإن اختلفت ميادينه- عن واحد من الأمور الآتية: اختراع معدوم، أو جمع متفرق، أو تكميل ناقص، أو تفصيل مجمل، أو تهذيب مطول، أو ترتيب مخلط، أو تعيين مبهم، أو تبيين خطأ1 وقد يفرع على هذه الغايات غايات أخرى؛ ولكن يمكن أن ترد إلى واحدة من الأمور المذكورة وجميعها تبتغي مزيد الخير للإنسان ومن حوله.
1 قواعد التحديث ص38
3-
تعريف البحث:
ومن ثم اختلف تعريف البحث بين عالم وآخر؛ فبعضهم
يرى أن البحث هو العمل الذي يتم إنجازه لحل، أو محاولة حل مشكلة قائمة ذات حقيقة مادية؛ بينما يرى آخرون أن البحث هو الفحص والتقصي المنظم لمادة أي موضوع من أجل إضافة المعلومات الناتجة إلى المعرفة الإنسانية، أو المعرفة الشخصية، ويرى بعض المربين أن البحث عملية تقصي الحقائق ومعاينتها وتطبيقاتها بالنسبة لمشكلة معينة.
وعرف بعضهم البحث الأدبي بأنه محاولة لاكتشاف المعرفة، والتنقيب عنها وتنميتها وفهمها وتحقيقها بتقص دقيق، ونقد عميق، ثم عرضها عرضًا مكتملًا بذكاء وإدارك.
وبدهي أن يختلف العلماء في تعريف البحث؛ لاختلاف ميادينه وغاياته، ولسنا هنا بصدد استقصاء تلك التعاريف أو مناقشتها؛ فهذا أمر يخرج عن موضوعنا الذي يكفينا منه أن نقف على حد البحث وتعريفه عند بعض العلماء.
وقد يتساءل طالب عن تعريف البحث الديني وحقيقته وحده، والحق أن الإسلام الحنيف يشمل جميع مناحي الحياة الفردية: العقلية والروحية والنفسية، كما يشمل الحياة الاجتماعية بجميع فروعها ودقائقها، من تنظيم الأسرة إلى أكبر ميادين الجماعة بشكلها السياسي والاقتصادي والثقافي وغير ذلك؛ فلا بد من تحديد نوع ذلك البحث الديني حتى يسهل تعريفه؛ فقد يكون البحث في العقيدة، أو التفسير أو الحديث أو الفقه أو الأصول
…
وغير ذلك؛ فالبحث في واحد من هذه العلوم يختلف عن غيره؛ إن كان يربط بينها جميعًا قاسم مشترك هو الكشف عن حقيقة الدين التي لا تتصل بذلك الموضوع؛ فقد يكون البحث في التفسير أو الحديث من الناحية الأدبية فنسحب على ذلك التعريف