الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التجانية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه وبعد: فبناء على ما اقترحه سماحة الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد من كتابة مختصر عن الطريقة التجانية وإدراجه في أعمال الدورة العاشرة لمجلس هيئة كبار العلماء - أعدت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بحثا في ذلك ضمنته ما يلي: ا- كلمة عن أحمد التيجاني منشئ هذه الطريقة وعن مصدرها.
2 -
نبذ من عقيدته وعقيدة أتباعه.
3 -
حكم الشريعة فيمن يعتقد هذه العقيدة.
صفحة فارغة
الموضوع الأول
كلمة عن أحمد بن محمد التجاني
وعن مصدر الطريقة التجانية
هو أبو العباس أحمد بن محمد بن المختار بن أحمد بن محمد التجاني، ولد عام 1150 من الهجرة بقرية عين ماضي التي وفد إليها جده محمد، فاستوطن بها وتزوج من قبيلة فيها تدعى تجاني أو تجانا، فكانت أخوالا لأولاده وإليها نسبوا. نشأ أبو العباس بهذه القرية وحفظ بها القرآن ورحل في طلب العلم إلى بلاد عدة، وتأثر في أسفاره بمن التقى به من مشايخ الطرق الصوفية، وأخذ الطريق عن عدة منهم ثم انتهت به رحلاته إلى أبي صيفون، وهناك زعم أنه قد جاءه الفتح وأنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما، وأنه أذن له في تربية الخلق على العموم والإطلاق وأخذ عنه الطريقة الصوفية مشافهة، وأمره أن يترك كل طريق أخذه عن مشايخ الطرق الصوفية اكتفاء بما أخذ عنه صلى الله عليه وسلم مشافهة وعين له النبي صلى الله عليه وسلم الورد الذي يلقنه مريديه وهو الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك سنة 1196 من الهجرة وكمل له الورد بسورة الإخلاص على رأس المائة، ولذا سميت الطريقة الأحمدية والمحمدية كما سميت التجانية نسبة إلى القبيلة التي صاهرها جده محمد فنسبوا إليها.
وزعم أحمد التجاني بعد شهرته أنه شريف ينتهي نسبه إلى
الحسن بن علي بن أبي طالب، ولم يشأ أن يعول في إثبات ذلك على وثائق مكتوبة ولا على أخبار الأعيان والآحاد، بل زعم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة وسأله عن نسبه فأجابه بقوله: أنت ولدي حقا وكررها ثلاث مرات ثم قال له: نسبك إلى الحسن صحيح. اهـ ملخصا من الباب الأول من جواهر المعاني لعلي حرازم (1) ومن الفصل الثامن والعشرين (2) من كتاب الرماح لعمر بن سعيد الفوتي.
هذا وإنه لم يثبت عن الخلفاء الراشدين ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم أن أحدا منهم وهم خير الخلق بعد الأنبياء ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن التشريع قد أكمل في حياته صلى الله عليه وسلم وأن الله قد أكمل للأمة دينها وأتم عليها نعمته قبل أن يتوفى رسوله صلى الله عليه وسلم إليه، قال تعالى {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (3)، فلا شك أن ما زعمه أحمد التجاني لنفسه من رؤية النبي - صلى الله وسلم - يقظة وأنه أخذ عنه الطريقة التجانية يقظة مشافهة. وأنه عين له الأوراد التي يذكر الله بها ويصلي على رسوله بها، لا شك أن هذا من البهتان والضلال المبين.
(1) ص25 - 57 من ج 1
(2)
ص178 - 181 من جـ 1
(3)
سورة المائدة الآية 3