الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ج-
أهم مصادر تفسير آيات الأحكام "التفسير الفقهي
":
أفرد بعض الفقهاء آيات الأحكام بالتفسير من غير أن يتعرضوا إلى تفسير القرآن الكريم من أوله إلى آخره كما هو شأن التفاسير السابقة؛ بل اكتفى هؤلاء المفسرون بتفسير آيات الأحكام، وأهم هذه التفاسير:
11-
أحكام القرآن:
لأبي بكر أحمد بن علي الرازي الحنفي المشهور بالجصاص "305 - 370هـ" لقد عرض الجصاص سور القرآن كلها؛ ولكنه لم يتكلم إلا في آيات الأحكام؛ فيذكر الأحكام التي تستنبط من الآيات، وكثيرًا ما يستطرد فيذكر بعض مسائل الفقه وما فيها من خلافيات بين الأئمة، ويذكر الأدلة؛ حتى إنك تشعر وأنت تقرأ تفسير بعض الآيات أنك تقرأ كتابًا في الفقه المقارن لتوسعه في المسائل الفقهية وذكر مذاهب الفقهاء وأدلتهم. طبع الكتاب في ثلاثة
أجزاء كبيرة1. سنة 1347هـ بالمطبعة البهية المصرية وصور أخيرًا في بيروت.
12-
أحكام القرآن:
لأبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي "150 - 204هـ" جَمَعَهُ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي النيسابوري " 458هـ" وقد ذكر البيهقي أن للشافعي كتابًا في أحكام القرآن2؛ ولكنه لم يصلنا، وهذا الكتاب جمعه البيهقي من نصوص الإمام الشافعي في كتبه وكتب أصحابه أمثال المزني والبويطي وأبي ثور
…
ونقلها وأَيَّدَهَا بالسنة الواردة؛ فيذكر الآية ويبين ما يستنبط منها من الأحكام وما روي عن الشافعي فيها، ويعرض ذلك بأسلوب واضح. وقد يتعرض لمناقشة أدلة المخالفين برفق وإنصاف؛ فجاء الكتاب جامعًا لما روي من الأحكام في جل أبواب الفقه على مذهب الشافعي رحمه الله من خلال آيات الأحكام، وهو كتاب قيم جامع لا يستغنى عنه مشتغل في التفسير أو الفقه. طبع في مجلدين متوسطين سنة "1371هـ" بمصر بإشراف السيد عزت العطار الحسيني. كما حققه تحقيقًا واسعًا ومطولًا الشيخ عبد الغني عبد الخالق.
13-
أحكام القرآن:
للإمام القاضي أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد المعافري الأندلسي الإشبيلي المالكي المشهور بابن العربي "468 - 543هـ" يذكر ابن العربي السورة من القرآن الكريم ويذكر عدد آيات الأحكام التي فيها، ثم يشرحها آية آية.. قائلًا
1 لم يتح لنا ضيق الوقت مراجعة جميع هذا التفسير، وقد ذكر الأستاذ محمد حسين الذهبي أن الجصاص كان يتعصب لمذهبه الحنفي كما يحمل على مخالفيه، وذكر أمثلة لذلك، كما ذكر أنه حمل على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ودلل على ذلك انظر التفسير والمفسرون ص106-109 ج3.
2 انظر ص14 ج1 من أحكام القرآن.
الآية الأولى وفيها سبع مسائل "مثلًا"، المسألة الأولى ويذكر المسائل ويفصل القول فيها. والكتاب قيم جامع لولا أن المؤلف يعتسف أحيانًا ويرد على مخالفيه ردودًا لاذعة مقذعة؛ إلى جانب إنصافه الواضح في كتابه؛ ولكن هذا الإنصاف لا يلبث أن تشوبه العاطفة المذهبية في بعض الأحيان فيخرج من الحياد إلى التعصب في بعض المسائل1، ولا بد من الإشارة إلى أنه كثيرًا ما يحتكم إلى اللغة في استنباط بعض المعاني، وأنه لم يخض في الإسرائيليات، ولم يعتمد الأحاديث الضعيفة بل حذر منها. طبع الكتاب طبعة جديدة في أربعة أجزاء بتحقيق علي محمد البجاوي سنة 1376هـ - 1957م بالقاهرة.
14-
الجامع لأحكام القرآن:
للإمام المفسر أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الأندلسي القرطبي "671هـ"، هذا الكتاب من أجمع ما صنف في تفسير آيات الأحكام؛ فقد سلك أسباب النزول والقراءات ووجوه الإعراب وتخريج الأحاديث وبيان غريب الألفاظ القرآنية وما يحتاج إلى بيانه بالاستشهاد بأشعار العرب وغير ذلك مما يزيد في إيضاح واستنباط الأحكام، سلك ذلك في عقد متناسق، وضم إليه كثيرًا من أقوال السلف، ونقل عن بعض من سبقه وعزا كل قول إلى صاحبه، وأفاد في آيات الأحكام بوجه خاص من كتاب أحكام القرآن لابن العربي، وذكر المذاهب الفقهية في آيات الإحكام وألحق بها الأدلة؛ حتى استوفى ما أراد من تفسيره، من غير أن يحشوه بغرائب القصص وضعيف الأخبار من الإسرائيليات وغيرها، ومُطَالِع هذا التفسير يَقِفُ على إمامة القرطبي وإنصافه وعدم تعصبه، كما يقف على مناقشاته العلمية الدقيقة وردوده القوية، وقد طبع هذا
1 انظر أحكام القرآن لابن العربي ص194 ج1 ص318 ج1 وقارن بـ "التفسير والمفسرون" ص118 ج3 وما بعدها.