الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصادق على ألا يعود فيها. ومن تمام التوبة رد المظالم إلى أهلها إن كان هناك مظالم في نفس أو مال أو بشرة أو عرض أو استحلال أهلها منها.
وفق الله المسلمين لما فيه صلاح قلوبهم وأعمالهم ومن علينا وعليهم جميعا بالتوبة النصوح من جميع الذنوب إنه جواد كريم.
السؤال السادس عشر:
ما هو ضابط
المبيت في مزدلفة
وإذا تعذر المبيت واكتفى الحاج بالمرور بها فقط فما حكم حجه؟
الجواب:
يجب على الحاج المبيت بمزدلفة إلى أن ينتصف الليل وإن كمل المبيت وصلى بها الفجر وذكر الله بعد الصلاة واستغفره حتى يسفر كان أفضل وأكمل، ويجوز للضعفة من النساء والشيوخ ومن يلزمهم الدفع في النصف الأخير من الليل؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رخص للضعفة من أهله في ذلك. أما هو صلى الله عليه وسلم فبات بها وصلى بها الفجر وذكر الله بعد الصلاة وهلله واستغفره، فلما أسفر جدا دفع إلى منى والأكمل للحجاج التأسي به صلى الله عليه وسلم في ذلك، وللضعفة الترخيص في الدفع قبل الصبح كما تقدم. ومن ترك المبيت في مزدلفة من غير عذر شرعي وجب عليه دم؛ لكونه خالف السنة، ولقول ابن عباس رضي الله عنهما: من ترك نسكا أو نسيه فيهرق دما. ولا شك أن المبيت في مزدلفة نسك عظيم حتى ذهب بعض أهل العلم إلى أنه ركن من أركان الحج، وذهب بعضهم إلى أنه سنة. وأعدل الأقوال أنه واجب من الواجبات في الحج يجب بتركه دم، مع التوبة والاستغفار ممن ترك ذلك عمدا من غير عذر شرعي.
السؤال السابع عشر:
الشباب المسلم اليوم أحوج ما يكون إلى التفقه في دينه ماذا يرى سماحتكم من أساسيات لهذه الحاجة؟
الجواب:
لا شك أن الشباب وغيرهم في أشد الحاجة إلى التفقه في الدين في كل وقت، وفي هذا الوقت الحاجة أشد وأكبر؛ لكثرة المنحرفين عن الحق وكثرة الدعاة إلى الباطل بأنواع الشبه، فالمسلم شابا وغيره في أشد الضرورة إلى معرفة الحق بأدلته من الكتاب والسنة، وعلى أيدي العلماء المعروفين بالعقيدة الطيبة والسيرة الحميدة والسير على المنهج الإسلامي، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة (1)» خرجه مسلم في الصحيح، والمراد بالعلم هنا هو العلم الشرعي المستفاد من كلام الله سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وقال صلى الله عليه وسلم:«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين (2)» متفق عليه، فوصيتي للشباب بأن يعنى بالدراسة الإسلامية في المدارس والمعاهد والجامعات التي تعنى بذلك.
كما أوصيهم وأوصي جميع المسلمين شيبا وشبابا وذكورا وإناثا أن يهتموا بدينهم وأن يجتهدوا في سماع الحلقات الدينية والبرامج الإسلامية من وسائل الإعلام ومن أهمها برنامج نور على الدرب وبرنامج نداء الإسلام، فهما مفيدان كثيرا، كما أوصي أيضا بالعناية بالكتب الإسلامية، ومن أهمها كتب الحديث الشريف، وكتب المعروفين بالعقيدة الصحيحة والتحقيق في مسائل الخلاف وتأييد الدليل، كشيخ الإسلام ابن تيمية والعلامة ابن القيم والحافظ بن كثير والشيخ محمد بن عبد الوهاب
(1) صحيح مسلم الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار (2699)، سنن الترمذي القراءات (2945)، سنن ابن ماجه المقدمة (225)، مسند أحمد بن حنبل (2/ 252)، سنن الدارمي المقدمة (344).
(2)
صحيح البخاري العلم (71)، صحيح مسلم الإمارة (1037)، سنن ابن ماجه المقدمة (221)، مسند أحمد بن حنبل (4/ 93)، موطأ مالك كتاب الجامع (1667)، سنن الدارمي المقدمة (226).